بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ]
[يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَان َعَلَيْكُمْ رَقِيباً]
[يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا]
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد :
فهذا بيان للحق ، ورد للباطل ، ونصح للأمـــــــــــــــة عموماً ، ولإخواننا السلفيين خصوصاً بشأن التسجيل الصوتي(1) الذي انتشر في دولة ليبيا لشيخنا العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى والذي تضمن بعض الأمور المتعلقة بمعاملة الحاكم عندهم.
وهذه الأمور التي تضمنها ذلك التسجيل لا يرضاها الشيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي وليست من منهجه الدائم الذي يسير عليه ويربي عليه ويفتي به .
فشيخنا العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى أقواله وفتاواه في هذا الباب معروفة مشهورة ، وواضحة صريحة فهو :
يــــــــــرى :
أنه لا يجوز الخروج على الحاكم المسلم ، ولا تجوز المظاهرات ولا الانقلابات ما دام أن الحاكم في دائرة الإسلام !
وهذا منه بناء على الأدلة النبوية الصريحة في هذا الباب؛ وعلى المنهج السلفي الذي عليه أئمة الإسلام والسنة .
ويـــــرى :
تحريم الخروج على ولاة أمور المسلمين وجماعة المسلمين، وأن هذا الخروج من أمر الجاهلية، وأنه من الإفساد في الأرض، ويؤدي إلى سفك الدماء وهتك الأعراض وتدمير الأموال والممتلكات، ويؤدي إلى ضياع الأمن وانتشار الرعب .
وأما إذا كان الحاكم كافراً جاز الخروج عليه بشروط كما بينها أهل العلم :
1- أن يكون الحاكم قد وقع في الكفر البواح الظاهر ! الذي عندنا فيه من الله برهان .
2- أن يكون القصد : إعلاء كلمة الله، وليس من أجل عصبية ولا من أجل مطامع دنيوية.
فإذا كان الخروج على الحاكم لدوافع غير إسلامية، ولا يقصد بهذا الخروج إعلاء كلمة الله كان هذا الخروج غير شرعي، ولا يحل لمسلم المشاركة فيه لما فيه من الظلم والفتن وسفك الدماء.
3- أن تكون لدى المسلمين قدرة مستيقنة أو شبه مستيقنة على إسقاط هذا الحاكم الكافر بأن تكون قائمة على إعداد العدة المادية إلى جانب العدة الإيمانية.
4- أن لا يترتب على هذا الخروج شر ومنكر أعظم من الشر والمنكر الذي يراد إزالته.
لذلك فإن شيخنا العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى يتبرأ من ذلك التسجيل الصوتي ، ويطالب بإتلافه وعدم الاعتماد عليه .
ولا يُجَوِّز لأحد أن ينسبه له بعد تراجعه عنه !
ولا يُجَوِّز لأحد أن ينسب له قولاً باطلاً من تكفير حكام المسلمين!!
أو أنه يرى عدم التعاون معهم في غير معصية الله .
وفي ختام هذا البيان :
أوصي حكام المسلمين :
بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، وأن يطبقوا شرع الله ، ويحكموا به في بلادهم .
وأوصي نفسي وإخواني في ليبيا :
أن لايأخذوا أي كلام على عواهنه في مثل هذه النوازل والأمور العضال، ولا ما يتناقله بعض الناس من فتاوى لعلماء ينزلونها في غير موضعها - دون الرجوع للعلماء الكبار والصدور عن توجيههم وإرشادهم في هذه النوازل، والتأكد من صحة ما نسب إليهم، وطلب البيان فيه والتوجيه .
وأوصيهم :
بتقوى الله عز وجل ومراقبة الله عز وجل في السراء والضراء .
وأوصيهم :
بالسمع والطاعة لولاة أمرهم بالمعروف في غير معصية الله تعالى .
وأوصيهم :
بالصبر وعدم الخروج على الحاكم وعدم تهييج العامة على ولاة أمرهم.
وأوصيهم :
بالحذر من أهل الفتن والريب والبدع والضلال وعدم مخالطتهم ولا الرجوع إليهم ولا التأثر بهم وعدم الرجوع إليهم في كل أمورهم لأنهم لا يريدون بكم خيراً .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
تنبيه :
قد استأذنت شيخنا العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى في نشر هذا البيان ؛ فأذن لي جزاه الله خيراً ، وجعله في موازين حسناته .
كتبه
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ]
[يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَان َعَلَيْكُمْ رَقِيباً]
[يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا]
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد :
فهذا بيان للحق ، ورد للباطل ، ونصح للأمـــــــــــــــة عموماً ، ولإخواننا السلفيين خصوصاً بشأن التسجيل الصوتي(1) الذي انتشر في دولة ليبيا لشيخنا العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى والذي تضمن بعض الأمور المتعلقة بمعاملة الحاكم عندهم.
وهذه الأمور التي تضمنها ذلك التسجيل لا يرضاها الشيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي وليست من منهجه الدائم الذي يسير عليه ويربي عليه ويفتي به .
فشيخنا العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى أقواله وفتاواه في هذا الباب معروفة مشهورة ، وواضحة صريحة فهو :
يــــــــــرى :
أنه لا يجوز الخروج على الحاكم المسلم ، ولا تجوز المظاهرات ولا الانقلابات ما دام أن الحاكم في دائرة الإسلام !
وهذا منه بناء على الأدلة النبوية الصريحة في هذا الباب؛ وعلى المنهج السلفي الذي عليه أئمة الإسلام والسنة .
ويـــــرى :
تحريم الخروج على ولاة أمور المسلمين وجماعة المسلمين، وأن هذا الخروج من أمر الجاهلية، وأنه من الإفساد في الأرض، ويؤدي إلى سفك الدماء وهتك الأعراض وتدمير الأموال والممتلكات، ويؤدي إلى ضياع الأمن وانتشار الرعب .
وأما إذا كان الحاكم كافراً جاز الخروج عليه بشروط كما بينها أهل العلم :
1- أن يكون الحاكم قد وقع في الكفر البواح الظاهر ! الذي عندنا فيه من الله برهان .
2- أن يكون القصد : إعلاء كلمة الله، وليس من أجل عصبية ولا من أجل مطامع دنيوية.
فإذا كان الخروج على الحاكم لدوافع غير إسلامية، ولا يقصد بهذا الخروج إعلاء كلمة الله كان هذا الخروج غير شرعي، ولا يحل لمسلم المشاركة فيه لما فيه من الظلم والفتن وسفك الدماء.
3- أن تكون لدى المسلمين قدرة مستيقنة أو شبه مستيقنة على إسقاط هذا الحاكم الكافر بأن تكون قائمة على إعداد العدة المادية إلى جانب العدة الإيمانية.
4- أن لا يترتب على هذا الخروج شر ومنكر أعظم من الشر والمنكر الذي يراد إزالته.
لذلك فإن شيخنا العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى يتبرأ من ذلك التسجيل الصوتي ، ويطالب بإتلافه وعدم الاعتماد عليه .
ولا يُجَوِّز لأحد أن ينسبه له بعد تراجعه عنه !
ولا يُجَوِّز لأحد أن ينسب له قولاً باطلاً من تكفير حكام المسلمين!!
أو أنه يرى عدم التعاون معهم في غير معصية الله .
وفي ختام هذا البيان :
أوصي حكام المسلمين :
بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، وأن يطبقوا شرع الله ، ويحكموا به في بلادهم .
وأوصي نفسي وإخواني في ليبيا :
أن لايأخذوا أي كلام على عواهنه في مثل هذه النوازل والأمور العضال، ولا ما يتناقله بعض الناس من فتاوى لعلماء ينزلونها في غير موضعها - دون الرجوع للعلماء الكبار والصدور عن توجيههم وإرشادهم في هذه النوازل، والتأكد من صحة ما نسب إليهم، وطلب البيان فيه والتوجيه .
وأوصيهم :
بتقوى الله عز وجل ومراقبة الله عز وجل في السراء والضراء .
وأوصيهم :
بالسمع والطاعة لولاة أمرهم بالمعروف في غير معصية الله تعالى .
وأوصيهم :
بالصبر وعدم الخروج على الحاكم وعدم تهييج العامة على ولاة أمرهم.
وأوصيهم :
بالحذر من أهل الفتن والريب والبدع والضلال وعدم مخالطتهم ولا الرجوع إليهم ولا التأثر بهم وعدم الرجوع إليهم في كل أمورهم لأنهم لا يريدون بكم خيراً .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
تنبيه :
قد استأذنت شيخنا العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى في نشر هذا البيان ؛ فأذن لي جزاه الله خيراً ، وجعله في موازين حسناته .
كتبه
د/ أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الخميس 00: 4 صباحاً
18 ذو القعدة 1433هـ
(1) أشكر أخانا أبا ذر طارق بن علي ، وأخانا إشتيوي ، وغيرهما الذين كانوا حريصين على بيان الحق في هذه المسألة فجزاهم الله خيراً
تعليق