الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الكريم وآله وصحبه أجمعين
أما بعد :
لقد حاول القذافي - عليه من الله ما يستحق - أن يطمس معالم السنة النبوية في بلدنا الحبيب ليبيا - خاب وخسر - وجند جنوداً للحرب على السنة وإنكار الأحاديث الصحيحة وقام بحرب لا تبقي ولا تذر ضد أهل السنة والجماعة وأسماهم بالزنادقة وكان المرء يعتقل لمجرد الصلاة في المسجد وأشد الصلوات عليهم كانت صلاة الفجر وكان يتابع حتى الأخوات في حلقات تحفيظ القرآن ويعتقل ويسجن ويقتل ويعذب ، فماذا بقي من أثر هجمته الشرسة على السنة وأهلها ؟ بقي القذافي عبرة للمعتبرين وأضحوكة للعالمين
وبعد رؤيتي لدروس الشيخ أبي مصعب مجدي حفالة - حفظه الله - في مساجد طرابلس وأرجو أن يلحقه آخرون قريباً ، لم أجد ما أعبر به عن ما يكتنفني من أحاسيس سوى ما سمعت الشيخ عبد العزيز البرعي ينظمه في بعض أشعاره
سَتَعلو السُّنة الغَرّاء يوماً ** وإنْ رَغِمتْ أُنوفُ الحاقدينَ
ويَظهر نورها في كل أُفْقٍ ** ويُنشَرُ خيرها للسالكينَ
ويَدخل خَيْرُها في كل دارٍ ** وينصرُها إله العالمينَ
ستظهر بعدما خَفِيَتْ سِنيناً ** تَدُكُّ عُروشَ كلِّ المُحْدِثينَ
ولَمْ يَظْفَرْ بِنَصْر الدينِ إلا ** رجالٌ قد حَوَوْا عِلماً ودِينَا
إذا قام الجَهُولُ لنَصْرِ حقٍ ** فبِئْس الناصرون الجاهلونَ
ونطلب عِلمنا للدين فضْلاً ** ويطلب غَيْرُنا زَبَداً وطِينا
سنحمي دينَنا إنْ رامَ غِرٌ ** يُلطِّخُ دينَنا كَذباً ومَيْنا
سنحمي دينَنا برجال صدقٍ ** رَسَت أقدامُهم في الصادقينَ
ونَفدي ديننا بالناس طُراً ** وأهْلينا جميعاً والبَنينَ
ومَنْ رامَ الجبال فَكَمْ لدينا ** سُيوفٌ في أَكُفّ الدارعينَ
نصوصٌ من كتاب الله تُتلى ** وأقوال النبي تُملى علينا
وأقوال الصحابة خير قرنٍ ** وخيرُ القولِ قولُ السالكينَ
وأعلامُ الهدى في الأرض شرقا ** وغرباً أو شمالاً واليمينَ
كَشَيْخيَ مُقبلٍ وكذا ابن نوحٍ ** وابن الباز فخر المُنْجدينَ
ربيعٌ والقَصيمي هُم جنودٌ ** لِسُنة أحمدَ المُختارِ فينا
وكمْ مِنْ عالمٍ في كل أرضٍ ** نَجَدْنا أو ذهبنا مُتْهِمينَ
ففي مِصْرٍ لنا إخوانُ صِدْقٍ ** بِرفقٍ يُرشدون السّالكينَ
وفي يَمنٍ كذاكَ وفي شَآمٍ ** لهم في كُلِّها أَثَرٌ مُبينَ
وفي كلِّ البلاد لنا صِحابٌ ** نَعُدّهُمُ هُداةً مهتدينَ
وما في ذاك فضلٌ للبرايا ** وإنْ بذلوا الرخيص مع الثمينَ
وكم في الأرض مَنْ يدعو لحزبٍ ** ويَهضِم جاهداً حقاً مُبينا
ويُعلي حِزبَه بالزّورِ جهرا ** ويَخلِط فيه غثاً أو سمينا
دعَوْناهم إلى إظهار دِينٍ ** على عِلْمٍ بِنَهجِ الأوّلينَ
فقالوا : لا ولكن ، إنْ أردتم ** نُناصِرُكم فقوموا بايِعونا
فقلنا : الشمسُ أدنى مِنْه لَكنْ ** إذا جانا أميرُ المؤمنينَ
فلا والله لا نَمْنَعْهُ عهدا ** ونَبْسُطُ عنده الكَفَّ اليمينَ
له حقٌ علينا في يمينٍ ** وما لِزعيمِكم حقٌ علينا
أَأُعطي بيعةً لأمير حزبٍ ** تَخَفّى عن عُيونِ الناظرينَ
فإنْ أَخْفَيتُ بعضَ الدِّين خَوْفا ** فلَنْ يخفى أميرُ المؤمنينَ
وأوَّلُ مَنْ يُعادَى في البرايا ** أناسٌ بالهدى مُسْتَمْسِكينَ
على نهجِ الرسول قد استقاموا ** فقال المُبْطِلون لقد أبَيْنا
أبَيْنا أن يكون لكم وُجودٌ ** وأنْ نُبْقي لكم فيها قَطِينَ
وليس الأمرُ في يَدِهِمْ ولكنْ ** على أقدارِ مَوْلانا مَشَيْنا
ونجْأَرُ بالدعاءِ إلى عزيزٍ ** إذا نامت عيونُ الظالمين َ
ونَرفعُ كفّنا في كلِّ وقتٍ ** وندعو قائمينَ وساجدينَ
سَنَصبِر يوم مَسْغَبةٍ وَجوعٍ ** ونَصبر إنْ تَعِبنا أو عَرِينا
ونَصبر إنْ ظُلِمنا أو هُضِمنا ** كذا إنْ كان صاحبُنا سَجِينا
ومَهْما يَجْهَلَنْ أحدٌ علينا ** سنَحْلُمُ عند جهلِ الجاهلينَ
وقَوْلي لا أناقضُه بِقولي ** وما خالفتُ أبياتاً بَنَيْنا
فَعِنْدَ القومِ عزمٌ لا يُجارَى ** وعند القوم حلم الصابرينَ
نَظَمْنا نَظْمَها مِمّا نَظَمنا ** وعدّلنا كلامَ الأقدمينَ
وماذا عيْبُها فالناس قَبْلي ** يُفيدُ السابقون اللاحقينَ
وأختِمُ نَظْمَها بِالبَدْءِ طِبقا ** وأُهديها لكلِّ الصالحينَ
سَتَعْلو السُّنة الغرّاء يوماً ** وإنْ رغمت أنوفُ الحاقدينَ
تعليق