بسم الله الرحمن الرحيم
خطورة الاختلاط و السفر بلا محرم على المرأة المسلمة ـ الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى
خطبة الجمعة 10-6-1432هـ
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين جعل في الحلال غنيةً عن الحرام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تبارك اسم ربك ذي الجلال و الإكرام وأشهد وأن محمداً عبده ورسوله بعثه الله رحمة لأهل الإسلام صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد أيها الناس: اتقوا الله تعالى واشكروه على نعمه العظيمة، خلق الإنسان من ذكرٍ وأنثى فجعل الأنثى مع الرجل من مبدأ الخليقة لحاجة كل منهما إلى الآخر ولما في ذلك من الحكمة والرحمة وتمام المصالح وانتفاء المفاسد، (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم:21]، جعل في الرجل والمرأة غريزة الشهوة لحكمة عظيمة إذ استغلت هذه الغريزة في مصرفها الشرعي وذلك بالزواج الذي أمر الله جل وعلا به فقال: (وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم* وَلْيَسْتَعْفِفْ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) [النور:32-33]،
فالزواج فيه مصالح عظيمة، أولا: أنه يُعف البصر، ويحصَّن الفرج، وثانياً: أنه فيه الذرية الطيبة والنسل الباقي، قال صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض البصر وأحصن الفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"، فالزواج فيه مصالح عظيمة أعظمها أنه أغض للبصر فلا يتطلع الرجل إلى النساء بعد ما يتزوج لأن الله أغناه بالحلال عن الحرام، وأحصن للفرج، أحصن للفرج من الزنا والسفاح الذي فيه تدمير المجتمع، وفيه الخسارة العاجلة والآجلة، قال الله جلا وعلا: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) [الإسراء:32]، لا تقربوا الزنا، أي اتركوا الزنا واتركوا أسبابه المُوصِّلة إليه والمسببة له حتى تتحصنوا من هذه الجريمة العظيمة، فإذا امتثل المسلم هذا الأمر النبوي وتجنب هذا النهي الإلهي فأخذ بالزواج وتجنب الزنا فإن الله يكتب له الأجر، يقضي شهوته وأيضاً يؤجر على ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: "وفي بُضع أحدكم له صدقة"، قالوا يا رسول الله: يأتي أحدُنا شهوته ويكون له فيها أجر، قال: "أرأيتم لو وضعها في حرام أيكون عليه وزر؟"، قالوا نعم، قال: "فكذلك إذا وضعها في حلال"، والله جعل المرأة حرثاً للرجل، (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) [البقرة:223]،
بمعنى أنه إذا قضى شهوته وشهوتها فإن هذا يكون حرثاً ينبتُ الذرية الطيبة الصالحة، (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) [البقرة:223]، والله جل وعلا قال: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى) [الإسراء:32]، تدبروا قوله تعالى: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى) [الإسراء:32]، ولم يقل لاتزنوا فقط بل قال لا تقربوا الزنا، ما معناه؟ معناه أن يتجنب الوسائل والأسباب التي توقعهُ في الزنا وأولها: النظر إلى ما حرم الله، والتطلع إلى النساء، قال الله جل وعلا: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُن إلا لبعولتهن) [النور:30-31]، فأمر الرجل والمرأة بغض البصر، وحفظ الفرج، لأنه إذا غض بصره حفظ فرجهُ لأنه تجنب السبب الذي يوقعهُ في المخالفة، كذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخلوة بالمرأة التي لا تحل له فلا يكون الرجل والمرأةٌ خاليين في مكان إلا ما بين الزوجين والأقارب، أما المرأة الأجنبية فلا يحل لرجل ولا يحل لها هي أن يخلوا في مكان سواءً في بيت أو في بر أو في سيارة وحدهما أو في أي مكان، قال صلى الله عليه وسلم: "إياكم والدخول على النساء"، قالوا يا رسول الله، أرأيت الحمو؟ والحمو هو قريب الزوج أخوه أو عمه أو خاله أو غير ذلك، قال: "الحمو الموت"
يعني أن خطره أشد، خطر قريب الزوج أشد على المرأة من غيره، لأنه يتخذ القرابة وسيلةً إلى الدخول على زوجة قريبه، ويظن إن هذا يميزه عن الناس فيحصل الفساد، قال "الحمو الموت"، في بعض المجتمعات الجاهلة لا تتحرز المرأة عن قريب زوجها وهذا من الجهل، النبي صلى الله عليه وسلم حذَّر من ذلك.
فالزواج فيه مصالح عظيمة، أولا: أنه يُعف البصر، ويحصَّن الفرج، وثانياً: أنه فيه الذرية الطيبة والنسل الباقي، قال صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض البصر وأحصن الفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"، فالزواج فيه مصالح عظيمة أعظمها أنه أغض للبصر فلا يتطلع الرجل إلى النساء بعد ما يتزوج لأن الله أغناه بالحلال عن الحرام، وأحصن للفرج، أحصن للفرج من الزنا والسفاح الذي فيه تدمير المجتمع، وفيه الخسارة العاجلة والآجلة، قال الله جلا وعلا: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) [الإسراء:32]، لا تقربوا الزنا، أي اتركوا الزنا واتركوا أسبابه المُوصِّلة إليه والمسببة له حتى تتحصنوا من هذه الجريمة العظيمة، فإذا امتثل المسلم هذا الأمر النبوي وتجنب هذا النهي الإلهي فأخذ بالزواج وتجنب الزنا فإن الله يكتب له الأجر، يقضي شهوته وأيضاً يؤجر على ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: "وفي بُضع أحدكم له صدقة"، قالوا يا رسول الله: يأتي أحدُنا شهوته ويكون له فيها أجر، قال: "أرأيتم لو وضعها في حرام أيكون عليه وزر؟"، قالوا نعم، قال: "فكذلك إذا وضعها في حلال"، والله جعل المرأة حرثاً للرجل، (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) [البقرة:223]،
بمعنى أنه إذا قضى شهوته وشهوتها فإن هذا يكون حرثاً ينبتُ الذرية الطيبة الصالحة، (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) [البقرة:223]، والله جل وعلا قال: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى) [الإسراء:32]، تدبروا قوله تعالى: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى) [الإسراء:32]، ولم يقل لاتزنوا فقط بل قال لا تقربوا الزنا، ما معناه؟ معناه أن يتجنب الوسائل والأسباب التي توقعهُ في الزنا وأولها: النظر إلى ما حرم الله، والتطلع إلى النساء، قال الله جل وعلا: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُن إلا لبعولتهن) [النور:30-31]، فأمر الرجل والمرأة بغض البصر، وحفظ الفرج، لأنه إذا غض بصره حفظ فرجهُ لأنه تجنب السبب الذي يوقعهُ في المخالفة، كذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخلوة بالمرأة التي لا تحل له فلا يكون الرجل والمرأةٌ خاليين في مكان إلا ما بين الزوجين والأقارب، أما المرأة الأجنبية فلا يحل لرجل ولا يحل لها هي أن يخلوا في مكان سواءً في بيت أو في بر أو في سيارة وحدهما أو في أي مكان، قال صلى الله عليه وسلم: "إياكم والدخول على النساء"، قالوا يا رسول الله، أرأيت الحمو؟ والحمو هو قريب الزوج أخوه أو عمه أو خاله أو غير ذلك، قال: "الحمو الموت"
يعني أن خطره أشد، خطر قريب الزوج أشد على المرأة من غيره، لأنه يتخذ القرابة وسيلةً إلى الدخول على زوجة قريبه، ويظن إن هذا يميزه عن الناس فيحصل الفساد، قال "الحمو الموت"، في بعض المجتمعات الجاهلة لا تتحرز المرأة عن قريب زوجها وهذا من الجهل، النبي صلى الله عليه وسلم حذَّر من ذلك.
ومن الوسائل التي توقع في الزنا الاختلاط، الاختلاط بين الرجال والنساء، الاختلاط الذي يثير الشهوة، ويُطمع الرجل والمرأة بعضهما ببعض إذا جالسها، إذا ضاحكها، إذا مازحها، الاختلاط في كراسي الدراسة، الاختلاط في مكان العمل، في المستشفيات، في الطائرات، في أسواق البيع والشراء، الاختلاط سببٌ كبيرٌ للوقوع في الفتنة أما أن يكون الرجل والمرأة أو الرجال والنساء في مكان، النساء على حده متسترات، والرجال على حده، فهذا ليس اختلاطاً هذا يحتاجه الناس فلا مانع من ذلك، إنما الاختلاط الذي يسببُ الشهوة ويثيرها، فيجب على المسلمين أن يحذروا من ذلك، ومما حرَّمه الشارع لأنه وسيلةُ إلى الزنا أن تسافر المرأة بدون محرم، قال صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر إلا ومعها ذو محرم"، لأن المحرم يصونها، لأن المحرم يقوم عليها، لأن المحرم يحفظها، لأنها امرأة ضعيفة ويطمع بها الفساق فإذا رأو معها محرمها فإنهم يبتعدون ويحذرون من ذلك، أما إذا كان ليس معها محرم فإنهم يطمعون بها مهما كانت من الدين والعفاف فهي امرأة ضعيفة، فلا بد من المحرم، ولو سافرت مع جماعة فلا بد من المحرم أيضاً، لأن بعض الناس الذين ينتسبون إلى العلم يقولون إذا سافرت مع جماعة فليست بحاجة إلى المحرم، إذا سافرت في طائرة، في سيارة، في قطار، ليست بحاجة إلى المحرم،
نقول حاجتها إلى المحرم في هذا الحالة أشد لكثرة الرجال وكثرة المزاحمين، كثرة الزحام، فالمرأة تحتاج إلى المحرم في كل سفر، في كل سفر، بعض الناس يقول إذا سافرت في الطائرة سلمها وليها وأركبها في الطائرة فلا تحتاج إلى المحرم وليها الثاني يستقبلها في المطار، فهذا مخالف لنهي الرسول صلى الله عليه وسلم، لو أصابها شيء في الطائرة من الذي يقوم بها لو اعتُديَ عليها من بعض الفساق من الذي يصونها لو أنها مالت هي إلى الرجل وحصل بينها وبين أحد الرجال، من الذي يحول بينها وبين ذلك وبين أخذ الموعد معه، فالمرأة لابد لها من المحرم، أيضاً لو إن الطائرة اختل سيرها بسبب مثلاً تغير الأجواء وعدلت إلى مطار آخر، من الذي يستقبلها في المطار الآخر؟
أين تذهب؟
فيجب على هؤلاء أن يتقوا الله وأن ينظروا في العواقب، الرسول صلى الله عليه وسلم عمَّم هذا وقال "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر" أيَّ سفر "إلا ومعها ذو محرم" لأنها بحاجةٍ إلى المحرم دائماً وأبداً في الأسفار، والأسفار أشد خطورة على المرأة، أشد خطورة من كونها في البلد، فلذلك حاجتها إلى المحرم أشد، جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له إني اكتتبت في غزوة كذا وكذا وإن امرأتي خرجت حاجة، قال: "ارجع فحج مع امرأتك"، أرجعه من الغزو من الجهاد في سبيل الله إلى أن يسافر مع امرأته، أليس الحجاج جماعة؟
ومع هذا أمره أن يرجع ويسافر معها، فالمرأة بحاجة إلى المحرم، كذلك من الوسائل الواقية من الزنا والوسائل الموقعة فيه مسألة الحجاب وهو الستر الضافي على المرأة سواءً في بيتها أو في ثيابها، تكون متسترة عن الرجال وإذا خرجت تكون متسترة وإذا بقيت في بيتها فهذا أحفظ لها، قال الله جل وعلا: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) [الأحزاب:33]، (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) [الأحزاب:33]، أيَّ اجلسن في البيوت، هذا أحفظ لها، لكن إذا احتاجت إلى الخروج فإنها تتحصنُ بالستر الضافي ولا تلبس الزينة عند الخروج، لا تتزين، قال تعالى: (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) [الأحزاب:33]،
والتبرج هو إظهار الزينة، إظهار الزينة في الثياب أو إظهار الزينة من البدن أو الحلي هذا التبرج، (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) [الأحزاب:33]، قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) [الأحزاب:53]، والحجاب ما يستر المرأة عن الرجل الذي ليس من محارمها سواءً كان غطاءاً، ثوباً، أو جدارناً، أو باباً، هذا هو الحجاب الذي يستر المرأة عن بصر الرجل الذي ليس من محارمها، يقول بعض المتحذلقين هذه الآية في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، نقول إذا كانت الآية في أزواج النبي وهن أطهر نساء العالمين فكيف بغيرهن من النساء ضعيفات العقلِ والدين فإذا كان هذا في نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع طهارتهن، مع كرامتهن، ففي غيرهن من باب أولى،
وأيضاً الله قال: (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) [الأحزاب:53]، فجعل السبب في ذلك هو طهارة القلوب، وكل مسلم ومسلمة يحتاج إلى طهارة قلبه من الشهوة المحرمة، فعلى المسلمين أن يتنبهوا لذلك وأن يصونوا نساءهم، وعلى المرأة المسلمة أن تتقيَ الله في نفسها وأن تلزم الآداب الشرعية، ولا يقال فلانة عفيفة، فلانة تقيَّه، ديَّنه، الشيطان يُغريها، شياطين الإنس والجن يُغرونها، واليوم يا عباد الله جدَّت وسائل، جدَّت وسائل خطيرة في المكالمة بالجوالات، والإنترنت، اتصالات سرية هي على فراشها ويكلمها الفساق أو تظهر صورهم على الشاشة التي عندها ثم تكون المواعيد ثم تكون المصائب،
فعلى المسلمين أن يتنبهوا لنسائهم وأن يحافظوا عليهن، وعلى المرأة المسلمة أن تتقيَ الله في نفسها وفي مجتمعها فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "استوصوا بالنساء خيراً"، ومن الخير صيانتهن والقيام عليهن: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) [النساء:34]، وقال صلى الله عليه وسلم: "اتقوا فتنة النساء فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء"، وقال صلى الله عليه وسلم: "ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء"، فلا يتساهل في هذا الأمر ولا يقال كما يقوله المغرضون أو السفهاء، الثقة موجودة أنتم تسيئون الظن بالناس وما أشبه ذلك، نعم نحنُ نحسن الظن بالمسلمين ولكن مع هذا لا بد من أخذ الحيطة، ومن إحسان الظن بالمسلمين إلتزام بالحجاب وإلتزام بالعفة حتى المرأة التي تخرج إلى المسجد وهي تخرج للعبادة، قال صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفِلات" أي غير متزينات ولا متطيبات، أيضاً في مواطن العبادة في المساجد تكون صفوف النساء خلف الرجال على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا يختلطن بالرجال حتى في المساجد و مواطن العبادة يتأخر الرجال بعد سلام الإمام حتى تخرج النساء و يكون لهن أبواب خاصة لا يذهب معها الرجال كل هذا صيانة للمجتمع، لأن جريمة الزنا كما قال الله تعالى: (إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً) [الإسراء:32]، والفاحشة هي ما تناهى قُبحه فالزنا قبيح متناهي القبح لأنه يحصلُ به ضياع الأعراض وانتهاك الفروج يحصلُ به اختلاط الأنساب، يحصلُ به الأمراض الفتَّاكه بسبب الزنا ولهذا قال: (وَسَاءَ سَبِيلاً) [الإسراء:32]،
الله جل وعلا ذكر الزنا مع الشرك ومع قتل النفوس فقال (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً* إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:68-70]،
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنهُ هو الغفور الرحيم.
نقول حاجتها إلى المحرم في هذا الحالة أشد لكثرة الرجال وكثرة المزاحمين، كثرة الزحام، فالمرأة تحتاج إلى المحرم في كل سفر، في كل سفر، بعض الناس يقول إذا سافرت في الطائرة سلمها وليها وأركبها في الطائرة فلا تحتاج إلى المحرم وليها الثاني يستقبلها في المطار، فهذا مخالف لنهي الرسول صلى الله عليه وسلم، لو أصابها شيء في الطائرة من الذي يقوم بها لو اعتُديَ عليها من بعض الفساق من الذي يصونها لو أنها مالت هي إلى الرجل وحصل بينها وبين أحد الرجال، من الذي يحول بينها وبين ذلك وبين أخذ الموعد معه، فالمرأة لابد لها من المحرم، أيضاً لو إن الطائرة اختل سيرها بسبب مثلاً تغير الأجواء وعدلت إلى مطار آخر، من الذي يستقبلها في المطار الآخر؟
أين تذهب؟
فيجب على هؤلاء أن يتقوا الله وأن ينظروا في العواقب، الرسول صلى الله عليه وسلم عمَّم هذا وقال "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر" أيَّ سفر "إلا ومعها ذو محرم" لأنها بحاجةٍ إلى المحرم دائماً وأبداً في الأسفار، والأسفار أشد خطورة على المرأة، أشد خطورة من كونها في البلد، فلذلك حاجتها إلى المحرم أشد، جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له إني اكتتبت في غزوة كذا وكذا وإن امرأتي خرجت حاجة، قال: "ارجع فحج مع امرأتك"، أرجعه من الغزو من الجهاد في سبيل الله إلى أن يسافر مع امرأته، أليس الحجاج جماعة؟
ومع هذا أمره أن يرجع ويسافر معها، فالمرأة بحاجة إلى المحرم، كذلك من الوسائل الواقية من الزنا والوسائل الموقعة فيه مسألة الحجاب وهو الستر الضافي على المرأة سواءً في بيتها أو في ثيابها، تكون متسترة عن الرجال وإذا خرجت تكون متسترة وإذا بقيت في بيتها فهذا أحفظ لها، قال الله جل وعلا: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) [الأحزاب:33]، (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) [الأحزاب:33]، أيَّ اجلسن في البيوت، هذا أحفظ لها، لكن إذا احتاجت إلى الخروج فإنها تتحصنُ بالستر الضافي ولا تلبس الزينة عند الخروج، لا تتزين، قال تعالى: (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) [الأحزاب:33]،
والتبرج هو إظهار الزينة، إظهار الزينة في الثياب أو إظهار الزينة من البدن أو الحلي هذا التبرج، (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) [الأحزاب:33]، قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) [الأحزاب:53]، والحجاب ما يستر المرأة عن الرجل الذي ليس من محارمها سواءً كان غطاءاً، ثوباً، أو جدارناً، أو باباً، هذا هو الحجاب الذي يستر المرأة عن بصر الرجل الذي ليس من محارمها، يقول بعض المتحذلقين هذه الآية في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، نقول إذا كانت الآية في أزواج النبي وهن أطهر نساء العالمين فكيف بغيرهن من النساء ضعيفات العقلِ والدين فإذا كان هذا في نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع طهارتهن، مع كرامتهن، ففي غيرهن من باب أولى،
وأيضاً الله قال: (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) [الأحزاب:53]، فجعل السبب في ذلك هو طهارة القلوب، وكل مسلم ومسلمة يحتاج إلى طهارة قلبه من الشهوة المحرمة، فعلى المسلمين أن يتنبهوا لذلك وأن يصونوا نساءهم، وعلى المرأة المسلمة أن تتقيَ الله في نفسها وأن تلزم الآداب الشرعية، ولا يقال فلانة عفيفة، فلانة تقيَّه، ديَّنه، الشيطان يُغريها، شياطين الإنس والجن يُغرونها، واليوم يا عباد الله جدَّت وسائل، جدَّت وسائل خطيرة في المكالمة بالجوالات، والإنترنت، اتصالات سرية هي على فراشها ويكلمها الفساق أو تظهر صورهم على الشاشة التي عندها ثم تكون المواعيد ثم تكون المصائب،
فعلى المسلمين أن يتنبهوا لنسائهم وأن يحافظوا عليهن، وعلى المرأة المسلمة أن تتقيَ الله في نفسها وفي مجتمعها فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "استوصوا بالنساء خيراً"، ومن الخير صيانتهن والقيام عليهن: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) [النساء:34]، وقال صلى الله عليه وسلم: "اتقوا فتنة النساء فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء"، وقال صلى الله عليه وسلم: "ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء"، فلا يتساهل في هذا الأمر ولا يقال كما يقوله المغرضون أو السفهاء، الثقة موجودة أنتم تسيئون الظن بالناس وما أشبه ذلك، نعم نحنُ نحسن الظن بالمسلمين ولكن مع هذا لا بد من أخذ الحيطة، ومن إحسان الظن بالمسلمين إلتزام بالحجاب وإلتزام بالعفة حتى المرأة التي تخرج إلى المسجد وهي تخرج للعبادة، قال صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفِلات" أي غير متزينات ولا متطيبات، أيضاً في مواطن العبادة في المساجد تكون صفوف النساء خلف الرجال على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا يختلطن بالرجال حتى في المساجد و مواطن العبادة يتأخر الرجال بعد سلام الإمام حتى تخرج النساء و يكون لهن أبواب خاصة لا يذهب معها الرجال كل هذا صيانة للمجتمع، لأن جريمة الزنا كما قال الله تعالى: (إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً) [الإسراء:32]، والفاحشة هي ما تناهى قُبحه فالزنا قبيح متناهي القبح لأنه يحصلُ به ضياع الأعراض وانتهاك الفروج يحصلُ به اختلاط الأنساب، يحصلُ به الأمراض الفتَّاكه بسبب الزنا ولهذا قال: (وَسَاءَ سَبِيلاً) [الإسراء:32]،
الله جل وعلا ذكر الزنا مع الشرك ومع قتل النفوس فقال (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً* إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:68-70]،
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنهُ هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد أيها الناس: مع أن الله سبحانه وتعالى وضع أسباباً واقية، واقية ومحصَّنة للرجل والمرأة من الوقوع في هذه الفاحشة يحاول أعداء الله ورسوله الآن من الكفار والمنافقين والعلمانيين والليبراليين كما يُسمَّون أذناب الكفار يحاولون هتك هذه الضوابط ويقولون المرأة لها الحرية، المرأة إنسان، لها الحرية،
يا سبحان الله، لها الحرية في الباطل هذه ليست حرية هذه عبودية للشهوات، عبودية لشياطين الإنس والجن،
الحرية في عبادة الله وطاعة الله والتزام الأحكام الشرعية التي تحرر الإنسان من الذلة، تحرره من العبودية لغير الله سبحانه وتعالى هذه هي الحرية، الحرية الصحيحة، التي تحررُ الرجل والمرأة من الذلة، من الضياع، تحرره من أسباب الشر، هذه هي الحرية الصحيحة، أما إطلاقه بدون قيود وبدون ضوابط شرعية فهذه هي العبودية للشهوات، والعبودية للشياطين، والعبودية للنفس والهوى،
نسأل الله العافية، فالحرية كل الحرية بالتزام أوامر لله ورسوله فلنحذر من هؤلاء، ولنُحذر من النساء من الإغترار بهذه الدعايات الباطلة المبطنة التي تريد تدمير المجتمعات،
نسأل الله أن يكبت كيدهم في نحورهم، وأن يعصم المسلمين من شرورهم ثم اعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
يا سبحان الله، لها الحرية في الباطل هذه ليست حرية هذه عبودية للشهوات، عبودية لشياطين الإنس والجن،
الحرية في عبادة الله وطاعة الله والتزام الأحكام الشرعية التي تحرر الإنسان من الذلة، تحرره من العبودية لغير الله سبحانه وتعالى هذه هي الحرية، الحرية الصحيحة، التي تحررُ الرجل والمرأة من الذلة، من الضياع، تحرره من أسباب الشر، هذه هي الحرية الصحيحة، أما إطلاقه بدون قيود وبدون ضوابط شرعية فهذه هي العبودية للشهوات، والعبودية للشياطين، والعبودية للنفس والهوى،
نسأل الله العافية، فالحرية كل الحرية بالتزام أوامر لله ورسوله فلنحذر من هؤلاء، ولنُحذر من النساء من الإغترار بهذه الدعايات الباطلة المبطنة التي تريد تدمير المجتمعات،
نسأل الله أن يكبت كيدهم في نحورهم، وأن يعصم المسلمين من شرورهم ثم اعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبينا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين الأئمةِ المَهدِيِّين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابة أجمعين، وعن التابِعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشرِكين، ودمِّرْ أعداءَ الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللهم ادفع عنا الغلا والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللهم أصلح ولاة أمورنا واجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين اللهم أصلح بطانتهم وأبعد عنهم بطانة السوء والمفسدين، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.
عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ* وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل:90-91]، فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ الكريم يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
لتحميل الخطبة من هنا
المصدر : موقع الشيخ حفظه الله