إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

الدين النصيحة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدين النصيحة

    إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ؛ من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له .
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
    أما بعد : قال الإمام مسلم (ت261هـ) في "صحيحه" (1/53-54، ط اليونينية) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ : قُلْتُ لِسُهَيْلٍ : إِنَّ عَمْرًا حَدَّثَنَا عَنْ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِيكَ قَالَ: وَرَجَوْتُ أَنْ يُسْقِطَ عَنِّي رَجُلًا ؛ قَالَ : فَقَالَ : سَمِعْتُهُ مِنْ الَّذِي سَمِعَهُ مِنْهُ أَبِي ، كَانَ صَدِيقًا لَهُ بِالشَّامِ ، ثُمَّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : « الدِّينُ النَّصِيحَةُ » ؛ قُلْنَا : لِمَنْ ؟ قَالَ : « لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ » .
    قال أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي (ت394هـ) في "كتاب تعظيم قدر الصلاة" (2/691-694، ط1، 1406، مكتبة الدار بالمدينة) : « قال بعض أهل العلم : جماع تفسير النصيحة هو عناية القلب للمنصوح له من كان ، وهي على وجهين : أحدهما فرض، والآخر نافلة ، فالنصيحة المفترضة لله هي شدة العناية من الناصح باتباع محبة الله في أداء ما افترض ، ومجانبة ما حرم . وأما النصيحة التي هي نافلة ، فهي إيثار محبته على محبة نفسه ، وذلك أن يعرض أمران : أحدهما لنفسه ، والآخر لربه ، فيبدأ بما كان لربه ، ويؤخر ما كان لنفسه ، فهذه جملة تفسير النصيحة له ، الفرض منه والنافلة ، وكذلك تفسير سنذكر بعضه؛ ليفهم بالتفسير من لا يفهم الجملة ، فالفرض منها مجانبة نهيه ، وإقامة فرضه بجميع جوارحه ما كان مطيعا له ؛ فإن عجز عن القيام بفرضه لآفة حلت به من مرض أو حبس أو غير ذلك ؛ عزم على أداء ما افترض عليه ، متى زالت عنه العلة المانعة له ، قال الله - عز وجل - : ﴿ ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل [التوبة : 91] فسماهم محسنين نصيحتهم لله بقلوبهم لما منعوا من الجهاد بأنفسهم ، وقد يرفع الأعمال كلها عن العبد في بعض الحالات ، ولا يرفع عنهم النصح لله لو كان من المرض بحال لا يمكنه عمل بشيء من جوارحه بلسان ولا غيره ، غير أن عقله ثابت لم يسقط عنه النصح لله بقلبه ، وهو أن يندم على ذنوبه ، وينوي إن يصح أن يقوم بما افترض الله عليه ، ويتجنب ما نهاه عنه ، وإلا كان غير ناصح لله بقلبه ، وكذلك النصح لله ولرسوله فيما أوجبه على الناس على أمر ربه . ومن النصح الواجب لله أن لا يرضى بمعصية العاصي ، ويحب طاعة من أطاع الله ورسوله .
    وأما النصيحة التي هي نافلة لا فرض : فبذل المحمود بإيثار الله على كل محبوب بالقلب، وسائر الجوارح حتى لا يكون في الناصح فضلا عن غيره ؛ لأن الناصح إذا اجتهد لمن ينصحه لم يؤثر نفسه عليه ، وقام بكل ما كان في القيام به سروره ومحبته ، فكذلك الناصح لربه ، ومن تنفل لله بدون الاجتهاد ؛ فهو ناصح على قدر عمله غير محق للنصح بالكمال .
    وأما النصيحة لكتاب الله : فشدة حبه ، وتعظيم قدره ، إذ هو كلام الخالق ، وشدة الرغبة في فهمه ، ثم شدة العناية في تدبره ، والوقوف عند تلاوته لطلب معاني ما أحب مولاه أن يفهمه عنه ، ويقوم له به بعد ما يفهمه ، وكذلك الناصح من القلب يتفهم وصية من ينصحه ، وإن ورد عليه كتاب منه عني بفهمه ليقوم عليه بما كتب به فيه إليه ، فكذلك الناصح لكتاب الله يعني يفهمه ؛ ليقوم لله بما أمر به كما يحب ويرضى ، ثم ينشر ما فهم من العباد ، ويديم دراسته بالمحبة له ، والتخلق بأخلاقه ، والتأدب بآدابه .
    وأما النصيحة للرسول - صلى الله عليه وسلم- في حياته : فبذل المجهود في طاعته ، ونصرته ، ومعاونته ، وبذل المال إذا أراده ، والمسارعة إلى محبته . وأما بعد وفاته فالعناية بطلب سنته ، والبحث عن أخلاقه وآدابه ، وتعظيم أمره ولزوم القيام به ، وشدة الغضب والإعراض عن من يدين بخلاف سنته ، والغضب على من ضيعها لأثرة دنيا ، وإن كان متدينا بها ، وحب من كان منه بسبيل من قرابة أو صهر أو هجرة أو نصرة أو صحبة ساعة من ليل أو نهار على الإسلام ، والتشبه به في زيه ولباسه .
    وأما النصيحة لأئمة المسلمين : فحب طاعتهم ورشدهم وعدلهم ، وحب اجتماع الأمة كلهم ، وكراهية افتراق الأمة عليهم ، والتدين بطاعتهم في طاعة الله ، والبغض لمن رأى الخروج عليهم ، وحب إعزازهم في طاعة الله .
    وأما النصيحة للمسلمين : فأن يحب لهم ما يحب لنفسه ، ويكره لهم ما يكره لنفسه، ويشفق عليهم ، ويرحم صغيرهم ، ويوقر كبيرهم ، ويحزن لحزنهم ، ويفرح لفرحهم ، وإن ضره ذلك في دنياه كرخص أسعارهم ، وإن كان في ذلك ربح ما يبيع من تجارته ، وكذلك جميع ما يضرهم عامة ، ويحب صلاحهم ، وألفتهم ، ودوام النعم عليهم ، ونصرهم على عدوهم ، ودفع كل أذى ومكروه عنهم » .
    وقال ابن الأثير (ت606هـ) في "النهاية في غريب الحديث والأثر" (5 / 62-63، ط، دار إحياء التراث العربي ) في مادة ( نصح ) : « فيه : « إنَّ الدِّين النصيحةُ للَّه ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامّتِهم » .
    النصيحة : كلمة يُعَبِّرُ بها عن جملة ، هي إرادة الخير للمَنْصوح له ، وليس يُمكنُ أن يُعَبَّر هذا المعنى بكلمة واحدة تَجْمَع معناه غيرها .
    وأصل النُّصْح في اللغة : الخُلوص . يقال: نَصَحَتُه ونَصحتُ له .
    ومعنى نصيحةِ اللَّه : صِحَّةُ الاعتقاد في وَحْدانِيتِّه ، وإخلاصُ النِيَّة في عبادتِه .
    والنصيحة لكتاب اللَّه : هو التصديق به ، والعمَلُ بما فيه .
    ونصيحة رسوله : التصديق بنُبُوَّته ورسالتِه ، والانْقياد لما أمَر به ونَهَى عنه .
    ونصيحة الأئمة : أن يُطِيعَهم في الحق ، ولا يَرى الخروجَ عليهم إذا جارُوا .
    ونَصيحة عامّة المسلمين : إرشادُهم إلى مصالِحِهم » .
    ونقل كلام ابن الأثير هذا ابن منظور (ت711هـ) في "لسان العرب" (6 / 4438، ط، دار المعارف) فقال : « وفي الحديث : « إِن الدِّينَ النصيحةُ لله ولرسوله ولكتابه ولأَئمة المسلمين وعامّتهم » ؛ قال ابن الأَثير : النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة ، هي إِرادة الخير للمنصوح له، فليس يمكن أَن يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناها غيرها .
    وأَصل النُّصْحِ : الخلوص .
    ومعنى النصيحة لله : صحة الاعتقاد في وحدانيته ، وإِخلاص النية في عبادته .
    والنصيحة لكتاب الله: هو التصديق به ، والعمل بما فيه .
    ونصيحة رسوله : التصديق بنبوّته ورسالته ، والانقياد لما أَمر به ونهى عنه .
    ونصيحة الأَئمة : أَن يطيعهم في الحق ، ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا .
    ونصيحة عامّة المسلمين : إِرشادهم إِلى المصالح .
    وفي شرح هذا الحديث نظرٌ ، وذلك في قوله : نصيحة الأَئمة أَن يطيعهم في الحق ، ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا ، فأَيّ فائدة في تقييد لفظه بقوله : يطيعهم في الحق ، مع إِطلاق قوله : ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا ؟ وإِذا منعه الخروج إِذا جاروا ؛ لزم أَن يطيعهم في غير الحق » .
    قال أبو طيبة : كتبت هذا نصيحة لأهل الحديث والسنة ، والحمد لله رب العالمين.
يعمل...
X