السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحبه ومن والاه
قال وهب بن منبه:
إن من حكمة الله عزوجل أنه خلق الخلق مختلفا خلقه ومقاديره، فمنه خلق يدوم ما دامت الدنيا، لا تنقصه الايام ولا تهرمه وتبليه ويموت،
ومنه خلق لا يطعم ولا يرزق،
ومنه خلق يطعم ويرزق، خلقه الله وخلق معه رزقه،
ثم خلق الله من ذلك خلقا في البر وخلقا في البحر، ثم جعل رزق ما خلق في البحر وفي البر، ولا ينفع رزق دواب البر دواب البحر، ولا رزق دواب البحر داب البر، لو خرج ما في البحر إلا البر هلك، ولو دخل ما في البر إلى البحر هلك، ففي ذلك ممن خلق الله في البر والبحر عبرة لمن أهمته قسمة
الارزاق والمعيشة
فليعتبر ابن آدم فيما قسم الله من الارزاق، فإنه لا يكون فيها شئ إلا كما قسمه سبحانه بين خلقه، لا يستطيع أحد أن يغيرها ولا أن يخلطها، كما لا تستطيع دواب البر أن تعيش بأرزاق دواب البحر، ولا دواب البحر بأرزاق دواب البر،
ولو اضطرت إليه هلكت كلها،
فإذا استقرت كل دابة منها فيما رزقت أصلحها ذلك وأحياها، وكذلك ابن آدم إذا استقر وقنع بما قسم الله له من رزقه أحياه ذلك وأصلحه، فإذا تعاطى رزق غيره نقصه ذلك وضره وفضحه.
البداية والنهاية
لابن كثير
ج(9)
صـ(312)
الصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحبه ومن والاه
قال وهب بن منبه:
إن من حكمة الله عزوجل أنه خلق الخلق مختلفا خلقه ومقاديره، فمنه خلق يدوم ما دامت الدنيا، لا تنقصه الايام ولا تهرمه وتبليه ويموت،
ومنه خلق لا يطعم ولا يرزق،
ومنه خلق يطعم ويرزق، خلقه الله وخلق معه رزقه،
ثم خلق الله من ذلك خلقا في البر وخلقا في البحر، ثم جعل رزق ما خلق في البحر وفي البر، ولا ينفع رزق دواب البر دواب البحر، ولا رزق دواب البحر داب البر، لو خرج ما في البحر إلا البر هلك، ولو دخل ما في البر إلى البحر هلك، ففي ذلك ممن خلق الله في البر والبحر عبرة لمن أهمته قسمة
الارزاق والمعيشة
فليعتبر ابن آدم فيما قسم الله من الارزاق، فإنه لا يكون فيها شئ إلا كما قسمه سبحانه بين خلقه، لا يستطيع أحد أن يغيرها ولا أن يخلطها، كما لا تستطيع دواب البر أن تعيش بأرزاق دواب البحر، ولا دواب البحر بأرزاق دواب البر،
ولو اضطرت إليه هلكت كلها،
فإذا استقرت كل دابة منها فيما رزقت أصلحها ذلك وأحياها، وكذلك ابن آدم إذا استقر وقنع بما قسم الله له من رزقه أحياه ذلك وأصلحه، فإذا تعاطى رزق غيره نقصه ذلك وضره وفضحه.
البداية والنهاية
لابن كثير
ج(9)
صـ(312)