لقد سمعت امرأة من إحدى الدول العربية تقول بأنها تزور قبر أبيها وذلك في المقبرة الموجودة ببلدها، وإنني قلت لها: إن هذا لا يجوز، وإن الله سبحانه وتعالى لعن زائرات القبور، واستدليت لها ببعض الآيات القرآنية، وقالت: إنها لا تفعل شيئاً محرماً سوى أنها تقرأ القر
الصواب الذي عليه المحققون من أهل العلم أن الزيارة مختصة بالرجال، وأن النساء ليس لهن زيارة القبور لما ثبت عنه- عليه الصلاة والسلام- :(أنه لعن زائرات القبور) جاء هذا من حديث أبي هريرة ومن حديث حسان بن ثابت ومن حديث ابن عباس - رضي الله عنهم-، فالواجب على المرأة التي ذكرتِ أن تدع هذه الزيارة، وأن تدعو لأبيها في بيتها وفي كل مكان بالمغفرة والرحمة إذا كانا ماتا على الإسلام والحمد لله، ولا حاجة إلى الزيارة الدعاء بحمد الله متيسر في كل مكان تدعو له، تستغفر له، تتصدق عنه فيما يسر الله من المال للفقراء والمحاويج، تحج عنه، تعمتر عنه كل هذا طيب، أما الزيارة لقبره فلا ينبغي لها بل لا يجوز لها ذلك؛ لأن الحديث الصحيح دل على منعها في حق النساء، بل اللعن في ذلك، وهذا يدل على أنه هذا من الكبائر، نعم ذهب بعض العلماء إلى الترخيص في الزيارة لكنه قول مرجوح، كانت الزيارة ممنوعة ل لجميع الرجال والنساء أول ما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة، ثم جاءت الرخصة عامة، ثم خص النبي - صلى الله عليه وسلم – النساء بالمنع لحكمة بالغة، وبقي الرجال على الرخصة، أما النساء فجاء المنع في حقهن، والحكمة في ذلك والله أعلم أنهن قليلات الصبر، قد لا يصبرن عند رؤية القبور ورؤية الآباء والأمهات، قد يجزعن وينحن، والأمر الثاني من الحكمة أن المرأة فتنة، وقد يكون ذهابها إلى المقبرة من أسباب الفتنة للرجال، فينبغي لها أن تبتعد عن أسباب الفتنة، فالحاصل أن الواجب على المرأة عدم الزيارة للقبور، أما كون الحكمة كذا أو كذا فهذا محل نظر، والواجب علينا تقبل أحكام الله والرضا بها والأخذ بها وإن لم نعرف الحكمة، المهم أن نأخذ بأمر الله وأن ننتهي عن نهي الله، فإذا ثبت لنا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم – لعن زائرات القبور، وجب على النساء ترك ذلك، أما الحكمة فيحتمل أن الحكمة أنها فتنة وأن يخشى أن تفتتن أو يفتتن بها في المقابر، وقد تختلط بالزوار، ويحتمل غير ذلك أنها قد لا تصبر تجزع عند النظر إلى القبور، وقد يصبها شيء من الجزع يحتمل أن هناك حكم أخرى لا نعرفها، فالواجب علينا الأخذ بما قاله الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، والامتثال في الأوامر والنواهي وإن لم نعرف الحكمة، هذا هو الواجب على المرأة وعلى غيرها في مثل هذا أن تترك الزيارة في القبور، أما الدعاء للميت والترحم عليه، والصدقة عنه فهذا أمر مطلوب وفي إمكانها أن تفعل ذلك في بيتها وفي كل مكان الدعاء والصدقة، والحج، والعمرة، وقضاء الدين، هذه الأمور تنفع الميت، والحمد لله.
سماحة الشيخ :عبدالعزيز بن باز رحمه الله وغفر له
الصواب الذي عليه المحققون من أهل العلم أن الزيارة مختصة بالرجال، وأن النساء ليس لهن زيارة القبور لما ثبت عنه- عليه الصلاة والسلام- :(أنه لعن زائرات القبور) جاء هذا من حديث أبي هريرة ومن حديث حسان بن ثابت ومن حديث ابن عباس - رضي الله عنهم-، فالواجب على المرأة التي ذكرتِ أن تدع هذه الزيارة، وأن تدعو لأبيها في بيتها وفي كل مكان بالمغفرة والرحمة إذا كانا ماتا على الإسلام والحمد لله، ولا حاجة إلى الزيارة الدعاء بحمد الله متيسر في كل مكان تدعو له، تستغفر له، تتصدق عنه فيما يسر الله من المال للفقراء والمحاويج، تحج عنه، تعمتر عنه كل هذا طيب، أما الزيارة لقبره فلا ينبغي لها بل لا يجوز لها ذلك؛ لأن الحديث الصحيح دل على منعها في حق النساء، بل اللعن في ذلك، وهذا يدل على أنه هذا من الكبائر، نعم ذهب بعض العلماء إلى الترخيص في الزيارة لكنه قول مرجوح، كانت الزيارة ممنوعة ل لجميع الرجال والنساء أول ما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة، ثم جاءت الرخصة عامة، ثم خص النبي - صلى الله عليه وسلم – النساء بالمنع لحكمة بالغة، وبقي الرجال على الرخصة، أما النساء فجاء المنع في حقهن، والحكمة في ذلك والله أعلم أنهن قليلات الصبر، قد لا يصبرن عند رؤية القبور ورؤية الآباء والأمهات، قد يجزعن وينحن، والأمر الثاني من الحكمة أن المرأة فتنة، وقد يكون ذهابها إلى المقبرة من أسباب الفتنة للرجال، فينبغي لها أن تبتعد عن أسباب الفتنة، فالحاصل أن الواجب على المرأة عدم الزيارة للقبور، أما كون الحكمة كذا أو كذا فهذا محل نظر، والواجب علينا تقبل أحكام الله والرضا بها والأخذ بها وإن لم نعرف الحكمة، المهم أن نأخذ بأمر الله وأن ننتهي عن نهي الله، فإذا ثبت لنا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم – لعن زائرات القبور، وجب على النساء ترك ذلك، أما الحكمة فيحتمل أن الحكمة أنها فتنة وأن يخشى أن تفتتن أو يفتتن بها في المقابر، وقد تختلط بالزوار، ويحتمل غير ذلك أنها قد لا تصبر تجزع عند النظر إلى القبور، وقد يصبها شيء من الجزع يحتمل أن هناك حكم أخرى لا نعرفها، فالواجب علينا الأخذ بما قاله الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، والامتثال في الأوامر والنواهي وإن لم نعرف الحكمة، هذا هو الواجب على المرأة وعلى غيرها في مثل هذا أن تترك الزيارة في القبور، أما الدعاء للميت والترحم عليه، والصدقة عنه فهذا أمر مطلوب وفي إمكانها أن تفعل ذلك في بيتها وفي كل مكان الدعاء والصدقة، والحج، والعمرة، وقضاء الدين، هذه الأمور تنفع الميت، والحمد لله.
سماحة الشيخ :عبدالعزيز بن باز رحمه الله وغفر له