**أضيـق السّجـون**
فإنّ أضيق السّجن وأصعبه أن يعيش المرء في الحياة أسير فكرة خائبة،
لا هو بالمستطيع أن يحقّقها، ولا هو بالمستطيع أن يتخلّى عنها
..ولا عجب ..
فإنّ حياة الإنسان إنّما هي من صنع أفكاره ،
وأنّ الإنسان يحيى في حياته على حسب قناعاته
وأنّ الأفكار الخائبة تتسلّل إلى واعية المرء حتّى يصير بها مقتنعا وعليها حدبا ،
ثمّ يحيى بها في الحياة كأنّها من اليقين .
لا غرو أنّ الحياة من صنع أفكار الحيّ الذي يتحرّك في هذه الحياة على حسب قناعاته ،
وما مثال الأفكار التي يعتقدها الإنسان ويحيى مقتنعا بها
إلّا كمثل الرّجل الذي يضع على عينيه زجاجا ملوّنا
فلا يرى الوجود إلّا من خلال لون زجاجه، يصبغ الوجود بصبغة ليست فيه ولا هي له ،ولكنّه لا يستطيع أن يتخلّص من ذلك ما دام إلى الوجود ناظرا من خلال زجاجه
فكذلك الأفكار الخائبة
تُغَشِّي الفكر الحقّ واليقين الصدق بغبش لا ينجلي ،ويحيى الإنسان أسيرا لها متحرّكا بها في وهم واهم، ولكنّه لا يستطيع أن يعلم من ذلك شيئا إلّا أن يشاء الله ربّ العالمين .
ألا إنّ أضيق سجن وأصعبه يمكن أن يعاني منه الإنسان في الحياة
هو
الفكرة الخائبة
فكرة خائبة لا يستطيع أن يحقّقها فينعم بثمارها مع أنّها خائبة ، ولا هو يستطيع أن يتخلّى عنها لأنّها مركوزة في عقله، مستقرّة في وجدانه يدور كأنّها شيء في دمائه أو كأنّها شيء ملازم لعقله لا ينفكّ عنه ،ولا هو بالمستطيع أن يتخلّى عنها فيسعد وينعم .
وما أكثر القناعات التي يجعلها المرء دينا وليست بدين
ويضطرّ أحيانا لجهله أو لقصور فهمه أو لِـمَا أشبه من تلك الأمور التي تَعْتَوِرُ الإنسان في حياته حتّى تصرفه عمّا ينبغي أن يصير إليه وأن يكون عليه .
ما أكثر الأفكار الخائبة التي يحيى بها الإنسان كأنّها دين وليست بدين
أرشدنا الله تبارك وتعالى في كتابه العظيم وأرشدنا رسوله الكريم – صلّى الله عليه وسلّم – في سنّته الثّابتة الصّحيحة إلى كثير من نصوص الوعد ،وأنّ من فعل كذا كان له كذا، وأنّ من قال كذا تحصّل على كذا ، وهذا إنّما هو في إطار المنظومة الكلّية لدين الله ربّ العالمين فإذا أُخِذ هذا من سياقه فصار قائما بذاته وقع خلل عظيم ، وأخبرنا النّبـيّ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم – عن أمور هي من الحقائق المسلّمة لا خلاف عليها ولا جدال فيها، ولكنّ لها شروط ينبغي أن تتوفّر ، وهناك موانع ينبغي أن تنتفي ، فإذا لم تتوفّر الشّروط ولم تنتف الموانع فإنّه لا يتحصّل المرء على شيء من ثمار ذلك الوعد الذي ذكره النّبـيّ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم –.
ومن العجب أنّ النّبـيّ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم – قد ذكر تلك الشّروط وتلك الموانع ولكنّ النّاس عن ذلك يتغافلون
**********
فإذا آتى الله ربّ العالمين عبدا شيئا من خير ظاهر فلا يحسبّنّ أنّ ذلك إنّما
لمقامه عند الله فقد يكون استدراجا ، حتّى ما يتأتّى من تلك الأمور التي يفتح
الله ربّ العالمين بها من الخير من الجهة المعنويّة لا من الجهة الماديّة ،
كأن يؤتي الله ربّ العالمين بسطة في لسان أو إقبالا من النّاس عليه أو غير ذلك
أو يؤتيه غير ذلك من تلك الأمور فلا يحسبنّ إنّما ذلك لشيء له عند الله
وقد يكون استدراجا .....
فالصدّيق صديق الأمّة الأكبر – رضوان الله عليه – عندما أتته المنيّة تمنّى أن يكون شجرة تعطب وتمنّى أن يكون شعرة في جنب عبد مؤمن
وهو من هو في دين الله ربّ العالمين
وعمر – رضوان الله عليه – لـمّا طُعِنَ- وغشيته غاشية الموت وكان راسه في حجر ولده عبد الله – رضي الله عنه وعن أبيه وعن الصّحابة أجمعين – ثمّ انتبه عمر فقـال: ( ضع خدّي على الأرض عساه أن يرى ذلّي فيرحمني)
وهذا الإمام أحمد سائرا على قدم الأصحاب –رضوان الله عليهم – كانوا إذا كانوا في الغزو يضربون عن أحمد – رحمة الله عليه – ويأتيه من يأتيه من أقصى الشّمال من أجل أن يقف عليه مسلّما ثمّ ينصرف ويتبعه من يتبعه فيقول : يقول لك الإمام ما حاجتك؟ فيقول : والله ما أتيت وما بنيتي إلّا أن انظر في وجهه وأن أسلّم عليه ثمّ لا يستقرّ عنده وكذلك كانوا يفعلون ، فإنّ علجا من أولئك العلوج كان يسبّ النّبـيّ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم – وكان شديدا في الرّمي في المسلمين فرمى رجلا منهم بحجر قال: "هذه عن أحمد بن حنبل " فذهب برأس الرّجل
قال قائلهم وقد أتى من الغزو من الثّغور من الرّباط في سبيل الله ربّ العالمين إلى الإمام – عليه الرّحمة – يقول : ( إنّا إذا كنّا في السّحر الأعلى نتقرّب لله ربّ العالمين بالدّعاء لأبي عبد الله ) فيبكي الإمام – رحمة الله عليه – ويقول : ( بأيّ شيء هذا ؟ أخشى أن يكون استدراجا ) وكان من العرب صليبة(1) – رحمة الله عليه – فأتاه رجل يقول له : يا أبا عبد الله أنت من العرب ؟ فما زال يدافعه يقول : ( نحن قوم مساكين) حتّى مضى الرّجل، تواضعا لله ربّ العالمين .
عسى أن يكون استدراجا ومن أدراك ؟
ألا إنّ الرّجل لا يمكن أن يعرف مردود ما أتاه الله ربّ العالمين إيّاه من خير
ظاهر أو خير باطن أن يكون ذلك مصروفا لله ربّ العالمين حتّى
يفوز العقبة الكؤوب ، فإنّ الإنسان ربّما تخلّف عنه يقينه أحوج ما يكون إليه
وهو ينازع السّكرات في سكرات الموت حتّى يخرج على غير الملّة أو يخرج مفتونا
نسأل الله الثّبات عند الممات وأيضا قد يُختم له بِشرّ نسأل الله ربّ العالمين أن يرحمنا
وقد يكون مغترّا في حال الحياة يحسب أنّه على شيء وليس على شيء ولا على سبيل
فعلى المرء أن يراجع أفكاره
وأن ينظر إلى ما تسلّل إلى مخيلته وعقيدته من الأفكار الفاشلة والخائبة
وليعلم أنّ الله ربّ العالمين إذا أحبّ عبدا ابتلاه وأنّ الله ربّ العالمين كما أجرى على لسان رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم –إنّ أشدّ المؤمنين ابتلاء هو أحبّهم إلى الله ربّ العالمين كما أخبر النّبـيّ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم –: (( أشدّ النّاس بلاء)) يعني فيما يصبّ عليهم وينزل بساحتهم من الهموم والأحزان ومن الأذى الظّاهر من المجرمين والكافرين والمنافقين والمشركين ، وما يقع عليهم من ظلم وحيف في حال الحياة ، وما يجد أحيانا من تعسّر مسالك الحياة بل من سدّ مسالك الحياة في وجهه وما يعانيه من فقر وقلّة أو من عيلة وحاجة إلى غير ذلك من تلك الهموم والأحزان والكروب والأوجاع التي ما خُلِق المرء إلّا ليُبتلى بها
يقول النّبـيّ – صلّى الله عليه وسلّم –: (إنّ أشدّ النّاس بلاء الأنبياء ثمّ الصّالحون ثمّ الأمثل فالأمثل ) أي الأفضل فالأفضل ، يُبتلى الرّجل على قدر دينه فإذا كان في دينه صلابة زيد في ابتلائه فهذا كلام رسول الله – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم – بل إنّ النّبـيّ– صلّى الله عليه وسلّم – أخبرنا في هذا الأمر الظّاهر الذي يعتوِر وينزل بالإنسان في جسده فيجد المرء المرض في نفسه بألمه وبوجعه وبتيقّظه في أجواف اللّيالي كأنّما يتقلّب على أمثال الجمر أو على مثل شوك الغضا فإنّ ذلك
لا يكون إلّا لمحبّة متى ما كان مؤمنا
يقول النّبـيّ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم – : (( من يرد به الله خيرا يصب منه )) يعني يدركه من المرض ما ياتيه من فضل الله ربّ العالمين رفعة لقدره وإذهابا لما كان من ذنبه ... وذلك الأعرابـيّ الذي جاء النّبـيّ– صلّى الله عليه وسلّم – فسأله النّبـيّ – صلّى الله عليه وسلّم – عن الصّداع فلم يعرفه قـال: وما الصّداع ؟ فعلّمه معناه رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم –: (( أأصبت بشيء منه قطّ ؟)) قـال: ما صُدِعت قطّ في حياتي ، فقـال له النّبـيّ – صلّى الله عليه وسلّم – : (( فهل أصابتك أمّ مِلْدم ؟)) يعني الحمّى وهي كنيتها ، فلـمّا لم يعرفها بيّنها له نبيّنا – صلّى الله عليه وسلّم – فأعلمه ارتفاع درجة الحرارة وهي الحمّى في إطلاقها شرعا وطبّا قديما وحديثا فمطلق ارتفاع الحرارة حمّى ثمّ تصنّف على حسب ما كان سببا في ذلك فقـال النّبـيّ – صلّى الله عليه وسلّم –: (( أما أصابتك أمّ ملدم قطّ )) فقال : لا ، يارسول الله بعد أن عرف المعنى فمكث ما شاء الله أن يمكث ، ثمّ ذهب مولّيا ، فقـال النّبـيّ – صلّى الله عليه وسلّم – لأصحابه : (( من ينظر أن ينظر إلى رجل من أهل النّار فلينظر إلى هذا الرّجل ))
فإذا رأيت الرّجل طويلا عريضا ، مكينا متينا ، إذا مشى تقلقل كتقلقل الجمال ،
ثمّ لا حلم هنالك ولا عقل، ولا دين هنالك ولا ورع ، وأمّا إذا كان ذلك
في دين الله ربّ العالمين فأنعم به ، ولكن إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم،
هؤلاء إذا ما رأيتهم كذلك ثمّ هم مصروفون عن دين الله ربّ العالمين ،
ورأيت الرّجل الصّالح متضعضعا بنيانه تحت وطأة المرض اللّازم الملازم الذي
لا ينفد ،فأيّ شيء هنالك إنّما هي محبّة الله ربّ العالمين ظاهرا على حسب
النّصّ فيما أخبر النّبـيّ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم –
وأنّ الله ربّ العالمين إذا أحبّ العبد ابتلاه في ماله ، في ولده ،
ابتلاه الله ربّ العالمين في جسده ،وحفظ عليه دينه، لم يبتله في يقينه ،
وإنّما يحفظ عليه دينه ويقينه،
فصحّح هذه الأفكار الخائبة
واستلّها من يقينك ومن مخيلتك وعقلك واعتقادك كما تُستلّ الشّعرة من العجين ،
اإِرْمِ بها بعيدا واجعلها تحت مواطئ الأقدام ، واخلص من يقين الحقّ
وتأمّل في دين الله ربّ العالمين
فإنّك لن تعرف الدّين حقيقة إلّا بالرّجوع إلى
كتاب الله وسنّة رسول الله
فعليهما فأقبل، أقبل على دين ربّك وتأمّل ، وانْفِ ما هنالك من ذلك الغبش الذي دخل لا تدري من أين ، وإنّما هو من مخلّفات القرون الأولى وربّما كان ضاربا في التّاريخ بماض سحيق ، إنّما كان من ماضي الفراعنة ، حقّا من تلك العادات التي
يعتادها كثير من الخلق ، إنّما هي من مخلّفات الفراعنة الأقدمين أو من مخلّفات اليونانيين السّابقين أو الإغريق الهالكين من تلك التي أتت بها الحضارة الغربيّة الوافدة أو المدنيّة الغربيّة الفاسدة الفاجرة فأخذت تتسلّل بها حتّى صارت شيئا في نسيج حضارتنا الإسلاميّة التي لا تقبل مشاركة من فكر إنسانيّ فيما يتعلّق بالنظرة إلى هذا الكون وإلى واقع الحياة ،وإلى الإيمان واليقين ، لا تقبل في ذلك شيئا من مشاركة قطّ مهما صغر ، وما فسدت الحياة علينا إلّا لأنّنا نريد أن نعيش وقد اهترأت أنسجة حضارتنا بذلك الذي أتى فرُقّعت به مـمّا تهتّكت
منه تلك النُّسج التي هي من نسيج حضارتنا، فأُتِيَ بذلك الوافد فصار هنالك
غير متلائم معنا .
قلقنا وضنانا وألمنا وهمّنا وكربنا وعدم تلاؤمنا مع واقع الحياة ومع أنفسنا
ومع إخواننا ومع الحياة بمفرداتها من حولنا يكمن في هذا السّرّ.
نحن لنا حضارة كاملة شاملة لا أقول بتصوّر كامل شامل وإنّما هي حضارة
كاملة شاملة لها في كلّ أمر من أمور الحياة مقال بأمر أو نهي أو زجر أو ترغيب .
لنا حضارة كاملة ، ربّانيّة المصدر ، إلـهيّة نبويّة أتى بها محمّد
– صلّى الله عليه وسلّم – فهي معصومة من الخلل والزّلل ،
لا تقبل الزّيادة ، ولا يعتوِرها نقصان
مـن أخـذ بـها فتحرّك بـها في الحياة صار أسعد خلق الله في الحياة
.. ولكن..
هي مركّبة الآن منذ الغزو الثّقافيّ الهاجم الذي استسلم له أسلافنا في الزّمان القريب
عندما أتى المستعمرون فأفسدوا في العقليّة الإسلاميّة ما أفسدوا وفي الفكر الإسلاميّ
– هكذا تجوّزا (2)– ما أفسدوا ، واختلط الحابل بالنّابل، واضطربت الأمور بأَزِمَّتها في أيدي من يريد الإصلاح فصار الواقع المرّ الذي نحيى فيه مؤلما حقّا
تريد أن تحيى بِمُثُلِك في مجتمع غزته تلك المظاهر التي أتت مبنيّة بثقافتها من واقع دين
آخر لا يتلاءم مع دينك بل هو محارب له ، مضاد له ، فكيف يلتئمان ؟ !!
وكيف يتوافقان ؟ !! وكيف تحيى غير مشطور القلب؟ !!غير منفصل بعقلك وروحك عن واقع حياتك لجسدك وبدنك ؟ !!
كيف تحيى غير مضطرب غير متذبذب بين هاتين الغايتين المتنافرتين ؟ !!
كيف تحيى في الحياة سعيدا وأحوال الشّقاء بأسبابه قد أحاطت بك في كلّ ما ترى وتسمع ؟ !!
لأنّ كلّ منتَج يُنتَج بمنتجات الثّقافة إنّما يصدر عن دين الآتي به واعتقاده ،سواء كان الدّين صحيحا أم كان فاسدا ، وفي النّهاية يأتيك ما يأتيك وأنت على دين وأنت على يقين ودينك دين كامل ، لأنّ وصف الإسلام يشمل المسلم في كلّ حين وحال وهو يأكل وهو يشرب وهو يقضي حاجته وهو يقضي حاجة أهله، وهو نائم وهو متيقّظ ، فضلا عن أن يكون متلبّسا بذلك، وهو مصلّ ، وهو مُزَكٍّ ، وهو صائم وهو حاجّ إلى غير ذلك من الأمور الظّاهرة ، وصف الإسلام يشملك بل وأنت ميّت كما قال النّبـيّ – صلّى الله عليه وسلّم –: (( إنّ المسلم لا ينجس حيّا ولا ميّتا)) فبعد أن مات هو مسلم أيضا ، وصفه هو وصفه ، فهذا الذي يشملك على هذا النّحو لا يخلّيك في لحظة من لحظاتك في حاجة إلى أحد ولا إلى شيء، يعطيك تصوّرا ، يعطيك فكرا ، يعطيك للحياة نظاما
ثمّ مع هذا الكمال لـمّا غفل عنه قومنا من أسلافنا الأدنَيِيـن دون السّابقين الأوّلين
ولـمّا تقاعسوا وهجم علينا من هجم على ثقافتنا ، على ديننا ، على ثراثنا فاستلبوه منّا وأخذوه فطوّروه وبنووا عليه
وانقطعنا ثمّ عادوا إلينا يروّجون ما يروّجون ، والتّناقض قائم ، والتّباين واقع ،
وأنت تجد التّمزّق فيما تريد أن تكون عليه وما أنت عليه كائن
تجد التّمزّق والتّنافر في روحك وجسدك وقلبك وعقلك وضميرك
بين قناعاتك التّي يدلّك عليها دينك وبين واقع الحياة من حولك
تحسّ إحساسا يدبّ في القلب دبيبا أنّ هنالك خللا ما قد لا تضع اليد عليه وقد لا تستطيع أن تنفد بأنوار المعرفة إليه فتُبدّد في كهوف الظّلمات ظلماته
وإنّما تجد ذلك بإحساس مبهم وإن كان حقيقيّا مستقرّا في القلب
ما هذا؟
شيء هنالك يجعلك متنافرا، قلقا غير مستقرّ، لا أنت إلى هؤلاء، ولا أنت إلى هؤلاء ، وإنّما يقع المرء منّا كالشّاة العائرة(3) بين الصّفّين ، لا هو على الجادّة التي ينبغي
أن يكون عليها بدينه ويقينه وفكره وما أتى به نبيّه – صلّى الله عليه وسلّم –
ومن انحلّ به القوم انحلالهم
ويخطئ من يخطئ أنّهم لم يأتوا بما أتوا به محاربة للدّين وانتصارا لدينهم
يخطئ من يخطئ من يسطّح القضيّة ولا ينفد إلى أعماقها
هموم وهموم وقومي يا للأسف لا يعلمون، بل لا يريدون أن يعلموا شيئا
وإنّما هي الحياة لا أقول بحلوها ومرّها ،وإنّما هي الحياة بمرّها ومرّها ، فما فيها من شيء حلو
أفكار خائبة وأوهام فائلة (4) وحركة حياة مضطربة لا يستطيع الإنسان أن يضع
قدمه فيها على الصّراط المستقيم
وأمّا القوم فقد عرفوا غايتهم وتملّكوا زمام وسيلتهم وهم إلى الغاية ماضون جادّون وأمّا نحن فكالأنعام كالشّياة التي التي تُسَمَّنُ من أجل أن تقدّم إلى الذّبح
من خطبة للشّيخ محمّد سعيد رسلان
ملاحظة :
هذه بعض المقتطفات من الخطبة فقط
كتب هذا النص الأخت (بنت عبد القادر الحمراوى )
غفر الله لها ولوالديها