نصيحة قيِّمة حول تعدّد الزّوجات
للشّيخ محمد بن عبدالوهّاب الوصابيّ حفظه الله
حمل المقطع الصّوتيّ من المرفقات
السّائل : نريد منكم كلمة ولو قصيرة حول تعدّد الزّوجات ونصيحة لمن لا تريد زوجها أن يُعدّد، وإذا فعل تطلب منه الطلاق.للشّيخ محمد بن عبدالوهّاب الوصابيّ حفظه الله
حمل المقطع الصّوتيّ من المرفقات
تعدّدالزّوجات مسئوليّة ماهو سهلة: مسئوليّة، وهو في حدّ ذاته مستحب ماهو واجب، لا يكون واجبًا إلاّ إذا خشي على نفسِه من الوقوع في الحرام، أمّا إذا أمِن على نفسِه فهو مستحب ماهو واجب، وهو تحمّل مسئوليّة؛ لأنّه يحتاج إلى بيت مستقل، شقّة مستقلّة تفاديا من الوقوع في المشاكل، كل واحدة لها بيت مستقل، هذا هو الأفضل والأكمل والأصلح، تأخذ راحتها في بيتها، وتلك تأخذ راحتها في بيتها، وكل واحدة مع أطفالها، أيضا الأطفال يأخذون راحتهم في بيوتهم، أمّا أن يحشر إثنتين وثلاث وأربع في بيت واحد قَلَّ أن يسلموا من الفتنّ ومن المشاكل، وكل واحدة لها نفقتها؛ لهذا قلتُ لكم هي مسئوليّة ماهي سهلة، وما كل واحد ينجح إلاّ من وفّقه الله، وإذا أراد الشّيء بالعباطة يُخشى عليه من الإثم إذا كان يستعمل العنف وقال لا أبدًا بيت واحد والّتي ما يُعجبها الباب مفتوح! لا هذا غلط، المسألة ما هي عنف، بينك وبينها عِشرة بينكم أولاد.
فإذا كان عندك قدرة الله وسّع عليك وأنت تحب أن تُوسِّع على غيرك جزاك الله خير، تجعل لكل واحدة بيت، لكل واحد أثاث، وأنت إنسان صاحب كرم وصاحب خُلق، صاحب خُلق يعني ما تكون مُهَمِّش أيّ واحدة تغضب عليها تقول لها الباب مفتوح! هذا غلط ماهي معاملة حسنة، لا بل تقول لها أنتِ قطعة مني وأنا قطعة منك، هذه أو هذه كل واحدة، بيني وبينك عشرة أفضل من الدّنيا وما فيها، بيني وبينك أولاد الواحد منهم أفضل من الدّنيا وما فيها اجعلها على رأسك، تقول لها الباب مفتوح كما يفعل بعض النّاس!
هذه لها كرامتها وهذه لها كرامتها، هذا اللي يستاهل أن يُعدّد، هذا اللي يستاهل إثنتين وثلاث وأربع: كريم وصاحب حياء وخجل وصاحب احترام وتقدير، ماهو أي حاجة طَلّق ولا أي حاجة (...) ولا أي حاجة، يقول لها الباب مفتوح: هذه إهانة.
الإسلام لما شرع التعدّد في النِّكاح ما شرعه على أساس المشاكل والفتنّّ، لا بل العدل والإنصاف والرّحمة، تصبح كل واحد من الزّوجات الأربع تجعلك على رأسها لحسن معاملتك للجميع، لحسن معاملتك للجميع ولحسن معاملتك لأطفالك، ماتُميِّز بين أطفال هذه وأطفال هذه وأطفال الثّالثة وأطفال الرابعةّ كلّهم أولادك كلّهم أبناؤك وبناتك، تجعلهم على عينك وعلى رأسك، وهكذا الزّوجات كلّهن زوجاتك، كل واحدة لها حقوقها.
الّذي يحصل من النِّساء من الزّعل والغضب؛ لأنّهنّ يسمعن الكلام أنّ فلان ظلم، وفلان طلّق، وفلان جارَ، وفلان ما أنصف، وفلان مالَ؛ يأخذون في نفوسهن، أمّا من كان أحسن التعدّد، وأحسن المعاملة، واتّقى الله في زوجاته، وكلّ واحدة في خير، وفي نعمة، وفي بركة، وفي إحترام، وفي تقدير، وكلّ واحدة تقوم بما يجب لها؛ لأنّ العدل بين الزّوجات يجب في أربعة أمور:
الأوّل: السّكن، كل واحدة معها سكن.
والثّاني: النّفقة، كل واحدة ينفق عليها النّفقة المعروفة النّفقة اليوميّة واللّيليّة: الفطور والغذاء والعشاء.
والثّالث: الكسوة وما يلحق الكسوة من الأحذية وما إلى ذلك، كن قائم بالكسوة والنّفقة والسُّكنة.
والرّابع: المبيت، يعني يُقسّم يوم وليلة لهذه ويوم وليلة لهذه.
يمشي على هذا متزوّج بأربع زوجات، كلّ واحدة لها يوم وليلة بالعدل والإنصاف، ويكفيه أن يجعل في كل يوم زيارات للأربع أو للثّلاث على حسب ما عنده أو للإثنتين، يكون يوم لهذه لكن يزور الجميع، في اليوم الثّاني يكون للأخرى لكن له زيارة للجميع، يتفقّد الأحوال وينظر ما يحتاجون، كيف حال الأطفال وهكذا كل واحدة في يومها يزور الجميع، تجعل وقت للزِّيارة عند هذه وعند هذه وعند هذه.
وكما قلت لكم ما يكون هو صاحب فتنة، ما يفاتن هو بين الزّوجات، فإنّ بعض الأزواج... الزوجات متّفقات والمخطيء الزّوج هو الذي يبعسس ويأتي بالمشاكل والفتن، وهو يفاتن بينهن! هذا بعضهم ليس كلهم، فإذا أحسن التّصرّف -ماشاء الله- نقول له جزاك الله خير أحسن الله إليك، بدل أن تكون النّفقة قاصرة على واحدة جزاك الله خيرا وسّعت على المسلمات، عندك أربع كل واحدة لها نفقتها وبيتها واحترامها وتقديرها وحاجاتها، والحج بالقرعة تحج بيهنّ كل واحدة بالقرعة، سَوِّي قرعة بين الأربع، ومن طلعت بها القرعة كانت معك في الحجّ والعام الثّاني، تجعل القرعة بين الثّلاث، ومن طلعت بها القرعة تحج بها، والعام الّذي بعده -إن شاء الله- تجعل القرعة بين الإثنتين ومن طلعت بها القرعة أخذتها، والّذي بعده تأخذ (..) والعمرة مثلها، والعمرة في رمضان مثل الحجّ تماما بالقرعة.
أسأل الله أن يوفّقنا وإيّاكم وجميع المسلمين لما يحبه ويرضاه، وإلى هنا وصلّى الله على نبيِّنا محمّد وعلى آله وسلّم.
منقول
جزى اللهُ خيرًا مَن فرّغه
جزى اللهُ خيرًا مَن فرّغه
من شريط بعنوان: "الإجابة على الأسئلة بعد صلاة العشاء" الإثنين 1434/4/29هـ
بالمُناسبة كتبتُ في هذا المنبر ولستُ أدري إنْ كان لي الحقّ أنْ أكتُبَ هنا؟!
بالمُناسبة كتبتُ في هذا المنبر ولستُ أدري إنْ كان لي الحقّ أنْ أكتُبَ هنا؟!