إذا تعب ابن عرس من مطاردة الأرنب، فإنه يعمل له حركات تشغله وتلهيه، حتى يتمكن من الاقتراب منه، شيئا فشيئاً ثم ينقض عليه ويقتله.
وهم في الأخبار يذكرون لعبة الجزرة والعصا!
والجزرة طعام الأرنب وطعْمُه!
فمن يقف أمامهم ويريدون منه شيئاً هو أرنب، وأسلوبهم معه : الجزرة والعصا!
وتطورت القضية... فصاروا يعملون مثل ابن عرس... ليشغلوا الأرنب .. بحركات رقص والتفاف بهلوانية، ليقف الأرنب مشدوها مشدوداً ... وهم
يقتربون من الأرنب رويداً رويدا... حتى يستطيعون أن يضربونه الضربة القاضية ... ويكون الأرنب في قبضتهم بين فكيهم...
من يخطط لمن؟!
التحليلات كثيرة؛ والخيالات كثيرة.
أحلام الطغاة لا تنتهي إلا أن يشاء الله!
خوف الضعاف لا يتوقف إلا أن يشاء الله!
حرب الإعلام .
الحروب النفسية.
اللعب على الحبلين ...
أمريكا تخطط ا .
روسيا تنفذ.
أوروبا تمهد وتنتظر ...
فرنسا تراوغ ...
بريطانيا تنظر بخبث إلى ما يجري ...
هم يمكرون بالإسلام والمسلمين ..
ويتكلمون كأن العالم رهن إشارتهم، وكأن السبيل إلى ما يريدون كما يخططون؟!
ولا ينبغي للمسلم أن ينسى أمر الله وتقديره؛
وفي عصر العولمة أصبح العالم قرية صغيرة، والله يقول: ( {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا
يَشْعُرُونَ} [الأنعام: 123].
هذه واحدة،
فالله قادر على أن يجعل تدميرهم في تدبيرهم، فما يخططون أن يكون سبباً لقوتهم وتمكنهم الله قادر على أن يجعله سبباً في دمارهم، بل هو كذلك
ألا ترى إلى قول الله : (وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون).
والله يقول سبحانه: { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30]؛ فمهما بلغ
مكرهم فالله يمكر بهم، والله خير الماكرين، وهذه الثانية.
والمستقبل لهذا الدين كما بشر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم وهذه الثالثة.
وفي أخبار الفتن، خبر الملحمة بين المسلمين والروم، وهذا يدل على أن المسلمين سيكونون قوة عظيمة مثل قوة الروم، فهم ند للروم ، وتتقاتل
معها، والنصر حليف المسلمين. وهذه الرابعة .
وفي الحديث ما يدل على أن فلسطين ستكون في أيدي المسلمين قبل خروج الدجال، ولذلك إذا خرج سيكون أتباعه من يهود أصبهان، ولم يذكر
يهود فلسطين أو أرض الشام، فهذا يدل على أنها بيد المسلمين، وأن اليهود يخرجون من فلسطين، ويتجمع منهم كثير في أرض أصبهان. وهذه الخامسة
وهذا كله قبل الآيات العظمى والعلامات الكبرى للساعة!
هل أزيد في القرائن الكثيرة على نصر الله للمسلمين ، أليس الصبح بقريب!
وعد الله المؤمنين بالتمكين والنصر والتأييد، قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ
مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
(55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ
الْمَصِيرُ} [النور: 55 - 57] وهذه السادسة!
وبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن سبب النصر والتأييد والقوة وعزة الإسلام والمسلمين هو الرجوع إلى الدين ؛ ففي سنن أبي داود حديث رقم
(3462 ) ، عن ابن عمر، قال: سمعتُ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلم- يقول: "إذا تبايعتُم بالعِينَةِ، وأخذتم أذنابَ البقرِ، ورضيتُم بالزَّرْع، وتركتُم
الجهادَ، سَلَّط اللهُ عليكم ذُلاًّ لا ينزِعُه حتى تَرجِعُوا إلى دينكم". وهذه السابعة.
وتأمل لفظ الحديث قال: "حتى ترجعوا إلى دينكم"، والرجوع يدلُّ على رَدّ وتَكرار. تقول: رَجَع يرجع رُجوعاً، إذا عادَ. والعود تثنية الأمر عوداً بعد
بَدْء. تقول: بدأ ثُمَّ عاد وهذا فيه أن طريق العزة للإسلام والمسلمين بأن يزيدوا من تمسكهم بدينهم، ويبدأوا فيه مرة ثانية ويعيدوا الشريعة بيضاء
نقية، كما تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم!
فيا أهل الإسلام ... ارجعوا إلى دينكم وأبدأوا فيه ليكون كما تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد تركنا على محجة بيضاء لا يزيغ عنها
إلا هالك!
هذا سبيل عزة الإسلام والمسلمين.
وطريق دحر العداة الكافرين!
وباب النصر المبين بحول الله رب العالمين.
منقول من صفحة الشيخ