بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمـعـيـن
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمـعـيـن
أمـا بـعــــــــــدُ :
فقد سئل بقية السلف العلامة صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - هذا السؤال :
حفظكم الله ما نصيحتكم في هذه الفتن التي يواجهها الإنسان أمام الأحداث
التي يتعرض لها العالم أجمع وما موقف طالب العلم من ذلك ؟
حفظكم الله ما نصيحتكم في هذه الفتن التي يواجهها الإنسان أمام الأحداث
التي يتعرض لها العالم أجمع وما موقف طالب العلم من ذلك ؟
جواب الشيخ صالح الفوزان -بارك الله في علمه ونفع الأمة به :
هذه الأحداث لا تزول وستزيد إنْ لم يرجعْ المسلمون إلى دينهم رجوعًا صحيحًا، وإلا فإنّ هذه الأحداث ستزيد وسيسلط الله الأعداء على المسلمين.
يا إخوان لمَّا حصلتْ غلطة من بعض الصحابة في وقعة أحد، غلطة واحدة ومن بعض الصحابة، وهو أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أوقفهم على الجبل يحمون ظهور المسلمين من الكفار؛ حتى لا يتمكن الكفار من الإتيان إلى المسلمين من خلفهم، لما دارت المعركة وانتصر المسلمون في أولها، وصاروا يجمعون الغنائم، الرسول قال لهم: لا تتركوا الجبل سواءً انتصرنا أو هُزمنا
لكنهم لمَّا رأوا المسلمين يجمعون الغنائم ظنوا أنّ المعركة انتهتْ فقالوا ننزل نشارك إخواننا في جمع الغنيمة ونعينهم على ذلك، قال لهم قائدهم ألم يقلْ لكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا تتركوا الجبل سواءً انتصرنا أو هُزمنا؟ فلم يرجعوا إلى قوله ونزلوا ولم يبقَ إلا هو وقليلٌ من الرماة استشهدوا -رضي الله عنهم-، المشركون انتهزوا الفرصة وجاءوا من الخلف صعدوا الجبل وجاءوا من خلف المسلمين وهم لم يشعروا، آمنون أنّ ظهورهم محمية فوقع المسلمون بين الكفار من الأمام ومن الخلف
دارت المعركة مرة ثانية وحصل على المسلمين ما حصل من القرح وحصل من القتل؛ بسبب غلطة، حتى أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصيب في هذه الغزوة؛ لأن العقوبة إذا جاءت تعم، تعم الصالح والطالح، حتى الرسول ناله منها ما ناله كُسرت رباعيته وهُشِم المظفر على رأسه -صلى الله عليه وسلم- وشُجَت وجنتيه سال منهما الدم -عليه الصلاة والسلام-؛ بسبب مخالفة خالفوا فيها أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ} أي: تقتلونهم { حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ } لكن الله طمأنهم قال: { وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ} طمأنهم على أنّه لا يعاقبهم فيما بعد
فهذا نموذج أنه إذَا حصل خللٌ حتى مِنْ أفضل الناس أنّه معرض للعقوبة، فكيف وكثير من المسلمين اليوم إنّما يكتفون بالتسمي بالإسلام ولا يحققونه، ما يحققون الإسلام لا يحكمون به لا يعتقدون عقيدة الإسلام لا ينفذون الحدود لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر؛ فلذلك لا نستغرب أن الفتن تعصف الآن بالمسلمين ولا مخرج لهم من هذه الفتن إلا بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
منقولٌ مِن منتدى البيضاء