بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
[مقتطفات] السنن والبدع المتعلِّقة بالألفاظ والمفاهيم الخاطئة
تأليف العلَّامة الشَّيخ محمَّد بن صالح العثيمين
[8] ظاهرة نقاب الفتنة والموضة
[مقتطفات] السنن والبدع المتعلِّقة بالألفاظ والمفاهيم الخاطئة
تأليف العلَّامة الشَّيخ محمَّد بن صالح العثيمين
[8] ظاهرة نقاب الفتنة والموضة
سُئل الشَّيخ رحمه الله: في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة بين أوساط النِّساء بشكلٍ ملفتٍ للنَّظر وهي ما يُسمَّى بالنِّقاب، والغريب في هذه الظَّاهرة ليس لبس النِّقاب، إنّما طريقة لبس النِّقاب لدى النِّساء، ففي بداية الأمر كان لا يظهر من الوجه إلَّا العينين فقط. ثمَّ بدأ النِّقاب بالاتِّساع شيئًا فشيئًا فأصبح يظهر مع العينين جزء من الوجه مما يجلب الفتنة ولا سيما أنَّ كثيرًا من النِّساء يكتحلن عند لبسه، وهنَّ -أي النِّساء- إذا نوقشن في هذا الأمر احتججن بأنَّ فضيلتكم قد أفتى بأنَّ الأصل فيه الجواز، فنرجو توضيح هذه المسألة بشكلٍ مفصَّلٍ، وجزاكم الله خيرًا.
فأجاب بقوله: لا شكَّ أنَّ النِّقاب كان معروفًا في عهد النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وأنَّ النِّساء كنَّ يفعلنه كما يفيده قوله صلَّى الله عليه وسلَّم في المرأة إذا أحرمت "لا تنتقب" [انظر البخاري 1838]. فإنَّ هذا يدلُّ على أنَّ من عادتهنَّ لبس النِّقاب.ولكن في وقتنا هذا لا نفتي بجوازه بل نرى منعه، وذلك لأنَّه ذريعة إلى التَّوسُّع فيما لا يجوز، وهذا الأمر كما قاله السَّائل مُشاهد.
ولهذا لم نُفتِ امرأة من النِّساء لا قريبة ولا بعيدة بجواز النِّقاب في أوقاتنا هذه بل نرى أنَّه يُمنع منعًا باتًّا. وأنَّ على المرأة أن تتَّقي ربَّها في هذا الأمر، وأن لا تنتقب؛ لأنَّ ذلك يفتح باب شرٍّ لا يمكن إغلاقه فيما بعد. (انتهى)
تنبيه:
لا يُفهم من هذا جواز كشف المرأة لوجهها، فالمشهور عن الشَّيخ رحمه الله تعالى قوله بوجوب تغطية المرأة لوجهها تغطيةً كاملةً، لكن المقصود في هذا الموضع هو عدم جواز النِّقاب بهذه الصُّورة والتِّي تظهر فيها العينان بصورة فاتنة وتتحدَّدُ ملامح الوجه من تحته، وربَّما كان شفَّافًا يُظهر ما تحته، وقد أصبح كأنَّه موضة يتنافسن النِّساء فيها، فصار أشدَّ فتنةً ممَّا ترتديه كثيرٌ من المتبرِّجات السَّافرات!