بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن قيم الجوزية في كتابه الصلاة وحكم تاركها ص44
((فإن قيل : كيف تحبط الأعمال بغير الردة ؟
قيل : نعم ، قد دل القرآن والسنة والمنقول من الصحابة أن السيئات تحبط الحسنات ، كما أن الحسنات يذهبن السيئات قال تعالى : { يا أيها الذين ءامنوا لا تبطلوا صدقتكم بالمن والأذى } وقال { ياأيها الذين ءامنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لاتشعرون } وقالت عائشة لأم زيد بن أرقم : أخبري زيدا أنه قد أحبط جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يتوب – لما باع بالعينة – وقد نص الأمام أحمد على هذا فقال : ينبغي للعبد في هذا الزمان أن يستدين ويتزوج لئلا ينظر ما لا يحل له فيحبط عمله . وآيات الموازنة في القرآن تدل على هذا ، فكما أن السيئة تذهب بالحسنة أكبر منها ، فالحسنة يحبط أجرها بسيئة أكبر منها ...))
(والحبوط نوعان : عام وخاص
فالعام حبوط الحسنات كلها بالردة ، والسيئات كلها بالتوبة
والخاص حبوط السيئات والحسنات بعضها ببعض ، وهذا حبوط مقيد جزئي ، وقد تقدم دلالة القرآن والسنة والآثار وأقوال الأئمة عليه . ولما كان الكفر والإيمان كل منهما يبطل الآخر ويذهبه ، كانت شعبة واحدة منهما لها تأثير في إذهاب بعض شعب الآخر ، فإن عظمت الشعبة ذهب في مقابلتها شعب كثيرة . وتأمل قول أم المؤمنين في مستحل العينة : إنه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كيف قويت هذه الشعبة التي آذن الله فاعلها بحربه وحرب رسوله على إبطال محاربة الكفار ، فأبطل الحراب المكروه الحراب المحبوب ، كما تبطل محاربة أعدائه التي يحبها محاربته التي يبغضها . والله المستعان )
من كتاب الصلاة وحكم تاركها لأبن قيم الجوزية ص44
طبعة دار بن كثير / دمشق – بيروت
ومكتبة دار التراث / المدينة المنورة
قال ابن قيم الجوزية في كتابه الصلاة وحكم تاركها ص44
((فإن قيل : كيف تحبط الأعمال بغير الردة ؟
قيل : نعم ، قد دل القرآن والسنة والمنقول من الصحابة أن السيئات تحبط الحسنات ، كما أن الحسنات يذهبن السيئات قال تعالى : { يا أيها الذين ءامنوا لا تبطلوا صدقتكم بالمن والأذى } وقال { ياأيها الذين ءامنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لاتشعرون } وقالت عائشة لأم زيد بن أرقم : أخبري زيدا أنه قد أحبط جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يتوب – لما باع بالعينة – وقد نص الأمام أحمد على هذا فقال : ينبغي للعبد في هذا الزمان أن يستدين ويتزوج لئلا ينظر ما لا يحل له فيحبط عمله . وآيات الموازنة في القرآن تدل على هذا ، فكما أن السيئة تذهب بالحسنة أكبر منها ، فالحسنة يحبط أجرها بسيئة أكبر منها ...))
(والحبوط نوعان : عام وخاص
فالعام حبوط الحسنات كلها بالردة ، والسيئات كلها بالتوبة
والخاص حبوط السيئات والحسنات بعضها ببعض ، وهذا حبوط مقيد جزئي ، وقد تقدم دلالة القرآن والسنة والآثار وأقوال الأئمة عليه . ولما كان الكفر والإيمان كل منهما يبطل الآخر ويذهبه ، كانت شعبة واحدة منهما لها تأثير في إذهاب بعض شعب الآخر ، فإن عظمت الشعبة ذهب في مقابلتها شعب كثيرة . وتأمل قول أم المؤمنين في مستحل العينة : إنه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كيف قويت هذه الشعبة التي آذن الله فاعلها بحربه وحرب رسوله على إبطال محاربة الكفار ، فأبطل الحراب المكروه الحراب المحبوب ، كما تبطل محاربة أعدائه التي يحبها محاربته التي يبغضها . والله المستعان )
من كتاب الصلاة وحكم تاركها لأبن قيم الجوزية ص44
طبعة دار بن كثير / دمشق – بيروت
ومكتبة دار التراث / المدينة المنورة