قول الإمام الشوكاني : ( معاوية ويزيد لعنهم الله !! ) ورأي الإمام الناقد ربيع المدخلي
يقول الشوكاني : ( وكانوا منقمعين في إمارة زياد وابنه طول مدة ولاية معاوية وابنه يزيد لعنهم الله ، ...)
وفي الكتاب نفسه - باب الصبر على جور الأئمة وترك قتالهم والكف عن إقامة السيف) .
قال : (ولقد أفرط بعض أهل العلم كالكرامية ومن وافقهم على الجمود على أحاديث الباب حتى حكموا بأن الحسين السبط-رضي الله عنه - وأرضاه باغ على الخمير السكير الهاتك لحُرُم الشريعة المطهرة يزيد بن معاوية لعنهم الله ، فيالله العجب من مقالات تقشعر منها الجلود ويتصدع من سماعها كل جلمود .) .
ولا شك أن هذه زلة شنيعة في حق خال المؤمنين ، وكاتب الوحي المنزل من رب العالمين ، وأول ملوك المسلمين وخيرهم ، وقد جُعِل رضي الله عنه ستراً لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فمن كشف الستر اجترأ على ما وراءه .
فجمعني بالشيخ ربيع - حفظه الله - في بيته مجلسٌ علمي حافل بالفوائد والنصائح وكان هذا المجلس منذ ثلاث سنيين تقريباً .
وكان مما جرى فيه الحديث كلام حول الإمام الشوكاني وطعن الحدادية فيه بل تبديعهم إياه .
فدافع الشيخ ربيع عن الإمام الشوكاني وذكر جهاد الشوكاني في اليمن في فترة واليمن ترفس في قيود الانحرافات والاضطرابات والفتن التي أحدثتها الرافضة في عصر الإمام الشوكاني .
وأشاد الشيخ ربيع بالإمام الشوكاني وبكتبه وصبره وجهاده وشجاعته ثم ذكرنا للشيخ قول الشوكاني في معاوية ويزيد !
فتعجب الشيخ ! من هذا الكلام،واستغربه، بل استبعده .
ثم قال لي الشيخ : قم وهات نسختي من النيل .
فقمت وبحثت عن الكتاب ومـوضع الكلام في النيل فوجدت في نسخة الشيخ في الموضع نفسه كلاماً باللون الأحمر استوقفني فقرأته كله فطرت فرحاً إلى الشيخ !
فقد علق الشيخ على نسخته قبل زمن ليس بالقصير ، فأخبرت الشيخ فقال حفظه الله : لا أذكر هذا الكلام وقد نسيت أني علقت على نسختي !
فهو يقول - حفظه الله - كما في نسخته من النيل (7/159) :
( لا أستبعد أن هذا اللعن لمعاوية وابنه يزيد من دس الروافض في هذا الكتاب ، مما يؤكد ما أقول أن سياق كلام الشوكاني يقتضي المدح لا الطعن والذم . وهذا الدس لا يستغرب من الروافض في العصور المتأخرة ، فقد انزعج ابن عباس من دسهم على علي بن أبي طالب في أوائل عهودهم ، انظر مقدمة صحيح مسلم (13) . ويحتمل أن يكون المقصود باللعن الخوارج . ربيع . ) .
وقول الشيخ : انظر مقدمة مسلم (13) .
يريد الشيخ ماذكره الإمام مسلم رحمه الله في مقدمته (13) – طبعة عبد الباقي - :
قال - عليه الصلاة والسلام - حدثنا داود بن عمرو الضبي ، حدثنا نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة ، قال : كتبت إلى ابن عباس أسأله أن يكتب لي كتاباً ويخفي عني . فقال : ولد ناصح . أنا أختار له الأمور اختياراً وأخفي عنه .
قال فدعاه بقضاء علي . فجعل يكتب منه أشياء . ويمر به الشيء فيقول : والله ما قضى بهذا علي إلا أن يكون ضلَّ ).
وإليك صورة التعليق من نسخة الشيخ - حفظه الله - :(أ)
تنبيه : ليس الخط خط شيخنا كما أخبرني هو حفظه الله ، لكن كُتبَ التعليق بإملائه ، بدليل وجود توقيعه (ربيع) .
وبعد هذا التعليق والتحقيق والاستبعاد والتدقيق نقول : صدق الناقد، بل صدق إمام النقد – أعني ابن هادي المدخلي-حفظه الله- فيما استبعده ذباً عن الإمام الشوكاني .
وأخيراً خُدم كتاب النيل على نسخ خطية منها بخط الإمام الشوكاني نفسه ، وبعضها بخط تلاميذه ، وأجاد محمد صبحي حلاق محقق الكتاب في إخراج الكتاب بهيئة رائعة تسر القرّاء .
وفي هذه النسخة المحققة يقول المحقق (13/426) :
تنبيه:في كل طبعات " نيل الأوطار " بلا استثناء جملة "لعنهما الله"(*)
مما دفع كثيراً من العلماء الغيورين لسؤالي عن هذه الجملة هل هي من الشوكاني أو من النُسَّاخ أم ماذا ؟ ! .
وتبرأة للإمام الشوكاني من هذه الجملة أثبت من صورة المخطوط التي كتب بيده عدم وجودها مطلقاً .) اهـ .
قلت : العجيب أن في النسخة التي حققها طارق عوض الله وُجِدَ اللعن في الموضع الأول وهو في نسخته (9/172) ، وأشار في الحاشية أن اللعن يعود إلى الخوارج ، وفي الموضع الثاني حذف اللعن ولم يشر إلى ذلك .
والأعجب من ذلك أنه في مقدمته للكتاب زعم أنه حقق الكتاب على عدة نسخ منها نسخة بخط الدلواني التي أثبت صورتها حلاق كما ستشاهد وليس فيها اللعن !
وإليك صورة النسخة المحققة :(ب)
وختاماً أقول : فهذا من الأدلة وما أكثرها على إمامة الشيخ ربيع
- حفظه الله - في النقد ، فهو حامل راية النقد بحق كما قاله الإمام الألباني - رحمه الله - ولا يحكم بهذا الحكم في حق الإمام الشوكاني إلا رجل قد استقرأ كتب الإمام الشوكاني وغاص في خباياها وعلم من حال الرجل الشيء الكثير .
بدليل أن كثيراً من العلماء الغيورين كما قال المحقق للنيل استشكلوا هذا اللعن ، وأما شيخنا – حفظه الله – لم يتشكل بل استبعد وجزم أنه من دس الروافض فالله درك أيها الربيع !
_____________________________
(*) قول حلاق أن العبارة " لعنهما الله " بالتثنية خطأ بل هي بالجمع في جميع النسخ المطبوعة بحسب اطلاعي .
وكتبه : أبو ربيع عرفات بن حسن بن صالح بن جعفر المحمدي
الأربعاء 14 جمادى الأولى 1428 هـ
منقول من صفحة الشيخ فواز المدخلي حفظه الله
(أ)و(ب) (لم تصلني الصورة) .
بسم الله الرحمن الرحيم
في جميع طبعات نيل الأوطار للإمام الشوكاني ، وفي (كتاب القطع في السرقة - باب قتال الخوارج وأهل البغي ) . يقول الشوكاني : ( وكانوا منقمعين في إمارة زياد وابنه طول مدة ولاية معاوية وابنه يزيد لعنهم الله ، ...)
وفي الكتاب نفسه - باب الصبر على جور الأئمة وترك قتالهم والكف عن إقامة السيف) .
قال : (ولقد أفرط بعض أهل العلم كالكرامية ومن وافقهم على الجمود على أحاديث الباب حتى حكموا بأن الحسين السبط-رضي الله عنه - وأرضاه باغ على الخمير السكير الهاتك لحُرُم الشريعة المطهرة يزيد بن معاوية لعنهم الله ، فيالله العجب من مقالات تقشعر منها الجلود ويتصدع من سماعها كل جلمود .) .
ولا شك أن هذه زلة شنيعة في حق خال المؤمنين ، وكاتب الوحي المنزل من رب العالمين ، وأول ملوك المسلمين وخيرهم ، وقد جُعِل رضي الله عنه ستراً لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فمن كشف الستر اجترأ على ما وراءه .
فجمعني بالشيخ ربيع - حفظه الله - في بيته مجلسٌ علمي حافل بالفوائد والنصائح وكان هذا المجلس منذ ثلاث سنيين تقريباً .
وكان مما جرى فيه الحديث كلام حول الإمام الشوكاني وطعن الحدادية فيه بل تبديعهم إياه .
فدافع الشيخ ربيع عن الإمام الشوكاني وذكر جهاد الشوكاني في اليمن في فترة واليمن ترفس في قيود الانحرافات والاضطرابات والفتن التي أحدثتها الرافضة في عصر الإمام الشوكاني .
وأشاد الشيخ ربيع بالإمام الشوكاني وبكتبه وصبره وجهاده وشجاعته ثم ذكرنا للشيخ قول الشوكاني في معاوية ويزيد !
فتعجب الشيخ ! من هذا الكلام،واستغربه، بل استبعده .
ثم قال لي الشيخ : قم وهات نسختي من النيل .
فقمت وبحثت عن الكتاب ومـوضع الكلام في النيل فوجدت في نسخة الشيخ في الموضع نفسه كلاماً باللون الأحمر استوقفني فقرأته كله فطرت فرحاً إلى الشيخ !
فقد علق الشيخ على نسخته قبل زمن ليس بالقصير ، فأخبرت الشيخ فقال حفظه الله : لا أذكر هذا الكلام وقد نسيت أني علقت على نسختي !
فهو يقول - حفظه الله - كما في نسخته من النيل (7/159) :
( لا أستبعد أن هذا اللعن لمعاوية وابنه يزيد من دس الروافض في هذا الكتاب ، مما يؤكد ما أقول أن سياق كلام الشوكاني يقتضي المدح لا الطعن والذم . وهذا الدس لا يستغرب من الروافض في العصور المتأخرة ، فقد انزعج ابن عباس من دسهم على علي بن أبي طالب في أوائل عهودهم ، انظر مقدمة صحيح مسلم (13) . ويحتمل أن يكون المقصود باللعن الخوارج . ربيع . ) .
وقول الشيخ : انظر مقدمة مسلم (13) .
يريد الشيخ ماذكره الإمام مسلم رحمه الله في مقدمته (13) – طبعة عبد الباقي - :
قال - عليه الصلاة والسلام - حدثنا داود بن عمرو الضبي ، حدثنا نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة ، قال : كتبت إلى ابن عباس أسأله أن يكتب لي كتاباً ويخفي عني . فقال : ولد ناصح . أنا أختار له الأمور اختياراً وأخفي عنه .
قال فدعاه بقضاء علي . فجعل يكتب منه أشياء . ويمر به الشيء فيقول : والله ما قضى بهذا علي إلا أن يكون ضلَّ ).
وإليك صورة التعليق من نسخة الشيخ - حفظه الله - :(أ)
تنبيه : ليس الخط خط شيخنا كما أخبرني هو حفظه الله ، لكن كُتبَ التعليق بإملائه ، بدليل وجود توقيعه (ربيع) .
وبعد هذا التعليق والتحقيق والاستبعاد والتدقيق نقول : صدق الناقد، بل صدق إمام النقد – أعني ابن هادي المدخلي-حفظه الله- فيما استبعده ذباً عن الإمام الشوكاني .
وأخيراً خُدم كتاب النيل على نسخ خطية منها بخط الإمام الشوكاني نفسه ، وبعضها بخط تلاميذه ، وأجاد محمد صبحي حلاق محقق الكتاب في إخراج الكتاب بهيئة رائعة تسر القرّاء .
وفي هذه النسخة المحققة يقول المحقق (13/426) :
تنبيه:في كل طبعات " نيل الأوطار " بلا استثناء جملة "لعنهما الله"(*)
مما دفع كثيراً من العلماء الغيورين لسؤالي عن هذه الجملة هل هي من الشوكاني أو من النُسَّاخ أم ماذا ؟ ! .
وتبرأة للإمام الشوكاني من هذه الجملة أثبت من صورة المخطوط التي كتب بيده عدم وجودها مطلقاً .) اهـ .
قلت : العجيب أن في النسخة التي حققها طارق عوض الله وُجِدَ اللعن في الموضع الأول وهو في نسخته (9/172) ، وأشار في الحاشية أن اللعن يعود إلى الخوارج ، وفي الموضع الثاني حذف اللعن ولم يشر إلى ذلك .
والأعجب من ذلك أنه في مقدمته للكتاب زعم أنه حقق الكتاب على عدة نسخ منها نسخة بخط الدلواني التي أثبت صورتها حلاق كما ستشاهد وليس فيها اللعن !
وإليك صورة النسخة المحققة :(ب)
وختاماً أقول : فهذا من الأدلة وما أكثرها على إمامة الشيخ ربيع
- حفظه الله - في النقد ، فهو حامل راية النقد بحق كما قاله الإمام الألباني - رحمه الله - ولا يحكم بهذا الحكم في حق الإمام الشوكاني إلا رجل قد استقرأ كتب الإمام الشوكاني وغاص في خباياها وعلم من حال الرجل الشيء الكثير .
بدليل أن كثيراً من العلماء الغيورين كما قال المحقق للنيل استشكلوا هذا اللعن ، وأما شيخنا – حفظه الله – لم يتشكل بل استبعد وجزم أنه من دس الروافض فالله درك أيها الربيع !
_____________________________
(*) قول حلاق أن العبارة " لعنهما الله " بالتثنية خطأ بل هي بالجمع في جميع النسخ المطبوعة بحسب اطلاعي .
وكتبه : أبو ربيع عرفات بن حسن بن صالح بن جعفر المحمدي
الأربعاء 14 جمادى الأولى 1428 هـ
منقول من صفحة الشيخ فواز المدخلي حفظه الله
(أ)و(ب) (لم تصلني الصورة) .