السؤال:
يقولُ: هل يجوز تعليم البنات التَّعليم الدُّنيويّ في المدارس، والجامعات غير المختلطة في مصر، مع الإلتزام بالحجاب والنِّقاب؟ أم هذا من ابتغاء العزَّة في غير دين الله لأنَّهم يتعلَّمون اللُّغات والمواد العلميَّة؟
الجواب:
لا شكَّ أنَّ ابتغاء العزَّة بغير دين الله مذلَّة، لكن! يجبُ أنْ يُفهم هذا في سياقه وفي محلِّه، وعليه لا يجوز أنْ ننزِّل مثل هذه العبارات، ومثل هذه الجُمل في غير محلِّها، حتَّى لا ينبني على ذلك فهمٌ غيرُ دقيقٍ، وغيرُ صحيحٍ؛ فالجواب: تعليم البنات في هذه المدارس الغير مختلطة وفيها إلتزامٌ بالحجاب والنِّقاب لا حرج فيه، كأنَّ السَّائل أُورد عليه هذه الشُّبهة أنَّ هذا التَّعليم فيه ابتغاءُ عزَّةٍ بغير دين الله، وهذا غير صحيحٌ؛ أمَّا الأصل أنْ يعلم النَّاس شريعة الله، ففيها النَّجاة، وفيها الفلاح ولهذا النبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دعى ربَّه فقالَ: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا)، والنبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - يقولُ كما في "الصَّحيحين": ((مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ)). وهذا التَّفقه في الدِّين يقود إلى تحقيق تقوى الله - جلَّ وعلا -.
فنحنُ نقول: الأصل هذا هو التَّعليم، أنْ يكون تعليمًا لشريعة الله – عزَّ وجلَّ -، فيها الخير والفلاح، تعليم الأمور الدُّنيوية الَّتي يحتاجها المسلمون لا حرج منه لتكتفي النَّاس الحاجة إلى غير المسلمين، كعلوم الطِّب مثلًا، والهندسة، والكهرباء، ونحو هذه الأمور الَّتي يحتاجها أهل الإسلام، فلو لم يقم بها أحدٌ من المسلمين يُخشى عليهم مِنَ الإثم، بل هي مِنْ الفروض الكفايات، فلا حرج من التَّعليم، لكن! المهم أنْ يُعلِّموا البنات أيضًا في هذه المدارس دين الله - جلَّ وعلا - فيجمعون بين الخيرين، وكونهم يتعلَّمون اللُّغات والمواد العلميَّة؛ المواد العلميَّة ليست محرَّمة، وتعلم اللُّغة ليس محرمًا، لكن! لا يتعلَّمون اللُّغة ويُضيَّعون لغة القرآن؛ اللُّغة العربية الَّتي بها تُحصّل العلوم الشَّرعيَّة، ولا يتعلَّمون المواد العلميَّة ويُضيَّعون المواد الشَّرعيَّة، فيُجمع ـ كما قلتُ ـ بين الخيرين. واللهُ أعَلَى وأعْلَمُ.
للشيخ : عبدالله بن عبدالرحيم البخاري - حفظه الله تعالى -
فتاوى ميراث الإنبياء
منقول
يقولُ: هل يجوز تعليم البنات التَّعليم الدُّنيويّ في المدارس، والجامعات غير المختلطة في مصر، مع الإلتزام بالحجاب والنِّقاب؟ أم هذا من ابتغاء العزَّة في غير دين الله لأنَّهم يتعلَّمون اللُّغات والمواد العلميَّة؟
الجواب:
لا شكَّ أنَّ ابتغاء العزَّة بغير دين الله مذلَّة، لكن! يجبُ أنْ يُفهم هذا في سياقه وفي محلِّه، وعليه لا يجوز أنْ ننزِّل مثل هذه العبارات، ومثل هذه الجُمل في غير محلِّها، حتَّى لا ينبني على ذلك فهمٌ غيرُ دقيقٍ، وغيرُ صحيحٍ؛ فالجواب: تعليم البنات في هذه المدارس الغير مختلطة وفيها إلتزامٌ بالحجاب والنِّقاب لا حرج فيه، كأنَّ السَّائل أُورد عليه هذه الشُّبهة أنَّ هذا التَّعليم فيه ابتغاءُ عزَّةٍ بغير دين الله، وهذا غير صحيحٌ؛ أمَّا الأصل أنْ يعلم النَّاس شريعة الله، ففيها النَّجاة، وفيها الفلاح ولهذا النبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دعى ربَّه فقالَ: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا)، والنبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - يقولُ كما في "الصَّحيحين": ((مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ)). وهذا التَّفقه في الدِّين يقود إلى تحقيق تقوى الله - جلَّ وعلا -.
فنحنُ نقول: الأصل هذا هو التَّعليم، أنْ يكون تعليمًا لشريعة الله – عزَّ وجلَّ -، فيها الخير والفلاح، تعليم الأمور الدُّنيوية الَّتي يحتاجها المسلمون لا حرج منه لتكتفي النَّاس الحاجة إلى غير المسلمين، كعلوم الطِّب مثلًا، والهندسة، والكهرباء، ونحو هذه الأمور الَّتي يحتاجها أهل الإسلام، فلو لم يقم بها أحدٌ من المسلمين يُخشى عليهم مِنَ الإثم، بل هي مِنْ الفروض الكفايات، فلا حرج من التَّعليم، لكن! المهم أنْ يُعلِّموا البنات أيضًا في هذه المدارس دين الله - جلَّ وعلا - فيجمعون بين الخيرين، وكونهم يتعلَّمون اللُّغات والمواد العلميَّة؛ المواد العلميَّة ليست محرَّمة، وتعلم اللُّغة ليس محرمًا، لكن! لا يتعلَّمون اللُّغة ويُضيَّعون لغة القرآن؛ اللُّغة العربية الَّتي بها تُحصّل العلوم الشَّرعيَّة، ولا يتعلَّمون المواد العلميَّة ويُضيَّعون المواد الشَّرعيَّة، فيُجمع ـ كما قلتُ ـ بين الخيرين. واللهُ أعَلَى وأعْلَمُ.
للشيخ : عبدالله بن عبدالرحيم البخاري - حفظه الله تعالى -
فتاوى ميراث الإنبياء
منقول