بسم الله الرحمن الرحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذا تفريغ كلمـة الشيخ: أبي مصعب مجدي حفالة -حفظه الله- الموجهة للآباء:
أيها الأب! أيها الأب! يا من تنهمك في دُنياك من الصبـاح إلى اللّيل، لا تدري عن عقيدة زوجتك، عن عقيدة اِبنتك، عن عقيدة اِبنك، ماذا يعتقدون في التوحيد؟! ماذا يعتقدون في حقوق ربِّ العالمين؟! لا تدري عنهم! لا تدري عن أحوال قلوبهم ولا عن أحوال أعمالهم!
وأعني بأحوال قلوبهم؛ أي ماذا يعتقدون؟! لا تدري هل هم على توحيد أم هم على شرك؟! هل هم على سُنّة أم على بدعة؟!
أيها الأب! أيها الأب! ستقف بين يدي الله -عزل وجل- وحيدًا، فريدًا، كلّهم يتعلّقون برقبتك، الولد يقول: يارب لم يُعلّمني دينك، يارب لم يُعلّمني توحيدك، يارب لم يُعلّمني سُنة نبيِّك.
البنت تتعلق بك، برقبتك: يارب لم يُعلمني توحيدك، يا رب لم يُعلّمني سُنة نبيِّك، يا رب لم يُعلمني دينك، يا رب لم يُعلّمني الحجاب الشرعيّ، بل كان هو الأب نفسه يشتري لي ألبِسة التبرّج، يشتري لي البنطلون الضيِّق، يشتري لي اللّبـاس الفاتِن، يشتري لي الحذاء الفاتِن. الأب نفسه كان يُدرِّسني في مدرسـة إختلاط بالأولاد، الأب نفسه جلب إلى البيْت معول الهدم؛ قنوات فضائية، مُسلسلات وأفلام.
الأب نفسه يراني أستمِع الأغاني فلا يُبالي، يراني أُتابِع الأفلام فلا يُبالي. الأب نفسه يراني أُرافِق رفيقات السُّـوء وهو لا يُبالي.
فكيف ستفعل؟! وماذا ستقول؟! ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾ [عبس: 34-37].
أيها الأب! أيها الأب! فلذات كبِدك أبناءؤك! بناتك! كيف لا تقيهم النّار؟! أبناؤك بناتك! أنتَ مُنصرف الليل والنهار تجمع الدِّرهم والدِّينـار ولا شك أن رعايـة أبناءك بالنّفقة واجب كما قال النبِّي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ)) [رواه أحمد وأبو داود] لكن كيف لا تقيهم النّار؟! أين جلوسك مع أبناءك وبناتك تقرؤون كتاب الله؟! أين جلوسك مع أبناءك وبناتك تقرؤون أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟! أين جلوسك مع أبناءك وبناتك في حلقات العِلم وفي دُروس العلم؟! أين أنتَ من المسؤوليـة العظيمة المُلقاة على عاتِقك أيها الأب؟! والمُلقاة على عاتِقك أيتها الأم؟!!
فيا أيها الآباء مسؤولية عظيمة، وقوف بين يدي الله -عزل وجل- في يـوم عصيبٍ شديد، ماذا ستفعل؟! ماذا ستقول؟! وأنتَ الذِّي تركتَ أبناءك دون تعليم لدينهم، دون تعليم لسُنة نبيِّه، دون تعليم لعقيدة التوحيد، دون تعليم للأخلاق الفاضلـة.
أنتَ الذِّي قتلت الحيـاء! أنتَ الذِّي قتلت الحيـاء عند اِبنتك! أنتَ الذي قتلت الحيـاء عند زوجتك! أنتَ الذي قتلت الحيـاء عند أبناءِك! ذلكم بأنكَ أتيْتَ لهم بكلِّ معول هدم، معول هدم؛ القنوات الفضائِية، الهواتف النقّالـة، هكذا بلاء عظيم؛ مدارس الاختلاط من أجل أن تأتي لك بالشهادة، أو أن تأتي لك بشهادة تُريد من وراءها كذا أو كذا.
فيا أيّهـا المُسلمون! يا أيّها المُسلمـون اِحرصوا على وقايـة أبناءِكم من عذاب الله -عزل وجل- فإنه إذا كان اِبنك صالحا، بِنتك صالحة فهو مغنمٌ عظيم تنتفع به في دُنيـاك، وتنتفع به وأنتَ في قبرك، قال النبِّي -صلى الله عليه وعلى آلـه وسلم-: ((إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثَةِ: إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)) [رواه البُخاري]، فأين الولد الصالح الذي ترتجي دُعاؤه؟! أين هو؟! أبناؤك لا تدري أين هم؟! أين يجلسون؟! ومع من يجلسون وماذا يفعلون؟! أبناؤك قد تركوا الصلاة، قد تركوا الصلاة أيها الأب! قد تركوا الصلاة أيتها الأم! والنبِّي -صلى الله عليه وعلى آلـه وسلم- يقول: ((بَيْنَ الرَّجُلِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ)) [رواه مسلم]، ويقول: ((الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ)) [رواه أحمد والترمذي والنسائي وبن حبان والحاكم]، ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ [مريم: 59].
أيها الأب! أيها الأب! قلبك اِبنك الذي لم يعرفوا فسادا لم يعرفوا خنا ولا فجورا، قلب اِبنتك الذي كان فيه حيـاء وفيه حِشمة وسِتر، كل ذلك فسد بسبب شهوة التِلفـاز وشهوة القنوات الفضائية، وهكذا تُجاري أهل المعاصي من أجل أن لا يُنكر عليك يا عبد الله! عظِّم حُرمـات الله، وعظِّم ما أوجب الله عليك! ولترعى أبناءك من جديد، من اليـوم، من هذه الليلـة، اِرجع إلى بيتك، اِرجع إلى أبناءِك، اِرجع إلى بناتِك، من كانت على تبرج ألزِمها بالحجاب! قال الله -عز وجل-: ﴿يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ﴾ [الأحزاب: 59]، ولمّا أنزل الله آية الحجاب كان الصحابيات قد شققن مُروطهن فاختمرن بها اِستجابة لأمر الله -عز وجل-. ألزِمها بالحجاب! النبِّي -صلى الله عليه وسلم- قالت له إحدى النساء لما أمر بالخُروج إلى صلاة العيد، قالت: "إن إحدانا ليس لها جِلباب"، لم يقل النبِّي -صلى الله عليه وسلم- فلتخرج هكذا، قال: ((تُلْبِسُهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا)) [أخرجه البُخاري ومسلم].
قد قال الله -عز وجل-: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) [الأحزاب: 33]، يا من تركت اِبنتك في الأسواق، في الطرق، في الأزقة! يا من تركت اِبنتك في مدارس الاختلاط وأنتَ تدري، وإن كنتَ لا تدري فلتدري أنها بين ذِئـاب، فاحذر أيها الأب! ولا تتغافل! ولا تتغافل فإنك ستُسأل عن اِبنتك، ستُسأل عن اِبنك، ستُسأل عن زوجتك، ستُسأل؛ ((اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا)) [رواه الشيخان]، ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النِّسـاء: 19]، فأنتَ واجب عليك، أعظم معروف أن تُعلمهن الدِّين، أن تُعلِّمهن توحيد الله -عزل وجل-.
اِرجع إلى بيتك! اِرجع إلى بيتك! فإنِّي لك ناصح أمين. ءُأْمُر أبناؤك بالهدى، بالخير، بالصلاح، بالعفاف، بالحيـاء، وعليك أن تُغلِّق أبـواب الشَّر، أغلِق أبواب الشَّر ولتحزم في أمرك! فأنتَ راعي البيْت وأنتَ المسؤول عن البيْت أيها الأب!
أيها الأب! قبل أن تقدم على الله -عز وجل-، فهل سيُنجيك اِبنك؟! هل ستُنجيك اِبنتك؟! إنهم يبخلون بالحسنـات، اِبنتك هذه لا تُعطيك حسنـة، اِبنك هذا لا يُعطيك حسنـة، زوجتك لا تُعطيك حسنـة، الكلُّ يقول: "نفسي .. نفسي .. نفسي". فيا عبد الله! يا عبد الله! اِرجع إلى بيتك وقل: تعالوا يا أبنائي، تعالوا يا بناتي، اِسمعوا إننا على خطر عظيم! إننا على خطر عظيم! إننا على خطر عظيم! إنها النّـار! إنّهـا النّـار! إنّهـا النّــار! فواجب واجب أن تستفيق وأن تستيقظ الأسرة المُسلمـة، الأب، الأم، البِنت، الولـد واجب أن يستيقظوا من سُباتٍ عظيم وليُلقوا بمعاول الشّر؛ قنوات خبيثة ماكِرة يسوسها أهل الكُفر، يسوسها اليهـود والنصارى، وسائِل إعلام ماكِرة، ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاء﴾ [النساء: 89]، "ودّتِ الزانية أن لو زنى النّسـاء جميعا".
فاحذروا! اِحذروا أيها المسلمون! أبقوا على بقايا حياء، أبقوا على بقايا حِشمة وسِتر في بناتكم، في بنينكم! اِحذوا قبل أن يأتيَ سخط الله وغضب الله -عز وجل-.
أيها الأب! أيها الأب! قد قال النبِّي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فيما روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري: ((مَن رَأى مِنكُم مُنكَرَاً فَليُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَستَطعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَستَطعْ فَبِقَلبِه وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإيمَانِ))، ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ [آل عمران: 110]، ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ [آل عمرنا: 104]. أين أمرك بالمعروف؟! أين نهيُك عن المُنكر والقنوات الفضائية تعثوا فسادًا في بيتك؟! الأفلام، المُسلسلات، الأغاني.
يا عبد الله! يا عبد الله! يا عبد الله! لو قالوا لك أن رجلاً في بيتك لهرعت مُسرعا، لهرعت مُسرعا، تُريد قتله، تُريد الفتك به، وهم رجال يدخلون الليل والنهار، رجال يطّلِع عليهم نِسـاء؛ بناتك، زوجاتك يطّلعون على الرجال، وينظرون إلى الرجال، فأين غيرتك؟! أين غيرتك؟! أين غيرتك؟! يا مُسلم! يا مُسلم لا تنظر إلى من هلك كيف هلك ولكن انظر إلى من نجا كيف نجا، ماذا ستقول؟ يا رب رأيتُ النّاس قد عملوا عمِلتُ؟! يا رب أدخلوا القنوات الفضائية أدخلتُ! يا رب تبرّج بنات الجيرا فتبرجت اِبنتي! يا رب تبِعتهم!
هل هذا جواب؟؟!!! هل هذا جواب؟!! هل هذا جواب؟!! هل يُقنع مؤمنا فضلا عن أن تُقدِم على ربِّ العالمين في لقاءٍ عظيم؟!!
النبِّي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ)) [رواه الشيخان].
يا مُسلم! يا مُسلم! كن واضحًا صريحًا مع نفسك، اِجلس مع نفسك، اِجلس مع نفسك! ما هذا الذِّي يجري؟! ما هذا الذِّي يجري؟!
اِبنتك! اِبنتك! اِبنتك! اِبنتك لطالما علّمتها الحيـاء، لطالما خِفتَ عليها، لطالما رجوتَ أن تكون صالحة، لطالما تُعدّها لكي تكون زوجة مُربيّة، فما الذي جرى؟! ما الذي جرى؟! وأنتَ تُقدّمها لكلّ ذِئبٍ.
اِحذر يا مُسلم! اِحذر أيها الأب! أيها الأب! أخاطِب الأبوّة فيك، أخاطِب الأبوة فيك، أخاطِب الإسلام فيك، أخاطِب الرجولة فيك، أخاطِب الغيْرة فيك، أخاطب الشهامـة فيك، فيا مسلم! يا مُسلم! يا مُسلم كفى! كفى تغافُلاً! كفى تغافُلاً! وكأنك ما رأيت ولا دريت ولا سمِعت، وهم على هذا الحال؛ تبرج، سفور ولرُبما اِتصالات ومُهاتفات، فويحك! ويحك ماذا جنيت؟! ماذا فعلت بخصال طيِّبة، بقلوبٍ نشأت على الطهر والحيـاء؟!
يا مُسلم! يا أيتها الأم! يا أيتها الأم اِجلسي مع اِبنتكِ! اِجلسي مع ابنتكِ: بُنيّتي! بُنيّتي هذا طريق الحيرة والشتات والعذاب والضياع، بُنيّتي! ليس طريق نجـاة، ليس طريق سعادة، إنه الشقـاء! إنه العذاب! وقد تكون نهايتك خُسران الدُنيـا والآخرة.
يا أيها الأب! يا أيها الزوج! يا أيها الزوج اِجلس مع زوجتك، كُن رجلاً، ألزمها بالحجاب وقل لها: هذا أمر الله! هذا أمر الله! كيف يطيب لك أيها الزوج أن تخرج مع زوجتك وهي مُتبرجة؟!! أصباغًا وألوانًـا على وجهها في لِباس التبرّج!! ألا تتقِ الله؟؟!! ألا تخاف الله؟!! ألا تتقِ الله؟؟!! ألا تخاف الله؟!! ما الذي جرى؟!! ما الذي جرى لِقلبك؟! ما الذي جرى لدينك؟!! ما الذي جرى وأنتَ ممن يُصلِّي، رُبما! وممن يركع، رُبما! وممن يسجد، رُبما! وقد فرّطتَ في الأمانة، وضيّعتَ الأمانـة، فويحك ويحك! (...) ربِّ العالمين وأنتَ على هذا التفريط الوخيم!
فيا مُسلمون! يا مُسلمـون! يا أيها الآباء! يا أيتها الأمّهـات! يا أيها الأبنـاء! يا أيتها البنـات! رجوعًا رجوعا! رجوعًا رجوعا إلى دين الله -عز وجل-! تجدون سعادة، سرورًا، اِنشراحًا، طُمأنينة، لا كذبا، لا غِشًا، لا خداع، دين لسعادة البشر جميعًا.
أيها المُسلم! أيها المُسلمـة! أنه من الشقاوة العظيمة أن تعيش ثلاثين عاما، أربعين عاما، خمسين عاما وأنتَ لم تجد الطريق بعد! ولم تعرف الطريق بعد يا مُسلم! هذا سبيل الله، هذا سبيل الله!
أتركوا حياة العذاب، وأقبلوا على سعادة عظيمة؛ ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ [النحل: 97]، ويقول الله -عز وجل-: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعـد: 28].
إن كنتَ صادِقًا اِرجع إلى بيتك الآن، اِرمي قنوات الفساد واجلس مع بنيك وبناتك، بُنيَّ، اِبنتي! هذا طريق هلاك، بُنيَّ، اِبنتي، زوجتي! هذا طريق شقـاء، علينـا أن نتقيَ الله -عز وجل-، الصلاة الصلاة، الصلاة الصلاة، الحِجاب الحِجاب، القرءان القرءان، فستجد سعـادة تعمُر البيت وانشراحًا وأُنسًا حقيقيًا لا كذبا، لا تكن محلّ تجارب! قد جرّب الذين من قبلك، جرّبوا هذه المتاهات بماذا رجعوا؟!
فيا أيها المُسلمون! فيا أيها المُسلمون! يقول الله -عزل وجل-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6].
أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يقينا وإيّاكم وأبناءنا وأبناء المُسلمين وبنات المُسلمين
تفريغ: أم عبد الرحمن السلفيّة
المادة الصوتية
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذا تفريغ كلمـة الشيخ: أبي مصعب مجدي حفالة -حفظه الله- الموجهة للآباء:
أيها الأب! أيها الأب! يا من تنهمك في دُنياك من الصبـاح إلى اللّيل، لا تدري عن عقيدة زوجتك، عن عقيدة اِبنتك، عن عقيدة اِبنك، ماذا يعتقدون في التوحيد؟! ماذا يعتقدون في حقوق ربِّ العالمين؟! لا تدري عنهم! لا تدري عن أحوال قلوبهم ولا عن أحوال أعمالهم!
وأعني بأحوال قلوبهم؛ أي ماذا يعتقدون؟! لا تدري هل هم على توحيد أم هم على شرك؟! هل هم على سُنّة أم على بدعة؟!
أيها الأب! أيها الأب! ستقف بين يدي الله -عزل وجل- وحيدًا، فريدًا، كلّهم يتعلّقون برقبتك، الولد يقول: يارب لم يُعلّمني دينك، يارب لم يُعلّمني توحيدك، يارب لم يُعلّمني سُنة نبيِّك.
البنت تتعلق بك، برقبتك: يارب لم يُعلمني توحيدك، يا رب لم يُعلّمني سُنة نبيِّك، يا رب لم يُعلمني دينك، يا رب لم يُعلّمني الحجاب الشرعيّ، بل كان هو الأب نفسه يشتري لي ألبِسة التبرّج، يشتري لي البنطلون الضيِّق، يشتري لي اللّبـاس الفاتِن، يشتري لي الحذاء الفاتِن. الأب نفسه كان يُدرِّسني في مدرسـة إختلاط بالأولاد، الأب نفسه جلب إلى البيْت معول الهدم؛ قنوات فضائية، مُسلسلات وأفلام.
الأب نفسه يراني أستمِع الأغاني فلا يُبالي، يراني أُتابِع الأفلام فلا يُبالي. الأب نفسه يراني أُرافِق رفيقات السُّـوء وهو لا يُبالي.
فكيف ستفعل؟! وماذا ستقول؟! ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾ [عبس: 34-37].
أيها الأب! أيها الأب! فلذات كبِدك أبناءؤك! بناتك! كيف لا تقيهم النّار؟! أبناؤك بناتك! أنتَ مُنصرف الليل والنهار تجمع الدِّرهم والدِّينـار ولا شك أن رعايـة أبناءك بالنّفقة واجب كما قال النبِّي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ)) [رواه أحمد وأبو داود] لكن كيف لا تقيهم النّار؟! أين جلوسك مع أبناءك وبناتك تقرؤون كتاب الله؟! أين جلوسك مع أبناءك وبناتك تقرؤون أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟! أين جلوسك مع أبناءك وبناتك في حلقات العِلم وفي دُروس العلم؟! أين أنتَ من المسؤوليـة العظيمة المُلقاة على عاتِقك أيها الأب؟! والمُلقاة على عاتِقك أيتها الأم؟!!
فيا أيها الآباء مسؤولية عظيمة، وقوف بين يدي الله -عزل وجل- في يـوم عصيبٍ شديد، ماذا ستفعل؟! ماذا ستقول؟! وأنتَ الذِّي تركتَ أبناءك دون تعليم لدينهم، دون تعليم لسُنة نبيِّه، دون تعليم لعقيدة التوحيد، دون تعليم للأخلاق الفاضلـة.
أنتَ الذِّي قتلت الحيـاء! أنتَ الذِّي قتلت الحيـاء عند اِبنتك! أنتَ الذي قتلت الحيـاء عند زوجتك! أنتَ الذي قتلت الحيـاء عند أبناءِك! ذلكم بأنكَ أتيْتَ لهم بكلِّ معول هدم، معول هدم؛ القنوات الفضائِية، الهواتف النقّالـة، هكذا بلاء عظيم؛ مدارس الاختلاط من أجل أن تأتي لك بالشهادة، أو أن تأتي لك بشهادة تُريد من وراءها كذا أو كذا.
فيا أيّهـا المُسلمون! يا أيّها المُسلمـون اِحرصوا على وقايـة أبناءِكم من عذاب الله -عزل وجل- فإنه إذا كان اِبنك صالحا، بِنتك صالحة فهو مغنمٌ عظيم تنتفع به في دُنيـاك، وتنتفع به وأنتَ في قبرك، قال النبِّي -صلى الله عليه وعلى آلـه وسلم-: ((إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثَةِ: إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)) [رواه البُخاري]، فأين الولد الصالح الذي ترتجي دُعاؤه؟! أين هو؟! أبناؤك لا تدري أين هم؟! أين يجلسون؟! ومع من يجلسون وماذا يفعلون؟! أبناؤك قد تركوا الصلاة، قد تركوا الصلاة أيها الأب! قد تركوا الصلاة أيتها الأم! والنبِّي -صلى الله عليه وعلى آلـه وسلم- يقول: ((بَيْنَ الرَّجُلِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ)) [رواه مسلم]، ويقول: ((الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ)) [رواه أحمد والترمذي والنسائي وبن حبان والحاكم]، ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ [مريم: 59].
أيها الأب! أيها الأب! قلبك اِبنك الذي لم يعرفوا فسادا لم يعرفوا خنا ولا فجورا، قلب اِبنتك الذي كان فيه حيـاء وفيه حِشمة وسِتر، كل ذلك فسد بسبب شهوة التِلفـاز وشهوة القنوات الفضائية، وهكذا تُجاري أهل المعاصي من أجل أن لا يُنكر عليك يا عبد الله! عظِّم حُرمـات الله، وعظِّم ما أوجب الله عليك! ولترعى أبناءك من جديد، من اليـوم، من هذه الليلـة، اِرجع إلى بيتك، اِرجع إلى أبناءِك، اِرجع إلى بناتِك، من كانت على تبرج ألزِمها بالحجاب! قال الله -عز وجل-: ﴿يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ﴾ [الأحزاب: 59]، ولمّا أنزل الله آية الحجاب كان الصحابيات قد شققن مُروطهن فاختمرن بها اِستجابة لأمر الله -عز وجل-. ألزِمها بالحجاب! النبِّي -صلى الله عليه وسلم- قالت له إحدى النساء لما أمر بالخُروج إلى صلاة العيد، قالت: "إن إحدانا ليس لها جِلباب"، لم يقل النبِّي -صلى الله عليه وسلم- فلتخرج هكذا، قال: ((تُلْبِسُهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا)) [أخرجه البُخاري ومسلم].
قد قال الله -عز وجل-: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) [الأحزاب: 33]، يا من تركت اِبنتك في الأسواق، في الطرق، في الأزقة! يا من تركت اِبنتك في مدارس الاختلاط وأنتَ تدري، وإن كنتَ لا تدري فلتدري أنها بين ذِئـاب، فاحذر أيها الأب! ولا تتغافل! ولا تتغافل فإنك ستُسأل عن اِبنتك، ستُسأل عن اِبنك، ستُسأل عن زوجتك، ستُسأل؛ ((اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا)) [رواه الشيخان]، ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النِّسـاء: 19]، فأنتَ واجب عليك، أعظم معروف أن تُعلمهن الدِّين، أن تُعلِّمهن توحيد الله -عزل وجل-.
اِرجع إلى بيتك! اِرجع إلى بيتك! فإنِّي لك ناصح أمين. ءُأْمُر أبناؤك بالهدى، بالخير، بالصلاح، بالعفاف، بالحيـاء، وعليك أن تُغلِّق أبـواب الشَّر، أغلِق أبواب الشَّر ولتحزم في أمرك! فأنتَ راعي البيْت وأنتَ المسؤول عن البيْت أيها الأب!
أيها الأب! قبل أن تقدم على الله -عز وجل-، فهل سيُنجيك اِبنك؟! هل ستُنجيك اِبنتك؟! إنهم يبخلون بالحسنـات، اِبنتك هذه لا تُعطيك حسنـة، اِبنك هذا لا يُعطيك حسنـة، زوجتك لا تُعطيك حسنـة، الكلُّ يقول: "نفسي .. نفسي .. نفسي". فيا عبد الله! يا عبد الله! اِرجع إلى بيتك وقل: تعالوا يا أبنائي، تعالوا يا بناتي، اِسمعوا إننا على خطر عظيم! إننا على خطر عظيم! إننا على خطر عظيم! إنها النّـار! إنّهـا النّـار! إنّهـا النّــار! فواجب واجب أن تستفيق وأن تستيقظ الأسرة المُسلمـة، الأب، الأم، البِنت، الولـد واجب أن يستيقظوا من سُباتٍ عظيم وليُلقوا بمعاول الشّر؛ قنوات خبيثة ماكِرة يسوسها أهل الكُفر، يسوسها اليهـود والنصارى، وسائِل إعلام ماكِرة، ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاء﴾ [النساء: 89]، "ودّتِ الزانية أن لو زنى النّسـاء جميعا".
فاحذروا! اِحذروا أيها المسلمون! أبقوا على بقايا حياء، أبقوا على بقايا حِشمة وسِتر في بناتكم، في بنينكم! اِحذوا قبل أن يأتيَ سخط الله وغضب الله -عز وجل-.
أيها الأب! أيها الأب! قد قال النبِّي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فيما روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري: ((مَن رَأى مِنكُم مُنكَرَاً فَليُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَستَطعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَستَطعْ فَبِقَلبِه وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإيمَانِ))، ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ [آل عمران: 110]، ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ [آل عمرنا: 104]. أين أمرك بالمعروف؟! أين نهيُك عن المُنكر والقنوات الفضائية تعثوا فسادًا في بيتك؟! الأفلام، المُسلسلات، الأغاني.
يا عبد الله! يا عبد الله! يا عبد الله! لو قالوا لك أن رجلاً في بيتك لهرعت مُسرعا، لهرعت مُسرعا، تُريد قتله، تُريد الفتك به، وهم رجال يدخلون الليل والنهار، رجال يطّلِع عليهم نِسـاء؛ بناتك، زوجاتك يطّلعون على الرجال، وينظرون إلى الرجال، فأين غيرتك؟! أين غيرتك؟! أين غيرتك؟! يا مُسلم! يا مُسلم لا تنظر إلى من هلك كيف هلك ولكن انظر إلى من نجا كيف نجا، ماذا ستقول؟ يا رب رأيتُ النّاس قد عملوا عمِلتُ؟! يا رب أدخلوا القنوات الفضائية أدخلتُ! يا رب تبرّج بنات الجيرا فتبرجت اِبنتي! يا رب تبِعتهم!
هل هذا جواب؟؟!!! هل هذا جواب؟!! هل هذا جواب؟!! هل يُقنع مؤمنا فضلا عن أن تُقدِم على ربِّ العالمين في لقاءٍ عظيم؟!!
النبِّي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ)) [رواه الشيخان].
يا مُسلم! يا مُسلم! كن واضحًا صريحًا مع نفسك، اِجلس مع نفسك، اِجلس مع نفسك! ما هذا الذِّي يجري؟! ما هذا الذِّي يجري؟!
اِبنتك! اِبنتك! اِبنتك! اِبنتك لطالما علّمتها الحيـاء، لطالما خِفتَ عليها، لطالما رجوتَ أن تكون صالحة، لطالما تُعدّها لكي تكون زوجة مُربيّة، فما الذي جرى؟! ما الذي جرى؟! وأنتَ تُقدّمها لكلّ ذِئبٍ.
اِحذر يا مُسلم! اِحذر أيها الأب! أيها الأب! أخاطِب الأبوّة فيك، أخاطِب الأبوة فيك، أخاطِب الإسلام فيك، أخاطِب الرجولة فيك، أخاطِب الغيْرة فيك، أخاطب الشهامـة فيك، فيا مسلم! يا مُسلم! يا مُسلم كفى! كفى تغافُلاً! كفى تغافُلاً! وكأنك ما رأيت ولا دريت ولا سمِعت، وهم على هذا الحال؛ تبرج، سفور ولرُبما اِتصالات ومُهاتفات، فويحك! ويحك ماذا جنيت؟! ماذا فعلت بخصال طيِّبة، بقلوبٍ نشأت على الطهر والحيـاء؟!
يا مُسلم! يا أيتها الأم! يا أيتها الأم اِجلسي مع اِبنتكِ! اِجلسي مع ابنتكِ: بُنيّتي! بُنيّتي هذا طريق الحيرة والشتات والعذاب والضياع، بُنيّتي! ليس طريق نجـاة، ليس طريق سعادة، إنه الشقـاء! إنه العذاب! وقد تكون نهايتك خُسران الدُنيـا والآخرة.
يا أيها الأب! يا أيها الزوج! يا أيها الزوج اِجلس مع زوجتك، كُن رجلاً، ألزمها بالحجاب وقل لها: هذا أمر الله! هذا أمر الله! كيف يطيب لك أيها الزوج أن تخرج مع زوجتك وهي مُتبرجة؟!! أصباغًا وألوانًـا على وجهها في لِباس التبرّج!! ألا تتقِ الله؟؟!! ألا تخاف الله؟!! ألا تتقِ الله؟؟!! ألا تخاف الله؟!! ما الذي جرى؟!! ما الذي جرى لِقلبك؟! ما الذي جرى لدينك؟!! ما الذي جرى وأنتَ ممن يُصلِّي، رُبما! وممن يركع، رُبما! وممن يسجد، رُبما! وقد فرّطتَ في الأمانة، وضيّعتَ الأمانـة، فويحك ويحك! (...) ربِّ العالمين وأنتَ على هذا التفريط الوخيم!
فيا مُسلمون! يا مُسلمـون! يا أيها الآباء! يا أيتها الأمّهـات! يا أيها الأبنـاء! يا أيتها البنـات! رجوعًا رجوعا! رجوعًا رجوعا إلى دين الله -عز وجل-! تجدون سعادة، سرورًا، اِنشراحًا، طُمأنينة، لا كذبا، لا غِشًا، لا خداع، دين لسعادة البشر جميعًا.
أيها المُسلم! أيها المُسلمـة! أنه من الشقاوة العظيمة أن تعيش ثلاثين عاما، أربعين عاما، خمسين عاما وأنتَ لم تجد الطريق بعد! ولم تعرف الطريق بعد يا مُسلم! هذا سبيل الله، هذا سبيل الله!
أتركوا حياة العذاب، وأقبلوا على سعادة عظيمة؛ ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ [النحل: 97]، ويقول الله -عز وجل-: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعـد: 28].
إن كنتَ صادِقًا اِرجع إلى بيتك الآن، اِرمي قنوات الفساد واجلس مع بنيك وبناتك، بُنيَّ، اِبنتي! هذا طريق هلاك، بُنيَّ، اِبنتي، زوجتي! هذا طريق شقـاء، علينـا أن نتقيَ الله -عز وجل-، الصلاة الصلاة، الصلاة الصلاة، الحِجاب الحِجاب، القرءان القرءان، فستجد سعـادة تعمُر البيت وانشراحًا وأُنسًا حقيقيًا لا كذبا، لا تكن محلّ تجارب! قد جرّب الذين من قبلك، جرّبوا هذه المتاهات بماذا رجعوا؟!
فيا أيها المُسلمون! فيا أيها المُسلمون! يقول الله -عزل وجل-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6].
أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يقينا وإيّاكم وأبناءنا وأبناء المُسلمين وبنات المُسلمين
تفريغ: أم عبد الرحمن السلفيّة
المادة الصوتية
تعليق