بسم الله الرحمن الرحيم
فهذا سؤال وجهه الشيخ الفاضل هاني بن علي بن بريك - سلمه الله - لفضيلة شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله - عن قتال الحوثيين في اليمن و نصيحته للإخوة هناك .نسأل الله أن ينفع بها الجميع .
السائل : ( الشيخ هاني بن بريك ) :
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه, فهذا سؤال موجه لشيخنا ووالدنا فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ونفع الله بعلمه وبارك في عمره أفتيتم حفظكم الله أنتم وإخوانكم العلماء بمجاهدة مليشيات الحوثي الرافضية المعتدية على المسلمين في اليمن, وكان لفتواكم مع بقية العلماء الأثر الطيب والاستجابة الكبيرة, مما كان لها أعظم الأثر في ردع الظالمين, وحقن دماء المسلمين, وحفظ أعراضهم وأموالهم, فنود نصيحة ـ حفظكم الله ـ للإخوة في عموم اليمن حتى تجتمع قلوبهم وكلمتهم.
الجواب : بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد ...
فإن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذم الخوارج أشد الذم, وصرح بأنهم شر الخلق والخليقة, وأمر بقتلهم وقتالهم أينما وجدوا ـ عليه الصلاة والسلام ـ ونفَّذ هذه التوجيهات أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقتلوا الخوارج, ولاشك أن هؤلاء الرافضة الحوثيين شر من الخوارج, وضموا إلى هذا الشر الخروج فعلا على الأمة, وسفك دمائهم.
فتأسيا برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حثه على قتال الخوارج فنرى أن الحوثيين شر من الخوارج ويجب قتالهم, وقد قاتلهم شيخ الإسلام في عقر دارهم, وحكى الإجماع على وجوب قتالهم .
والله تبارك وتعالى يقول : (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)[الحجرات: ٩].
فهؤلاء يجب قتالهم حتى لو كانوا مؤمنين كامل الإيمان واعتدوا على المسلمين وبغوا عليهم ولم يفيئوا إلى أمر الله تبارك وتعالى, ولا يؤمن غدرهم في أي لحظة وفي أي وقت من الأوقات؛ لأنهم أهل غدر وكذب فيجب قتالهم؛ حتى تستأصل شأفتهم, ويطهر الله أرض اليمن منهم إن أمكن ذلك, فهم شر خطير وداء وبيل على هذا الشعب, وعلى غيره من الشعوب.
فأجيب بهذه الإجابة وعندي هذان الدليلان من كتاب الله, ومن سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن الإجماع الذي حكاه شيخ الإسلام ابن تيمية, ولاشك أنه إمام ثقة في نقله, فلا نشك فيما نقل. فأيها المجاهدون في سبيل الله اثبتوا واصبروا وصابرو ورابطوا في سبيل الله, يرفع الله درجاتكم, ومن ... منكم بنى الله له مئة درجة في الجنة ([1]) , ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض.
أسأل الله تبارك وتعالى أن ينصركم, وأن يدمر هذه الطائفة الباغية الظالمة القائمة على منهج كفري؛ يكفر أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويطعن في أزواج رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولاسيما عائشة ـ رضي الله عنها ـ ومن طعن في عائشة ورماها وقذفها بالزنا فهو كافر بالإجماع, فمن يعتقد من هذه الطائفة الخبيثة هذه العقيدة لا نشك في كفره ووجوب قتله ولو لم يبدأنا بالقتال .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كان ذلك من يوم الخميس ليلة الجمعة 23/4/1433 هـ .
_________________________________
([1]) يشير حفظه الله لحديث أبي هريرة مرفوعاً ( إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ) أخرجه البخاري (4/19) , (9/153), وأحمد (2/335).
و للإستماع الصوتي من هنا
منقول من شبكة سحاب السلفية
__________________________________________________
إضافة :
رابط مباشر لتحميل لمادة الصوتية من هنا
ومن هنا حمل الفتوى مُفَرَّغة بصيغة بي دي إف