دفاع عن المرأة المسلمة
التي
تأثرت بدعوة (حقوق المرأة)
تأثرت بدعوة (حقوق المرأة)
أختي المسلمة.. هل رأيت كثرة المفاسد التي جلبتها دعوة الإجرام (حقوق المرأة), وقد حصل في بلاد الغرب وأوروبا أن حملت المرأة هناك كل هذا الإجرام.. وألقى الغربيون الملامة كل الملامة على المرأة المستجيبة لهذه الدعوة المنحرفة.. وقد ألفت في ذلك الكتب ونشرت ذلك الصحف, وأقيمت المؤتمرات, وقد أدركت المرأة الغربية العاقلة هذا من جهة أنها أخطأت حقا, ومن جهة أنها ظلمت عند أن حملوها كل ما يجري في بلادها من فساد.
وأتوقع بعد أيام أن تحمّل المرأة المسلمة المنحرفة هذا..
فإذا حملت هذا؛ فهذا من الظلم العظيم لها, والتنصل من قبل الرجال المشاركين فيما اكتسبته أيديهم.
وكيف لا يكون ظلما, وقد كانت المرأة المسلمة في بيتها, فجاء إليها زبانية اليهود والنصارى وقالوا: هلمي معنا إلى أخذ المجد بيمينك والعز بشمالك.. طالما حرمت وأهنت وضيعت؛ فقد جاء الفرج والمخرج.. ذهبت أيام الظلام وجاءت أيام النور, وذهب البؤس والفقر وجاء الثراء والغناء.. ستدخلين إلى الحياة من أوسع أبوابها.. الحرية والحضارة والتقدم والتطور والازدهار.. وتصيرين آمرة بعد أن كنت مأمورة, وقاهرة بعد أن كنت مقهورة, ومكرمة بعد أن كنت مهانة, ومرموقة بعد أن كنت مغمورة, وتضرب لك التحية وأنت على سلّم الطائرة, وأنت على الكرسي الدوار.
والتشجيع والنفخ تارة كقولهم: أنت معقد العز وسر النجاح, فالأمة معلقة كل الآمال بطموحك ووجودك في الحالة الاجتماعية والسياسية الأمة استبشرت بالسعادة منذ أن سمعت صوتك ولما أن رأت وجودك.. إلى آخر ما يقال لها.
وقالوا لها: "لقد تحملنا على عاتقنا أن ننهض بك إلى هذا كله.. فعليك أن تضعي يدك في أيدينا وتضمي صوتك إلى صوتنا.. وأن تفتحي لنا نافذة لقبول ما عندنا وما نريده لك.. وقد أعددنا كل شيء, وهيأنا الأمور على أحسن ما تريدين".
فقالت: وما المطلوب الآن؟.
قالوا: "سجلي اسمك.." إلى آخر ما يقال هنا.
وماذا؟.
قالوا: "احضري الاجتماعات, خصوصا السرية, ولابد أن تكوني شجاعة وأن تكوني واثقة بشأن المستقبل القريب..".
وبدأ معها دعاة الإجرام من الصفر كما يقال, وأخذوا يسهلون لها الانحراف, وكلما قالت: الإسلام ديني.. قالوا: الإيمان في القلب, والدين يسر.
وكلما سقطت بين أيديهم زادوا في إفسادها, فلما صارت ضحية, وحققت لهم ما طلبوا من تبرج وسفور واختلاط وتمرد على الآباء والأولياء وخلوة بالرجال غير المحارم, وانتشر الزنا, وقبلت الربا, وزاحمت الرجال في الوظائف, وحاربت القيم الإسلامية, والتمسك بالإسلام.
بعد هذا كله, قالوا: كل الشر والفساد هو بسبب المرأة حين تبرجت واختلطت وخلعت لباس الحياء, فهي أساس الرذائل ومؤججة الفتن, فخذوا على أيدي النساء, ضعوا العقوبات على شرذمة النساء اللاتي لا عقول لهن ولا حياء ولا إصلاح..! أوقفوا السرطان النسائي..! إلى متى نترك الحياء!.
فانظري أيتها المسلمة كيف أفسدوا المرأة وجروها إليهم بأنواع من الحيل والقهر والتهديد فترة.. حتى إذا استغنوا عنها جعلوها هي بؤرة الشر, فلم يرحموها في أول الأمر ولا في آخره.
هكذا تصير المرأة ألعوبة بين أيدي العابثين والمفسدين إن لم يكن لها دين يصونها ورجال يحمونها وأقرباء يؤدبونها.
وخلاصة المسألة أن ما يدور في الساحة من فساد عارم إنه مشترك بين الرجال والإناث إلا من رحمه الله.
والذنب الأكبر هو ذنب الرجال, لأنهم مطالبون بحماية المرأة, ففرطوا, إلا من رحمه الله.
ولأنهم أوصلوا إليها الشر الذي وصلت إليه, وروجوا لها ذلك وسهلوه.
فهنيئا للمرأة المسلمة المتمسكة بدينها, فهي في مأمن من ذلك كله, وهذه ثمرة الاستقامة, وهي ثمرة يهون في سبيلها كل تعب وعناء.
فإلى الاستقامة على دين الله.. وإلى محاربة من يستغل المرأة لأي غرض غير شرعي.
مقتبس من كتاب المؤامرة على المرأة المسلمة للشيخ محمد بن عبد الإمام حفظه الله
تعليق