يقول : إن زوجته أصيبت بمرض معين، وأصبحت تخاف من كل شيء ولا تستطيع البقاء وحدها، أما أخونا من رجال ألمع فيشكو نفس الحالة، لدرجة أنه لا يستطيع الذهاب إلى المسجد للصلاة مع الجماعة، ويسألون عن علاج يراه سماحتكم مناسباً حتى لا يلجأون إلى أولئك الذين يجسدون الأمور وربما يلجأون إلى كاهن أو مشعوذ؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد:
فإن الله-جل وعلا-ما أنزل داءً إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله, وإن الله جعل فيما جاء به نبيه- عليه الصلاة والسلام- من الخير والهدى والعلاج لجميع ما يشكوا منه الناس من أمراض حسية ومعنوية ما نفع الله به العباد, وحصل به من الخير مالا يحصيه إلا الله- عز وجل-,
والإنسان قد تعجل له أمور لها أسباب فيحصل له من الخوف والذعر مالا يعرف له الإنسان بيناً,
والله -جل وعلا- جعل فيما شرعه على لسان نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - من الخير, والأمن, والشفاء ما لا يحصيه إلا هو- سبحانه وتعالى-
فنصيحتي لهاذين أن يستعملا ما شرعه الله- جل وعلا- من الأوراد الشرعية,
ومن ذلك قراءة آية الكرسي خلف كل صلاة إذا سلم وأتى بالأذكار الشرعية يأتي بآية الكرسي يقرأها بينه وبين نفسه ( اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )
هذه آية الكرسي, وهي أعظم آية في كتاب الله, وأفضل آية في كتاب الله-عز وجل- لما اشتملت عليه من التوحيد العظيم والإخلاص لله, وبيان عظمته- سبحانه وتعالى-, وأنه الحي القيوم, وأنه المالك لكل شيء, وأنه لا يعجزه شيء -سبحانه وتعالى- فإذا قرأ هذه الآية خلف كل صلاة فهي من أسباب العافية والأمن من كل شر, وهكذا قراءتها عند النوم إذا قرأها عن النوم فقد جاء في الحديث الصحيح: (أنه لا يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح) فليقرأها عند النوم وليطمئن ولا يكن في قلبه شيء من الخوف أو الذعر, بل يعلم أن ما قاله الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الحق, وأنه الصدق الذي لا ريب فيه,
ومما شرع الله أيضاً لهذا المعنى أن يقرأ (قل هو الله أحد) والمعوذتين خلف كل صلاة فهي أيضا من أسباب العافية من الهم والشفاء من كل سوء (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن ويقرأ (قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس) بهذه السور الثلاث يقرأها بعد الظهر مرة بعد العصر مرة بعد العشاء مرة,
أما بعد المغرب وبعد الفجر فثلاث مرات بعد المغرب في أول الليل وبعد الفجر في أو النهار يقرأ هذه السور ثلاث مرات كما جاء في ذكر الأحاديث عن رسول الله- عليه الصلاة والسلام- فهي من أسباب العافية والأمن من كل سوء ،
ومما يحصل به أيضاً الأمن والعافية والطمأنينة والسلامة من الشر كله (أن يستعيذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات صباحاً ومساءً (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) فقد جاءت الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دالة على أنها من أسباب العافية من كل سوء (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات صباحاً, وثلاث مرات مساءً,
وهكذا (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحاً ومساء, فهي أيضاً من أسباب العافية من كل سوء, أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن من قالها ثلاثاً لا تضره أي مصيبة وأي ضرر (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات
فهذه الأذكار من القرآن ومما جاءت به السنة كلها من أسباب الحفظ والسلامة والأمن, فينبغي للمؤمن أن يأتي بها وما تيسر منها وهو على طمأنينة وثقة بربه, وأنه- سبحانه وتعالى- القائم على كل شيء والمتصرف غب كل شيء وبيده التصرف والعطاء والمنع, والضر والنفع وهو القائم على كل شيء وهو المالك لكل شيء-سبحانه وتعالى-وهو القادر على كل شيء-جل وعلا-ورسوله-صلى الله عليه وسلم-هو أصدق الناس, فهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى كما قال الله-عز وجل- :( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ) صاحبكم يعني محمد-عليه الصلاة والسلام- يخاطب الأمة مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ يعني معشر أمة محمد وَمَا غَوَى فالضال الجاهل والغاوي الذي يعمل على خلاف العلم, فهو ليس بجاهل وليس بمخالف لما يعلم بل يعلم ويعمل-عليه الصلاة والسلام-فهو مهتدٍ وليس بضال فهو على هدىً من ربه وهو مع ذلك عالم عامل قد علمه الله من علمه ما شاء من الكتاب والسنة, وهو عامل بما يعلم لهذا قال: مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى بخلاف من أعرض عن علم فإنه ضال كالنصارى وأشباههم من الجهلة, فإنهم ضالون وهم وأشباههم المذكورين في قوله: وَلاَ الضَّالِّينَ هم النصارى وأشباههم من الجهلة المعرضين عن الحق,
وبخلاف من علم ولم يعمل فهذا يقال له غاوي وهم المغضوب عليهم وهم اليهود وأشباههم عرفوا الحق ولكن عاندوا وكفروا ولم ينقادوا لما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولم يصدقوه عناداً وبغياً وإيثاراً للدنيا على الآخرة والهوى على الهدى, فلهذا غضب الله عليهم وصاروا من أرباب الغواية والضلالة والبعد عن الهدى فهم ضالون لما عندهم من الجهالة والإعراض عن الحق, وهم مغضوب عليهم غاوون لكونهم عرفوا الحق الذي بعث الله به محمد-عليه الصلاة والسلام-فحادوا عنه وعاندوا استكباراً, وبغياً, وحسداً, وإيثار للدنيا على الآخرة,
ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-في تفسير قوله- تعالى-: ( غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ) قال في المغضوب عليهم اليهود وفي الضالين هم النصارى يعني وأشباههم, مراده - صلى الله عليه وسلم - أن هؤلاء رأس في الضلال والغواية والغضب, ومثلهم من سار في سبيلهم وتخلق بأخلاقهم فمن أعرض عن الهدى من أي صنف من الناس فهو ضال, ومن خالف العلم وتابع الهوى فهو غاوي المغضوب عليه نسأل الله العافية.
السائل : جزاكم الله خيراً ، هذا سلاح تصفونه سماحة الشيخ لكل مؤمن فهل تشترطون شروط أخرى لمن يحمل السلاح؟ .
نعم فمن أعظم الشروط الثقة بالله, والتصديق برسوله - صلى الله عليه وسلم -, وأن الله-جل وعلا-هو الذي يقول الحق ورسوله يبلغ الحق وهو الصادق فيما يقول-عليه الصلاة والسلام-
ومن الشروط أن يأتي بذلك عن إيمان, وعن رغبة فيما عند الله, وعن ثقة بالله, وعن إيمان بأنه-سبحانه-مدبر الأمور ومصرف الأشياء, وأنه الغالب على كل شيء-سبحانه وتعالى-لا عن شك ولا عن سوء ظن, بل عن حسن ظن بالله وعن ثقة به سبحانه, وعن تصديق لرسوله-عليه الصلاة والسلام-وأنه متى تخلف المطلوب فلعلة من العلل تخلف المطلوب
العبد عليه أن يأتي بالأسباب والله مسبب الأسباب- سبحانه وتعالى- وقد يحضر الدواء ويحصل الدواء ولكن لا يزول الداء لأسباب أخرى جهلها العبد ولله فيها الحكمة-سبحانه وتعالى-, وهذا يشمل الدواء الحسي والمعنوي الحسي الذي يقوم به الأطباء من شراب وأكل وإجراء عمليات وغير ذلك, والمعنوي الذي يحصل بالدعاء والقراءة ونحو ذلك كل هذا قد يتخلف المطلوب منه والمراد منه لأسباب كثيرة , الله-جل وعلا-هو العالم بها-سبحانه وتعالى-, وجعله بعضها المخلوقون بسبب عدم يقينهم وعدم ثقتهم بما جاء به الرسول- عليه الصلاة والسلام-, أو بأسباب أخرى حالت بين أثر ما جاء به الرسول وبين مقتضاه, حال بين ما قاله الله ورسوله وبين المقتضى المطلوب من ذلك لأسباب فعلها العبد من معاصي, وكفر بالله-عز وجل-وسوء ظن بالله وغير هذا من الأسباب التي قد يأتي بها العبد تكون سبباً لحرمانه من الخير الذي جاء على يد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا حول ولا قوة إلا بالله.
جزاكم الله خيراً ، هذا لمن أصيب أو لمن لم يصب بعد سماحة الشيخ؟.
هذا سلاح يحصل به العلاج وتحصل به الوقاية, هو علاج لما قد وقع وعلاج لما لم يقع, وهكذا الأدوية يعني الشرعية والحسية بعضها علاج للواقع من الأمراض والأدواء, وبعضها وقاية منها, وهو سبب للعافية منها, فإن هذه الأشياء التي ذكرها النبي – - صلى الله عليه وسلم-فيها الوقاية وفيها العلاج جميعاً,
والإنسان قد يتعاطى أدوية للوقاية وقد يتعاطى أدوية للعلاج, وهذه التي ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها هذا وهذا فيها الوقاية وفيها العلاج,
ومن هذا قوله - صلى الله عليه وسلم – (من صبح بسبع تمرات من تمر المدينة لم يضره سحر ولا سم) هذا من باب الوقاية, ما رواه مسلم في الصحيح في لفظ: (من صبح بسبع تمرات مما بين لابتيها - يعني من المدينة - لم يضره سحر ولا سم) وفي لفظ (من تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة) يعني تمر المدينة, فالمقصود أن هذا من باب الوقاية, ويرجى في بقية التمر أن ينفع الله به أيضاً؛ لأن المادة متقاربة لكن تمر المدينة له خصوصية في هذا كما نص عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - في علاج في الوقاية من السحر والسموم. جزاكم الله خيراً .
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد:
فإن الله-جل وعلا-ما أنزل داءً إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله, وإن الله جعل فيما جاء به نبيه- عليه الصلاة والسلام- من الخير والهدى والعلاج لجميع ما يشكوا منه الناس من أمراض حسية ومعنوية ما نفع الله به العباد, وحصل به من الخير مالا يحصيه إلا الله- عز وجل-,
والإنسان قد تعجل له أمور لها أسباب فيحصل له من الخوف والذعر مالا يعرف له الإنسان بيناً,
والله -جل وعلا- جعل فيما شرعه على لسان نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - من الخير, والأمن, والشفاء ما لا يحصيه إلا هو- سبحانه وتعالى-
فنصيحتي لهاذين أن يستعملا ما شرعه الله- جل وعلا- من الأوراد الشرعية,
ومن ذلك قراءة آية الكرسي خلف كل صلاة إذا سلم وأتى بالأذكار الشرعية يأتي بآية الكرسي يقرأها بينه وبين نفسه ( اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )
هذه آية الكرسي, وهي أعظم آية في كتاب الله, وأفضل آية في كتاب الله-عز وجل- لما اشتملت عليه من التوحيد العظيم والإخلاص لله, وبيان عظمته- سبحانه وتعالى-, وأنه الحي القيوم, وأنه المالك لكل شيء, وأنه لا يعجزه شيء -سبحانه وتعالى- فإذا قرأ هذه الآية خلف كل صلاة فهي من أسباب العافية والأمن من كل شر, وهكذا قراءتها عند النوم إذا قرأها عن النوم فقد جاء في الحديث الصحيح: (أنه لا يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح) فليقرأها عند النوم وليطمئن ولا يكن في قلبه شيء من الخوف أو الذعر, بل يعلم أن ما قاله الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الحق, وأنه الصدق الذي لا ريب فيه,
ومما شرع الله أيضاً لهذا المعنى أن يقرأ (قل هو الله أحد) والمعوذتين خلف كل صلاة فهي أيضا من أسباب العافية من الهم والشفاء من كل سوء (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن ويقرأ (قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس) بهذه السور الثلاث يقرأها بعد الظهر مرة بعد العصر مرة بعد العشاء مرة,
أما بعد المغرب وبعد الفجر فثلاث مرات بعد المغرب في أول الليل وبعد الفجر في أو النهار يقرأ هذه السور ثلاث مرات كما جاء في ذكر الأحاديث عن رسول الله- عليه الصلاة والسلام- فهي من أسباب العافية والأمن من كل سوء ،
ومما يحصل به أيضاً الأمن والعافية والطمأنينة والسلامة من الشر كله (أن يستعيذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات صباحاً ومساءً (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) فقد جاءت الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دالة على أنها من أسباب العافية من كل سوء (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات صباحاً, وثلاث مرات مساءً,
وهكذا (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحاً ومساء, فهي أيضاً من أسباب العافية من كل سوء, أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن من قالها ثلاثاً لا تضره أي مصيبة وأي ضرر (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات
فهذه الأذكار من القرآن ومما جاءت به السنة كلها من أسباب الحفظ والسلامة والأمن, فينبغي للمؤمن أن يأتي بها وما تيسر منها وهو على طمأنينة وثقة بربه, وأنه- سبحانه وتعالى- القائم على كل شيء والمتصرف غب كل شيء وبيده التصرف والعطاء والمنع, والضر والنفع وهو القائم على كل شيء وهو المالك لكل شيء-سبحانه وتعالى-وهو القادر على كل شيء-جل وعلا-ورسوله-صلى الله عليه وسلم-هو أصدق الناس, فهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى كما قال الله-عز وجل- :( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ) صاحبكم يعني محمد-عليه الصلاة والسلام- يخاطب الأمة مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ يعني معشر أمة محمد وَمَا غَوَى فالضال الجاهل والغاوي الذي يعمل على خلاف العلم, فهو ليس بجاهل وليس بمخالف لما يعلم بل يعلم ويعمل-عليه الصلاة والسلام-فهو مهتدٍ وليس بضال فهو على هدىً من ربه وهو مع ذلك عالم عامل قد علمه الله من علمه ما شاء من الكتاب والسنة, وهو عامل بما يعلم لهذا قال: مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى بخلاف من أعرض عن علم فإنه ضال كالنصارى وأشباههم من الجهلة, فإنهم ضالون وهم وأشباههم المذكورين في قوله: وَلاَ الضَّالِّينَ هم النصارى وأشباههم من الجهلة المعرضين عن الحق,
وبخلاف من علم ولم يعمل فهذا يقال له غاوي وهم المغضوب عليهم وهم اليهود وأشباههم عرفوا الحق ولكن عاندوا وكفروا ولم ينقادوا لما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولم يصدقوه عناداً وبغياً وإيثاراً للدنيا على الآخرة والهوى على الهدى, فلهذا غضب الله عليهم وصاروا من أرباب الغواية والضلالة والبعد عن الهدى فهم ضالون لما عندهم من الجهالة والإعراض عن الحق, وهم مغضوب عليهم غاوون لكونهم عرفوا الحق الذي بعث الله به محمد-عليه الصلاة والسلام-فحادوا عنه وعاندوا استكباراً, وبغياً, وحسداً, وإيثار للدنيا على الآخرة,
ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-في تفسير قوله- تعالى-: ( غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ) قال في المغضوب عليهم اليهود وفي الضالين هم النصارى يعني وأشباههم, مراده - صلى الله عليه وسلم - أن هؤلاء رأس في الضلال والغواية والغضب, ومثلهم من سار في سبيلهم وتخلق بأخلاقهم فمن أعرض عن الهدى من أي صنف من الناس فهو ضال, ومن خالف العلم وتابع الهوى فهو غاوي المغضوب عليه نسأل الله العافية.
السائل : جزاكم الله خيراً ، هذا سلاح تصفونه سماحة الشيخ لكل مؤمن فهل تشترطون شروط أخرى لمن يحمل السلاح؟ .
نعم فمن أعظم الشروط الثقة بالله, والتصديق برسوله - صلى الله عليه وسلم -, وأن الله-جل وعلا-هو الذي يقول الحق ورسوله يبلغ الحق وهو الصادق فيما يقول-عليه الصلاة والسلام-
ومن الشروط أن يأتي بذلك عن إيمان, وعن رغبة فيما عند الله, وعن ثقة بالله, وعن إيمان بأنه-سبحانه-مدبر الأمور ومصرف الأشياء, وأنه الغالب على كل شيء-سبحانه وتعالى-لا عن شك ولا عن سوء ظن, بل عن حسن ظن بالله وعن ثقة به سبحانه, وعن تصديق لرسوله-عليه الصلاة والسلام-وأنه متى تخلف المطلوب فلعلة من العلل تخلف المطلوب
العبد عليه أن يأتي بالأسباب والله مسبب الأسباب- سبحانه وتعالى- وقد يحضر الدواء ويحصل الدواء ولكن لا يزول الداء لأسباب أخرى جهلها العبد ولله فيها الحكمة-سبحانه وتعالى-, وهذا يشمل الدواء الحسي والمعنوي الحسي الذي يقوم به الأطباء من شراب وأكل وإجراء عمليات وغير ذلك, والمعنوي الذي يحصل بالدعاء والقراءة ونحو ذلك كل هذا قد يتخلف المطلوب منه والمراد منه لأسباب كثيرة , الله-جل وعلا-هو العالم بها-سبحانه وتعالى-, وجعله بعضها المخلوقون بسبب عدم يقينهم وعدم ثقتهم بما جاء به الرسول- عليه الصلاة والسلام-, أو بأسباب أخرى حالت بين أثر ما جاء به الرسول وبين مقتضاه, حال بين ما قاله الله ورسوله وبين المقتضى المطلوب من ذلك لأسباب فعلها العبد من معاصي, وكفر بالله-عز وجل-وسوء ظن بالله وغير هذا من الأسباب التي قد يأتي بها العبد تكون سبباً لحرمانه من الخير الذي جاء على يد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا حول ولا قوة إلا بالله.
جزاكم الله خيراً ، هذا لمن أصيب أو لمن لم يصب بعد سماحة الشيخ؟.
هذا سلاح يحصل به العلاج وتحصل به الوقاية, هو علاج لما قد وقع وعلاج لما لم يقع, وهكذا الأدوية يعني الشرعية والحسية بعضها علاج للواقع من الأمراض والأدواء, وبعضها وقاية منها, وهو سبب للعافية منها, فإن هذه الأشياء التي ذكرها النبي – - صلى الله عليه وسلم-فيها الوقاية وفيها العلاج جميعاً,
والإنسان قد يتعاطى أدوية للوقاية وقد يتعاطى أدوية للعلاج, وهذه التي ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها هذا وهذا فيها الوقاية وفيها العلاج,
ومن هذا قوله - صلى الله عليه وسلم – (من صبح بسبع تمرات من تمر المدينة لم يضره سحر ولا سم) هذا من باب الوقاية, ما رواه مسلم في الصحيح في لفظ: (من صبح بسبع تمرات مما بين لابتيها - يعني من المدينة - لم يضره سحر ولا سم) وفي لفظ (من تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة) يعني تمر المدينة, فالمقصود أن هذا من باب الوقاية, ويرجى في بقية التمر أن ينفع الله به أيضاً؛ لأن المادة متقاربة لكن تمر المدينة له خصوصية في هذا كما نص عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - في علاج في الوقاية من السحر والسموم. جزاكم الله خيراً .