[سؤال] عن حكم التسمي بأسم روميساء

[أبو صهيب الكوني السلفي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد ان أعرف عن أسم روميساء هل هو أسم عربي ام أعجمي

[أم لبابة السلفية]

رد: عن حكم التسمي بأسم روميساء

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اسم الروميصاء بالصاد لكن تقرأ مرققة
والروميصـاء كنية الصحابية الجليلة أم سُليم بنت ملحان التي كناها بها الرسول صلى الله عليه وسلم
لصلاحها ومن اهم مواقفها موقفها الشهم مع زوجها أبو طلحة عندما توفي ابنها عمير رضي الله عنهم جميعا. هذا والله أعلم.

[أم حذيفة الموحدة]

رد: عن حكم التسمي بأسم روميساء

بارك الله فيك فائدة طيبة

[أبو عبد المهيمن سمير البليدي]

رد: عن حكم التسمي بأسم روميساء

أرجوا من الآباء والأمهات وإن كان حق التسمية للآباء ولكن أعرف أن بعض الرجال مغلوب على أمرهم أسأل الله لي ولكم الثبات أريد أن أشير لأمر مهم جدا بغض النظر عن الضوابط المعروفة أرى أن البعض يجهل ضابط عدم مخالفة عرف المنطقة كون كثير من الناس تحب الإغراب والتفرد عن تلك المنطقة .

والله من وراء القصد

[أبو العوام زبير الأثري]

رد: عن حكم التسمي بأسم روميساء

ضبطُ الاسمِ :
( الرُّمَيْصَاءُ ) بالصَّادِ ، بدونِ واوٍ بينَ الرَّاءِ والميمِ ، تصغيرُ ( رَمْصاء ) ، مأخوذٌ منَ ( الرَّمَصِ ) .
معنى الرَّمَصِ :
له معانٍ كثيرَةٌ ، المرادُ منها هنا ـ واللهُ أعلمُ ـ أحدُ معنَيـيْنِ :
1 ـ الوسخُ الأبيضُ الَّذي يجتمعُ في الموقِ ( العينِ ) ، وقدْ ( رمِصَتْ ) عينُه على وزنِ ( فرِحَ ) ؛ فهو ( أرمَصُ ) ، وهيَ ( رمصاءُ ) .
وهو بالرَّاءِ ( رَمَصٌ ) إذا كانَ هذا الوسخُ المتجمِّعُ جامدًا ، فإذا سالَ سُمِّيَ ( الغَمَصَ ) بالغَينِ ، فهو ( أغمصُ ) ، وهيَ ( غمصاءُ ) ، وتصغيرُها ( غُمَيْصَاءُ ) .
وقيلَ في المثلِ : ( منْ ساءَه الرَّمصُ سرَّه الغَمصُ ) .
ومنه : حديثُ ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما عند ابنِ سعدٍ وأبي نُعيمٍ وغيرهما رحمهمُ الله تعالى أنَّه قالَ : ( كانَ صِبيانُ أبي طالبٍ يُصْبِحُونَ غُمْصًا رُمْصًا ، ويُصْبِحُ رسُولُ الله صلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ صقيلًا دهينًا ) أيْ : في صِغرِه حينَ كانَ في كفالةِ عمِّه ، وهذه عنايةُ منَ اللهِ تعالى له صلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ .
2 ـ صِغَـرُ العَـيْنِ ولزوقُها ؛ بسببِ الدَّاءِ أوِ الكِـبَـرِ ، قالَ بعضُ الرُّجَّازِ :

مُرْمَصَـةٌ من كِـبَـرٍ مآقِـيَــهْ

ولعلَّه منهُ سُمِّيتْ بعضُ الكواكبِ : ( الشِّعرَى الرُّميصاءُ ) ؛ لصغرِها وقلَّةِ ضَوءِها .
مأخذُ اسمِ ( الرُّميصَاء ) :
يحتملُ ـ والله أعلمُ ـ أنَّه :
1 ـ إمَّا منْ معنَى اجتماعِ الوسَخِ في العَينِ ، أثْـنَـاءَ النَّومِ غالبًا ؛ قالَ بعضُهمْ : وذلك دلالةٌ على التَّرفِ .
2 ـ وإمَّا تسميةً باسمِ الكوكبِ تشبيهًا به .
اسمُ الصَّحابيَّـةِ الجليلةِ النَّبيلةِ ( أُمِّ سُلَيْمٍ ) رضيَ اللهُ عنها :
قدْ وردَ الضَّبطانِ السَّابقانِ آنفًا في اسمِ ( أمِّ سُلَيمٍ ) رضيَ اللهُ عنها ، فقيلَ : هيَ ( الرُّميصاءُ ) ، وقيلَ : ( الغُمَيصاءُ ) ، وقيلَ : اسمها ( سهلة ) ، وقيلَ : ( أنَيْفة ) ، وقيلَ : ( رُمَيثـة ) .

............

وقفاتٌ :

1 ـ الصَّادُ منْ حروفِ الاسْتِعلاءِ ( خص ضغط قظ ) ، وهيَ تُفخَّمُ مطلقًا ، فلا يُعرفُ فيها التَّرقيقُ ،لا في القرآنِ ، ولا في اللُّغةِ عُمومًا ، ولكنَّ التَّفخيمَ درجاتٌ ، قالَ في نظمِ ( المتمِّمة لبعضِ مسائلِ المقدِّمة ) :

[ الرَّجز ]
وللـهجَـاءِ معهُـما حـالاتُ.........فـالسَّـبْـعُ للعُلْـوِ مفخَّمـاتُ
فواجبٌ تفخيمُ هذِي مُطلقَا.........قوِيُّهــا ما كانَ منها مُطْـبَـقَـا

فلحروفِ الهجاءِ معهما أيْ : معَ التَّفخيمِ والتَّرقيقِ حالاتٌ ، وهيَ ثلاثُ حالاتٍ : ما يُفخَّمُ مطلَقًا ، وما يُرقَّقُ مطلَقًا ، وما يُفخَّمُ حينًا ويُرقَّقُ حينًا على مُقْتَضَى الحالِ ، ...... ثمَّ ذكرَ ترتيبَ هذه السَّبعةِ المستعليَـةِ في التَّفخيمِ ، ثمَّ مراتبَ تفخيمِها حسبَ حالاتِ الورودِ ، فقالَ :

وهــذِه السَّبْـعَــةُ في مَـرَاتِـبِ.........فلا تكنْ هن حفْظِـها بغائِـبِ
أوَّلُها : إن فُـتِـحَـتْ قَـبلَ ألِفْ.........ثَـانِـيَـةٌ بِفَـتْـحـةٍ دونَ ألِــفْ

ثُمَّ ذكرَ سائرَ المراتبِ ، ثمَّ مثَّـلَ لها على جهةِ اللَّفِّ والنَّشْرِ المرتَّبِ ، فقالَ :

وخُـذْ إلَيْـكَ مُـثُـلًا لِـمَـا سبَقْ.........(أبْصَارُهمْ) (ضَرَبْتُمُ) كذا (خلَقْ)

فتبيَّنَ أنَّ الصَّادَ في ( الرُّميصَاء ) ـ المفتوحةَ قبلَ الألفِ نحو ( أبصارهم ) ـ في أوَّلِ مراتبِ التَّفخيمِ وأعلاها .
وإذا كانتْ عامَّةُ بعضِ البلادِ ينطقُونها مرقَّقةً قريبةً منَ السِّينِ أو سينًـا فهذا منْ أخطاءِ العامَّةِ أو منَ العامِّـيَّـةِ وليسَ منَ العربيَّـةِ ، وهذا كمدِّهمْ ضمَّةَ الرَّاءِ ، وعندَنا حتَّى العامَّةُ لا يرقِّقُونَها .
............
2 ـ الكُنيةُ : ما صُدِّرَ بأبٍ أو أمٍّ ونحوهما ، كأبي محمَّـدٍ ، فكنيةُ هذه الصَّحابيَّـةِ ( أمُّ سُلَيْمٍ ) ، وأمَّا ( الرُّمَيْصَاء ) فهو اسمُها .
............
3 ـ لا يُعرفُ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ هو الَّذي سمَّاها بهذا الاسمِ ، بلْ هو اسمُها منْ قبلُ ، ولكنْ ذكرَها رسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ في حديثٍ باسمِها ، فقالَ كما عندَ البُخارِيِّ ومُسْلِمٍ رحمَهما اللهُ في صحيحَيْهما منْ حديثِ جابرِ بْنِ عبدِ الله رضيَ اللهُ عنهما : (( رأيتُني دخلْتُ الجنَّـةَ فإذَا أنا بالرُّمَيصَاءِ امرأةِ أبي طلحةَ ... )) ، وفي روايةٍ لمسلمٍ رحمه اللهُ تعالى بالغَيْنِ : (( دخلتُ الجنَّـةَ ، فسمعتُ خشفةً بينَ يدَيَّ ؛ فإذا أنا بالغُمَيْصَاءِ بنتِ ملحانَ )) ، وهذه شهادةٌ وبِشَارةٌ لها بالجنَّـةِ رضيَ اللهُ عنها .
............
4 ـ سبقَ معنى ( الرُّميصَاءِ ) ومصدرَه ؛ وظهرَ أنَّه لا علاقةَ لهُ بمعنى الصَّلاحِ .
............
5 ـ ابنُها الَّذي تُوُفِّيَ في عهدِ رسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ هو : ( أبُو عُمَـيْرٍ ) ، وهو الَّذي كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ يُلاطِفُه ويقُولُ له : (( يا أبا عُميرٍ ، ما فعلَ النُّغَيْـرُ ؟ )) ، والقصَّتانِ في الصَّحيحَيْنِ وغيرِهما منْ حديثِ أنسٍ رضِيَ اللهُ عنه .

............

واللهُ أعلمُ ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبِيِّـنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه