خطر الأندية الرياضية للفتيات
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد، فقد تردد في هذا العام 1430هـ مطالبات في الصحف بافتتاح أندية رياضية للفتيات، ونَشرت عن بعض المشايخ إجازة ذلك وفق ضوابط شرعية كما جاء في صحيفة عكاظ بتاريخ 25/6/1430هـ، ولم تلتزم الصحيفة بقيد الضوابط الشرعية إذ نشرت في أعلى الصفحة صوراً لبعض الفتيات وهن يمارسن لعبة كرة القدم، وقد كُتب تحت هذه الصورة عبارة: ((إحدى الفرق النسائية تمارس تدريباتها الخاصة في جدة))، وهذا يوضح أن قيد ((الضوابط الشرعية)) لا قيمة له عند الصحف؛ لأن الفتيات إذا لعبن في مكان خاص بهنَّ ثم نُشرت صورهن في الصحف السيارة كان ذلك غير متفق مع قيد ((الضوابط الشرعية))، ومن المعلوم أن الأندية الرياضية للبنين حصل فيها توسع وانشغال الشباب بالألعاب والمنافسة فيها وانقسام الناس داخل هذه الأندية وخارجها إلى مشجعين، وقد أدى ذلك إلى حصول الخصام والمشاحنة بينهم، وهذا ليس لعباً فقط وإنما هو ترف في اللعب وانهماك فيه، فهل يراد أن تحصل هذه المأساة أيضاً للفتيات؟!
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل حصل السفر من بعض الفتيات إلى الأردن للمباراة مع غيرهن في كرة السلة كما جاء في صحيفة المدينة ـ ملحق الرسالة بتاريخ 19/6/1430هـ ـ، ولم يعدمن من يفتيهن بذلك، فقد ذكرت تلك اللاعبات بأنهن استفتين عدداً من الشيوخ في رغبتهن في السفر والمشاركة باللعب، وإضافة إلى هذا المحذور فقد كان سفرهن بدون محارم، فقد جاء في الصحيفة عن قائدة الفريق أن أسرهن وافقن على لعبهن، كما رافقهن المحارم وقاموا بتوصيلهن بأنفسهم إلى المطار للمشاركة في هذه المباريات!! وكلام هذه القائدة يفيد أن محارمهن لم يبخلوا عليهن بهذه الخدمة وهي إيصالهن إلى المطار!!
ولا شك أن هذا التوسع السريع في هذه الألعاب يبيّن مدى انفلات النساء المبكر في هذا المجال، وأن قيد ((الضوابط الشرعية)) في بعض الفتاوى لا يعدو أن يكون حبراً على ورق، وهذه الأعمال من هؤلاء الفتيات مباينة لقول الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}، فإن لعبهن ونشر صورهن وهن سافرات الوجوه مع بدو شيء من الشعور والسواعد من بعضهن وسفرهن بدون محارم، ومع ما قد يحصل في خارج المملكة من الاختلاط بالرجال أو على الأقل مشاهدتهم للعبهن، كل ذلك مخالف لما جاء في هذه الآية الكريمة.
وإن مما يؤسف له أن صحيفة الوطن بتاريخ 25/3/1430هـ، نشرت صور اثنتي عشرة فتاة سافرات مع الأمير الوليد بن طلال كُتب تحتها: ((الأمير الوليد يتوسط إداريات ولاعبات فريق اتحاد الملوك النسائي لكرة القدم!))، وجاء في الصحيفة: ((بحث الأمير الوليد بن طلال في الرياض أمس مع أعضاء فريق اتحاد الملوك لكرة القدم أول فريق كرة قدم نسائي بالمملكة الوضع العام للفريق وإنجازاته المختلفة والعقبات التي تواجهه، وخلال اللقاء تم توزيع مكافآت نقدية على إدارة ولاعبات الفريق بلغ مجموعها 115 ألف ريال، وذلك لقاء النتائج والبطولات التي حققها الفريق في 20 مباراة مع الفرق المحلية بجدة!!))، ومثل هذه الأعمال من الأمير والفريق والمسئولين عن الصحيفة لا تفيدهم في قبورهم شيئاً بل يخشى عليهم من أضرارها في الدنيا والآخرة.
والواجب على كل مسلم ومسلمة تقوى الله ومراقبته والحذر من الوقوع في أسباب سخطه وعقوبته، ألا فلتتق الله هذه الفتيات اللاتي يسارعن إلى الانفلات، وليتق الله ولاتهن فيهن فلا يمكنوهن من كل شيء يعود عليهن بالضرر في العاجل والآجل في الدنيا والآخرة، وليتق الله من يتسرع في إفتائهن بكل ما من شأنه تيسير حصول الانفلات منهن ولو مع التقييد بالضوابط الشرعية؛ فإن مثل ذلك لا يقدم ولا يؤخر عندهن وعند الصحفيين الذين يحرصون على إبراز ونشر مثل هذه الفتاوى، وليتق الله ولاة الأمر فلا يسمحوا بكل ما من شأنه حصول الانفلات من النساء.
وأما السمنة التي يتكرر ذكرها لتسويغ افتتاح الأندية الرياضية للعب كرة القدم وغيرها فإنه يُسعى للسلامة منها قبل وقوعها والتخلص منها بعد وقوعها بالأخذ بإرشادات الأطباء في تنظيم الأكل وتجنب التوسع في الأطعمة التي تؤدي إليها، وكذلك بالمشي والحركة داخل البيوت وبإحضار بعض الأجهزة التي لا محذور فيها إلى البيوت لاستعمالها فيما يحقق المطلوب، وفي ذلك تحصيل المصلحة والتقيد في الأمر والنهي بقول الله عز وجل: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}.
وأسأل الله أن يوفق المسلمين ذكوراً وإناثاً إلى التمسك بالدين الحنيف والأخلاق الكريمة، وأن يوفق هذه البلاد حكومةً وشعباً إلى الثبات والبقاء على ما كانت عليه من الالتزام بشرع الله والمحافظة على كل خلق كريم والبعد عن كل وصف ذميم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد، فقد تردد في هذا العام 1430هـ مطالبات في الصحف بافتتاح أندية رياضية للفتيات، ونَشرت عن بعض المشايخ إجازة ذلك وفق ضوابط شرعية كما جاء في صحيفة عكاظ بتاريخ 25/6/1430هـ، ولم تلتزم الصحيفة بقيد الضوابط الشرعية إذ نشرت في أعلى الصفحة صوراً لبعض الفتيات وهن يمارسن لعبة كرة القدم، وقد كُتب تحت هذه الصورة عبارة: ((إحدى الفرق النسائية تمارس تدريباتها الخاصة في جدة))، وهذا يوضح أن قيد ((الضوابط الشرعية)) لا قيمة له عند الصحف؛ لأن الفتيات إذا لعبن في مكان خاص بهنَّ ثم نُشرت صورهن في الصحف السيارة كان ذلك غير متفق مع قيد ((الضوابط الشرعية))، ومن المعلوم أن الأندية الرياضية للبنين حصل فيها توسع وانشغال الشباب بالألعاب والمنافسة فيها وانقسام الناس داخل هذه الأندية وخارجها إلى مشجعين، وقد أدى ذلك إلى حصول الخصام والمشاحنة بينهم، وهذا ليس لعباً فقط وإنما هو ترف في اللعب وانهماك فيه، فهل يراد أن تحصل هذه المأساة أيضاً للفتيات؟!
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل حصل السفر من بعض الفتيات إلى الأردن للمباراة مع غيرهن في كرة السلة كما جاء في صحيفة المدينة ـ ملحق الرسالة بتاريخ 19/6/1430هـ ـ، ولم يعدمن من يفتيهن بذلك، فقد ذكرت تلك اللاعبات بأنهن استفتين عدداً من الشيوخ في رغبتهن في السفر والمشاركة باللعب، وإضافة إلى هذا المحذور فقد كان سفرهن بدون محارم، فقد جاء في الصحيفة عن قائدة الفريق أن أسرهن وافقن على لعبهن، كما رافقهن المحارم وقاموا بتوصيلهن بأنفسهم إلى المطار للمشاركة في هذه المباريات!! وكلام هذه القائدة يفيد أن محارمهن لم يبخلوا عليهن بهذه الخدمة وهي إيصالهن إلى المطار!!
ولا شك أن هذا التوسع السريع في هذه الألعاب يبيّن مدى انفلات النساء المبكر في هذا المجال، وأن قيد ((الضوابط الشرعية)) في بعض الفتاوى لا يعدو أن يكون حبراً على ورق، وهذه الأعمال من هؤلاء الفتيات مباينة لقول الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}، فإن لعبهن ونشر صورهن وهن سافرات الوجوه مع بدو شيء من الشعور والسواعد من بعضهن وسفرهن بدون محارم، ومع ما قد يحصل في خارج المملكة من الاختلاط بالرجال أو على الأقل مشاهدتهم للعبهن، كل ذلك مخالف لما جاء في هذه الآية الكريمة.
وإن مما يؤسف له أن صحيفة الوطن بتاريخ 25/3/1430هـ، نشرت صور اثنتي عشرة فتاة سافرات مع الأمير الوليد بن طلال كُتب تحتها: ((الأمير الوليد يتوسط إداريات ولاعبات فريق اتحاد الملوك النسائي لكرة القدم!))، وجاء في الصحيفة: ((بحث الأمير الوليد بن طلال في الرياض أمس مع أعضاء فريق اتحاد الملوك لكرة القدم أول فريق كرة قدم نسائي بالمملكة الوضع العام للفريق وإنجازاته المختلفة والعقبات التي تواجهه، وخلال اللقاء تم توزيع مكافآت نقدية على إدارة ولاعبات الفريق بلغ مجموعها 115 ألف ريال، وذلك لقاء النتائج والبطولات التي حققها الفريق في 20 مباراة مع الفرق المحلية بجدة!!))، ومثل هذه الأعمال من الأمير والفريق والمسئولين عن الصحيفة لا تفيدهم في قبورهم شيئاً بل يخشى عليهم من أضرارها في الدنيا والآخرة.
والواجب على كل مسلم ومسلمة تقوى الله ومراقبته والحذر من الوقوع في أسباب سخطه وعقوبته، ألا فلتتق الله هذه الفتيات اللاتي يسارعن إلى الانفلات، وليتق الله ولاتهن فيهن فلا يمكنوهن من كل شيء يعود عليهن بالضرر في العاجل والآجل في الدنيا والآخرة، وليتق الله من يتسرع في إفتائهن بكل ما من شأنه تيسير حصول الانفلات منهن ولو مع التقييد بالضوابط الشرعية؛ فإن مثل ذلك لا يقدم ولا يؤخر عندهن وعند الصحفيين الذين يحرصون على إبراز ونشر مثل هذه الفتاوى، وليتق الله ولاة الأمر فلا يسمحوا بكل ما من شأنه حصول الانفلات من النساء.
وأما السمنة التي يتكرر ذكرها لتسويغ افتتاح الأندية الرياضية للعب كرة القدم وغيرها فإنه يُسعى للسلامة منها قبل وقوعها والتخلص منها بعد وقوعها بالأخذ بإرشادات الأطباء في تنظيم الأكل وتجنب التوسع في الأطعمة التي تؤدي إليها، وكذلك بالمشي والحركة داخل البيوت وبإحضار بعض الأجهزة التي لا محذور فيها إلى البيوت لاستعمالها فيما يحقق المطلوب، وفي ذلك تحصيل المصلحة والتقيد في الأمر والنهي بقول الله عز وجل: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}.
وأسأل الله أن يوفق المسلمين ذكوراً وإناثاً إلى التمسك بالدين الحنيف والأخلاق الكريمة، وأن يوفق هذه البلاد حكومةً وشعباً إلى الثبات والبقاء على ما كانت عليه من الالتزام بشرع الله والمحافظة على كل خلق كريم والبعد عن كل وصف ذميم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عبد المحسن بن حمد العباد البدر