مواقف الناس من الجهاد
من محاضرة : الإرهابأسبابه وعلاجه وموقف المسلم من الفتن
ولا بد هنا أن أشير إلى مواقف الناس من الجهاد لتتضح الصورة لطالب الحق : _
أ- موقف أهل السنة والجماعة : وهو أن الجهاد مشروع وباق إلى قيام الساعة خلف كل بر وفاجر من أئمة المسلمين ولا بد أن يكون المسلم مستعدا للجهاد إلى أن يلقى الله عز وجل ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من مات ولم يغزو أو يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق) ولكن لا بد للجهاد من شروط ومقومات تتلخص في أن يكون خالصا لوجه الله تعالى وأن تكون للمسلمين شوكة وقوة ومنعة ، وأن يكون تحت راية مسلمة موحدة وأن يدعو إليه إمام المسلمين ، وأن تسبقه دعوة إلى الإسلام فيمتنع المدعون من الإجابة أو يمنع من نشر الإسلام ، وأن يغلب على الظن أنه لا يترتب على ذلك ضرر يلحق الإسلام والمسلمين ، فإذا توافرت هذه الشروط والمقومات فحي على الجهاد وإلا فلا .
ب- موقف المفرطين الذين يخذلون عن الجهاد حتى لو وجدت شروطه ومقوماته بدعوى أنه لم يبق إلا الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس ويرددون في ذلك حديثا موضوعا رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ، وهذا منهج بعض المتصوفة الذين يتجولون باسم الدعوة في البلدان ويعتمدون على القصص والمنامات والرؤى والأحاديث الموضوعة والضعيفة .
ج- طائفة تسمى الجهاد بغير اسمه وهم خوارج هذا العصر الذي خرج أسلافهم على المسلمين منذ قتلهم لعثمان وعلي رضي الله عنهما إلى أن يخرج آخرهم مع الدجال كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ويدعون أهل الأصنام ويقتلون أهل الإسلام يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم سماهم النبي صلى الله عليه وسلم كلاب أهل النار ، شر قتلى قتلاهم يذبحون المسلمين في بلاد الإسلام ويعتقدون أنها دار حرب وقد قدموا لأعداء الإسلام خدمة لم يتمكنوا من الحصول عليها بوسائلهم وأعطوا الكفار ذريعة للنيل من الإسلام والمسلمين واحتلال بعض بلدان المسلمين والله أعلم بمن يقف ورائهم من المنظمات الصهيونية والماسونية بطريق مباشر أو غير مباشر .
فيجب على المسلمين كل بحسب قدرته أن يكشف زيفهم وأن يبين ضلالهم حتى لا ينتشر فسادهم ويستفحل أمرهم ويحرم التستر على أحد منهم لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان وقد قال الله تبارك وتعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) فمن آواهم أو تستر عليهم أو دافع عنهم أو برر أعمالهم فإنه مشارك لهم في قتل النفوس البريئة المعصومة من المسلمين أو المستأمنين والمعاهدين والذميين وينطبق عليه الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ( لعن الله من آوى محدثاً) .
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يحفظ على المسلمين عامة وهذه البلاد خاصة دينها وأمنها واستقرارها وأن يهدي ضال المسلمين ويردهم إلى دينهم ردا جميلا ويجمع كلمتهم على الحق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
د . صالح بن سعد السحيمي الحربي
المدرس بالمسجد النبوي الشريف
قام بتفريغها : أبو الحسن القرشي
من موقع الشيخ صالح السحيمى حفظه الله