السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نصيحة لمن ترك العلم وأصبح يشاهد التلفاز
===============================================
للشيـخ أبو عمر العتيبي حفظه الله ونفع بعلمه
فالجواب : أو تلبية للطلب ، فأقول بارك الله فيك وفي زوجتك وأنا أنصح الجميع أن يشتغلوا بطلب العلم لأنه يرفع الجهل عن الإنسان وينير له الطريق ويعرف به الحق من الباطل والهدى من الضلال فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول : طلب العلم فريضة على كل مسلم . ويقول رب العزة والجلال : (( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )) [الزمر : 9] .
وأهل العلم بالله بدينه هم أهل خشيته ((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء )) [فاطر : 28].
فلذلك نصيحتي للجميع رجالا ونساء أن يشتغلوا بطلب العلم ففيه السعادة : (( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)) [الرعد : 28] . (( الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ )) – يعني الجنة - (( وَحُسْنُ مَآبٍ)) [الرعد : 29]. وطوبى شجرة في الجنة يسير في ظلها الجواد المضمر مسيرة مائة سنة لا يقطعها . والجواد المضمر يعني الجواد الذي أعد للجري والسباق وذلك بتغميره وتجويعه نوعا ما ليكون خفيفا سريعا .
فهكذا الإنسان يحرص على أن يصل إلى طوبى ، هذه الشجرة العظيمة في الجنة والتي صارت علما بارزا تسمى به الجنة ، طوبى لهم وحسن مآب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ، وخير عمل يعمله الإنسان هو العمل الذي يقربه إلى الله ويباعده من النار وطلب العلم هو الذي يزيد في الهمة ويزيد في الشوق إلى لقاء الله عز وجل وإلى جنة الله ورضوانه بعمل الصالحات والبعد عن المنكرات .
وأما مشاهدة التلفاز ففيها الغفلة عن ذكر الله عز وجل وسماع الموسيقى ومشاهدة الصور المحرمة وتلهي عن ذكر الله وتدخل الشيطان في البيت مما يسبب الفرقة والخلاف بين الأسرة ويؤدي إلى الغفلة والاهتمام بأمر الدنيا اهتماما زائدا وتورث الغفلة والشحناء والخلاف بين الزوجين وليس التلفاز فقط بل كل الملهيات عن ذكر الله والأمور الدنيوية التي فيها غفلة عن الله .
فنصيحتي لكم جميعا تقوى الله عز وجل والاهتمام بما ينفع والاستماع إلى دروس العلم وإذاعة القرآن الكريم وخاصة الإذاعة التي تسمعونها بالانترنت هذه إذا كان عندكم وسيلة جيدة للسماع مع الاشتغال بما ينفعكم وحفظ القرآن والتزود من العلم الشرعي ولا بأس بالمباحات التي لا تشغلكم عن طاعة الله ولا تسبب الشحناء بينكم وعليكم بالدعاء والابتهال إلى الله عز وجل أن يوفقكم وأن يسددكم والله تعالى أعلم .
الدرس قبل الأخير من شرحه للأصول الثلاثة برقم 41 في منبر دروس غرفة البيضاء العلمية
ليلة الرابع من شهر رجب 1432هـ / 16 يونيو 2010م
تم التفريغ بتوفيق من الله ليلة الخميس الـ 19 من ربيع الآخر 1432هجرية .
أخوكم عبد الحافظ الجزائري أعانه الله وسدده .