من عجائب الضرائر !!!
قال الجبرتى :
تزوج والدي الشيخ حسن الجبرتي بنت رمضان جبلي . وكانت به بارة ، وله مطيعة. ومن جملة برها له وطاعتها،
أنها كانت تشترى له من الجواري الحسان من مالها. وتنظمهن بالحلي والملابس. وتقدمهن إليه، وتعتقد حصول الأجر
والثواب لها بذلك؛ وكان يتزوج عليها كثيرا من الحرائر، ويشتري الجواري، فلا تتأثر من ذلك، ولا يحصل عندها
ما يحصل في النساء من الغيرة.
ومن الوقائع الغريبة أنه لما حج في سنة1156 هـ واجتمع به الشيخ عمر الحلبي بمكة، أوصاه الحلبي بأن يشتري
له جارية بيضاء تكون بكرا دون البلوغ، وصفتها كذا وكذا. فلما عاد من الحج طلب اليسرجية الجواري لينتقي منهن المطلوب.
فلم يزل حتى وقع على الغرض فاشتراها، وادخلها عند زوجته المذكورة حتى يرسلها مع من أوصاه بإرسالها صحبته. فلما حضر وقت السفر أخبرها بذلك، فقالت :..إني أحببت هذه الوصيفة حبا شديدا، ولا أقدر
على فراقها، وليس لي أولاد. وقد جعلتها مثل ابنتي.. وبكت الجارية أيضا، وقالت:
لا أفارق سيدتي، ولا أذهب من عندها أبدا: فقال: وكيف العمل؟
قالت : أدفع ثمنها من عندي، واشتر أنت غيرها.... ففعل ثم إنها أعتقتها، وعقدت لزوجها عليها وجهزتها وفرشت لها
مكانا على حدتها. وبنى بها والدي في سنة 1165. وكانت لا تقدر على فراقها ساعة مع كونها صارت ضرتها،
وولدت له أولادا...
فلما كان في سنة 1182 مرضت الجارية فمرضت لمرضها وثقل عليهما المرض.
فقامت الجارية في ضحوة النهار، فنظرت إلى مولاتها وكانت في حالة من الإغماء، فبكت وقالت
الهي إن كنت قدرت موت سيدتي، اجعل يومي قبل يومها. ثم رقدت، وماتت لتلك الليلة. فأضجعوها بجانبها
فاستيقظت مولاتها أخر الليل، وجستها بيديها. وصارت تقول..
زليخا : زليخا
فقالوا لها: أنها نائمة...
فقالت:إن قلبي يحدثني أنها قد ماتت، ورأيت في منامي ما يدل على ذلك
فقالوا لها: حياتك الباقية: فقامت وهى تقول: لا حياة لي بعدها.. وصارت تبكى وتنتحب حتى طلع النهار.
وغسلوها بين يديها وشالو جنازتها..
ورجعت هي إلى فراشها، وماتت أخر النهار وخرجوا بجنازتها
في اليوم التالي.
وهذا من أعجب ما شهدته ورأيته ووعيته.
وكان سني إذ ذاك أربع عشرة سنة.
منقول
تزوج والدي الشيخ حسن الجبرتي بنت رمضان جبلي . وكانت به بارة ، وله مطيعة. ومن جملة برها له وطاعتها،
أنها كانت تشترى له من الجواري الحسان من مالها. وتنظمهن بالحلي والملابس. وتقدمهن إليه، وتعتقد حصول الأجر
والثواب لها بذلك؛ وكان يتزوج عليها كثيرا من الحرائر، ويشتري الجواري، فلا تتأثر من ذلك، ولا يحصل عندها
ما يحصل في النساء من الغيرة.
ومن الوقائع الغريبة أنه لما حج في سنة1156 هـ واجتمع به الشيخ عمر الحلبي بمكة، أوصاه الحلبي بأن يشتري
له جارية بيضاء تكون بكرا دون البلوغ، وصفتها كذا وكذا. فلما عاد من الحج طلب اليسرجية الجواري لينتقي منهن المطلوب.
فلم يزل حتى وقع على الغرض فاشتراها، وادخلها عند زوجته المذكورة حتى يرسلها مع من أوصاه بإرسالها صحبته. فلما حضر وقت السفر أخبرها بذلك، فقالت :..إني أحببت هذه الوصيفة حبا شديدا، ولا أقدر
على فراقها، وليس لي أولاد. وقد جعلتها مثل ابنتي.. وبكت الجارية أيضا، وقالت:
لا أفارق سيدتي، ولا أذهب من عندها أبدا: فقال: وكيف العمل؟
قالت : أدفع ثمنها من عندي، واشتر أنت غيرها.... ففعل ثم إنها أعتقتها، وعقدت لزوجها عليها وجهزتها وفرشت لها
مكانا على حدتها. وبنى بها والدي في سنة 1165. وكانت لا تقدر على فراقها ساعة مع كونها صارت ضرتها،
وولدت له أولادا...
فلما كان في سنة 1182 مرضت الجارية فمرضت لمرضها وثقل عليهما المرض.
فقامت الجارية في ضحوة النهار، فنظرت إلى مولاتها وكانت في حالة من الإغماء، فبكت وقالت
الهي إن كنت قدرت موت سيدتي، اجعل يومي قبل يومها. ثم رقدت، وماتت لتلك الليلة. فأضجعوها بجانبها
فاستيقظت مولاتها أخر الليل، وجستها بيديها. وصارت تقول..
زليخا : زليخا
فقالوا لها: أنها نائمة...
فقالت:إن قلبي يحدثني أنها قد ماتت، ورأيت في منامي ما يدل على ذلك
فقالوا لها: حياتك الباقية: فقامت وهى تقول: لا حياة لي بعدها.. وصارت تبكى وتنتحب حتى طلع النهار.
وغسلوها بين يديها وشالو جنازتها..
ورجعت هي إلى فراشها، وماتت أخر النهار وخرجوا بجنازتها
في اليوم التالي.
وهذا من أعجب ما شهدته ورأيته ووعيته.
وكان سني إذ ذاك أربع عشرة سنة.
منقول