الخلافة الداعشية المزعومة تقتل المصلين وتذبح الآدميين بالسكاكين
للشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فقد ظهر في الآونة الأخيرة فرقة في العراق والشام أطلقت على نفسها الدولة الإسلامية، ثم الخلافة الإسلامية، قد اشتهرت بكلمة «داعش» هي الحروف الأولى من اسمها المزعوم: دولة الإسلام في العراق والشام، وقد اغتر بهذه الفرقة الضالة بعض الشباب لاسيما الصغار منهم في بلاد الحرمين فانساقوا وراء نعيقهم ورموا أنفسهم في أحضانهم، وفيهم من لم يلحق بهم وبقي في بلاده متلقياً توجيهاتهم منفذاً لمخططات إجرامهم، وسبق أن كتبت كلمة بعنوان: «فتنة الخلافة الداعشية العراقية المزعومة» نشرت في 28/9/1435هـ، ذكرت فيها أن الشباب المنساقين وراء نعيقهم ينتظرون مفارقة الحياة بتفجير أنفسهم أو ذبحهم بالسكاكين؛ فقلت: «وعلى هؤلاء الشباب الذين انساقوا وراء نعيق هذه الفرقة أن يراجعوا أنفسهم ويثوبوا إلى رشدهم وألا يفكر أحد منهم باللحوق بها فيخرجون من الحياة بالأحزمة الناسفة التي يُلبسون إياها أو بذبح بالسكاكين الذي هو ميزة لهذه الفرقة، وعليهم أن يلزموا السمع والطاعة للدولة السعودية التي عاشوا وعاش آباؤهم وأجدادهم في ولايتها بأمن وأمان».
وفي الأيام القليلة الماضية قام شابان صغيران بخدمة هذه الفرقة الداعشية وتنفيذ مخططاتها الإجرامية بتفجير أنفسهما بأحزمة ناسفة في مسجدين في المنطقة الشرقية في وقت صلاة الجمعة في يومي (4 و11) من هذا الشهرأهلكا بذلك أنفسهما وعدداً من المصلين، وهذا عمل قبيح ليس إجراماً فقط بل هو متناهٍ في الإجرام، يتضح ذلك بأمور:
1- أن قتل النفس المعصومة بغير حق جريمة من أكبر الكبائر ويزداد الجرم بقتلها حال أداء الصلاة.
2- أن الأصل في من كان في المسجد أن يكون في راحة بال واطمئنان نفس وأمان من أي إزعاج وترويع، فكيف إذا تجاوز ذلك إلى قتل المصلين فيه.
3- وإذا كانت الشريعة حرّمت قتل الرهبان في الصوامع كما في المسند (272 وغيره فمن باب أولى تحريم قتل المصلين في المساجد.
4- لا يجوز قتل المسلم نفسه بحزام ناسف أو غيره في أي حال من الأحوال؛ لقوله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ}.
5- أن الشريعة جاءت بتحريم قتل الولدان في الحرب كما في صحيح مسلم (1731) ومن بين المقتولين بهذه الأحزمة الناسفة أطفال صغار.
6- أن في هذا العمل الإجرامي صداً عن سبيل الله وتخويفاً للذاهبين إلى المساجد لأداء صلاة الجمعة، وقد بلغ الأمر إلى السؤال عن حكم التخلف عن صلاة الجمعة للسلامة من مثل هذا الإجرام، ولا يجوز التخلف عن الذهاب إلى المساجد على العموم بسبب التخوف من شيء نادر الوقوع.
7- أن في هذا العمل الإجرامي إساءة بالغة إلى الإسلام والمسلمين، لأنه تنفيذ لمخططات هذه الفرقة الضالة التي أطلقت على نفسها: الدولة الإسلامية، ولا يتوقع خير بل ولا يظن ذلك في دولة إسلامية مزعومة هذا نموذج من إجرامها.
8- وقتل المصلين في المساجد جريمة لو وقع في أي مكان في الأرض، كيف وقد كان وقوعه في بلاد سعودية يحكم قضاتها بالشريعة الإسلامية ودولتها أفضل الدول الإسلامية.
9- أن الخلافة الداعشية المزعومة لم تقتصر إساءتها على الشباب الصغار الذين اغتروا بها وأهلكوا أنفسهم وغيرهم بتنفيذهم لمخططاتها بل تعدى ذلك إلى الإساءة البالغة إلى أهليهم وعقوق والديهم بما انتهى إليه أبناؤهم.
10- أن تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال حرام لقول ابن عباس رضي الله عنهما: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال»، رواه البخاري (585، وقد جاء أحد الشابين الصغيرين لتنفيذ إجرامه في زي امرأة.
وفي الختام فإني أبذل نصحي لكل شاب انساق وراء سراب هذه الفرقة الضالة أن يتدارك نفسه وأن يبقى بين أهله بعيداً عن الوقوع فيما يعود عليه ضرره في الدنيا والآخرة.
وأسأل الله عز وجل أن يصلح شباب المسلمين ويهديهم سبل السلام، وأن يوفق المسلمين جميعاً لما تحمد عاقبته في الدنيا والآخرة، وأن يوفق هذه البلاد حكومة وشعباً لكل خير ويحفظها من كل شر، وأن يقيها شر الأشرار وكيد الفجار، إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه