نصيحة غالية من الفقيه ابن عثيمين -رحمه الله- لمن تزوج عليها زوجها
س/: ما تقولون -وفَّقكم الله- فيما يقول بعض الأزواج إذا تزوج بالأخرى، يقول لزوجته الأولى: أنتِ بالخيار تريدين الطلاق أو بالبقاء مع أولادك؟
ج/: أولا: ما يؤسفنا كثيرا أن بعض النساء إذا تزوج زوجهن بزوجة أخرى فعلت أفعالا لا يليق بها، من الصراخ والمقاطعة والبغضاء ومطالبة الزوج بالطلاق أو بفراق الجديدة أو ما أشبه ذلك.. والذي ينبغي للمرأة أن تهوِّن على نفسها هذا الأمر لأن هذا الأمر وقع من النبي صلى الله عليه وسلم ومن سادات المؤمنين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يومنا هذا، وإذا كان الله تعالى قد أجاز للرجل أن يتزوج إلى أربع فهو أعلم وأحكم وأرحم. فالذي ينبغي للمرأة أن تهون على نفسها هذا الأمر وأن تصبر على ما نالها من المشقى وأن لا تطالب الزوج بشيء، وفي ظني أن الزوج إذا وجد أرضا لينة من الزوجة الأولى فسيكون ليناًا؛ لكن بعض الزوجات إذا تزوج زوجهن عليهن ألزمنه بما يكره وطالبنه بما يكره وحينئذٍ يقول لها: أنت بالخيار إن شئتِ أن تبقي عند أولادكِ على ما يحصل مني فأنتِ صاحبة البيت، وإلا فأنتِ إذا شئتِ الطلاق أطلقكِ. لو قال هذا فليس فيه شيء، لأن هذا هو الواقع. ولما كبُرت سودة بنت زمعة إحدى أمهات المؤمنين ورأت من النبي عليه الصلاة والسلام الرغبةَ عنها صارت ذكية فوهبت يومها لعائشة أم المؤمنين، لأنها تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب عائشة فوهبت يومها لعائشة وبقيت ليس لها قَسْم لأنها أعطت حقها من القسم؛ لكنها بقيت أمًّا للمؤمنين -رضي الله عنها-، نعم.
[شريط: اللقاء الشهري 2/ب]
تفريغ الأخت: أم سليم الغريبة -وفقها الله-
تفريغ الأخت: أم سليم الغريبة -وفقها الله-