بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
اما بعد
فإن من المعلوم لدى الكثير من طلبة العلم ان العلوم الشرعية كانت موجودة في زمن النبوة ,وكانت في أذهان الصحابة رغم أن الاصطلاحات جاءت بعد .
ولنأخذ على سبيل المثال أصول الفقه فإن هذا العلم كان معلوما لديهم وكانوا يفهمون بسليقتهم العربية مراد الشارع من خطابه هل هو للتحريم او للكراهة او للاستحباب اوللإيجاب .وكذالك يعرفون أدوات العموم .وأدوات الشرط .والشروط .والموانع .والاسباب .والقياس . والمصلحة .لكن كاصطلاح لم ينطقوا به .
ومثال اخر :علم النحو: فالصحابة رضي الله عنهم كانوا من افصح الناس ولم يكونوا بحاجة الى التاليف في قواعد النحو لان لسان حالهم يقول كما قال الشاعر
ولست بنحوي يلوك لسانه ***ولكن سليقي اقول فأعرب
وكذالك الحديث الشريف كان محفوظا في صدور الصحابة فلما انقرض عهد الصحابة وخيف على السنة ظهر التاليف في جمع الحديث في اول الامر ثم لما ظهر من يضع في الحديث ظهرت كتب الجرح والتعديل ثم بعدها ظهرت كتب في مصطلح الحديث لضبط هذا الشأن
وقل مثل هذا في باقي العلوم كالتفسير والعقيدة وعلوم اللغة المختلفة كالصرف وعلوم البلاغة-البيان .البديع .علم المعاني- والعروض. وفقه اللغة ...الخ
وكل علم من تلك العلوم هيأ الله له من علماء هذه الامة من يفتح باب التاليف فيه
ونفتتح هذا الباب بذكر أول من جمع القرآن في الصحف – رغم ان عنوان المشاركة التاليف وفيما يتعلق بالقرآن نقول أول من جمع فهو كلام الله غير مخلوق منه بدأ واليه يعود وقد تكلم به سبحانه حقيقة بحرف وصوت .أوحاه الى نبيه صلى الله عليه وسلم وجمعه له في صدره وتكفل له بتبيينه له قال تبارك وتعالى :{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (1 ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)}سورة القيامة .و تكفل الله بحفظه فقال { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)}وتعهد الله بأن يجعل هذا القران مهيمنا وشهيدا على ما تقدمه من الكتب {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}المائدة
ولا شك ان الله عز وجل اذا اراد شيئا هيأ أسبابه فهيأ لحفظ هذا الكتاب رجالا يقومون بهذا العبئ الثقيل الذي قال فيه زيد بن ثابث (( والله لو كلفوني نقل الجبال لكان أيسر من الذي كلّفوني))
عن زيد بن ثابت قال : أرسل إلي أبو بكر رضي الله عنه مقتل أهل اليمامة . فإذا عمر بن الخطاب عنده . قال أبو بكر إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى إن استحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن قلت لعمر كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال عمر هذا والله خير فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت الذي رأى عمر قال زيد قال أبو بكر إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن قال : قلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم . قال هو والله خير فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر . فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم )
حتى خاتمة براءة . فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة . رواه البخاري
حتى خاتمة براءة . فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة . رواه البخاري
تعليق