ماجاء في التداوي
من كتاب صحيح الطب النبوي في ضوء الكتاب والسنة وأقوال السلف
إن الله عندما خلق الداء ، وهو منه سبحانه وتعالى ابتلاء لعباده ، وبخاصة المؤمنين منهم ، ويكون تكفيراً لسيئاتهم ، وهذا منه رحمةً لعباده المؤمنين ، فعندما خلق الله سبحانه وتعالى الداء خلق معه الدواء ، وجعله مباحاً لعباده ، من كتاب صحيح الطب النبوي في ضوء الكتاب والسنة وأقوال السلف
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن رسول الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن الله خلق الداء والدواء،فتداووا،ولا تتداووا بحرام" . "السلسلة الصحيحة" رقم (1633) .
وعن ابن مسعود رصي الله عنه، أن رسول الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن الله لم ينـزل داءً إلا وأنزل له دواءً ؛ جهله من جهله ، وعلمه من علمه" .
"السلسلة الصحيحة" (452) ، و"صحيح موارد الظمآن" (1196).
، وصحيح الجامع برقم (1762) .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، أنه سُئلَ رسول الله عن النبي صلى الله عليه وسلم : هل ينفع الدواء من القدر ؟ ، فقال : "الدواء من القدر و قد ينفع بإذن الله تعالى" .
صحيح الجامع حديث رقم (3415) .
قال الإمام أبو عبد الله محمد المقدسي : وهذا من حكمة الله كما هو شائع أنه إذا ابتلى أعان ، فابتلى بالداء وأعان بالدواء ، وابتلى بالذنب وأعان بالتوبة ، وابتلى بالأرواح الخبيثة الشياطين ، وأعان بالأرواح الطيبة الملائكة ، وابتلى بالمحرمات وأعان بإباحة نظيرها . "الآداب الشرعية" (2/336) .
عن أسامة بن شريك ، قال : أتيت رسول الله عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كأنما على رؤوسهم الطير ، فسلمت ثم قعدت ، فجاءت الأعراب من هاهنا فقالوا : يا رسول الله ! نتداوى ؟ قال : "تداووا فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له دواءً ، غير واحد : الهرم" .
وفي لفظ : "تداووا عباد الله ! فإن الله لم ينـزل داءً إلا قد أنزل له شفاءً ؛ إلا السام والهرم" .
قال الدكتور محمد ضياء الأعظمي في شرحه على السنن الصغرى للبيهقي : أخرجه أبو داود (4/192) ، والترمذي (4/383) ، وابن ماجة (2/1137) ، وأحمد (4/27 ، والحاكم (4/399) ، والبيهقي في السنن الكبرى (9/343) . كلهم من طرق عن زياد بن علاقة به .
ثم قال : قلت : وفي رواية : "تداووا" : دليل على إثبات العلاج ، وأن التداوي مباح وليس بواجب ، والإهمال فيه مذموم ، إلا أصحاب العزائم كما جاء في الصحيحين : البخاري (10/211) ، ومسلم (1/199) : "سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ، وهم الذين لا يتطيرون ، ولا يكتوون ، ولا يسترقون ، وعلى ربهم يتوكلون" . اهـ . شرح وتخريج السنن الصغرى للبيهقي (8/346) .
قلت: والتداوي سنةٌ وتركه درجة أعلى منه، كما ثبت ذلك عن السلف الصالح رضوان الله عليهم، وكما نص على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه ابن مفلح في "الآداب الشرعية".
قال ابن حجر العسقلاني في تعليقه على حديث المرأة التي تصرع : وفي الحديث فضل من يصرع ، وأن الصبر على بلايا الدنيا يورث الجنة ، وأن الأخذ بالشدة أفضل من الأخذ بالرخصة لمن علم من نفسه الطاقة ولم يضعف عن التزام الشدة ، وفيه دليل على جواز ترك التداوي ، وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير ، وأن تأثير ذلك وانفعال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية ، ولكن إنما ينجع بأمرين أحدهما من جهة العليل وهو صدق القصد ، والآخر من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل والله أعلم . فتح الباري (10/115).
وعن كعب بن مالك :أنه قال : يا رسول الله ! أرأيت دواءً نتداوى به ، ورُقىً نسترقي بها ، وأشياء نفعلها ؛ هل ترد من قدرِ الله ؟ قال : "يا كعب ! بل هي من قدرِ الله" .
"تخريج أحاديث مشكلة الفقر" (13/11) ، و"صحيح موارد الظمآن" رقم (1171).
وعن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم : "أن رجلاً في زمان رسول الله ثلى الله عليه وسلم جُرح فاحتقن الجرج بالدم وأن الرجل دعا برجلين من بني أنمار فنظرا إليه فقال لهما رسول الله :"أيكما أطب ؟".
فقالا : أفي الطب خير يا رسول الله ؟ فقال رسول الله عن النبي صلى الله عليه وسلم : "أنزل الدواء الذي أنزل الداء".رواه مالك في "الموطأ" (944) وابن عبد البر في "التمهيد" (110). والكحال في الأحكام في الصناعة الطبية (1/ 14) .
وعن إبراهيم التيمي ، أن رجلاً أتى إلى رسول الله عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له رسول الله عن النبي صلى الله عليه وسلم : "من أنت ؟" . قال : أنا طبيب . قال له رسول الله عن النبي صلى الله عليه وسلم : "ولعلك تدبر أشياء يحرق بها غيرك".
رواه مسلم في "الصحيح" (1921) ،وأحمد في المسند (4: 134) والبيهقي في السنن الكبرى(3: 375).في الصحيح والحاكم في المستدرك (3: 602).
عن جابر بن دينار بن عبد الله أن رسول الله عن النبي صلى الله عليه وسلم عاد مريضاً فقال :"ألا تدعوا له طبيباً ؟" .قالوا يا رسول الله وأنت تأمرنا بهذا ؟ قال : فقال :"إن الله عز وجل لم ينـزل داء إلا أنزل معه دواء ". "الصحيحة" (2873) .
عن أسامة بن زيد وابن مسعود ، عن رسول الله عن النبي صلى الله عليه وسلم وحدث الخزامي سنداً أن رسول الله ثلى الله عليه وسلمقال : "إن الله بثّ الداء وبثّ الدواء وجعل لكل داء دواء من الشجر والعسل فتداوا" .
رواه أبو داود في السنن برقم (3874) ،والبيهقي في السنن الكبرى(10/5).
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : فكان من هديه صلى الله عليه وسلم فِعلُ التداوي في نفسه ، والأمر به لمن أصابه مرض من أهله وأصحابه، ولكن لم يكن مِن هديه ولا هدي أصحابه استعمال هذه الأدوية المركَّبة التي تسمى أقرباذين ، بل كان غالبُ أدويتهم بالمفردات، وربما أضافوا إلى المفرد ما يُعاونه، أو يكسر سَورته، وهذا غالبُ طب الأمم على اختلاف أجناسِها من العرب والترك، وأهلِ البوادي قاطبةً وإنما بالمركبات الرومُ واليونان واكثر طِبِّ الهند بالمفردات.
وقد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوي بالغذاء لا يُعدل عنه إلى الدواء، ومتى أمكن بالبسيط لا يُعدل عنه إلى المركب.
قالوا : وكل داء على دفعه بالأغذية والحمية ، لم يُحاول دفعه بالأدوية . اهـ .الطب النبوي.
وعن جابر رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلمأنه قال : "لكل داء ، دواء ، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عزوجل" . رواه مسلم في الطب برقم (5705) .
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى : وفي هذا الحديث إشارة إلى استحباب الدواء . وهو مذهب أصحابنا وجمهور السلف وعامة الخلف .اهـ . شرح مسلم (14/412) .
وعن طارق بن شهاب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : "إن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له شفاء فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر" .
صحيح الجامع حديث رقم (180) .
تعليق