إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

ذكّر بالدعوة السلفية ولا تيأس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ذكّر بالدعوة السلفية ولا تيأس

    ذكِّر بالدعوة السلفية ولا تيأس


    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
    أما بعد...؛

    ويستمر التكرار في التذكير؛ فلمّا ختمت سورة التكوير (7/نزول) بقوله ـ تعالى ـ:

    (1) (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27) (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (2
    فالمعنى: قفوا؛ أين تذهبون؟!! أي طريق أنتم تسلكون؟!! أتدرون من تكذِّبون؟ وعلى من تتقوَّلون؟ أفيقوا !! (إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ) فالقرآن هو الموعظة، وهو التذكرة لمن شاء الاستقامة، فمن أراد النجاة فعليه بهذا القرآن.

    قال الزجاج:
    (2) "الاستقامة واضحة لكم، فمن شاء أخذ في طريق القصد والحق".
    فأين تذهبون؟ اطلبوا الهداية والتوفيق من الله، أكثروا من الدعاء أن يتفضل الله ـ جل جلاله ـ عليكم بالهدى، ادعوه أن يهديكم إلى الصراط المستقيم، وأن يعافيكم من مرض الضلال والجهل، ادعوه أن يشفيكم من مرض الكبر والعناد، استفرغوا وسعكم، اسعوا في طلب الحق بجد واجتهاد، إياكم أن تختاروا الباطل، أو تصرّوا عليه، واستعينوا بالله، وتوكلوا عليه، والجأوا إليه، واستنزلوا التوفيق والعون منه، واعلموا أنكم لن تنالوا الهداية والاستقامة إلا إذا شاء الله لكم لأنه:
    (3) (وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)

    قال الزجاج:
    (4) "ثم أعلمهم أن المشيئة في التوفيق إليه، وأنهم لا يقدرون على ذلك إلا بمشيئة الله وتوفيقه، وأن الإنسان لا يعمل خيراً إلا بتوفيق الله، ولا شرَّاً إلا بخذلان الله له، لأن الخير والشر بقضائه وقدره، يضل من يشاء ويهدي من يشاء"

    وقال ابن جرير الطبري
    (5) "فجعل ذلك ـ تعالى ذكره ـ ذكراً لمن شاء من العالمين أن يستقيم، ولم يجعله ذكراً لجميعهم".

    فمن ضلَّ بعد هذا البيان الواضح، وبعد هذه الحجة الناصعة فإن الله ـ تعالى ـ منزَّه عن ضلالهم، ومنزَّه عن شنيع اعتدائهم وافترائهم، ومنزَّه عن مقالات الجبرية والمعتزلة وأشباههم، فناسب أن يفتتح ـ سبحانه وتعالى ـ سورة الأعلى (8/نزول) التالية لسورة التكوير في النزول بالتسبيح فقال:
    (6) (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى) أي: نزِّه الله عن قبيح مقالهم.

    وردّاً على المفترين، والمتقوِّلين من الجبرية والمعتزلة وأشباههم الذين ينفون أن يكون للعبد فعل، أو كسب، أو اختيار البتة، بل هو مجبور متهور؛ لا اختيار له ولا فعل، واستكمالاً لما ذكر في سورة الأعلى قال ـ تعالى ـ في سورة الليل التالية في النزول:
    (7) (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ( وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10).

    فالتيسير إلى اليسرى من الله، والتيسير إلى العسرى من الله، فعليكم بطاعة الله ورسوله، تذكروا قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (اعملوا فكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلق له).

    نقل ابن هبيرة في "الإفصاح" عن الإمام أحمد بن حنبل قوله في هذا الحديث:
    ( "هذا أشد الحديث أو أشد الأحاديث بعثاً على العمل".

    وقال ابن هبيرة:
    (9) "والغرض أن هذا الحديث ليس يقتضي تقتير العمل بل يقتضي الحذر من الإعجاب، كما أنه لا يقتضي التتابع في المعاصي بل يقتضي أن لا يقنط فاعلها من رحمة الله إن كثرت ذنوبه".
    فالحديث كما قال الحافظ القصّاب ـ رحمه الله ـ:
    (10) "حجة على المعتزلة والقدرية في تيسير اليسرى والعسرى".

    وقال الكرخي ـ رحمه الله ـ:
    (11) "أي: عليكم بشأن العبودية وما خلقتم لأجله وأمرتم به، وكِلوا أمور الربوبية الغيبية إلى صاحبها فلا عليكم بشأنها".[نقله صدِّيق حسن خان في "فتح البيان"]

    وقال ابن هبيرة ـ رحمه الله ـ:
    (12) "فلا يغتر أحد بعمل، ولا يقنط من ذنب".["الإفصاح عن معاني الصحاح"(1/257)]
    وسُبقت سورة الأعلى بسورة الطارق في الترتيب الموضوعي للمصحف وفيها قوله ـ تعالى ـ:
    (13) (فَلْيَنْظُرِ الإنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ(5)
    إلى أن قال:
    (14) (إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (

    إثبات للبعث، فالذي قدر على خلق الإنسان من هذا الماء الدافق المهين، قادر على أن يعيده يوم القيامة، ودليله: (فَلْيَنْظُرِ الإنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ).

    قال شيخنا العثيمين ـ رحمه الله ـ:
    (15) "وهذا من باب الاستدلال بالمحسوس على المنظور المترقب، وهو قياس عقلي، فإن الإنسان بعقله يقول: إذا كان الله قادراً على أن يخلق الإنسان من هذا الماء المهين ويحييه؛ قادر على أن يعيده مرة أخرى".

    وفي السورة قوله ـ تعالى ـ:
    (16) (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالأرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12).
    والرجع: المطر لأنه يبدأ من الأرض ويعود إلى الأرض.

    قال شيخنا العثيمين ـ رحمه الله ـ:
    (17) "الرجع هو المطر، يسمى رجعاً لأنه يرجع ويتكرر، ومعلوم أن المطر به حياة الأرض، والصدع هو الانشقاق يعني التشقق بخروج النبات منه، فأقسم بالمطر الذي هو سبب خروج النبات، وبالتشقق الذي يخرج منه النبات، وكله إشارة إلى حياة الأرض بعد موتها، والقرآن به حياة القلوب بعد موتها".

    وهو المشار إليه في سورة الأعلى بقوله:
    (1 (وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5)
    على أن كلَّ بداية لها نهاية. فكل نبات إلى حصاد، وكل من الكلمتين فيها حياة وموت، وكذلك الدنيا، سريعة الفناء، وشيكة الزوال، وقد تقدم بيان نهاياتها في سورة التكوير لما ذكر حوادث قبل البعث، فقال:
    (19) (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6)

    ليعلم اللبيب قدرة الله وعظمته في الإحياء والإماتة، فيعظِّمه ويسبِّحه؛ إنه الرب الأعلى، الذي خلق فسوى، والذي قدَّر فهدى.
    فالله ـ عز وجل ـ قَدَّر أن تكون بشرية على الأرض، فسوَّى معاشها، وتكاليفها، وابتلاءاتها، وهداها في تناول معارفها إلى ما يصلح لها وما يضرها، فأنشأ لها بداية مقدَّرة، ثم ألجأها بعد تاريخ عمرها إلى النهاية المقدَّرة، فبشرية النهايات غير بشرية البدايات، إذ أن البشرية في النهايات فيها من الوعظ والإرشادات ما يكفيها أنها إذا عصت استحقت الويلات الكبيرات .
    (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى) فذكر يا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الناس بعظمة الله وقدرته، وذكّرهم بما أنزل في القرآن من الخير والرشاد، فالقرآن يبعث الحياة في القلوب بعد موتها، كما يعود المطر إلى الأرض فتحيا به بعد موتها. قال بعض العلماء:
    (20) "ذكِّر على كل حال، إن كان هؤلاء القوم تنفع فيهم الذكرى".

    ولمّا كان الناس في نهاية المطاف ينقسمون إلى قسمين: سعداء، وأشقياء، وأن الأشقى هو الذي يصلى النار الكبرى، فتكرر التذكير ـ رحمةً منه سبحانه وتعالى ـ فجعل في سورة الغاشية بعد سورة الأعلى في الترتيب الموضوعي للمصحف، بصيرة للاستدلال الحسّي والعقلي والكوني على أنهم محقوقون بوجوب النظر في دلائل الوحدانية التي هي أصل الاهتداء إلى تصديق ما أخبرهم به القرآن من البعث والجزاء، فقال:
    (21) (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (1 وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)

    وهذا الاستفهام للتوبيخ، فلا تيأس من الاستمرار في التذكير، قال الشيخ محمد الخضر حسين:
    (22) "ولا يقطع الداعي بعدم نفع الذكرى، وضياعها كصيحة في فلاة! إلا إذا وجّه بخطابها إلى قوم معينين مرة بعد أخرى، حتى عجم عيدانهم، وكان على ثقة مما انطوت عليه نفوسهم من التقليد في الباطل، وإنكار الحقيقة في أي صورة ظهرت".["الدعوة إلى الإصلاح"(ص:35)]

    ولمّا كان الأمر بالتذكير في سورة الأعلى مشروط بنفع الذكرى، جاء الخطاب للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سورة الغاشية بالدوام عليه فقال ـ تعالى ـ:
    (23) (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22)

    قال الشيخ محمد الخضر حسين:
    (24) "وإذا دعا ـ يعني الداعية إلى الله على منهج النبوة والسلف ـ طائفة إلى إصلاح شأن من شؤونهم، فعتوا عن أمره، واستكبروا عن إجابته، حتى أيس من إقبالهم على نصيحته، واستيقن عدم الفائدة من تذكيرهم، خلصت ذمَّته، ولا جناح عليه أن يقف عند هذه الغاية".["الدعوة إلى الإصلاح"(ص:34)]



    إعداد: هشام بن فهمي العارف


    4/1/1430 الموافق 31/12/2008
    التعديل الأخير تم بواسطة ضيف; الساعة 02-Feb-2009, 10:18 AM.
يعمل...
X