في صِحَّة رؤيـةِ
النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلم في المنام
السؤال: شيخَنا، رأيتُ في منامي رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ثلاثَ مرَّاتٍ ليست على التوالي، فما تأويل رؤياي؟ بارك الله فيكم.
الجواب: الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فاعلم أنّ رؤيةَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في المنام إذا وافقت صفتَه التي كان عليها في الدنيا فقد رأى الحقَّ لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم : «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَتَمَثَّلُ بي»(1)، وفي رواية: «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رأى الحَقَّ»(2)؛ ذلك لأنّ رؤيتَه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في النوم لا تكون حقًّا إلاَّ إذا طابقت صفتَه المعلومةَ في شمائله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، فإن لم تكن على وجه الموافقة فما هي إلاَّ أضغاث أحلام، ومن تلاعب الشيطان بابن آدم، إذ الشيطان يتمثَّل في صورة أخرى يخيّل للرائي الجاهل بصفته التي كان عليها صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أنها صورة النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وليست كذلك، ولهذا كان ابن سيرين -رحمه الله- إذا قصَّ عليه رجل أنه رأى النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قال: «صِفْ لي الذي رأيتَه، فإن وصف له صفةً لا يعرفها، قال: لم تره»(3). وبهذا المقياس يُعلم من رأى رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم حَقًّا ممَّن يخيِّل إليه الشيطان رؤيتَه.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
الجزائر في: 07 المحرم 1427ه
الموافق ل: 06 فبراير 2006م
1- أخرجه البخاري في «العلم»: (110)، وفي «الأدب»: (6179)، ومسلم في «الرؤيا»: (6056)، وابن ماجه في «تعبير الرؤيا»: (4034)، وأحمد: (7367)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
2- أخرجه البخاري في «التعبير»: (6996)، ومسلم في «الرؤيا»: (605، وأحمد: (22096)، والدارمي: (2195)، من حديث أبي قتادة رضي الله عنه.
3- علّقه البخاري في صحيحه، «كتاب التعبير» (3/449)، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في «الفتح»: (12/465): «وقد رويناه موصولاً من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي وسنده صحيح»، وانظر: «السلسلة الصحيحة»: (6-1/517).
للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله
النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلم في المنام
السؤال: شيخَنا، رأيتُ في منامي رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ثلاثَ مرَّاتٍ ليست على التوالي، فما تأويل رؤياي؟ بارك الله فيكم.
الجواب: الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فاعلم أنّ رؤيةَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في المنام إذا وافقت صفتَه التي كان عليها في الدنيا فقد رأى الحقَّ لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم : «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَتَمَثَّلُ بي»(1)، وفي رواية: «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رأى الحَقَّ»(2)؛ ذلك لأنّ رؤيتَه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في النوم لا تكون حقًّا إلاَّ إذا طابقت صفتَه المعلومةَ في شمائله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، فإن لم تكن على وجه الموافقة فما هي إلاَّ أضغاث أحلام، ومن تلاعب الشيطان بابن آدم، إذ الشيطان يتمثَّل في صورة أخرى يخيّل للرائي الجاهل بصفته التي كان عليها صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أنها صورة النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وليست كذلك، ولهذا كان ابن سيرين -رحمه الله- إذا قصَّ عليه رجل أنه رأى النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قال: «صِفْ لي الذي رأيتَه، فإن وصف له صفةً لا يعرفها، قال: لم تره»(3). وبهذا المقياس يُعلم من رأى رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم حَقًّا ممَّن يخيِّل إليه الشيطان رؤيتَه.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
الجزائر في: 07 المحرم 1427ه
الموافق ل: 06 فبراير 2006م
1- أخرجه البخاري في «العلم»: (110)، وفي «الأدب»: (6179)، ومسلم في «الرؤيا»: (6056)، وابن ماجه في «تعبير الرؤيا»: (4034)، وأحمد: (7367)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
2- أخرجه البخاري في «التعبير»: (6996)، ومسلم في «الرؤيا»: (605، وأحمد: (22096)، والدارمي: (2195)، من حديث أبي قتادة رضي الله عنه.
3- علّقه البخاري في صحيحه، «كتاب التعبير» (3/449)، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في «الفتح»: (12/465): «وقد رويناه موصولاً من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي وسنده صحيح»، وانظر: «السلسلة الصحيحة»: (6-1/517).
للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله
تعليق