بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
... أنْ أُذكِّر إخوتي بنِعمة الله عزَّ وجلَّ علينا باتِّحاد وُلاة أمرنا في بُلداننا، واجتِماع كلمتهم، وحرصهم على الحِلم والحَزم.
وقد تنبَّهَ وُلاة أمرنا إلى أنَّ الحركات الفكريَّة الحزبيَّة السِّياسيَّة الَّتي تتلبَّسُ زُورًا بلباس التَّديُّن، وبحُجَّة نصر الدِّين أنَّها حركات تمدُّدِيَّة، وليستْ حركات قارَّةٌ، بل هذه الحركات تنشر الظُّلمَ على كُلِّ مَن خالفها في البلد الَّذي هي فيه، وتسعى لأنْ تمُدَّ فكرَها إلى البُلدان الأُخرى، ووُلاة الأمر ـ كعادتهم ـ تعاملوا مع هذا الأُمور بحكمة، وأناة، وحلم؛ حتَّى ظنَّ مَنْ لا يعرفُهم أنَّ هذا عجزٌ أو أنَّها غفلةٌ أو أنَّهم لا يفهمُون! فلمَّا رأى وُلاة الأمر ما يحصُل لإخواننا في اليمن مِن ظُلم، وبغي، وعُدوان، وسَعي لِمَدِّ هذا الظُّلم إلى بلُدان المُسلمين الأُخر؛ وقفُوا بحزمٍ؛ فكان هذا الموقف المُشرِّف لوُلاة الأمر فيما سُمِيَ بعاصفة الحزم.
وهذا الأمر فيما نعلمُهُ ـ أعني فيما نقُوله عنْ علمٍ، لا عن عاطفة، ولا عن غير ذلك ـ وفيما نعتقدهُ مِن الجهاد في سبيل الله الَّذي يُراد به دحر الشَّرِّ، ونصر الخير.
فنسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ بأسمائه الحُسنى وصفات العُلى أنْ ينصر إخواننا المُجاهدين في سبيله، وأنْ يكسر أهلَ الباطل، ويكفيَ شرَّهم.
وينبغي أنْ نعلم أيُّها الإخوة أنَّ الدُّعاء لوُلاة أمرنا في هذا الأمر، وأنَّ الدُّعاء لجُنُودنا في هذا الأمر هُو مِن الجهاد في سبيل الله؛ فنحنُ نُجاهد في سبيل الله بالدُّعاء لهؤلاء المُجاهدين أنْ يُمكِّنهم اللهُ عزَّ وجلَّ مٍِن عدوِّهم، وأنْ يحفظهم، ويُعيدهم إلى أهلهم منصُورين أعِزَّة، كما أنَّا نسألُ ربَّنا سُبحانه وتعالى أنْ يهديَ ضال المُسلِمين، وأنْ يُعيده إلى الحقِّ، وأنْ يُوفِّق طُلاَّب العلم إلى القيام بواجبهم بالبيان، والتَّوضيح، وإظهار الحقيقة القطعيَّة وهي أنَّ الخيريَّة لأُمَّة محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم في أنْ تعود إلى زمن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بمنهجها، وتديُّنها؛ فتكون على منهج صحابة رسُول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عقيدةً، وتديُّنًا، وإعمالاً للأُصول الشَّرعيَّة.
وواجب طُلاَّب العلم أنْ يُبيِّنوا للنَّاس هذا بأُسلوب طيِّب يجذب النَّاس إلى الحقِّ، ولا يطرد النَّاس عن الحقِّ؛ فإنَّ طالب العلم إنَّما يُريد أنْ يدُلَّ النَّاس على الحقِّ بالحقِّ؛ فهذا هدفُهُ، وهذا الَّذي ينبغي أنْ يكون مقصِدًا له.
فأسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يستعملنا جميعًا في هذا الأمر.