بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين امابعد ..
الكثير من الإخوة يعتقد أن السؤال الذي يجب أن يوجه لكل من يخالفنا الرأي أو العقيدة أو الفكر هو :
لماذا لا نكون يدا واحدة ؟؟
وفي إعتقادي أن هذا السؤال ليس في محله ..
لأن حال الإجابة عليه بالإيجاب يكون هذا نوعٌ من التمييع للقضية المختلف حولها ..
وعند السلب نكون قد عدنا إلى نفس النقطة ..
فلماذا إذا عدنا إلى نفس النقطة ؟؟
لأن إجابة المخالف المنطقية والمعقولة ستكون : لن نتوحد أو نتفق طالما نحن في خلاف .
وهذه الإجابة الوحيدة لهكذا سؤال .
إذاً كان من الأحرى أن نسأل :
لماذا نختلف ؟؟
وهذا ماأريد أن أصل إليه ..
فلطالما كتبت في مناسبات كثيرة حول نقاط مهمة تكاد تكون من أساسيات الإختلاف والفرقة بين هذه الأمة ..
فمن هذه النقاط مثلا :
المصادر والأصول .. أيضا العلماء ومن هم المعتبرون في تفنيد هذه الأصول .. التقليد المشروع والتعصب المذموم .. كذلك التلبيس وتحقير العقول .. مصادرة العقول لكل من لمع نجمه وبُح صوته ..
إلى أمور أخرى كثيرة وأكثر منها ماكان بين السطور ..
ربما كان بعضها مفرودا كموضوع :
(تحديد المفهوم الصحيح لمن يُطلق عليه لفظ عالم ) .
أو ( إلى مريدي أهل الدخن ) .
أو ( خطيب الجمعة وحركة حماس ) .
أوغيرها من المواضيع التي ركزت فيها على نقطة بعينها ..
وهناك مواضيع لمحت فيها إلى هكذا مسألة كما هو الحال في موضوع ( خواطر في العقيدة ) .
لست هنا بصدد ذكر مشاركاتي أوما طرحته في هذا الباب ..
لأنني لست سوى واحد من ملايين الناس الذين يتألمون لهذه الفرقة بين خير الأمم ..
إنما ذكرت هذا حتى يعلم الجميع أن من أسباب الفرقة الحاصلة بين أطراف تسمى إسلامية أو حركية أو جهادية أو سلفية أو غيرها ..
إنما هو الإبتعاد عن أصل القضية ..
ومربط الفرس كما يقال ..
ألا وهو ( الجوهر ) لاغير ..
وإنما ماكتبته سابقا كان نتاجاً لهكذا تفريط بل وإفراط في بعض الأحيان ..
فالله المستعان ..
أعتقد وهذه عقيدتي أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يتركنا إلا على البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك ..
ليس هذا فحسب بل أنه عليه الصلاة والسلام دلنا ووجهنا وأرشدنا في أكثر ما موضع إلى هذا الجوهر وهذا المفرق وهذا الميزان الذي يبين لنا كُنه هذه الأمة من غيرها ..
وعبق هذه الفرقة من نتن الأخرى ..
يقول الله تعالى ( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) .
ويقول عز شأنه ( قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هدايّ فلا يضل ولايشقى ) .
ويقول تبارك وتعالى ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) .
ويقول ( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لايهدي القوم الظالمين ) .
وجاء في صحيح مسلم رحمه الله تعالى من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله ) ..
وعنه ايضا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا خطب ( أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ) .
وأخرج المنذري رحمه الله في ترغيبه عن أبي شريح الخزاعي قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( أبشروا وأبشروا، أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟!) .
قالوا: نعم .
قال ( فإن هذا القرآن سببٌ طرفُه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسّكوا به فإنّكم لن تضلّوا ولن تهلكوا بعده أبدًا ) .
وهو في صحيح الترغيب لإمامنا الألباني رحمه الله .
لاحظوا بارك الله فيكم إلى قوله ( فتمسكوا به )..
ولم يدعهم يستبشرون فقط بكلمة التوحيد ..
وهذا رد على المرجئة ثم على أهل الإدعاء علينا بهذه الفرية ..
جاء في الإبانة لابن بطة رحمه الله أثر ابن مسعود رضي الله عنه ( إنكم أصبحتم على الفطرة وإنكم ستحدثون ويحدث لكم فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالهدي الأول ) .
وعند الدارمي في سننه وابن وضاح في كتاب البدع قوله أيضا رضي الله عنه ( كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير إذا ترك منها شيء قيل: تركت السنة ) .
قيل: متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟
قال ( ذلك إذا ذهب علماؤكم وكثرت جهالكم وكثرت قراؤكم وقلّت فقهاؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة وتفقّه لغير الدين ) .
إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث والآثار المتواترة في التنبيه والإلزام بمسألة الجوهر ..
فأرجو أن يقف كل واحد منا عند هذه الأدلة البينات وآثار خير العصور قاطبة..
وهناك أثر لأبي العالية في الإبانة لايبعد أبدا عن فهم الآيات والسنة بل وهو ملخص الموضوع يقول رحمه الله ( وعليكم بسنة نبيكم والذي كان عليه أصحابه وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء ) .
إذا هذه هي الإجابة لسؤال كبير سبق ذكره ..
أقول :
لست هنا لأعيد وأكرر ما أكتبه دائما ..
لكنني أحببت أن أبين أن خلافنا مع الآخر سواء أهل الكفر والإشراك والزندقة أو مع من حمل لفظ الإسلام فقط أو مع من تعصب لهواه أو مع من يفتخر بأنه من أهل السنة وهو أبعد مايكون عنها أو حتى مع من يتساهل مع هكذا أناس ..
فالخلاف يبدأ من الجوهر ..
إن كان أحد منا قد رابه تصدع جدار مسكنه ..
أتراه يهدأ له بال ؟؟
هبّ أن هذا الخلل تم تلافيه ..
هل يهدأ له بال في مسألة الأساس وقواعد مبناه ؟؟
أنا لاأقول لكم هيا لنغتسل وننطق كلمة التوحيد مرة أخرى وكأننا كنا كفارا ..
ولا أقول لصاحب المبنى أن يهدم مبناه من أعلا إلى أسفله ليعيد بناءه ..
لكن أقول دعونا نراجع حساباتنا وأنفسنا مرة أخرى ..
ليس شرطا أن يخرج أحدنا بنفس الرأي الذي يحمله ضياء ..
لا والله ..
لأن هذا هوى ..
وضياء وزيد وعمرو كلهم متهمون طالما كان الإعجاب له نصيب في القلب ..
إذاً يكلنا الله إلى أنفسنا والعياذ بالله ..
الذي أطلبه أن يراجع المسلم نفسه مرارا وتكرارا ..
يجب أن نتفقد أيها الإخوة مسألة هذا الجوهر ..
مسألة الأساس الذي بنينا عليه إعتقادنا ..
وبذلنا بسببه الغالي والرخيص ..
يجب أن نراجع أنفسنا كثيرا ..
ولعل سائل يسأل عن ضابط هذه المراجعة ..
وحق له ذلك ..
فأقول :
الضابط هنا هو من تتفقده أنت ..
أي أنك تراجع أصولك على ضوء هذه الأصول لاعلى أصول ومقاييس أخرى دخيله ..
يجب أن أراجع تطبيقي لهذه الأساسات ..
هل بالفعل قمت بتطبيقها ..
هل بالفعل حافظت عليها من أن تصيبها سهام الهوى ولهيب المعاصي ..
هل حملتها فوق ماتحتمل ..
هل فرطت بها وميعت ..
هل .. وهل .
لن أزيد شيئا ..
أعتقد بأنني بذلت النصيحة أكثر ما مرة لكم ولغيركم ..
والتوفيق ياإخواني عزيز بارك الله فيكم ..
نسأل الله الثبات ..
والله المستعان ..
الحمدلله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين امابعد ..
الكثير من الإخوة يعتقد أن السؤال الذي يجب أن يوجه لكل من يخالفنا الرأي أو العقيدة أو الفكر هو :
لماذا لا نكون يدا واحدة ؟؟
وفي إعتقادي أن هذا السؤال ليس في محله ..
لأن حال الإجابة عليه بالإيجاب يكون هذا نوعٌ من التمييع للقضية المختلف حولها ..
وعند السلب نكون قد عدنا إلى نفس النقطة ..
فلماذا إذا عدنا إلى نفس النقطة ؟؟
لأن إجابة المخالف المنطقية والمعقولة ستكون : لن نتوحد أو نتفق طالما نحن في خلاف .
وهذه الإجابة الوحيدة لهكذا سؤال .
إذاً كان من الأحرى أن نسأل :
لماذا نختلف ؟؟
وهذا ماأريد أن أصل إليه ..
فلطالما كتبت في مناسبات كثيرة حول نقاط مهمة تكاد تكون من أساسيات الإختلاف والفرقة بين هذه الأمة ..
فمن هذه النقاط مثلا :
المصادر والأصول .. أيضا العلماء ومن هم المعتبرون في تفنيد هذه الأصول .. التقليد المشروع والتعصب المذموم .. كذلك التلبيس وتحقير العقول .. مصادرة العقول لكل من لمع نجمه وبُح صوته ..
إلى أمور أخرى كثيرة وأكثر منها ماكان بين السطور ..
ربما كان بعضها مفرودا كموضوع :
(تحديد المفهوم الصحيح لمن يُطلق عليه لفظ عالم ) .
أو ( إلى مريدي أهل الدخن ) .
أو ( خطيب الجمعة وحركة حماس ) .
أوغيرها من المواضيع التي ركزت فيها على نقطة بعينها ..
وهناك مواضيع لمحت فيها إلى هكذا مسألة كما هو الحال في موضوع ( خواطر في العقيدة ) .
لست هنا بصدد ذكر مشاركاتي أوما طرحته في هذا الباب ..
لأنني لست سوى واحد من ملايين الناس الذين يتألمون لهذه الفرقة بين خير الأمم ..
إنما ذكرت هذا حتى يعلم الجميع أن من أسباب الفرقة الحاصلة بين أطراف تسمى إسلامية أو حركية أو جهادية أو سلفية أو غيرها ..
إنما هو الإبتعاد عن أصل القضية ..
ومربط الفرس كما يقال ..
ألا وهو ( الجوهر ) لاغير ..
وإنما ماكتبته سابقا كان نتاجاً لهكذا تفريط بل وإفراط في بعض الأحيان ..
فالله المستعان ..
أعتقد وهذه عقيدتي أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يتركنا إلا على البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك ..
ليس هذا فحسب بل أنه عليه الصلاة والسلام دلنا ووجهنا وأرشدنا في أكثر ما موضع إلى هذا الجوهر وهذا المفرق وهذا الميزان الذي يبين لنا كُنه هذه الأمة من غيرها ..
وعبق هذه الفرقة من نتن الأخرى ..
يقول الله تعالى ( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) .
ويقول عز شأنه ( قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هدايّ فلا يضل ولايشقى ) .
ويقول تبارك وتعالى ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) .
ويقول ( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لايهدي القوم الظالمين ) .
وجاء في صحيح مسلم رحمه الله تعالى من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله ) ..
وعنه ايضا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا خطب ( أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ) .
وأخرج المنذري رحمه الله في ترغيبه عن أبي شريح الخزاعي قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( أبشروا وأبشروا، أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟!) .
قالوا: نعم .
قال ( فإن هذا القرآن سببٌ طرفُه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسّكوا به فإنّكم لن تضلّوا ولن تهلكوا بعده أبدًا ) .
وهو في صحيح الترغيب لإمامنا الألباني رحمه الله .
لاحظوا بارك الله فيكم إلى قوله ( فتمسكوا به )..
ولم يدعهم يستبشرون فقط بكلمة التوحيد ..
وهذا رد على المرجئة ثم على أهل الإدعاء علينا بهذه الفرية ..
جاء في الإبانة لابن بطة رحمه الله أثر ابن مسعود رضي الله عنه ( إنكم أصبحتم على الفطرة وإنكم ستحدثون ويحدث لكم فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالهدي الأول ) .
وعند الدارمي في سننه وابن وضاح في كتاب البدع قوله أيضا رضي الله عنه ( كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير إذا ترك منها شيء قيل: تركت السنة ) .
قيل: متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟
قال ( ذلك إذا ذهب علماؤكم وكثرت جهالكم وكثرت قراؤكم وقلّت فقهاؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة وتفقّه لغير الدين ) .
إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث والآثار المتواترة في التنبيه والإلزام بمسألة الجوهر ..
فأرجو أن يقف كل واحد منا عند هذه الأدلة البينات وآثار خير العصور قاطبة..
وهناك أثر لأبي العالية في الإبانة لايبعد أبدا عن فهم الآيات والسنة بل وهو ملخص الموضوع يقول رحمه الله ( وعليكم بسنة نبيكم والذي كان عليه أصحابه وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء ) .
إذا هذه هي الإجابة لسؤال كبير سبق ذكره ..
أقول :
لست هنا لأعيد وأكرر ما أكتبه دائما ..
لكنني أحببت أن أبين أن خلافنا مع الآخر سواء أهل الكفر والإشراك والزندقة أو مع من حمل لفظ الإسلام فقط أو مع من تعصب لهواه أو مع من يفتخر بأنه من أهل السنة وهو أبعد مايكون عنها أو حتى مع من يتساهل مع هكذا أناس ..
فالخلاف يبدأ من الجوهر ..
إن كان أحد منا قد رابه تصدع جدار مسكنه ..
أتراه يهدأ له بال ؟؟
هبّ أن هذا الخلل تم تلافيه ..
هل يهدأ له بال في مسألة الأساس وقواعد مبناه ؟؟
أنا لاأقول لكم هيا لنغتسل وننطق كلمة التوحيد مرة أخرى وكأننا كنا كفارا ..
ولا أقول لصاحب المبنى أن يهدم مبناه من أعلا إلى أسفله ليعيد بناءه ..
لكن أقول دعونا نراجع حساباتنا وأنفسنا مرة أخرى ..
ليس شرطا أن يخرج أحدنا بنفس الرأي الذي يحمله ضياء ..
لا والله ..
لأن هذا هوى ..
وضياء وزيد وعمرو كلهم متهمون طالما كان الإعجاب له نصيب في القلب ..
إذاً يكلنا الله إلى أنفسنا والعياذ بالله ..
الذي أطلبه أن يراجع المسلم نفسه مرارا وتكرارا ..
يجب أن نتفقد أيها الإخوة مسألة هذا الجوهر ..
مسألة الأساس الذي بنينا عليه إعتقادنا ..
وبذلنا بسببه الغالي والرخيص ..
يجب أن نراجع أنفسنا كثيرا ..
ولعل سائل يسأل عن ضابط هذه المراجعة ..
وحق له ذلك ..
فأقول :
الضابط هنا هو من تتفقده أنت ..
أي أنك تراجع أصولك على ضوء هذه الأصول لاعلى أصول ومقاييس أخرى دخيله ..
يجب أن أراجع تطبيقي لهذه الأساسات ..
هل بالفعل قمت بتطبيقها ..
هل بالفعل حافظت عليها من أن تصيبها سهام الهوى ولهيب المعاصي ..
هل حملتها فوق ماتحتمل ..
هل فرطت بها وميعت ..
هل .. وهل .
لن أزيد شيئا ..
أعتقد بأنني بذلت النصيحة أكثر ما مرة لكم ولغيركم ..
والتوفيق ياإخواني عزيز بارك الله فيكم ..
نسأل الله الثبات ..
والله المستعان ..
تعليق