الحجامة طب نبوي
الحمد لله وبعد: فقد قرأت في جريدة الجزيرة العدد الأربعاء 25/11/1428هـ مقالاً بعنوان: [لهذه الأسباب منعت الصحة مزاولة الحجامة] للكاتب الدكتور خالد علي مدني.
قد حمل فيه حملة شعواء على الحجامة واصفا إياها بأنها إجراء بدائي وان الأحاديث الواردة فيها بأنها ليست من الوحي الإلهي وإنما هي مما عرفته العرب من خبرات البيئة وتجاربها، وأنها تليق ببيئة معينة في حرارتها ومناخها وظروفها كالبيئة الصحراوية وقسم السنة النبوية إلى سنن عبادات وسنن عادات وهي التي تتصل بالأمور الدنيوية فقول الكاتب عن الأحاديث الواردة في الحجامة إنها ليست من الوحي الإلهي يعارض قوله تعالى عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) وقوله تعالى: (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا).
وجعله قسما من السنة من سنن العادات ليس صحيحاً في السنن القولية وإنما هذا التقسيم يأتي في أفعاله صلى الله عليه وسلم فمنها ما هو تشريع ومنها ما هو من قبيل العادة وليس تشريعاً وإذا كان الكاتب يعتب على تصرفات بعض الناس في الحجامة ممن ليس لهم خبرة بها فهذا لا يأتي على أصل الحجامة التي هي طب نبوي ثابت، وقد قرن النبي صلى الله عليه وسلم الحجامة بالعسل والكي ووصف الجميع بأن فيه الشفاء وهو صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى وهذا جرى منه صلى الله عليه وسلم مجرى الإخبار عن هذه الثلاثة وما فيها من النفع والشفاء وخبره صلى الله عليه وسلم صادق لا يتطرق إليه الشك.
وقول الكاتب: وقد أثبتت الدراسات الحديثة عدم جدوى ممارسة الحجامة، هذه الدراسات قائمة على الأدلة والبراهين العلمية البعيدة عن الادعاءات التي يروجها البعض نقول له: الدراسات الصحيحة لا تصادم الأحاديث الثابتة.
قال: والهدف منها العمل على إلهاء العقل المسلم ابتداء من تفسير الأحلام وانتهاء بالحجامة وغيرها والظهور أمام العالم بالمظهر الرجعي والمتخلف الذي لا يأخذ بالعلم الحديث - وأقول للكاتب: كيف تجعل الأحاديث الصحيحة الواردة في الحجامة في صف تفسير الأحلام بل هي بعده في المرتبة حيث جعلها النهاية.
وكيف وصف العمل بالحجامة على الوجه الصحيح بالمظهر الرجعي المتخلف هذه مبالغة في الاستخفاف بالأحاديث الواردة في الحجامة وأما إشادته بالطب الحديث وما توصل إليه من معلومات فنحن معه في ذلك وهو من نعم الله التي أنعم بها على عباده وهذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أنزل الله داء إلا وأنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله"، ولكن هذا لا يتعارض مع ما في الحجامة من نفع وشفاء فهي نوع من الطب النافع.
قال: والهدف منها العمل على إلهاء العقل المسلم ابتداء من تفسير الأحلام وانتهاء بالحجامة وغيرها والظهور أمام العالم بالمظهر الرجعي والمتخلف الذي لا يأخذ بالعلم الحديث - وأقول للكاتب: كيف تجعل الأحاديث الصحيحة الواردة في الحجامة في صف تفسير الأحلام بل هي بعده في المرتبة حيث جعلها النهاية.
وكيف وصف العمل بالحجامة على الوجه الصحيح بالمظهر الرجعي المتخلف هذه مبالغة في الاستخفاف بالأحاديث الواردة في الحجامة وأما إشادته بالطب الحديث وما توصل إليه من معلومات فنحن معه في ذلك وهو من نعم الله التي أنعم بها على عباده وهذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أنزل الله داء إلا وأنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله"، ولكن هذا لا يتعارض مع ما في الحجامة من نفع وشفاء فهي نوع من الطب النافع.
وأخيراً - يرجى من الكاتب أن يراجع ما كتب ويستغفر الله مما قال فإنه قد قلل من شأن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الحجامة نسأل الله لنا وله الهداية والتوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
تعليق