الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله _صلى الله عليه وسلم_
أما بعد
فهذا تفريغ خطبة
( لقد صاروا جميعاً من أهل السياسة )
و فيها:
فَمِنْ أَسبَابِ ذَهَابِ الأَمنِ وإشَاعةِ الاضطِرابِ وَالفَوضَى؛ شَغْلُ النَّاسِ بالسِّياسَةِ وَزَجُّهُم فِيهَا...
فإنَّ ممَّا يُؤدي إِلى زَعزَعَةِ الأَمنِ وَلَوْ علَى المَدَى البَعِيد؛ شَغْلَ النَّاسِ بالسِّياسَة الخَاصة بالحُكومَات وَزَجَّهُم فيهَا عن جَهلٍ وعَدمِ دِرَايَة,
فالسِّياسَة عِلمٌ مِنَ العُلومِ؛ بلْ هِيَ عِلمٌ صَعبٌ جدًّا,أَحيانًا لَا يُعرَفُ لهَا رأسٌ مِن ذَيْل!! فَكيفَ تُعرَضُ علَى النَّاسِ عامَّة يُنَاقِشُ فيهَا الجَمِيع؟!
وَقَبْلَ بَيانِ هَذا الأَمرِ الخَطِير وَتَوضِيحِه لَا بُدَّ مِن تَعرِيفِ السِّياسَة.
السِّياسَةُ فِي الاصطِلاح: هِيَ السِّياسَةُ المَعرُوفَةُ اليَوْم, وهي مَا كانَت تُعْرَفُ عند العُلمَاءِ بالسِّياسَةِ الشرعِيَّة, وَالأحكَامِ السُّلطَانِيَّة, وَالسِّياسَةِ المَدنِيَّة.
وَالسِّياسَةُ الشَّرعِيَّةُ: رِعَايَةُ شُؤونِ الأُمَّةِ فِي الداخِل والخَارج بمَا لَا يُخالِف الشَّرِيعَةَ الإِسلامِيَّة.
وَقَدعَرَّفَهَا خَلَّافٌ بقَولِهِ: ((هِي تَدبِيرُ الشُّؤونِ العَامَّة للدَّولَةِ الإِسلامِيَّةِ بِمَا يَكفُلُ تَحقِيقَ المَصالِح وَدَفعَ المَضَار, ممَّا لَا يَتعدَّى حُدودَ الشَّرِيعَة وَأُصولهَا الكليَّة وَإِنْ لَمْ يَتَّفِق وَأَقوالَ الأئمَّة المُجتَهِدِين)).
وَمَعنَى قَولِه:((وَإِنْ لم يَتَّفِق وَأَقوالَ الأئمَّةِ المُجتَهِدِين)):
أَنَّ السِّياسَةَ الشَّرعِيَّةَ لَيسَت حَكْرًا علَى الأئمَّة المُتقدِّمِين؛ بلْ لَا بأسَ مِن أنْ يَجتَهِدَ العَالِمُ المُتبَحِّرُ مِن أُولِي الأَمرِ فِيمَا يَجِدُّ لِلأُمَّة مِن الأَحداث وَمَا يَنزِلُ بهَا مِن النَّوازِل, وَلِذلِك قَالَ:(( فالسِّياسَةُ الشَّرعِيَّةُ علَى هَذاهِي العَمَلُ بالمَصالِح المُرسَلَة؛ لأنَّ المَصلَحَةَ المُرسَلَةَ هِيَ التِي لَم يَقُم مِنَ الشَّارِعِ دَلِيلٌ علَى اعتِبَارِهَا وَلَا علَى إِلغَائها)).
إِذَنْ يَدُورُ أَمرُ السِّياسَة علَى الإِصلاحِ وَالتَّدبِيرِ وَالرِّعَايَةِ, وَالاجتِهَادِ وَالعَمَل, وَإِدارَةِ الشُّؤون وَالأُمور العَظِيمَة, وَأَماكِنِ الدَّولَةِ الثَّقِيلَة؛ كَالوزارَاتِ وَالجُيوش وَالمُعاهَداتِ الدَّولِيَّةِ وَالدُّوَلِ المُجاوِرَة.
فَهَل يَتكَلَّمُ فِي هَذا مَن هَبَّ وَدَبَّ وَطَارَ وَدَرَج وَيَعتَرِض مَنْ لَايَدرِي شيئًا؟!
أما بعد
فهذا تفريغ خطبة
( لقد صاروا جميعاً من أهل السياسة )
و فيها:
فَمِنْ أَسبَابِ ذَهَابِ الأَمنِ وإشَاعةِ الاضطِرابِ وَالفَوضَى؛ شَغْلُ النَّاسِ بالسِّياسَةِ وَزَجُّهُم فِيهَا...
فإنَّ ممَّا يُؤدي إِلى زَعزَعَةِ الأَمنِ وَلَوْ علَى المَدَى البَعِيد؛ شَغْلَ النَّاسِ بالسِّياسَة الخَاصة بالحُكومَات وَزَجَّهُم فيهَا عن جَهلٍ وعَدمِ دِرَايَة,
فالسِّياسَة عِلمٌ مِنَ العُلومِ؛ بلْ هِيَ عِلمٌ صَعبٌ جدًّا,أَحيانًا لَا يُعرَفُ لهَا رأسٌ مِن ذَيْل!! فَكيفَ تُعرَضُ علَى النَّاسِ عامَّة يُنَاقِشُ فيهَا الجَمِيع؟!
وَقَبْلَ بَيانِ هَذا الأَمرِ الخَطِير وَتَوضِيحِه لَا بُدَّ مِن تَعرِيفِ السِّياسَة.
السِّياسَةُ فِي الاصطِلاح: هِيَ السِّياسَةُ المَعرُوفَةُ اليَوْم, وهي مَا كانَت تُعْرَفُ عند العُلمَاءِ بالسِّياسَةِ الشرعِيَّة, وَالأحكَامِ السُّلطَانِيَّة, وَالسِّياسَةِ المَدنِيَّة.
وَالسِّياسَةُ الشَّرعِيَّةُ: رِعَايَةُ شُؤونِ الأُمَّةِ فِي الداخِل والخَارج بمَا لَا يُخالِف الشَّرِيعَةَ الإِسلامِيَّة.
وَقَدعَرَّفَهَا خَلَّافٌ بقَولِهِ: ((هِي تَدبِيرُ الشُّؤونِ العَامَّة للدَّولَةِ الإِسلامِيَّةِ بِمَا يَكفُلُ تَحقِيقَ المَصالِح وَدَفعَ المَضَار, ممَّا لَا يَتعدَّى حُدودَ الشَّرِيعَة وَأُصولهَا الكليَّة وَإِنْ لَمْ يَتَّفِق وَأَقوالَ الأئمَّة المُجتَهِدِين)).
وَمَعنَى قَولِه:((وَإِنْ لم يَتَّفِق وَأَقوالَ الأئمَّةِ المُجتَهِدِين)):
أَنَّ السِّياسَةَ الشَّرعِيَّةَ لَيسَت حَكْرًا علَى الأئمَّة المُتقدِّمِين؛ بلْ لَا بأسَ مِن أنْ يَجتَهِدَ العَالِمُ المُتبَحِّرُ مِن أُولِي الأَمرِ فِيمَا يَجِدُّ لِلأُمَّة مِن الأَحداث وَمَا يَنزِلُ بهَا مِن النَّوازِل, وَلِذلِك قَالَ:(( فالسِّياسَةُ الشَّرعِيَّةُ علَى هَذاهِي العَمَلُ بالمَصالِح المُرسَلَة؛ لأنَّ المَصلَحَةَ المُرسَلَةَ هِيَ التِي لَم يَقُم مِنَ الشَّارِعِ دَلِيلٌ علَى اعتِبَارِهَا وَلَا علَى إِلغَائها)).
إِذَنْ يَدُورُ أَمرُ السِّياسَة علَى الإِصلاحِ وَالتَّدبِيرِ وَالرِّعَايَةِ, وَالاجتِهَادِ وَالعَمَل, وَإِدارَةِ الشُّؤون وَالأُمور العَظِيمَة, وَأَماكِنِ الدَّولَةِ الثَّقِيلَة؛ كَالوزارَاتِ وَالجُيوش وَالمُعاهَداتِ الدَّولِيَّةِ وَالدُّوَلِ المُجاوِرَة.
فَهَل يَتكَلَّمُ فِي هَذا مَن هَبَّ وَدَبَّ وَطَارَ وَدَرَج وَيَعتَرِض مَنْ لَايَدرِي شيئًا؟!