بسم الله الرّحمن الرّحيم
السلام عليكم ورحمة الله بركاته:الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
يتحدث تنظيم الحوثي الإجرامي – وقنواته الفضائية - عن سبب هجومه على دماج وقتل الآمنين فيها، فيعلل ذلك: بأن "الغاية منه تطهير صعدة من الأجانب الذين جاءوا إلى اليمن لغرض زراعة الإرهاب".
وهذه مراوغة مكشوفة، فقد علم المنصفون أن ما يجري في دماج هو باختصار اعتداء سافر وغادر على مجموعة من السكان الآمنين، وأن الدافع لذلك هو دافع رافضي خبيث يقوم على التكفير لعموم المسلمين، فهذا هو سبب الاعتداء ولا حاجة لتطويل المواضيع.
ودعوة الشيخ مقبل رحمه الله دعوة معروفة بهدوئها، وقد عرفت مجتمعاتنا اليمنية أن دعوة الشيخ مقبل - رحمه الله - دعوى لا تعرف العنف ولا سفك الدماء، ولا إزهاق الأرواح، ولا سلب الأموال، وكانت هذه الخصلة من أبرز الخصال التي تميزت بها دعوة الشيخ، فهي دعوة مسالمة سبيلها الوحيد – في توصيل دعوتها إلى الناس - هو الحجة والدليل من الكتاب والسنة، توصل هذه الحجج بدعوتها الحكيمة، وبهذه الوسيلة استطاعت دعوة الشيخ مقبل رحمه الله تعالى أن تشق طريقها بين القبائل في الأرياف وغيرها.
لقد فاصل الشيخ كل دعوة تثور على المجتمعات بالقتال والفتن، حيث تبرأ الشيخ من هذه الدعوات ومن القائمين عليها، كمنابذته لأسامة بن لادن - وممن شاكله – فقد قال عن أسامة بن لادن: (إنه عميل لأمريكا).
فبراءة الشيخ مقبل رحمه الله تعالى من الجماعات الجهادية تدل على براءة دعوته من سفك الدماء، وبراءته من الجمعيات القائمة اليوم، تدل على براة دعوته من أموال الناس ولو باسم أفعال الخير.
لقد كانت الأحوال هادئة بين الشيخ وجيرانه – من الزيدية – سنين عددا، صحيح أن بينهم ردودا علمية - يرد فيها الشيخ عليهم كتابيا ويردون عليه كذلك - لكن لم تكن بينهم اشتباكات بالسلاح أبدا، وكان طلبته يخرجون إلى القرى ويصلون وراء الزيدية ويصلي الزيدية وراء طلبة الشيخ مقبل، ولم نسمع عن شيء من هذه الدعاوى الحوثية الجديدة.
نفترض أن في صعدة أجانب جاءوا إلى اليمن لغرض زراعة الإرهاب، هل نصب الحوثي وأتباعه أنفسهم شرطة دولية أو وكلاء عن مجلس الأمن ليطارد الإرهابيين حيثما كانوا، ألا يدري الحوثيون أننا في ظل دولة لها سيادتها بين الدول ؟!
ثم هل تكون مطاردتهم بالأسلحة الثقيلة من الكاتيوشا والبي عشرة وغيرها، وهل نساؤهم وأطفالهم أيضا إرهابيون ؟!
إن الحوثيين اصطدموا مع الدولة ودخلوا معها في خمسة أو ستة حروب، لأنهم لا يرون شرعية هذه الدولة ولا غيرها من الدول الإسلامية، لأن الخلافة لابد أن تكون في بني هاشم، وفي ذرية الحسين بن علي بالذات دون سائر بني هاشم من ذرية الحسن والعباس وغيرهما ؟!
لم تعرف صعدة الفتن والقتال والمجازر إلا بعد أن هيأت إيران الفارسية حسين بدر الدين الحوثي وإخوانه لإدخال صعدة في حرب كبيرة ذاق بعدها أهل صعدة الويلات من هذه الحروب، وقد جعلتهم إيران وسيلة لتحقيق مآربهم ومطامعهم في اليمن.
لم تعد هذه التصريحات الحوثية تنطلي على أحد، فأمرهم مكشوف، بل حتى عمالتها لأمريكا مكشوفة - كسائر فروع إيران في الوطن العربي -.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله.
26 / ذو الحجة / 1434 هـ
منقول
منابر سُبل الهُدى السّلفيّة
26 / ذو الحجة / 1434 هـ
منقول
منابر سُبل الهُدى السّلفيّة