بسم الله الرّحمن الرّحيم
لماذا أعلن العلماء الجهاد في دماج وليس في العراق وفلسطين؟
الشيخ عبدالله العدني
للتحميل
التفريغ
يقول : كيف نرد على بعض الدعاة الذين يقولون أن علماء السنة أعلنوا الجهاد في قضية دماج ولم يعلنوه في فلسطين والعراق وبقية البلاد جزاكم الله خيرا ؟لماذا أعلن العلماء الجهاد في دماج وليس في العراق وفلسطين؟
الشيخ عبدالله العدني
للتحميل
التفريغ
الجواب :
من الذي لم يقل بهذا ؟ فعلماء أهل السنة حيث ما وقع ما دل الدليل على أنه جهاد شرعي قالوا به ، سواء في فلسطين أو العراق أو سائر بلاد المسلمين .
فلما كان الجهاد في فلسطين جهادا شرعيا ، أعلن العلماء الجهاد حتى ذهب بعضهم وحثوا المسلمين على الذهاب ، كما حدث ذلك في أيام .. في سنوات ماضية ، في أيام الملك فيصل وما قبله وما بعده ، فحث علماء أهل السنة والجماعة في بلاد الحرمين وهكذا كذلك في سائر بلاد المسلمين على الجهاد في سبيل الله ، لما كان هناك الامكان والراية المسلمة .
وأما حين حصل الضعف ولم يكن الامكان ، فلا يأمر علماء الإسلام بالهلاك لأمة الإسلام ، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – صالح المشركين ، والنبي – صلى الله عليه وسلم – هاجر من مكة إلى المدينة ، ومكة أحب البقاع إلى الله ، ومع ذلك لما كانت المصلحة تقتضي ذلك والمقام يستلزمه ، خرج النبي- صلى الله عليه وسلم – مهاجرا ، وترك مكة .
وأيهما أعظم مكة أم بيت المقدس ؟
لا شك أن مكة هي الأفضل ، ومع ذلك هاجر النبي – صلى الله عليه وسلم- من مكة ، حتى أعد العدة و حصل الامكان ، جاهد المشركين حتى حصل النصر وذلك في عام الفتح ، وهكذا سنة الله – جل علا - .
وإذا كان كذلك فلا تناقض .
وما وقع في قضية دماج هو لدفع الضرر عن المسلمين ما دام الامكان موجودا ، فإذا كان الامكان موجودا فهذا يجب وجوبا عينيا ، وقد يكون وجوبا كفائيا بحسبه .
فعلى أهل البلد وجوبا عينيا كما نص العلماء من أنواع الوجوب العيني أن يحصل عدوان على بلد ما فيدفع ذاك العدوان من قبل أهل البلد على وجه الوجوب العيني ، ومن جاورهم الأقرب فالأقرب ، بحسب ما يندفع به الشر .
فهم يتكلمون بعلم وبضوابط شرعية نص عليها العلماء ، ومن تأمل في كتب الحديث والفقه وما أصله وبينه العلماء والشراح في كتب أهل العلم يجد هذه التفاصيل واضحة جلية ، ولكن أهل العواطف هم الذين يحاولون أن يضربوا الأقوال بعضها ببعض ، ويدخلوا التشويش على المجتمع ، لأنهم يريدون من ينصرهم على ما هم عليه ولو بالباطل وغالبا منهجهم وموازينهم هي العواطف ، ودين الله – جل وعلا – ليس بالرأي ولا بالعاطفة ولا بالهوى ، ولكنه بالحجة والدليل والبرهان . اهـ
قام بتفريغه :
أبو أسامة عبد السلام الجزائري
منقول
التّحميل مِن المُرفقات
أبو أسامة عبد السلام الجزائري
منقول
التّحميل مِن المُرفقات