[صوتية وتفريغها] خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ العثيمين بعنوان (خروج المرأة للأسواق)

[أم تراب السلفية]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- بعنوان خروج المرأة للأسواق الخطبة الأولى: الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا وفاوت بين خلقه في الذوات والصفات والأعمال حكمة وتدبيرا واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وكان الله على كل شيء قديرا واشهد أن محمدا عبده ورسوله بعثه الله تعالى إلى الثقلين الإنس والجن بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا صلى الله عليه وعلى اله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا أما بعد ... فيا عباد الله اسمعوا قول الخالق البارئ العالم الحكيم (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى) واسمعوا قول الله عز وجل: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) ومن هاتين الآيتين الكريمتين يتبين لنا مدى نقص المرأة في عقلها وتدبيرها ففي الآية الأولى بيّن خالقها العالم بأحوالها الحكيم في شرعه بيّن نقص عقلها وإدراكها وإحاطتها حتى فيما تستشهد عليه ويطلب منها رعايته وضبطه وفي الآية الثانية بيّن تبارك وتعالى نقص تدبيرها وتصرفها وإنها بحاجة إلى مسؤول يتولى القيام عليها وهو الرجل لهذا وجب على الرجال رعاية النساء والقيام عليهن لتكميل ما فيهن من نقص وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم، أيها الإخوة كل ما عظم الخطر عظمت المسئولية وكل ما كثرت أسباب الفتنة وجبت قوة الملاحظة وإننا في عصر عظم فيه الخطر وكثرت أسباب الفتنة بما فتح علينا من زهرة الدنيا واتصالنا بالعالم الخارجي مباشرة أو بواسطة وسائل الإعلام وبسبب ذلك وبسبب ضعف كثير من الرجال أو تهاونهم بالقيام بمسئوليتهم اتجاه نسائهم وقع كثير من النساء في شرك هذه الفتنة وهاوية ذلك الخطر حتى انك لترى المرأة الشابة تخرج من بيتها إلى السوق بألبسة مغرية ألبسة جميلة إما قصيرة وإما طويلة ليس فيها سوى عباءة قصيرة أو طويلة يفتحها الهواء أحيانا وترفعها هي نفسها عمدا أحيانا تخرج بخمار تستر به وجهها ولكنه أحيانا يكون رقيقًا يصف لون جلد وجهها وأحيانا تشده على وجهها شدًا قويًا بحيث تبرز مرتفعات وجهها كأنفها ووجنتها تخرج لابسة من حلي الذهب ما لبست ثم تكشف عن ذراعيها حتى يبدو الحلي كأنما تقول للناس شاهدوا ما عليّ إنها فتنة كبرى ومهمة عظمى، تخرج من بيتها تمشي في السوق مشيًا قويًا كما يمشي أقوى الرجال كأنما تريد أن يعرف الناس قوتها ونشاطها، تمشي كذلك في السوق مع صاحبتها تمازحها وتضاحكها بصوت مسموع وربما تدافعها بتدافع منظور، تقف على صاحب الدكان تبايعه وقد كشفت عن يديها وعن ذراعيها وربما تمازحه أو يمازحها ويضحك معها إلى غير ذلك مما يفعله بعض النساء اللاتي سلبنا الحياء وقوة الإيمان. أمة الإسلام يقول الله تعالى لنساء نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهن القدوة يقول: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( لا تمنعوا إيماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن ) هكذا يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (وبيوتهن خيرا لهن) هذا وهو يتحدث عن مساجد الله فكيف بخروجهن للأسواق ويقول الله عز وجل:( وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الْقَوَاعِدُ) هن: العجائز لأنهن يقعد في محلهن لا يتجاوزنه فإذا كانت المرأة من العجائز ممنوعة من التبرج بالزينة فكيف تكون الشابة التي هي محل الفتنة ويقول الله عز وجل: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) والخمر هي: الغداف التي تلبسها النساء على رؤوسهن فإذا كانت المرأة مأمورة بأن تضرب بالخمار وهو ما تغطي به رأسها على جيبها ليستر ما قد يبدو من رقبتها أو يربو على صدرها فكيف تخالف المرأة المسلم المؤمنة بالله ورسوله إلى محاولة إبداء وجهها وهو محل الفتنة والتعلق بها ويقول الله عز وجل: (وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ) وهو صوت الخلخال الذي تلبسه برجلها وتخفيه في ثوبها فإذا ضربت برجلها على الأرض سمع صوته فإذا كانت المرأة منهية أن تفعل ما يعلم به زينة الرجل المخفاء فكيف بمن تكشف عن ذراعيها حتى تشاهد زينة الأرض. إن فتنة المشاهد أعظم من فتنة السماع وفي هذه الآية دليل على إن لباس النساء في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ينزل إلى ما أسفل من الكعبين بل إلى شبر من وراءها بل إلى ذراع ولا تزيد على ذلك من أجل أن لا تظهر قدمها ولقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم محذرا أمته: ( صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس – ويعني بهم الظلمة من ذوي السلطة الذين يضربون الناس بغير حق أما من يضربون الناس بحق لتقويمهم وتأديبهم فليسوا من هؤلاء وقد يكون المراد بالحديث كره هذا النوع من السياط أما الصنف الثاني: فيقول فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) وصفهن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله (كاسيات عاريات) قال العلماء: (كاسيات) عليهن كسوة ولكنهن عاريات لأن هذه الكسوة لا تستر أما لقصرها أو خفتها أو ضيقها (مميلات) لغيرهن بما يحصل بهن من الفتنة (مائلات) عن طريق الحق (رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة) مما يلففن عليهن من شعورهن أو غيره حتى يكون كسنام البعير المائل وصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ( أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا عِشاء الآخرة ) فمنعها النبي صلى الله عليه وسلم من حضور المسجد في الليل للصلاة إذا كانت قد أصابت بخورا فكيف بمن تتطيب بما هو أطيب من البخور وأشد جاذبية ثم تخرج إلى الأسواق وصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال:(خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها) ولو سأل سائل لماذا؟ لقلنا لأن آخر صفوف النساء أبعد عن الرجال والاختلاط بهم هذا وهو بالعبادة هذا وهو في العبادة والصلاة فكيف بمن تلي الرجال وتختلط بهم في الأسواق. أيها المسلمون من أين جاءت هذه التوجيهات أمن تأليف فلان وفلان المعرَّض للخطأ أم من كلام الله ورسوله إنها من كلام الله ورسوله إنها توجيهات في كتاب الله وتوجيهات في سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولقد قال الله تعالى:( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا) وقال عز وجل: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) اللهم اجعلنا ممن أطاعك وأطاع رسولك حتى نكون مع هؤلاء الرفقة الفاضلة العالية النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. أيها الإخوة هذه توجيهات الإسلام أما طريق أهل الإسلام فاسمع "قالت أم سلمة رضي الله عنها لما نزلت هذه الآية: (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السَّكينة وعليهن ألبسة سود يلبسنها" أفلا نأخذ أيها المسلمون بهذه التوجيهات الإسلامية، ألا نعتبر بطريق سلف هذه الأمة، أفلا نتق الله عز وجل، أفلا نتدارك ما وقع فيه كثير من النساء من مخالفة طريق أهل الإسلام ليكون مجتمعا إسلاميا رجاله ونساءه في عباداته وأخلاقه، لقد كان كثير من النساء يخرجن من بيوتهن ولا سيما في أيام الدراسة إما لشراء بعض الأدوات المدرسية أو الاتصال بزميلتها فيما يتعلق بالدراسة فعلينا أن نلاحظ خروج هؤلاء النساء وأن نتقِ الله في رعايتهن لأن ذلك من مصالحنا ومصالحهن وجدير بنسائنا أن يلزمن بيوتهن ولا يخرجن للأسواق وسيجدن ذلك ثقيلا عليهن في أول الأمر لكنهن سيألفن ذلك ويخف عليهن في النهاية فيصرن ذوات الخدور وربات الحياء وإن على أولياء الأمور من الرجال أن يتفطنوا لذلك وأن يقوموا بما أوجب الله عليهم من رعاية وأمانة حتى يصلح الله لهم الأمور ويمنعهم من الفتة والشرور قال الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) اللهم وفقنا للتقوى والقول السديد وأصلح لنا الأعمال واغفر لنا الذنوب واجعلنا من مَن أطاعك وأطاع رسولك وفاز بجناتك وثوابك يا رب العالمين إنك على كل شيء قدير والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ... الخطبة الثانية: الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له الحمد في الآخرة والأولى وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى وخليله المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى وسلم تسليمًا كثيرًا ... أما بعد... أيها المسلمون اتقوا الله تعالى واعلموا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (ما تركت من بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) وأخبر أنه إنما كانت فتنة بني إسرائيل في النساء أخبر بذلك تحذيرا للأمة عن المسلك عن هذا المسلك المشين وإبعاد لها عن الخطر عن الخطر والضرر والشر ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إياكم والدخول على النساء ) قالوا يا رسول الله: (أرأيت الحمو - يعني أقارب الزوج كأخيه وعمه وخاله يدخل على محارمه - قال النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم الحمو الموت) يعني فاحذروه لأن الحمو يدخل بيت قريبه لا يستنكر ولا يستغرب فيكون غير مبالي بمن رآه ولا يستحي إذا رأي داخل هذا البيت لقريبه فيحصل الشَّر والبلاء وقد جرى من ذلك -مَن نسمع في الهاتف من الأسئلة ذلك- ما نستحي أن نذكره من على هذا المنبر من خطر أقارب الزوج فاتقوا الله عباد الله لا تمكنوا أحدا يخلو بنسائكم في بيوتكم ولو كان أقرب قريب إليكم إلا مَن كان من المحارم كأب الزوج وأجداده من جهة أبيه أو أمه وأبناءه وأبناء أبناءه وأبناء بناته فإن هؤلاء محارم لزوجته. ثم احذروا أيضا أن يخلو الرجل بالمرأة في السيارة فإن ذلك فتنة وشر كبير وكم من قصص سمعناها ننزه هذا المنبر من ذكرها ونستحي عن ذكرها ربما أيضا فيما إذا ما خلا السوَّاق بالمرأة لأنه يخلو بها يكلمها كما شاء ترغيبًا وترهيبًا ويمشي بها حيث أراد لأن القيادة بيده ولقد ظن بعض الناس إن هذا ليس بخلوة لأن الشارع مملوء من الناس لكن هل هؤلاء الناس يمشون مشي السيارة حتى يعلموا ما يحدث فيها، إن هذا لن يكون وهذا أمر معلوم لا حاجة إلى إقامة البيّنة عليه فالناس وإن كانوا يمشون في الأسواق هل يسمعوا ما يُحدِّث به السائق هذه المرأة ولن يعلموا أين يذهب بها قد يقول إنه ذاهب بها إلى المدرسة وهو يذهب بها إلى مناطق الفتنة لاسيما إذا خادعها يوم بعد يوم أو أسبوعا بعد أسبوع أو شهرًا بعد شهر فالشر لا يحدث فجأة ولكنه يحدث رويدًا رويدًا والخطر عظيم، احذر الشر وإن أفتاك من أفتاك فالإنسان عاقل فالإنسان مبصر فالإنسان رشيد إلا من اتبع الهوى فنسال الله لنا ولكم الهدى واجتناب الهوى احذروا هذه المسألة احذروها فإنها عظيمة وإني لأعجب من رجل يقول لابنته: اذهبي مع السائق وهو جالس في بيته أو ذاهب إلى تجارته إنك لتعجب أين الغيرة أين الغيرة الإيمانية أين الدِّين أين الحياء يذهب بها رجل وإن كان تقيًا وإن كان حيي ولكن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ولقد عجبت أيضًا لقوم يقولون للمرأة: اذهبي مع السائق وحدها فإذا قاربت المدرسة انزلها من السيارة حتى لا يقول القائم على الباب إنها جاءت مع السائق بلا محرم وهذا مما تشكر عليه الرئاسة العامة لتعليم البنات أن تمنع من إحضار المرأة إلا بمحرم أسال الله أن يزيدها ثباتا وقوةً على هؤلاء الذين يغير غيرهم على محارمهم أكثر مما يغارون على محارمهم، وإنني بهذه المناسبة أود أن أنبه إن الرئاسة العامة عندها نظام أن يكون اللباس على شكل معين وبهيئة معينة وإذا كان كذلك فإنه لابد من تنفيذ هذا النظام لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ) ولو فتح للمرأة أن تلبس ما شاءت لتباهي النساء بالملابس وكان كل واحدة تأتي بلباس أفخم من لباس صاحبتها أو زميلتها وهكذا حتى يرهقوا أولياهم بالإنفاق وحتى يخالفوا قول الله عز وجل: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) فهؤلاء إن خرجن للدِّراسة وهذا لا حرج فيه لكن إذا تبرجن تبرج الجاهلية فقد وقعن فيما قد حرَّم الله عليهن. اللهم أصلح شعوبنا، اللهم أصلح شعوبنا، اللهم أصلح شعوبنا، اللهم ارزقنا الغيرة على ديننا والغَّيرة على محارمنا، اللهم ارزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى، واعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة - يعني في دين بدعة - وكل بدعة ضلالة واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه فقال جل من قائل عليمًا (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) فأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم يعظم الله لكم بها أجرًا وتأدوا شيئًا من حقوق نبيكم صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتمتثلوا أمر الله عز وجل اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارزقنا محبته، اللهم ارزقنا محبته وإتباعه ظاهرًا وباطنًا، اللهم ارزقنا تقديم هديه على كل هدي وقوله على كل قول يا رب العالمين، اللهم توفنا على ملته، اللهم احشرنا في زمرته، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم اسقنا من حوضه، اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم ارض عن خلفاءه الراشدين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم ارض عنا معهم اللهم ارض عنا معهم اللهم ارض عنا معهم وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين من المنافقين والمشركين واليهود والنصارى يا رب العالمين. أيها الإخوة إن أخوتكم الشيشان في هذه الأيام في أمر عصيب جدًا من أجل غزو الروس الملحدين بلادهم فأكثروا أيها الإخوة أكثروا من الدعاء لهم في السجود وبين الأذان والإقامة وبعد التشهد وفي جوف الليل فإنهم إخوانكم ألمهُم ألمكُم وأملهم أملكم إنهم إخوانكم الذين استقلوا وصاروا جمهورية إسلامية ولكن الملحدين الكافرين من الروس وإخوانهم من النصارى واليهود لا يريدون أن تقوم دولة إسلامية في تلك الجهات لأنهم يعلمون أن الإسلام إذا كان إسلاماً حقًا مطبقًا في الشعوب فإنه ستكون الغلبة له، يعلمون ذلك كما يعلمون الفرق بين الظل والشمس ولذلك لا يريدون أن تقوم للمسلمين، قائمة واعتبروا هذا فيما حدث في هذه الأيام في تيمور الشرقية التي أكثر أهلها نصارى لما حصل ما حصل من اضطرابات فيها قامت أوربا وقعدت من أجل أن تقضي على حكم المسلمين فيها، أما الشيشان ولها كم من يوم والروس يقصفونها من أعلى لأنهم جبناء لا يستطيعون أن يكون الحرب برية لم يتحرك من هؤلاء الكفار -في أروبا وغيرها- لم يتحرك له ساكن لأنهم يريدون أن يقضوا على المسلمين قضاءً مبرمًا ولكني في هذا أسال الله تعالى أن يجعل كيدهم في نحورهم، اللهم اجعل كيدهم في نحورهم اللهم احمِ حوزة الإسلام والمسلمين يا رب العالمين وانصرهم على أعدائهم إنك أنت القوي العزيز، اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تذل الروس أن تذل الروس أذلالا يكون حديثًا لمن بعدهم، اللهم أذلهم بعد العز اللهم ضعفهم بعد القوة اللهم ارددهم على أعقابهم خائبين يا رب العالمين إنك على كل شيئ قدير، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم انصرنا على أعداءنا في كل مكان يا رب العالمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدِّين... للإستماع للخطبة من هنا المصدر http://www.ibnothaimeen.com/all/khot...icle_228.shtml