نَصيحَةٌ لأهلِ مصر وما الواجبُ على طلبةِ العلْمِ
للشّيخ الدُّكتور سُليمان الرّحيليّ
تحميل الصّوتيّة مِن المُرفقات
للشّيخ الدُّكتور سُليمان الرّحيليّ
تحميل الصّوتيّة مِن المُرفقات
التّفريغ:
السّؤال:
يقول –باركَ اللهُ فيكُم-: نودّ منكُم التّكرّم بتوجيه نصيحَة لطلبة العلم خُصوصًا وللمُسلمين عمومًا حول ما يجري في بلاد مصر الآن، وهل الحكومة الجديدة الآن تُعدّ حكومة شرعيّة؟
الجواب:
أسألُ الله -عزّ وجلّ- بأسمائه الحُسنى وصفاتِهِ العُلَى أن يحقِنَ دماء المُسلِمين، وأن يدفعَ البلاء.
ولا شكّ أنّ كلّ ذي علمٍ سليمٍ وفهمٍ مُستقيمٍ يفرحُ بكُلّ عملٍ يحقن دماء المُسلِمين، ويُزيل هذا الشّرّ العظيم، ولا شكّ أنِّي أقول: إنّ الواجبَ على أهل مصر أن يسعوا في حقن الدِّماء وأن يكُفُّوا عن الأعمال التي تُؤدِّي إلى القَتل وإزهاق الأرواح من جميع الأطرَاف، فإنّ الدّم شأنُهُ عظيم، و (لا يزالُ المُؤمن مُعنقًا صالحًا ما لَم يُصِب دمًا حرامًا، فإذا أصاب دمًا حرامًا بلَّح).
والمُتقرِّر عند أهل السُّنّة والجماعة: أنّ الحاكم المُتغلِّب بالسّيف إذا تغلَّب على الحُكم واستقام له الأمر عند العامّة فإنّه يُصبح حاكمًا شرعيًّا.
ولذلك نقول؛ يا إخوة: إنّ أهل السُّنّة والجماعة قد يقولون إنّ هذا الشّيء حرام، لكن يُرتِّبون عليه الثّمرة، أهل السُّنّة والجماعة لا يُجيزون التّغلّب لا يُجيزون لأحد أن يأتي فيأخذ الحُكم بالقُوّة وهذا حرام، لكن إذا حصل وحصلت الولاية ثبتت الولاية لهذا المُتغلِّب.
ونسألُ الله أن يرزُقَ حُكماء الأُمّة من حُكّامنا والعُلَماء المُعتَبَرين المُستضيئين بالسُّنّة نسألُ الله أن يُوفِّقهم إلى بَذْل الأسباب التِي تحقن الدِّماء وتُزيل الشّرّ.
والوصيّة لطُلاّب العلم: أن لاَّ يُقحِمَ الإنسانُ نفسه في ما ليسَ لهُ أوّلاً، فما ليسَ لكَ لا تُقحِم نفسكَ فيه، واسأل الله لِمَن كلّفه بهذا الأمر التّوفيق والهداية.
وثانيًا: إيَّاك والظُّلم، لا تظلِم أحدًا فإنّ الظُّلم عاقبته وخيمَة.
وثالثًا: اعرف الخير الذي أنتَ فيه، واحمد الله عليه، وتعاوَن مع وُلاة أمرك في بلدك وعُلمائك على الخير، وحافِظ على الخير الموجود في بلدك، وإن كُنت من أهل النُّصح فابذل النُّصح بالطّرق الشّرعيّةِ الصّحيحةِ السّليمةِ السّويّةِ التي تُحقّق الخير وتمنعُ الشّرّ.
ثُمّ: أنصحُ الإخوَة بعدم نشر الكلام الذي يظهر في الوسائل المُعاصرة ممّا لا خيرَ فيه، كالآن نجد أنّ هذا الذي يُسمّى بتويتر يأتِي فيه مقاطع صوتيّة لأُناس يتكلّمون بكلام هُوَ باطل في هذه الأحداث، بعض النّاس بحُسن نيّة ينشر هذا الكلام قصده أن يُظهر قُبحَه لكن في الحقيقة أنّه ينشره وتصل الشّبهات إلى -يعني- كثير من النّاس، مثل هذا أنا لا أراه، وأرى أنّه لا بأس أن يُطلَع عليه من يُعرَف أنّه يفهَم ويعرِف ليعرف حقيقة الأمور، أمّا أن يُنشر هذا على العامّة ويُنشر هذا الكلام فهذا نشر لهذا الكلام السّيِّء، فتجد أنّ بعض النّاس يتكلّم في وُلاة الأمر في الإمارات لموقفهم أو وُلاة الأمر في السّعوديّة لموقفهم بكلام سيِّء وباطل، فبعض النّاس ينشر هذا على مُستوى عامّ، نقول: هذا لا يجوز لأنّه يترتّب عليه نشر هذا الباطل وهذا الفساد، أمّا إرساله لمن يعلم ويفهم حتّى يعرف حقيقة الأمر فيظهر لي والله أعلم أنّه لا بأس -يعني- بهذا.
وأنت في الحقيقة تعجب في هذه الأحداث من أُناس يدّعون الوسطيّة والاعتدال وووو تجد الآن كلامهم ينضح بالتّكفير الصّريح أو التّلميح واحتقار المُسلِمين، فتجد ممّن يدّعي العلم مَن يحتقر -ولأتكلّم بصراحة-: من يحتقر حُكّام الإمارات أو يحتقر أهل الإمارات أو يحتقر شرطة الإمارات أو يحتقر حُكّام السّعوديّة وفي كلامه الكثير من هذا وهذا لا شكَّ أنّه من الباطل والشّرّ العظيم الذي يكشف عن معادن النّاس ويُبيِّن حقائقهم، فكم من مُدّعٍ للاعتدال والوسطيّة و -يعني- ضبط اللِّسان هذه الأحداث ظهر فيها أنّه من أكثر النّاس جُرأة على أعراض المُسلمين، لماذا؟! لأنّهم خالفوه في هواه وليس من منظور شرعيٍّ صحيحٍ.
فعلى كُلّ حال: نسألُ الله –عزّ وجلّ- أن يُزيلَ هذا البلاء، وأن يرزُقَ أهل مصر الأمنَ والطّمأنينَة، وأن يُعينَ العُقَلاء على التّعاوُن لدرء مفاسد هذه الفِتْنَة، ويُوفِّق حُكّامنا للإسهام في توطيد الخير وإبعاد الشّرّ، واللهُ أعلَم.اهـ
فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
13 / شوال / 1434هـ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
منقول
منقول