بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على نبيه وعبده، وعلى آله وصحبه ووفده، أما بعد:
فهذا تفريغ لجواب الشيخ العلامة صالح الفوزان -حفظه الله- على سؤال عن الموقف الشرعي من الإساءات التي تصدر من الكفار إلى النبي صلى الله عليه وسلم، رأيت أن أفرغه لما حواه من العلم الغزير وليعم النفع، سائلا الله عز وجل أن ينفع به الجميع ويغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين.
السؤال: أحسن الله إليكم، هذا سائل يقول: فضيلة الشيخ حفظكم الله تعالى: تكرر في الآونة الأخيرة الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأنواع من الإساءات عن طريق الأفلام والصحف وغيرها. السؤال: ما الموقف الشرعي من هذه الإساءة؟ وتابع له يقول: وما حكم التعبير عن الغضب من الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم بالمظاهرات؟
الجواب: يا إخوان هذا ما هو جديد، في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يقولون ساحر، كذاب، كاهن، شاعر... إلى غير ذلك. والرسول يصبر عليه الصلاة والسلام، يصبر ولا يستعجل. والله بأمره بالصبر ((وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا)) [المزمل :10] يسمع ولكنه يصبر على ما يقولون بأمر الله عز وجل: ((وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (9) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)) [الحجر : 97 - 99] فكان يصبر ويمنع أصحابه من أن أحداً ينتقم، يمنع أصحابه من أن أحداً ينتقم يوم أن كان بمكة، يمنع أصحابه، لأنهم لو انتقموا من المشركين لقضي على الإسلام في مكة، وقضي على الدعوة في مهدها إلى أن هاجر، ووجد الأنصار فحينئذ أمره الله بجهاد المشركين – الجهاد الشرعي!
أما المظاهرات، وأما التخريب، وأما قتل الأبرياء، ومن هم في أمان المسلمين وفي ذمة المسلمين هذه خيانة ولا تجوز! ولا يجوز قتل البريء، ولو كان كافراً ، ما يجوز! ((وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا)) [المائدة : 2] لا يجوز الاعتداء على البريء ((وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)) [الأنعام : 164] ((وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ)) [التوبة : 6] رسل المشركين يأتون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بتفاوض، يدخلون عليه حتى في مسجده عليه الصلاة والسلام ويتفاوض معهم، مع أنهم مشركون وكفار! لكن لا بد من أن يُعرف أن الإسلام ليس دين غضب ودين انتقام، ودين إنما هو دين هداية ورحمة ورفق! كما كان النبي صلى الله عليه وسلم. وماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة أن الله نصر رسوله وأعز دينه! والذين كانوا يسخرون من النبي صلى الله عليه وسلم صار بعضهم من قادة الإسلام والمجاهدين في سبيل الله، وأسلموا وحسن إسلامهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صبر عليهم، وحلم عليهم ورفق بهم حتى أحبوه كما قال الله جل وعلا: ((وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)) [القلم : 4] هذه أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم.
الكفار حينما يعملون هذه الأعمال يريدون الإثارة، يريدون الإثارة، ويقولون انظروا إلى تصرفات المسلمين يقتلون السفراء، يخربون البيوت، يهدمون المباني، هذا من دين الإسلام. هذا يريده الكفار نكاية بالمسلمين من تصرفات جهالهم، من تصرفات الجهال، أو المندسين معهم. فلا يجوز التسرع في هذه الأمور ((وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ)) [الأنعام : 34] هكذا هدي الإسلام مع هذه الأمور: الرفق والتأني والصبر وعدم التسرع. المشركون يريدون أن يستثمروا هذه الأمور بما حصل من بعض المسلمين من العنجهية والتخريب والقتل حتى صار المسلمون يتقاتلون بينهم، المتظاهرون يتقاتلون مع رجال الأمن من المسلمين، هذا ما يريده الكفار. نعم!
===========================
فرغه: أبوالعباس/ أبوبكر بن هارون السلفي الأثري
مدينة كدونا، نيجيريا.
والحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على نبيه وعبده، وعلى آله وصحبه ووفده، أما بعد:
فهذا تفريغ لجواب الشيخ العلامة صالح الفوزان -حفظه الله- على سؤال عن الموقف الشرعي من الإساءات التي تصدر من الكفار إلى النبي صلى الله عليه وسلم، رأيت أن أفرغه لما حواه من العلم الغزير وليعم النفع، سائلا الله عز وجل أن ينفع به الجميع ويغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين.
السؤال: أحسن الله إليكم، هذا سائل يقول: فضيلة الشيخ حفظكم الله تعالى: تكرر في الآونة الأخيرة الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأنواع من الإساءات عن طريق الأفلام والصحف وغيرها. السؤال: ما الموقف الشرعي من هذه الإساءة؟ وتابع له يقول: وما حكم التعبير عن الغضب من الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم بالمظاهرات؟
الجواب: يا إخوان هذا ما هو جديد، في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يقولون ساحر، كذاب، كاهن، شاعر... إلى غير ذلك. والرسول يصبر عليه الصلاة والسلام، يصبر ولا يستعجل. والله بأمره بالصبر ((وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا)) [المزمل :10] يسمع ولكنه يصبر على ما يقولون بأمر الله عز وجل: ((وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (9) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)) [الحجر : 97 - 99] فكان يصبر ويمنع أصحابه من أن أحداً ينتقم، يمنع أصحابه من أن أحداً ينتقم يوم أن كان بمكة، يمنع أصحابه، لأنهم لو انتقموا من المشركين لقضي على الإسلام في مكة، وقضي على الدعوة في مهدها إلى أن هاجر، ووجد الأنصار فحينئذ أمره الله بجهاد المشركين – الجهاد الشرعي!
أما المظاهرات، وأما التخريب، وأما قتل الأبرياء، ومن هم في أمان المسلمين وفي ذمة المسلمين هذه خيانة ولا تجوز! ولا يجوز قتل البريء، ولو كان كافراً ، ما يجوز! ((وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا)) [المائدة : 2] لا يجوز الاعتداء على البريء ((وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)) [الأنعام : 164] ((وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ)) [التوبة : 6] رسل المشركين يأتون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بتفاوض، يدخلون عليه حتى في مسجده عليه الصلاة والسلام ويتفاوض معهم، مع أنهم مشركون وكفار! لكن لا بد من أن يُعرف أن الإسلام ليس دين غضب ودين انتقام، ودين إنما هو دين هداية ورحمة ورفق! كما كان النبي صلى الله عليه وسلم. وماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة أن الله نصر رسوله وأعز دينه! والذين كانوا يسخرون من النبي صلى الله عليه وسلم صار بعضهم من قادة الإسلام والمجاهدين في سبيل الله، وأسلموا وحسن إسلامهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صبر عليهم، وحلم عليهم ورفق بهم حتى أحبوه كما قال الله جل وعلا: ((وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)) [القلم : 4] هذه أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم.
الكفار حينما يعملون هذه الأعمال يريدون الإثارة، يريدون الإثارة، ويقولون انظروا إلى تصرفات المسلمين يقتلون السفراء، يخربون البيوت، يهدمون المباني، هذا من دين الإسلام. هذا يريده الكفار نكاية بالمسلمين من تصرفات جهالهم، من تصرفات الجهال، أو المندسين معهم. فلا يجوز التسرع في هذه الأمور ((وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ)) [الأنعام : 34] هكذا هدي الإسلام مع هذه الأمور: الرفق والتأني والصبر وعدم التسرع. المشركون يريدون أن يستثمروا هذه الأمور بما حصل من بعض المسلمين من العنجهية والتخريب والقتل حتى صار المسلمون يتقاتلون بينهم، المتظاهرون يتقاتلون مع رجال الأمن من المسلمين، هذا ما يريده الكفار. نعم!
===========================
فرغه: أبوالعباس/ أبوبكر بن هارون السلفي الأثري
مدينة كدونا، نيجيريا.