بسم الله الرحمن الرحيم
بيان نصرة وتأييد
الحمد لله رب العالمين وليِّ الصَّالحين، والعاقبة للمتَّقين، ولا عُدوان إلَّا على الظَّالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّ الملحَمة وعلى آله وصَحبه الكرام البررة؛ وبعد
فقال الله تعالى: ﴿إنَّما المُؤمنُونَ إخْوَةٌ﴾، وقال النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وسلَّم): «مَثَلُ المؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِم، وَتَرَاحُمِهِم، وَتَعَاطُفِهِم مَثَلُ الجسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى».
منذ أكثر من شهرين ونحن نتابع بكثير من الحرقة والحزن والأسى أخبار إخواننا السَّلفيين بدماج اليمن، وما يتعرَّضون له من حصار جائر، واعتداءٍ غاشم، وتكالب ظالم من حُثالة من الرَّوافض الباطنيِّين المشهُورين باسم «الحوثيِّين» الخائنين لدينِهم ووطنِهم، والنَّاقضين للعُهود والمواثيق، المجاهرين بالعداء السَّافر للصَّحابة الكرام (رضي الله عنهم).
إنَّ مركزَ دماج منارةٌ علميَّةٌ أسَّسه إمام عالم سلفيٌّ نحرير صدَّاعٌ بالحقِّ وهو الشَّيخ مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله تعالى -، وتخرَّج على يديه وأيدي تلامذته الآلاف من طلبة العلم الشَّرعي الصَّحيح، المنتشرون في أصقاع الأرض، لا يحملون في صدورهم سوى قال الله، قال رسوله (صلَّى الله عليه وسلَّم)، ولم يتلوَّثوا بالسِّياسة وألاعيبها، ولا بالحزبيات ومضارِّها، فلا مجال أبدًا لرميهم بالتَّكفير والتَّفجير والتَّقتيل أو زعزعة الأمن والاستقرار أو التَّخطيط للثورات والانقلابات! فقد نأوا بأنفسهم بعيدا عن مثل هذه الأمور، واقتنَعوا بما هُم عليه من طلب العلم ونشره والدَّعوة إلى الله؛ وإنَّ قوى الشَّرِّ تتربَّص الدَّوائر منذ زمن للانقضاض على هذا المركز السَّلفي وتحاول إطفاءَ نور هذا الصَّرح الشامخ، ولمَّا ظنُّوا أنَّ الفرصة قد حانت لم يجدوا من يد يضربون بها سوى هؤلاء الأراذل الأنذال من الحوثيين - قطع الله دابرهم، ورد كيدهم في نحورهم -.
إنَّ أهل دماج إخوانُنا وهم قطعةٌ منَّا نتألَّم لألمهم، ونَحزنُ لحزنهم، وكم سرَّنا لمَّا بلغنا انتصارهم على أعدائهم في مواطن عدَّة من مواقع القتال، وفي المقابل أسِفنا على مَن قُتل منهم في تلك المعارك؛ واللهَ نسأل أن يتغمَّدهم برحمته، وأن يُلحقهم بركب الشُّهداء، وأن يرزق ذويهم الصَّبر والاحتساب.
وإنَّنا ندعو كلَّ مَن عدَّ نفسَه مِن أهل السُّنَّة أن يَهبَّ لنُصرة إخوانه ونجدتِهم، وإعانتِهم بكلِّ ما يدخُل في استطاعته نصرًا للإسلام والسُّنَّة، وكسرًا لشوكة الباطل والبدعة.
ونسأل الله الكريم ربَّ العرش العظيم أن يؤيِّدهم بنصره وتوفيقه، وأن يعزَّهم بقوته ومدده، وأن يتولَّاهم بحفظه ورعايته، وأن يكفيَهم شرَّ أعدائه وأعدائهم؛ إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه، وهو العَزيز ذو القوَّة المتين.