إظهار حقيقة موقف الشيخ ربيع وطلابه
من قضية اعتداء الرافضة على دماج
بسم الله والحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه،
أما بعد، فقد اطلعت على مقال في شبكة "العلوم السلفية" بعنوان: "حقيقة موقف الشيخ ربيع وبعض طلابه من قضية اعتداء الرافضة على دماج"، اعتدى فيه كاتبه المسمى بـ: " علي بن رشيد العفري"، اعتداءًا سافرًا على فضيلة الشيخ ربيع بن هادي حفظه الله، وعلى طلبته، فأحببت أن أبين أمره للناس حتى لا يغتروا بتباكيه ودعاويه الباطلة.
فأقول: نقل الكاتب أولاً كلامًا للشيخ أسامة العتيبي –وفَّقه الله- حول دعوته إلى وجوب مساعدة أهل السنة في دماج لدفع شر الرافضة الحوثيين وصد عدوانهم، ولكن الشيخ أسامة فرَّق بين أهل دماج وأتباع يحيى الحجوري، واصفًا الحجوري وأتباعه بقوله: "أما «الحجوري» وحجارته فهم مبتدعة ضلال ضررهم عالمي وعملوا في السلفيين الفتنة وفرقوا بين كثير منهم بما لم يستطعه الرافضة والخوارج".
فقال هذا الكاتب:
"فهذه الكلمات اللاذعة والفجور السافر من مكة المكرمة التي شرفها الله وكرمها وحرمها من أحد طلبة الشيخ ربيع ومن جواره يعكس لنا موقف الشيخ ربيع وبعض طلبته من دماج ومن شيخها وما يحملونه من حقد ومن فجور تجاه هذا العالم الجليل الذي أصبح لأهل السنة منحة وعلى أهل الفجور والخنا محنة".
قلت: موقف الشيخ ربيع من الروافض عمومًا في مختلف البلدان، وخاصة الحوثيين في اليمن معروف مشهور، وكذا موقفه من هذا العدوان الفاجر على أهل السنة في دماج منذ بدايته وإلى وقتنا هذا واضح بيِّن لم يتغير أو يتزعزع تبعًا للأهواء، فإن الشيخ ربيعًا –حفظه الله- هو أول من نادى بوجوب الجهاد ضد الحوثيين الرافضة الخونة، ووجوب قيام أهل السنة في كافة ربوع اليمن بمناصرة أهل دماج، وإمدادهم بما يحتاجونه من أموال وسلاح ورجال، وكان –وما زال- يدعو لهم بأن يسلمهم الله عز وجل من شر الحوثيين، وأن يجعل الغلبة لأهل السنة عليهم.
وقد رأيت الشيخ –حفظه الله- منذ بداية حصار دماج الأول وإلى هذا الحصار الأخير في هذه الأيام، وهو يتابع أخبار دماج، ويحزن حزنًا شديدًا على ما يصيب المسلمين هناك من حصار وقتل.
ولما قرأت على الشيخ –حفظه الله- أخبار حصار دماج يوم الخميس (19 ذي الحجة 1434هـ )، رأيت تأثر الشيخ بما سمعه من الضرب والحصار، وأخذ يدعو لهم، ويدعو على الرافضة الحوثيين أن يخزيهم الله عز وجل، وأن يقطع دابرهم.
وكذا شارك الشيخ ربيع علماء اليمن في الدعوة إلى قتال الروافض الحوثيين في دماج.
ألا تكفي الشيخ هذه المواقف المشرفة التي تنطلق من الإيمان بالله ومن منهج السلف الصالح؟
والله أنه ليكفي عند الشرفاء، أما الساقطون الحاقدون المحاربون للمنهج السلفي وأهله، فلا يكفيهم.
وأما قول الكاتب متهكمًا: "فهذه الكلمات اللاذعة والفجور السافر من مكة المكرمة..."، فهذا من الرجم بالغيب والافتراء السمج، فالشيخ ربيع ما علِم بهذا المقال إلا لما قرأتُه عليه من على شبكتكم، فاتركوا هذه الافتراءات السمجة التي لا تصدر ممن يتقي الله عز وجل ويبغي نصر الله عز وجل على الروافض المجرمين.
وأما قول الكاتب: "فأهل دماج لا يستحقون نصر الله حتى يأخذوا على يد الحجوري! الحجوري لا ينصر بل يخذل ويسلم للرافضة !!".
قلت: هذا أيضًا من الافتراء على الشيخ ربيع وطلبته؛ حيث إنه لم يقل أحد منهم البتَّة إنه يجب تسليم الحجوري إلى الرافضة حتى ينصر أهل السنة في دماج، فهذا افتراء محض يشبه افتراءات أرباب حزب الإخوان المسلمين ضد السلفيين.
وكُلُّ الطاعنين في السلفيين من إخوان وحدادية وأشكالهم يسيرون على مبدأ: "الغاية تبرر الوسيلة"، وقد اجتمعوا على الكذب على السلفيين –خاصة على الشيخ ربيع وطلبته-، فما يوجد أحد منهم إلا وفي قلبه سهمٌ لا بُرء له من الشيخ ربيع وطلبته.
وأما قوله: "فاللهم إنا نسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت أن تنصر أهل السنة الشرفاء وتخيب آمال هؤلاء الشامتين".
فنقول: أين الشامتون أيها الأفَّاك؟
فإن الشيخ ربيعًا وطلبته يدعون الله عز وجل بإخلاص أن ينصر أهل السنة في دماج، وأن يقطع دابر الرافضة الحوثيين.
وهذه المواقف تنطلق من عقيدة ومنهج السلف، لا من أجل أمثالك من الأفاكين الكذَّابين.
وإنما أظنك مدسوسًا على أهل السنة في دماج.
ولقد صرت أنت وأمثالك أشد حربًا على الشيخ ربيع وطلبته وإخوانه من عموم السلفيين من الإخوان والحدادية وغيرهم من خصوم السنة.
وقوله: "فالكلام على المجاهدين وأذيتهم بكلام شديد مع الشح عليهم من نشر أخبارهم ونقلها للمسلمين حتى يكونوا على علم بما يدور".
فأقول: هذا أيضًا من الافتراء على الشيخ ربيع وطلبته؛ حيث إنهم –كما هو معلوم عنهم عند العامة والخاصة- أبعد الناس عن أذية المجاهدين حقًّا ضد الرافضة، بل على العكس هم والسلفيون جميعًا يدعون لهم بالنصر، ويتألمون لما يصيبهم على أيدي الرافضة.
فاتق الله أيها الرجل في نفسك، واترك هذه الطرق الشيطانية في تلبيس الباطل لباس الحق.
وأما قوله: "فتجد بعضهم يصف أهل السنة في تلك الدار بأقبح الأوصاف ونبذهم بألقاب اخترعوها لقصد التنفير عنهم والتشويه لهم وهذا من خصال المنافقين نسأ الله السلامة قال سبحانه وتعالى { فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ } [الأحزاب/19]":
فأقول: هذا الوصف ينطبق عليك أنت وأمثالك من المدسوسين على السلفية، فإنكم أنتم الذين تصفون السلفيين في كل مكان بأقبح الأوصاف، وتنبذونهم بأبشع الألقاب السيئة التي لم نعهدها إلا من غلاة الحدادية والحزبية.
وأعتقد أنك ما شاركت في الجهاد ضد الحوثيين، ومَن يقرأ كلامك يظن أنك في أول صفوف المجاهدين.
وأما قولك أخيرًا: "ولا أنسى إن نسيت قول الشيخ ربيع بعد اعتداء حصار الرافضة الأول وقسمه بأن ما أصاب أهل السنة في دماج كان عقوبة من الله !! فالموعد الله !".
وأما قولك أخيرًا: "ولا أنسى إن نسيت قول الشيخ ربيع بعد اعتداء حصار الرافضة الأول وقسمه بأن ما أصاب أهل السنة في دماج كان عقوبة من الله !! فالموعد الله !".
فأقول: صدقت، الموعد الله !
إلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم
وقد سبق وبينت موقف الشيخ ربيع منذ حصار الرافضة الأول، وهذا الموقف منه حفظه الله نابع من عقيدة الولاء والبراء، الولاء للمؤمنين الصادقين، والبراءة من الكفار والفجرة والمنافقين.
وقول الشيخ حفظه الله ناصحًا أهل دماج خصوصًا والمسلمين عمومًا أن يصلحوا أنفسهم ويتوبوا إلى الله عز وجل من كلِّ ما يغضبه؛ كي ينالوا نصر الله عز وجل نابعٌ من قول رب العالمين لأصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم في غزوة أُحُد: {أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
ولكن الكاتب وأمثاله كأنهم فاقوا الصحابة الذين ذكَّرهم الله عز وجل بهذه السنة الربانية.
ويعتبرون أنفسهم في مرتبة الرسل والأنبياء الذين بلغوا المقام الأعلى في الصبر والاحتساب والالتزام بأوامر الله عز وجل، فينزلون على أنفسهم النصوص التي تمدح صبر الأنبياء على الابتلاءات والمحن.
والله عز وجل يقول: {فَلاَ تُزَكُّواْ أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}.
فنصيحتي لهذا الكاتب وأمثاله أن يجردوا التوبة إلى الله عز وجل من كل ما آذوا به أهل السنة في اليمن والمدينة ومكة والجزائر ومصر وغيرها من بلاد الإسلام.
نسأل الله سبحانه أن يكسر شوكة الروافض الحوثيين وأن يستأصل شأفتهم، وأن ينصر أهل السنة عليهم إنه نعم المولى ونعم النصير.
وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه وسلم.
وكتب
أبو عبدالأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري
في مكة شرَّفها الله ليلة الجمعة 20 من ذي الحجة 1434هـ
المصدر
المصدر