ما قولكم في مقولة بعض السياسيين, وبعض طلبة العلم في أن ما حدث في غزة يُعد ويعتبر انتصارا؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه أجمعين وبعد
فمفهوم الانتصار يختلف في الإسلام عن مفهومه
عند الثقافات الأخرى من جهات عدة :
الأولى : أن النظر إلى الإنتصار في الإسلام لايقتصر على النظر إلى الدنيا بل الأهم هو تحقيق العبودية لله وطلب الدار الآخرة قال تعالى {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }الأنفال67
ومن ذلك الحديث الذي رواه مسلم وفيه (فقال لِلْمَلِكِ إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حتى تَفْعَلَ ما آمُرُكَ بِهِ قال وما هو قال تَجْمَعُ الناس في صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَتَصْلُبُنِي على جِذْعٍ ثُمَّ خُذْ سَهْمًا من كِنَانَتِي ثُمَّ ضَعْ السَّهْمَ في كَبِدِ الْقَوْسِ ثُمَّ قُلْ بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ ثُمَّ ارْمِنِي فَإِنَّكَ إذا فَعَلْتَ ذلك قَتَلْتَنِي فَجَمَعَ الناس في صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَصَلَبَهُ على جِذْعٍ ثُمَّ أَخَذَ سَهْمًا من كِنَانَتِهِ ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ في كَبْدِ الْقَوْسِ ثُمَّ قال بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ ثُمَّ رَمَاهُ فَوَقَعَ السَّهْمُ في صُدْغِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ في صُدْغِهِ في مَوْضِعِ السَّهْمِ فَمَاتَ فقال الناس آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ فأتى الْمَلِكُ فَقِيلَ له أَرَأَيْتَ ما كُنْتَ تَحْذَرُ قد والله نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ قد آمَنَ الناس فَأَمَرَ بِالْأُخْدُودِ في أَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدَّتْ وَأَضْرَمَ النِّيرَانَ وقال من لم يَرْجِعْ عن دِينِهِ فَأَحْمُوهُ فيها أو قِيلَ له اقْتَحِمْ فَفَعَلُوا حتى جَاءَتْ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لها فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فيها فقال لها الْغُلَامُ يا أُمَّهْ اصْبِرِي فَإِنَّكِ على الْحَقِّ )
فالإنتصار هنا للتوحيد وحقوق الرحمن وهو المقصد الأعظم ,ويدل على أن المستضعف لايكلف بالجهاد وإنما بالصبر على عقيدته , وإذا أراد الله نصره في الدنيا فالسبب هو التمسك بالعقيدة والصبر عليها ولو بغير القتال قال تعالى {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ }الأعراف 137 وقال تعالى فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ) الشعراء
ثانيا : أن القران لايعيد أسباب الهزيمة إلى العدو بل إلى المسلمين أنفسهم وذلك أن قوة الله لاتقهر ولاتغلب فإذا تخلفت دل على أن المسلمين لم يقوموا بحقوقها قال تعالى {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ }آل عمران152
ويبين هذا بوضوح وجلاء وصايا الخلفاء الراشدين الى أمراء الجند في قتال الكفار ومنهم عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فقد كتب الى أمير جنده يقول( هذا ما عهد به عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى منصور بن غالب حين بعثه على قتال أهل الحرب وحربه من استعرض من أهل الصلح أمره في ذلك بتقوى الله على كل حال نزل به من أمر الله فإن تقوى الله أفضل العدة وأبلغ المكيدة وأقوى القوة وأمره أن لا يكون من شيء من عدوه أشد احتراسا منه لنفسه ومن معه من معاصي الله فإن الذنوب أخوف عندي على الناس من مكيدة عدوهم وإنما نعادي عدونا وننصر عليهم بمعصيتهم ولولا ذلك لم تكن لنا قوة بهم لأن عددنا ليس كعددهم ولا عدتنا كعدتهم فلو استوينا نحن وهم في المعصية كانوا أفضل منا في القوة و العدد فإن لا ننصر عليهم بحقنا لا نغلبهم بقوتنا ولا تكونوا لعداوة أحد من الناس أحذر منكم لذنوبكم ولا تكونوا بالقدرة لكم أشد تعاهدا منكم لذنوبكم وأعلموا أن معكم من الله حفظة عليكم يعلمون ما تفعلون في مسيركم ومنزلكم فاستحيوا منهم وأحسنوا صحابتهم ولا تؤذوهم بمعاصي الله وأنتم زعمتم في سبيل الله ولا تقولوا إن عدونا شر منا فلن يسلطوا علينا وإن أذنبنا فرب قوم قد سلط عليهم شر منهم بذنوبهم فاسألوا الله العون على أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم أسأل الله ذلك لنا ولكم ) سيرة عمر بن عبدالعزيز ج1/ص76 ,
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ومن اتبع ما بعث الله به رسوله كان مهديا منصورا بنصرة الله في الدنيا والآخرة كما قال إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد وقال ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون وإذا اصابت العبد مصيبة كانت بذنبه لا بإتباعه للرسول بل بإتباعه للرسول صلى الله عليه وسلم يرحم وينصر وبذنوبه يعذب ويخذل قال وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير
ولهذا لما انهزم المسلمون يوم احد وكانوا مع النبى واستظهر عليهم العدو بين الله لهم أن ذلك بذنوبهم قال إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم وقال أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم وبين سبحانه حكمة ابتلائهم فقال قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين وقال ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) مجموع الفتاوى ج35/ص375
وقال أيضا (وإذا كان في المسلمين ضعفا وكان عدوهم مستظهرا عليهم كان ذلك بسبب ذنوبهم وخطاياهم إما لتفريطهم في اداء الواجبات باطنا وظاهرا وإما لعدوانهم بتعدى الحدود باطنا وظاهرا قال الله إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا وقال أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم وقال ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ) مجموع الفتاوى ج11/ص645
ثالثا : أن شريعة الإسلام تعظم أمر الدماء ولاتستهين بها قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً }النساء29 وقال تعالى {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً }الأحزاب25 وقال تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً }النساء77
فلايجوز لأي أمير أوخليفة أن يجعل دماء المسلمين هدفا لتحقيق أي مكاسب سياسية أوحزبية خارجة عن مفهوم الجهاد الشرعي كما يصنع القادة العسكريون من غير المسلمين مع شعوبهم , فقد كتب الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى أبي عبيدة حين ولاه أميرا على جيوش المسلمين كما روى ابن كثير:
عن صالح بن كيسان انه قال اول كتاب كتبه عمر الى ابي عبيدة حين ولاه وعزل خالدا ان قال وأوصيك بتقوى الله الذي يبقى ويفنى ما سواه الذي هدانا من الضلالة واخرجنا من الظلمات الى النور وقد استعملتك على جند خالد بن الوليد فقم بامرهم الذي يحق عليك لا تقدم المسلمين هلكة رجاء غنيمة ولا تنزلهم منزلا قبل ان تستريده لهم وتعلم كيف ماتاه ولا تبعث سرية إلا في كنف من الناس وإياك والقاء المسلمين في الهلكة وقد ابلاك الله بي وابلاني بك فغض بصرك عن الدنيا واله قلبك عنها واياك ان تهلكك كما أهلكت من كان قبلك فقد رايت مصارعهم ) البداية والنهاية ج7/ص19
رابعا : أن القول أن المسلمين انتصروا ببقاء تلك الحركة أوغيرها هذا غلط بين فإن الله قد تكفل بحفظ دينه ولم يكله الى الخلق والطائفة المنصورة هي التي تقوم بما أوجب الله عليها علما وعملا وهذه هي الغاية وأما التمكين والنصر فهو وسيلة لاغاية وهو يحصل إذا توفرت شروطه غير أن التمكين ليس للذوات وإنما هو للدين قال تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55
وعلى كل حال فإن سنة الله الكونية القدرية هي التداول على مر العصور قال تعالى {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }آل عمران140
ولايجوز أن يختصر الإسلام بهذه الحركة أو تلك فإن هذا من أعظم أسباب
بقاء المسلمين على جهلهم ومخالفتهم لأمر الله ولايزالون محبطين فلا أقاموا دينا ولا أبقوا دنيا بل أصابهم ما أصاب بني اسرائيل من الضياع والتيه قال تعالى {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }المائدة26
إلا أن النبي عليه السلام بشر ببقاء طائفة من الأمة لاتزال محافظة على ماكان عليه هو وأصحابه وهذا هو الإنتصار الحقيقي قال عليه السلام (من يُرِدْ الله بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ وَاللَّهُ الْمُعْطِي وأنا الْقَاسِمُ ولا تَزَالُ هذه الْأُمَّةُ ظَاهِرِينَ على من خَالَفَهُمْ حتى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ ) أخرجه البخاري ومسلم من حديث معاوية رضي الله عنه , وفيه إشارة الى أن بقاء الدين وظهوره مقترن بوجود العلماء الربانيين الراسخين , قال البخاري في تفسير الحديث السابق هم أهل العلم وكذا قال الإمام احمد عليهما رحمة الله قال تعالى {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ }الأعراف181 , كما أن من أعظم أسباب ضعف المسلمين وافتراقهم هو ماجاء في حديث ابن عمرو (سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ من الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حتى إذا لم يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ الناس رؤوسا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ) أخرجاه ومصداقه قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }التوبة34 أصلح الله أحوال المسلمين وردنا وإياهم اليه ردا جميلا نعم المولى ونعم النصير والحمد لله رب العالمين
الرابط
الشيخ عبدالله العبيلان حفظه الله يجيب على الفتاوى على هذا الرابط
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه أجمعين وبعد
فمفهوم الانتصار يختلف في الإسلام عن مفهومه
عند الثقافات الأخرى من جهات عدة :
الأولى : أن النظر إلى الإنتصار في الإسلام لايقتصر على النظر إلى الدنيا بل الأهم هو تحقيق العبودية لله وطلب الدار الآخرة قال تعالى {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }الأنفال67
ومن ذلك الحديث الذي رواه مسلم وفيه (فقال لِلْمَلِكِ إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حتى تَفْعَلَ ما آمُرُكَ بِهِ قال وما هو قال تَجْمَعُ الناس في صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَتَصْلُبُنِي على جِذْعٍ ثُمَّ خُذْ سَهْمًا من كِنَانَتِي ثُمَّ ضَعْ السَّهْمَ في كَبِدِ الْقَوْسِ ثُمَّ قُلْ بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ ثُمَّ ارْمِنِي فَإِنَّكَ إذا فَعَلْتَ ذلك قَتَلْتَنِي فَجَمَعَ الناس في صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَصَلَبَهُ على جِذْعٍ ثُمَّ أَخَذَ سَهْمًا من كِنَانَتِهِ ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ في كَبْدِ الْقَوْسِ ثُمَّ قال بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ ثُمَّ رَمَاهُ فَوَقَعَ السَّهْمُ في صُدْغِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ في صُدْغِهِ في مَوْضِعِ السَّهْمِ فَمَاتَ فقال الناس آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ فأتى الْمَلِكُ فَقِيلَ له أَرَأَيْتَ ما كُنْتَ تَحْذَرُ قد والله نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ قد آمَنَ الناس فَأَمَرَ بِالْأُخْدُودِ في أَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدَّتْ وَأَضْرَمَ النِّيرَانَ وقال من لم يَرْجِعْ عن دِينِهِ فَأَحْمُوهُ فيها أو قِيلَ له اقْتَحِمْ فَفَعَلُوا حتى جَاءَتْ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لها فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فيها فقال لها الْغُلَامُ يا أُمَّهْ اصْبِرِي فَإِنَّكِ على الْحَقِّ )
فالإنتصار هنا للتوحيد وحقوق الرحمن وهو المقصد الأعظم ,ويدل على أن المستضعف لايكلف بالجهاد وإنما بالصبر على عقيدته , وإذا أراد الله نصره في الدنيا فالسبب هو التمسك بالعقيدة والصبر عليها ولو بغير القتال قال تعالى {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ }الأعراف 137 وقال تعالى فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ) الشعراء
ثانيا : أن القران لايعيد أسباب الهزيمة إلى العدو بل إلى المسلمين أنفسهم وذلك أن قوة الله لاتقهر ولاتغلب فإذا تخلفت دل على أن المسلمين لم يقوموا بحقوقها قال تعالى {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ }آل عمران152
ويبين هذا بوضوح وجلاء وصايا الخلفاء الراشدين الى أمراء الجند في قتال الكفار ومنهم عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فقد كتب الى أمير جنده يقول( هذا ما عهد به عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى منصور بن غالب حين بعثه على قتال أهل الحرب وحربه من استعرض من أهل الصلح أمره في ذلك بتقوى الله على كل حال نزل به من أمر الله فإن تقوى الله أفضل العدة وأبلغ المكيدة وأقوى القوة وأمره أن لا يكون من شيء من عدوه أشد احتراسا منه لنفسه ومن معه من معاصي الله فإن الذنوب أخوف عندي على الناس من مكيدة عدوهم وإنما نعادي عدونا وننصر عليهم بمعصيتهم ولولا ذلك لم تكن لنا قوة بهم لأن عددنا ليس كعددهم ولا عدتنا كعدتهم فلو استوينا نحن وهم في المعصية كانوا أفضل منا في القوة و العدد فإن لا ننصر عليهم بحقنا لا نغلبهم بقوتنا ولا تكونوا لعداوة أحد من الناس أحذر منكم لذنوبكم ولا تكونوا بالقدرة لكم أشد تعاهدا منكم لذنوبكم وأعلموا أن معكم من الله حفظة عليكم يعلمون ما تفعلون في مسيركم ومنزلكم فاستحيوا منهم وأحسنوا صحابتهم ولا تؤذوهم بمعاصي الله وأنتم زعمتم في سبيل الله ولا تقولوا إن عدونا شر منا فلن يسلطوا علينا وإن أذنبنا فرب قوم قد سلط عليهم شر منهم بذنوبهم فاسألوا الله العون على أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم أسأل الله ذلك لنا ولكم ) سيرة عمر بن عبدالعزيز ج1/ص76 ,
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ومن اتبع ما بعث الله به رسوله كان مهديا منصورا بنصرة الله في الدنيا والآخرة كما قال إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد وقال ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون وإذا اصابت العبد مصيبة كانت بذنبه لا بإتباعه للرسول بل بإتباعه للرسول صلى الله عليه وسلم يرحم وينصر وبذنوبه يعذب ويخذل قال وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير
ولهذا لما انهزم المسلمون يوم احد وكانوا مع النبى واستظهر عليهم العدو بين الله لهم أن ذلك بذنوبهم قال إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم وقال أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم وبين سبحانه حكمة ابتلائهم فقال قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين وقال ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) مجموع الفتاوى ج35/ص375
وقال أيضا (وإذا كان في المسلمين ضعفا وكان عدوهم مستظهرا عليهم كان ذلك بسبب ذنوبهم وخطاياهم إما لتفريطهم في اداء الواجبات باطنا وظاهرا وإما لعدوانهم بتعدى الحدود باطنا وظاهرا قال الله إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا وقال أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم وقال ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ) مجموع الفتاوى ج11/ص645
ثالثا : أن شريعة الإسلام تعظم أمر الدماء ولاتستهين بها قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً }النساء29 وقال تعالى {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً }الأحزاب25 وقال تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً }النساء77
فلايجوز لأي أمير أوخليفة أن يجعل دماء المسلمين هدفا لتحقيق أي مكاسب سياسية أوحزبية خارجة عن مفهوم الجهاد الشرعي كما يصنع القادة العسكريون من غير المسلمين مع شعوبهم , فقد كتب الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى أبي عبيدة حين ولاه أميرا على جيوش المسلمين كما روى ابن كثير:
عن صالح بن كيسان انه قال اول كتاب كتبه عمر الى ابي عبيدة حين ولاه وعزل خالدا ان قال وأوصيك بتقوى الله الذي يبقى ويفنى ما سواه الذي هدانا من الضلالة واخرجنا من الظلمات الى النور وقد استعملتك على جند خالد بن الوليد فقم بامرهم الذي يحق عليك لا تقدم المسلمين هلكة رجاء غنيمة ولا تنزلهم منزلا قبل ان تستريده لهم وتعلم كيف ماتاه ولا تبعث سرية إلا في كنف من الناس وإياك والقاء المسلمين في الهلكة وقد ابلاك الله بي وابلاني بك فغض بصرك عن الدنيا واله قلبك عنها واياك ان تهلكك كما أهلكت من كان قبلك فقد رايت مصارعهم ) البداية والنهاية ج7/ص19
رابعا : أن القول أن المسلمين انتصروا ببقاء تلك الحركة أوغيرها هذا غلط بين فإن الله قد تكفل بحفظ دينه ولم يكله الى الخلق والطائفة المنصورة هي التي تقوم بما أوجب الله عليها علما وعملا وهذه هي الغاية وأما التمكين والنصر فهو وسيلة لاغاية وهو يحصل إذا توفرت شروطه غير أن التمكين ليس للذوات وإنما هو للدين قال تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55
وعلى كل حال فإن سنة الله الكونية القدرية هي التداول على مر العصور قال تعالى {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }آل عمران140
ولايجوز أن يختصر الإسلام بهذه الحركة أو تلك فإن هذا من أعظم أسباب
بقاء المسلمين على جهلهم ومخالفتهم لأمر الله ولايزالون محبطين فلا أقاموا دينا ولا أبقوا دنيا بل أصابهم ما أصاب بني اسرائيل من الضياع والتيه قال تعالى {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }المائدة26
إلا أن النبي عليه السلام بشر ببقاء طائفة من الأمة لاتزال محافظة على ماكان عليه هو وأصحابه وهذا هو الإنتصار الحقيقي قال عليه السلام (من يُرِدْ الله بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ وَاللَّهُ الْمُعْطِي وأنا الْقَاسِمُ ولا تَزَالُ هذه الْأُمَّةُ ظَاهِرِينَ على من خَالَفَهُمْ حتى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ ) أخرجه البخاري ومسلم من حديث معاوية رضي الله عنه , وفيه إشارة الى أن بقاء الدين وظهوره مقترن بوجود العلماء الربانيين الراسخين , قال البخاري في تفسير الحديث السابق هم أهل العلم وكذا قال الإمام احمد عليهما رحمة الله قال تعالى {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ }الأعراف181 , كما أن من أعظم أسباب ضعف المسلمين وافتراقهم هو ماجاء في حديث ابن عمرو (سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ من الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حتى إذا لم يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ الناس رؤوسا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ) أخرجاه ومصداقه قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }التوبة34 أصلح الله أحوال المسلمين وردنا وإياهم اليه ردا جميلا نعم المولى ونعم النصير والحمد لله رب العالمين
الرابط
الشيخ عبدالله العبيلان حفظه الله يجيب على الفتاوى على هذا الرابط
تعليق