الرَّجل والمرأة كان لكلُّ واحدٍ لهُ فراشٌ، ما فيه سرير نوم يجمعهم جميعا
الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله
من شرحه لكتاب "الإبانة الصغرى" - الشريط التاسع
◄ الاستماع
الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله
من شرحه لكتاب "الإبانة الصغرى" - الشريط التاسع
◄ الاستماع
وقوله -رحمه الله تعالى-: "وَأَنْ تَمْنَعَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا الْفِرَاشَ"، أي: لا يجوز للمرأة إذا دعاها زوجها إلى فراشه أنْ تمتنع، إلاَّ إذا كان ثَمَّ عذرٌ شرعيٌّ هذا مستثنى، أمّا إذا لم يكن هناك إذنٌ شرعيٌّ بسبب عذرها كمرضٍ ونحوه فلا يجوز لها، إذا لم يكن هُناك العذر لا يجوز لها أنْ تمتنع من فراش زوجها إذا دعاها إليه، فقد جاء في حديث أبي هريرة المتَّفق عليه، أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"إِذَا دَعَا الرَجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَلَمْ تَأْتِهِ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ". فهذا يدلُّ على: أنَّ امتناع المرأة من إتيان زوجها في فراشه أمره عظيم وكبير. وفي هذا الحديث أيضًا: دلالة على أنَّ الرَّجل والمرأة كانا على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم - وإلى عهدٍ قريبٍ عندنا -، كلُّ واحدٍ لهُ فراشٌ، ما فيه سرير نوم يجمعهم جميع، كلُّ واحدٍ لهُ فراشٌ، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: "فراشٌ، لك وفراش لأهلك وثالثٌ للشَّيطان"، فدلّ ذلك: على أنَّ حياتهم هذا منفصلٌ عن هذا، وهذا اليوم النَّاس يرونهُ من الجفاء، وأنا أقول: في الحقيقة هو بالعكس جالبٌ للمودَّة، فإنَّ إكثار الملاصقة ربما ملَّ الإنسان من الَّذي بجواره، فإذا ابتعد عنهُ قليلًا كان لهُ قيمةٌ ولهُ قدرٌ، وهذا إنما جاءنا من الغرب، من الإفرنج، فلذلك - يعني - ينبغي أنْ يُعلم أنَّ اشتراك غرفة النَّوم سرير النَّوم فيه ما فيه.
مستفادة من مشاركة الأخ أبي سهيل عثمان الألباني
البيضاء
← حمل المقطع الصوتي من المرفقات
البيضاء
تعليق