بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
[منَ الرَّجزِ ]
أقُولُ منْ بعدِ افْتِـتَـاحِ القَـوْلِ ............ بِحَمْدِ ذِي الطَّوْلِ شَدِيدِ الحوْلِ
وبَـعْـدَه فَـأَفْـضَــلُ السَّــلامِ ............ عَـلَى الـنَّـبِـيِّ سَـيِّــدِ الأنَــامِ
وآلِـــهِ الأَطْــهَـارِ خَـــيْرِ آلِ............ فافْـهَمْ كَلامي واسْتَمِـعْ مَقالي
يا سَائِلي عنِ الكلامِ الـمُنتَـظِمْ............ حَـدًّا ونَوْعًا وإلى كَمْ يـَنْـقَسِمْ
اسْمَعْ هُـدِيتَ الرُّشْدَ ما أَقُـولُ............ و افْهَمْـهُ فَهْمَ مَنْ لَـهُ مَعْـقُولُ
حدُّ الكَـلامِ ما أفادَ الـمُسْتَمِـعْ............ ( نَحْو اسْتَمِـعْ فائِدةً ثُمَّ اتَّبِـعْ )
[منَ الرَّجزِ ]
أقُولُ منْ بعدِ افْتِـتَـاحِ القَـوْلِ ............ بِحَمْدِ ذِي الطَّوْلِ شَدِيدِ الحوْلِ
وبَـعْـدَه فَـأَفْـضَــلُ السَّــلامِ ............ عَـلَى الـنَّـبِـيِّ سَـيِّــدِ الأنَــامِ
وآلِـــهِ الأَطْــهَـارِ خَـــيْرِ آلِ............ فافْـهَمْ كَلامي واسْتَمِـعْ مَقالي
يا سَائِلي عنِ الكلامِ الـمُنتَـظِمْ............ حَـدًّا ونَوْعًا وإلى كَمْ يـَنْـقَسِمْ
اسْمَعْ هُـدِيتَ الرُّشْدَ ما أَقُـولُ............ و افْهَمْـهُ فَهْمَ مَنْ لَـهُ مَعْـقُولُ
حدُّ الكَـلامِ ما أفادَ الـمُسْتَمِـعْ............ ( نَحْو اسْتَمِـعْ فائِدةً ثُمَّ اتَّبِـعْ )
أيِ : اتَّبِعْها بِالعَملِ بِها ، نَعمْ ؛ فإذَا كانتْ فائِدةُ الفائدةِ ـ كما قُلتُ في الحلقةِ الثَّانيةِ ـ أن نَستفيدَ منَ الفائدةِ ؛ فالاسْتِفادةُ أنْ نَعملَ بما اسْتَفدْناه منَ الفائِدةِ !
نَسألُ اللهَ جلَّ وعلَا أنْ يَجْعلَ ما نُسْمِعُكمْ كلامًا منتَظِمًـا داخِلًا في حدِّ الحريِريِّ مُوفِـيًا لِشَرْطِه ؛ مُفيدًا لِـمُستَمِعِه وقائِـلِه ، وكاتِبِـهِ وقارِئِـهِ .
نبقَى معَ فائدةِ الحلْقةِ :
حدَّثَ العلَّامةُ المحدِّثُ الأديبُ المتفَـنِّنُ الدُّكتورُ ( محمَّد تَقيّ الدِّين الهلاليُّ ) رحمَه اللهُ تعالى عنْ شَيخِه العلَّامةِ المحدِّثِ الفقيهِ الطَّبيبِ ( عبدِ الرَّحْمٰنِ المباركْفُورِيِّ ) صاحبِ ( تحفةِ الأحوَذِيِّ ) رحمَه اللهُ تعالى قالَ :
( وفي مُدَّةِ إقامتِي بِمُبارَكْفُور ألْزَمني بإلْحاحٍ شَدِيدٍ أنْ أكونَ ضَيْفًا عِندَه ، فلَمْ أدْخُلْ قَطُّ مَطْعَـمًا ، ولا اشْتَرَيْتُ طعامًا ، ولـمَّا حانَ وَقتُ سَفَرِي عزَمْتُ أنْ أُسافِرَ بِطَريقِ سِكَّـةِ الحديدِ الضَّيِّـقَةِ الَّتي تَمتدُّ مِن ( مُبارَكْفُور ) إلى ( أعْظَمْ كرهْ ) ـ وهيَ قَصَبةُ تِلكَ النَّاحيَـةِ ـ فقالَ لي رحمَه اللهُ تعالى : ( لا تُسافِرْ في القِطارِ إلى ( أعظمْ كره ) ؛ فإنَّ رجُلَيْنِ مِنْ أَصْحابِنا يُريدانِ أنْ يُسافِرا إليها على عربةٍ يجُرُّها فَرَسٌ ، فسافِرْ معَهُما ؛ فإنَّ ذٰلِكَ أَسْهلُ علَيْكَ ) .
وكانَ الرَّجُلانِ قدْ عَزما على السَّفَرِ في مُنتَصَفِ اللَّيْلِ ، فأردتُ أنْ أُودِّعَه بَعدَ فراغِنا منَ العَشَاءِ فأَبَى ، وقالَ لي : ( لا بُدَّ أنْ أَخْرُجَ لِوداعِكَ ) ، قُلْتُ لَه : ( إنَّ ذٰلِكَ يَشُقُّ علَيْكَ ، ويمنَعُكَ مِن النَّومِ ) ، فقالَ : ( لا بُدَّ مِن ذٰلِكَ ) .
فلمَّا حانَ الوَقْتُ أخَذْتُ حقيبَتي وخرَجْتُ منَ المسجِدِ منَ المقْصُورةِ الَّتي كُنْتُ أسْكُنُ فيها فوَجَدتُه قَدْ خرَجَ مِنْ بَـيْـتِه ، وسِرْنا معًا ـ نتحدَّثُ ـ إلى المكانِ الَّذي ينتظِرُنا فيه ذانِكَ الرَّجُلانِ بِعَرَبَتِهما .
وحينئِذٍ وَضَعَ يدَه في يَدي ، وقالَ : ( أسْتَوْدِعُ اللهَ دينَكَ وأمانتَكَ وخواتيمَ عملِكَ ، زوَّدَكَ اللهُ التَّقْوى ، ويسَّرَ لكَ الخيْرَ أينَما توجَّهْتَ ) ، و دَسَّ في يَدِي ورقَةً ظنَنْتُها نقْدِيَّـةً ؛ فرَدَدْتُها علَيْه ، وقُلْتُ لَه : ( جزاكَ اللهُ خَيْرًا ؛ لَقَدْ بالَغْتَ في الحفاوةِ بي وإكرامي ، فلا حاجةَ لي بِهٰذَا ) ، فأخَذَ بيَدِي وسارَ بي بَعيدًا منَ الرَّجُلَيْنِ ثُمَّ أَجْهَشَ بِالبُكاءِ ! بُكاءً شَدِيدًا جِدًّا ، وصَارَ يَقُولُ ـ والعَبْرةُ تَخنُقُه ـ : ( اقْبَلْ مِنِّي ! اقْبَلْ مِنِّي ! ) .
فاختَطَفْتُ الوَرَقَةَ ، وقَدِ اشْعَرَّ جِلْدِي ممَّا رأيْتُ مِنْ بُكائِه ، ونَدِمْتُ ندامةَ الكُسَعِيِّ على رَدِّي علَيْه تِلْكَ الورقَةَ ، الَّذي سبَّبَ لَه ذٰلِكَ البُكاءَ الشَّديدَ ، وسألتُه العَفْوَ والمغْفِرةَ ، فعفا عنِّي ، ومسَحَ دُمُوعَه ، وبَقيَ هُنَيْهةً حتَّى رَجَعَ إلى حالِه المعتادةِ ، فأخَذَ بِيَدِي ، وتوجَّهْنا إلى العَربةِ ، فودَّعْتُه ، ورَكِبْتُها .
ولَـمْ تُفارِقْني تِلْكَ القُشَعْرِيرَةُ والتَّأثُّـرُ بِذٰلِكَ المشْهدِ حتَّى طلَعَ الفَجْرُ ، ونَزَلْنا لِلصَّلاةِ ، فتقدَّمْتُ فَصَلَّيْتُ إمامًا بِالرَّجُلَيْنِ ، فلمَّا بدأْتُ القِراءَةَ غلَبَ علَيَّ البُكاءُ ، بِسَبَبِ ذٰلِكَ المشْهدِ الَّذي لمْ يَزُلْ مِنْ خَيالي ) انتَهى النَّقْلُ .
فانظُرُوا ـ يا رعاكمُ اللهُ ـ ما بلغَ هٰذا الشَّيخُ منَ السَّخاءِ ، وما بلغَ بِه السَّخاءُ !
رأينا منْ وصَلَ منَ السَّخاءِ والجودِ والكرمِ أنْ يفْرحَ بِالبَذْلِ والإنفاقِ فرحَ المعْطَى الممنُوحِ ؛ يُشْرِقُ وجهُهُ ويسْتَنيرُ إذا رأى طالِبَ حاجةٍ مُقْبِلًا عليْه ، فإذا وصلَه هشَّ لَه وبشَّ ، وحيَّاه ورحَّبَ ، بما يكفي عنِ العطاءِ الجزيلِ ، فما ظنُّكَ بِعطائِه بعدُ ؟!
[ من الطَّويلِ ]
تَــرَاهُ إذا مَـا جِـئْــتَـهُ مُتَـهَـلِّـلًا..........كأنَّـكَ تُعطِـيـهِ الَّذي أنتَ سائِـلُهْ
إذا مَـا أتَـوْا أبْـوابَـه قَـالَ مَرْحَـبًا..........لِـجُوا البابَ حتَّى يأتيَ الجوعَ قاتِلُهْ
فلوْ لَـمْ يَكُنْ في كَـفِّـهِ غيرُ نَـفْسِه..........لَـجَـادَ بِـها فَـلْـيَـتَّـقِ اللهَ سائِـلُـهْ
تَــرَاهُ إذا مَـا جِـئْــتَـهُ مُتَـهَـلِّـلًا..........كأنَّـكَ تُعطِـيـهِ الَّذي أنتَ سائِـلُهْ
إذا مَـا أتَـوْا أبْـوابَـه قَـالَ مَرْحَـبًا..........لِـجُوا البابَ حتَّى يأتيَ الجوعَ قاتِلُهْ
فلوْ لَـمْ يَكُنْ في كَـفِّـهِ غيرُ نَـفْسِه..........لَـجَـادَ بِـها فَـلْـيَـتَّـقِ اللهَ سائِـلُـهْ
بلْ إنَّكَ ترَى السَّخيَّ بِالطَّبْعِ يبادِرُ ضَيفَه بالمحادثَةِ والملاطفةِ قبلَ أنْ يَسْتَـقِـرَّ عندَه ؛ يُطْمَئِنُه إلى أنَّ حقَّه موفًى ، وقَصْدَه متَمَّمٌ ، فيُبْدي لَه مِنْ فرَحِه بِه وحُبُورِه قبلَ أنْ يَسْعَى في تَيْسيرِ أمُورِه ما يملأُ قلبَه قبلَ أن يملأَ عِيَـبَـه .
[ من الطَّويلِ ]
أُضَاحِـكُ ضَيْـفِـي قَبلَ إنْـزالِ رَحْلِـهِ ......ويُخْصِـبُ عِنـدِي والـمَحَـلُّ جَـدِيبُ
وما الخِصْبُ لِلأَضْيافِ أنْ يَكثُرَ القِرَى.......ولٰـكِـنَّـمَـا وَجْـهُ الكَـرِيـمِ خَصِـيبُ
أُضَاحِـكُ ضَيْـفِـي قَبلَ إنْـزالِ رَحْلِـهِ ......ويُخْصِـبُ عِنـدِي والـمَحَـلُّ جَـدِيبُ
وما الخِصْبُ لِلأَضْيافِ أنْ يَكثُرَ القِرَى.......ولٰـكِـنَّـمَـا وَجْـهُ الكَـرِيـمِ خَصِـيبُ
فَمَنْ هٰذَا حالُه قبلَ العَطاءِ تراهُ في العَطاءِ مُقَصِّرًا ؟! أمْ تحسِبُه بَعدَ العَطاءِ نادِمًا مُتحسِّرًا ؟! أمْ تجِدُه مانًّا بِعطائِه ، مُدِلًّا بِسَخائِه ؟!
ما أراهُ بِحالِه هٰذِه إلَّا يقُولُ لطالِـبِـهِ إنَّـه هوَ في الواقِـعِ صاحِبُ المنّ ؛ لإحسانِه بِه الظَّنّ ، وأنَّ الفَضْلَ على الحقيقةِ لَـه ؛ إذْ رآه أهْـلًا لِـما بِه أنزَلَـه.
فإذَا لَـمْ يكُنْ لَديْهِ ما يسُدُّ بِه حاجةَ قاصِدِه ، وكانَ المحلُّ ـ كما قالَ ـ جديبًا ردَّه ردًّا جَمِـيلًا ، قالَ تعالَى : (( وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ )) .
[ من البسيطِ ]
لا خَيْـلَ عِنْـدَكَ تُهدِيهـا ولا مالُ ......... فلْيُسْعِدِ النُّطْقُ إِنْ لَمْ يُسْعِدِ الحالُ
لا خَيْـلَ عِنْـدَكَ تُهدِيهـا ولا مالُ ......... فلْيُسْعِدِ النُّطْقُ إِنْ لَمْ يُسْعِدِ الحالُ
فللَّهِ ما أرْحَبَ هٰذه النَّـفْسَ ، وما أوْسَعَ هٰذا القَـلْبَ !
[ من الطَّويلِ ]
هُوَ البَحْـرُ منْ أيِّ النَّواحِي أتَـيْـتَه .........فلُجَّتُـهُ الـمَعْرُوفُ والـجُودُ ساحِلُهْ
هُوَ البَحْـرُ منْ أيِّ النَّواحِي أتَـيْـتَه .........فلُجَّتُـهُ الـمَعْرُوفُ والـجُودُ ساحِلُهْ
ولَا تسَلْ بَعْدَ ذٰلِكَ عنْ راحَةِ البالِ ، وسَعادةِ العَيْشِ ، وجمالِ الحياةِ !
فهٰذَا ـ إذَنْ ـ جَوابُ سُؤالِنا الأوَّلِ : ( بماذَا يفْرَحُ الأسْخِياءُ ؟ ) ، وقَدْ عرَفْناهُ ، أنَّهمْ يفْرَحونَ بِالعَطاءِ فرحَ الممنُوحِ ، وأمَّا جوابُ السُّؤالِ الآخَرِ ( وعلى ماذَا يبكُونَ ؟ ) فأنْ يبكِي الإنسانُ لِيُقْـبَلَ منهُ عطاؤُه ولا يُرَدَّ علَيْه بُكاءَ الممنُوعِ فلمْ أرهُ إلَّا في قِصَّةِ الشَّيْخِ رحمَه اللهُ تعالَى !
فإِذَا كانَ أولٰئِكَ الممدوحونَ بِحارًا فما البَحْرُ إلَّا منْ رُواةِ كرَمِ الشَّيْخِ رحمةُ الله علَيْه ، وهُو ـ لَعَمْرُ اللهِ ـ أَخْلَقُ بِقَوْلِ مَادِحِ ( تميمٍ ) :
[ من الطَّويلِ ]
أصَحُّ وأعلَى ما سَمِعْنـاهُ في النَّـدَى .........منَ الـخبَرِ الْـمَرْوِيِّ مُنْـذُ قَـدِيـمِ
أحادِيثُ تَرْوِيها السُّيُولُ عنِ الـحَيا .........عنِ البَحْـرِ عنْ كفِّ الأمِـيرِ تَميـمِ
أصَحُّ وأعلَى ما سَمِعْنـاهُ في النَّـدَى .........منَ الـخبَرِ الْـمَرْوِيِّ مُنْـذُ قَـدِيـمِ
أحادِيثُ تَرْوِيها السُّيُولُ عنِ الـحَيا .........عنِ البَحْـرِ عنْ كفِّ الأمِـيرِ تَميـمِ
ولا تَعْجَبْ ؛ فالشَّيْءُ منْ مَعدِنِه لا يُسْتَغْرَبُ ، فقدْ حكَى صَاحِبُ الكِتابِ المنقُولِ منهُ القِصَّةُ منْ حالِ الشَّيْخِ قبلَ هٰذَا بِقليلٍ فقالَ : ( وكانَ يَسْكُنُ في بَيْتٍ منَ الطِّينِ ، ذَا أَبْوابٍ خَشَبِيَّـةٍ ، ولَـمْ يَكُنْ يأكُلُ إلَّا مِنْ كَسْبِ يَدِه ، حيثُ كانَ يُتْقِنُ فنَّ الطِّبِّ ، يُطَبِّبُ بَعدَ صلاةِ العَصْرِ إلى صَلاةِ المغْرِبِ ، فإذَا جاءَه الفُقَراءُ صَرَفَ لَهمُ الدَّواءَ بِلا عِوضٍ ، وأمَّا الاغْنِياءُ فيأخُذُ مِنهُمْ دُونَ اشْتِراطٍ ) اهـ .
فحقَّ له ما قالَ فيه الهلاليُّ رحمَهُما اللهُ تعالى :
[ من الطَّويلِ ]
لَـئِنْ كُـنْتُ قَدْ جُبْتُ الأقالِـيمَ راحِلًا...........منَ الغَرْبِ حتَّى الهِندِ أَطْوِي المراحِلَا
و أتْعَـبَـني التَّطْوافُ في أَرْضِ غُرْبَتِـي...........فَإِنِّـي لَـقِـيتُ اليَـوْمَ بَـرًّا حُـلاحِـلَا
إمَـامًـا هُـمَـامًـا ماجِــدًا مُـتَـبَـتِّـلًا...........خِضَـمَّ عُـلُومٍ لَا تَـرَى لَـهُ سَـاحِــلَا
لَـهُ الفَضْلُ و التَّـبْرِيزُ في الهِنـدِ شَائِـعٌ...........علَى كُلِّ أهْلِ الفَضْلِ عِلْـمًـا ونائِـلَا
تَـآلِـيفُهُ شَاعَتْ وذَاعَتْ وأَشْـرَقَـتْ...........علَى أهْلِ هٰذَا العَصْرِ تَحوِي الفَضَائِـلَا
وسارَتْ مَسِيرَ الشَّمْسِ في كُلِّ بَـلْدَةٍ...........و عَمَّتْ بِنَـفْـعٍ كالغُـيُـوثِ هَواطِـلَا
بِعَـبْـدٍ [ إلى ] الرَّحْمٰـنِ نَـالَ إضَافَــةً...........بِـذَا الإسْمِ مَشْهُـورٌ وما كانَ خَامِـلَا
خَـلائِـقُـهُ مِسْــكٌ أَرِيــجٌ وكَــفُّـهُ...........هِيَ الوَبْلُ لا يَنْـفَـكُّ بِالـخَيْرِ هاطِـلَا
فَسَلْ عنهُ أَهْلَ الفَضْلِ والعِلْمِ والحِجا..........لِـتَعْرِفَـهُ إنْ كُـنْتَ بِالشَّيْـخِ جاهِـلَا
أَلَا يَـا مُبَـارَكْـبُورُ قَدْ حُزْتِ مَفْخَـرًا..........عَظِيـمًا بِـحَبْرٍ صَارَ في الـمَجْدِ رافِـلَا
لَـئِنْ كُـنْتُ قَدْ جُبْتُ الأقالِـيمَ راحِلًا...........منَ الغَرْبِ حتَّى الهِندِ أَطْوِي المراحِلَا
و أتْعَـبَـني التَّطْوافُ في أَرْضِ غُرْبَتِـي...........فَإِنِّـي لَـقِـيتُ اليَـوْمَ بَـرًّا حُـلاحِـلَا
إمَـامًـا هُـمَـامًـا ماجِــدًا مُـتَـبَـتِّـلًا...........خِضَـمَّ عُـلُومٍ لَا تَـرَى لَـهُ سَـاحِــلَا
لَـهُ الفَضْلُ و التَّـبْرِيزُ في الهِنـدِ شَائِـعٌ...........علَى كُلِّ أهْلِ الفَضْلِ عِلْـمًـا ونائِـلَا
تَـآلِـيفُهُ شَاعَتْ وذَاعَتْ وأَشْـرَقَـتْ...........علَى أهْلِ هٰذَا العَصْرِ تَحوِي الفَضَائِـلَا
وسارَتْ مَسِيرَ الشَّمْسِ في كُلِّ بَـلْدَةٍ...........و عَمَّتْ بِنَـفْـعٍ كالغُـيُـوثِ هَواطِـلَا
بِعَـبْـدٍ [ إلى ] الرَّحْمٰـنِ نَـالَ إضَافَــةً...........بِـذَا الإسْمِ مَشْهُـورٌ وما كانَ خَامِـلَا
خَـلائِـقُـهُ مِسْــكٌ أَرِيــجٌ وكَــفُّـهُ...........هِيَ الوَبْلُ لا يَنْـفَـكُّ بِالـخَيْرِ هاطِـلَا
فَسَلْ عنهُ أَهْلَ الفَضْلِ والعِلْمِ والحِجا..........لِـتَعْرِفَـهُ إنْ كُـنْتَ بِالشَّيْـخِ جاهِـلَا
أَلَا يَـا مُبَـارَكْـبُورُ قَدْ حُزْتِ مَفْخَـرًا..........عَظِيـمًا بِـحَبْرٍ صَارَ في الـمَجْدِ رافِـلَا
وكأنِّي بِالشَّيْخِ معَ ما سبقَ منْ حالِه اسْتَحْضَرَ كونَ الشَّيخِ الهلالِيِّ رحمهُ اللهُ تعالى منَ الأشْرافِ ، منْ آلِ بيتِ النُّبُوَّةِ ، يتَّصِلُ نَسبُهُ برسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ ، فبكَى محبَّـةً لرسُولِ اللهِ ، ولآلِ بيتِ رسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ ، وإكرامًا لهمْ وإعظامًا ، وبَكَى لأجْلِ أَنْ رُدَّ عنْ ذٰلِكُمُ الشَّرفِ ، شَرفِ خِدمةِ أشْرفِ بَيْتٍ ، وهٰذِه فضِيلَـةٌ أخْرَى .
واللهُ أعلَمُ
وصَلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصَحْبِه
وصَلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصَحْبِه
تعليق