*****
مطوية / المراة في الاسلام وغيره من المجتمعات
فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى


نسخة للطبع المنزلي بالابيض والاسود
سهلة للطبع العادي او النسخ -فوتوكوبي-
*****


*****
الخطبة الأولى |
|||
أما بعد: أيها الناس: اتقوا الله بامتثال أو امره، واجتناب ما نهاكم عنه لعلكم ترحمون وتفلحون. عباد الله: سيكون حديثي معكم عن موضوع شغل بال الإنسانية قديما وحديثا، وقد جاء الإسلام بالفصل فيه ووضع له الحل الكافي والدواء الشافي، ألا وهو موضوع المرأة، لأن أهل الشر اتخذوا من هذا الموضوع منطلقا للتضليل والخداع عند من لا يعرف وضع المراة في الجاهلية ووضعها في الاسلام، ووضعها عند الامم الكفرية المعاصرة. فقد كانت المرأة في الجاهلية، تعد من سقط المتاع لا يقام لها وزن، حتى بلغ من شدة بغضهم لها إنذاك أن أحدهم حينما تولد له البنت يستاء منها جدا ويكرهها ولا يستطيع مقابلة الرجال من الخجل الذي يشعر به. ثم يبقى بين امرين اما ان يترك هذه البنت مهانة، ويصبر هو على كراهيتها وتنقص الناس له بسببها. وإما أن يقتلها شر قتله، بأن يدفنها وهي حية ويتركها تحت التراب حتى تموت، وقد ذكر الله ذلك عنهم في قوله تعالى: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() نعم لقد جاء الإسلام والمرأة على هذا الوضع السيء، فأنقذها منه وكرمها، وضمن لها حقوقها، وجعلها مساوية للرجل في كثير من الواجبات الدينية، وترك المحرمات وفي الثواب والعقاب، وعلى ذلك قال: ![]() ![]() ![]() ![]() وفضل الله الرجل على المراة في مقامات، ولأسباب تقتضي تفضيله عليها، كما في الميراث والشهادة والدية والقوامة والطلاق، لأن عند الرجل من الاستعداد الخلقي ما ليس عند المراة وعليه من المسؤولية في الحياة ما ليس على المراة، كما قال تعالى: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() أما وضعها في المجتمعات الكافرة، والمجتمعات التي تتسمى اليوم بالإسلام، وهي تستورد نظمها وتقاليدها من الكفار، إن وضعها اليوم في هذه المجتمعات أسوأ بكثير من وضعها في الجاهلية الأولى، فقد جعلت فيها المرأة سلعة رخيصة تعرض عارية، أو شبه عارية أمام الرجال في مواطن تجمعهم على شكل خادمات في البيوت وموظفات في المكاتب، وممرضات في المستشفيات، ومضيفات في الطائرات والفنادق، ومدرسات للرجال في دور التعليم، وممثلاث في أفلام التلفزيون والسينما والفديو، وإذا لم يمكن ظهور صورتها في هذه الوسائل جاؤوا بصوتها في الراديو مذيعة أو مطربة، وإلى جانب اظهار صورتها المتحركة في وسائل الاعلام المرئية يظهرون صورتها الفوتوغرافية في الصحف والمجلات، بل وعلى أغلفة السلع التجارية، فيختارون أجمل فتاة يجدونها ويضعون صورتها على هذه الصحف والمجلات السيارة أو على غلفة السلع التجارية؛ ليتخذوا منها دعاية لترويج صحفهم وبضائعهم، وليغروا أهل الفساد الخلقي بفسادهم وليفتنوا الأبرياء، وهكذا أصبحت المرأة سلعة رخيصة تعرض في كل مناسبة، لقد ظلموا المرأة فسلبوها حقها الشرعي فمنعوا قوامة الرجل عليها بالإنفاق والرعاية. وعزلوها من ولايتها على البيت وتربية الأولاد وتكوين الأسرة، وهكذا قطعوا عنها كل الروافد التي تعينها على أداء وظيفتها في الحياة حتى اضطروها للخروج لطلب لقمة العيش ولو على حساب عفافها وانتهاك عرضها عند كل فاجر وماجن وحملوها القيام بعمل الرجل، وخلعوا عنها لبأس الستر، وتركوها عارية مظهرة لمفاتن جسمها، تنفذها سهام الأنظار المسمومة من كل جانب، كانت على شاطئ السلامة وبر الأمان، بعيدة عن متناول الأيدي ومماسة الرجال، فقذفوها في بحار الإختلاط المغرقة عرضة للأيدي الآثمة ومطمعا للنفوس الإمارة بالسوء، حرموا ما أحل الله وأحلوا ما حرّم الله في حقها، فمنعوا تعدد الزوجات، الذي هو عين المصلحة للنساء بحيث يتحمل الرجل القوامة على أكبر قدر ممكن منهن، إذ من المعلوم أن عدد النساء في المجتمعات أكثر من عدد الرجال مع ما يعتبر الرجال ويتعرضون له من الأخطار التي تقلل عددهم، فقصروا الرجل على واحدة وتركوا البقية منهن أيامى معرضات للفساد والافساد، قد يتأكلن بأعراضهن، أو يزاولن الأعمال الشاقة مشردات عن البيوت يبحثون عن العمل الذي يعشن من ورائة ولو في بلاد بعيدة عن أو طانهن. فيسافرن بلا محارم ويعشن غريبات بين أجانب، ويتهددهن الخطر من كل جانب، وهكذا قطع أعداء الله وأعداء الإنسانية عن هذه المرأة المسكينة كل روافد الحياة السعيدة وجردوها من كل حقوقها الإجتماعية ليكونوا منها وسيلة للفساد،وآلة للدمار. وقد تعجبون حين تعلمون أنهم مع هذه الجرائم التي إرتكبوها في حق المرأة، يدعون أنهم أنصارهم والمدافعون عن حريتها والمنادون بالمطالبة بحقوقها مغررين بها كما غرر إمامهم إبليس بالأبوين عليهما السلام حين قاسمهما: ![]() ![]() ![]() ![]() أيها المسلمون: تنبهوا لدسائس اعدائكم ولمخططاتهم للقضاء عليكم، ومن أعظم ذلك موضوع المرأة الذي اتخذوه سلاحا ضدكم يشهره في وجوهكم بعض المخدوعين من أبنائكم. فأخرسوا هذه الالسن الملوثة، وحطموا هذه الأقلام المشبوهة، التي تنفث هذه السموم بينكم، واعرفوا من أين جاءت فسدوا طريقها عنكم، فإن عندكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ولن تغلبوا، وهو كتاب الله وسنة رسوله ودين الاسلام، وليس عندهم إلا الكذب والتدجيل والخداع، فاحمدوا الله على نعمه واسالوه الثبات على دينه والسلامة من شر الفتن. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: ![]() ![]() |
|||
الخطبة الثانية |
|||
الحمد لله رب العالمين، هدانا للإسلام، وجعلنا به خير أمة اخرجت للناس إن نحن تمسكنا به، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا. أما بعد: أيها الناس: اتقوا الله تعالى في نسائكم، فانكم مستحفظون عليهن، وأي خلل يقعن فيه فإنتم المسؤولون عنه، إننا نرى ونسمع عن وضع النساء في مجتمعنا شيئا مؤسفا ومؤذنا بخطر كبير، من ذلك التساهل في أمر الحجاب خصوصا من الشابات اللآتي اعتدن الخروج، يخرجن في ملابس ضيقة ويكشفن عن أكفهن واذرعهن وربما عن وجوههن في معارض الاقمشة وعند الصاغة ومحلات تفصيل الملابس. كأن اصحاب هذه المحلات من محارمهن. وهذا منكر لا يجوز السكوت عليه. ومنهن من تضع على وجهها غطاء شفافا لا يستر ما وراءه. وانتم – يا عباد الله – تعلمون ما اصاب بني اسرائيل من العقوبة بسبب اهمال نسائهم. وأمر اخر فشى في مجتمعنا وهو امر مخيف وهو عزوف النساء عن الزواج بحجة أن بعضهن تريد اكمال دراستها. وبعضهن قد توظفن ولا يردن التخلي عن وظائفهن، والبعض الآخر عزف عن الزواج تأثرا بالدعايات السيئة المرئية والمسموعة التي تنفر من تعدد الزوجات ومن تزويج كبار السن. وتزويج من له والد كبير السن أو والدة. وهكذا يصورون الزواج في هذه الحالات بصورة سيئة ويتخيلون له مشاكل مكذوبة، اضافة إلى أن من الأولياء مَن يمنع موليته من الزواج بكفئها، ومثل هذا قد يبتلى بتزويج من لا يصلح لموليته خلقيا ودينيا فتحدث المشاكل، وقد كثر تشكي النساء من بعض الازواج غير الأكْفاء،فهذه تقول: إن زوجها لا يصلي أو أنه يأمرها بخلع الحجاب، وأخرى تقول: إن زوجها يريد ان يستمتع منها في المحل الذي حرمه الله، وأخرى تقول: أن زوجها يجامعها في نهار رمضان. وكل هذه الجرائم سببها عدم اختيار الكفء الصالح عند التزويج. فاتقوا الله – أيها المسلمون – في نسائكم واحفظوا فيهن وصية الله ووصية رسوله، قال تعالى: ![]() ![]() ![]() |