نشر هذا الموضوع فى بعض المنتديات قبل ايام العشر من ذى الحجة ولم استطع انذاك ان انشرها فى هذا المنتدى ولكن الان ساقوم بنشرها وجزى الله اخينا ابو الاثر الاثرى الذى قام بجمعها هذه وكذلك موضوع السنة الغراء جزاه الله كل خير وبارك فيه
إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له .
واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد :
فهذه كلمات نافعات ــ بإذن رب الأرض والسموات ــ كتبتها تذكيرا وذكرى لنفسي واخوانى واخواتى أيام العمل الصالح فيها خير من غيرها من سائر الأيام كما اخبر بذلك نبي الإسلام محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم السلام إلا رجل خرج مجاهدا في سبيل الله بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء
عن ابن عباس –رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {{ ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ، يعنى : أيام العشر ، قالوا : يارسول الله ؛ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال :" ولا الجهاد في سبيل الله ؛ إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء }} .
صحيح أبو داود وصحيح الترمذي وابن ماجه .
قال الشيخ بن عثيمين- رحمه الله تعالى ( 1)–مما يُسنُّ صيامه أيام العشر ، عشر ذي الحجة الأول ؛ فان النبي صلى الله عليه وسلم قال : {{ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام }} ، يعنى أيام العشر ، وقوله : {{العمل الصالح }}يشمل الصلاة ، والصدقة ، والصيام ، والذكر ، والتكبير ، وقراءة القرآن ، وبر الوالدين ، وصلة الأرحام ، والإحسان إلى الخلق ، وحسن الجوار ، وغير ذلك من الأعمال الصالحة .
ما من أيام في السنة يكون العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر. قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ ؛ قال : {{ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء}}.
ففي هذا دليل على فضيلة العمل الصالح في أيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، من صيام وغيره، وفيه دليل أيضا على إن الجهاد من أفضل الأعمال ولهذا قال الصحابة: ولا الجهاد في سبيل الله ؟؛.
وفيه دليل على فضيلة الحال النادرة ، أن يخرج الإنسان مجاهدا في سبيل الله بنفسه وماله ، وماله يعنى : سلاحه ومركوبه ، ثم يقتل ويؤخذ سلاحه ومركوبه ،ويأخذه العدو ، فهذا فقد نفسه وماله في سبيل الله وإذا وقع هذا العمل في أيام العشر تضاعف فضله .
عن أبى قتادة –رضي الله عنه –قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن صوم يوم عرفة ؟ قال : {{يكفر السنة الماضية والباقية }} رواه مسلم
قال الشيخ بن عثيمين (1) ومن الأيام التي يُسنُّ صيامها : يوم عرفة ،و اليوم العاشر من شهر المحرم لحديث أبى قتادة رضي الله عنه ، إن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة ، قال : {{يكفَّر السنة الماضية والباقية }} الماضية يعنى : التي انتهت ، لان يوم عرفة في أخر شهر من العام ، والباقية : فهو يكفّر سنتين. وسئل عن صوم يوم عاشوراء ، قال :{{ يكفر السنة الماضية فهو اقلُّ أجرا من صوم يوم عرفة }} .
وعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت :{{ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ، ويوم عاشوراء ، وثلاثة أيام من كل شهر : أول اثنين من الشهر وخميسين }} .
صحيح أبو داود وصحيح النسائى
عن عائشة –رضي الله عنها –قالت: {{ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في العشر قط}}.
رواه مسلم
قال الشيخ بن عثيمين –رحمه الله تعالى (1) –وتسع ذي الحجة تبدأ من أول أيام ذي الحجة ، وتنتهي باليوم التاسع وهو يوم عرفة، والحجة بكسر الحاء أفصح من فتحها وعكسها القعدة.
ودليل استحبابها قول النبي صلى الله عليه وسلم: {{ما من أيام العمل الصالح فيهنَّ أحب إلى الله من هذه الأيام العشر }} والصوم من العمل الصالح.
وقد ورد حديثان متعارضان في هذه الأيام ، احدهما إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يصوم هذه الأيام التسعة ، والثاني انه كان يصومها ، وقد قال الإمام احمد –رحمه الله – في التعارض بين هذين الحديثين : إن المثبت مقدم على النافي ، ورجح بعض العلماء النفي ، لان حديثه اصح من حديث الإثبات ، لكن الإمام احمد جعلهما ثابتين كليهما ، وقال : إن المثبت مقدم على النافي ، ونحن نقول : إذا تعارضا تساقطا بدون تقديم احدهما على الآخر فعندنا الحديث الصحيح العام {{ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر }} .
فالعمل الصالح في أيام عشر ذي الحجة ومن ذلك الصوم أحب إلى الله من العمل الصالح في العشر الأواخر من رمضان ، ومع ذلك فالأيام العشر من ذي الحجة ، الناس في غفلة عنها ، تمرُّ والناس على عاداتهم لا تجد زيادة في قراءة القرآن ، ولا العبادات الأخرى ، بل حتى التكبير بعضهم يشحُّ به .
قال النووي –رحمه الله (1) – قال العلماء : هذا الحديث {{ يقصد حديث عائشة }} .
مما يوهم كراهة صوم العشر ، والمراد بالعشر هنا الأيام التسعة من أول ذي الحجة ، قالوا : وهذا مما يتأول ، فليس في صوم هذه التسعة كراهة ، بل هي مستحبة استحبابا شديدا ، لا سيما التاسع منها وهو يوم عرفة ، وقد سبقت الأحاديث في فضله ، وثبت في صحيح البخاري ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{{ ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل منه في هذه ، يعنى العشر الأوائل من ذي الحجة}} ، فيتأول قولها لم يصم العشر انه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما ، أو إنها لم تره صائما فيه ، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر ، ويدل على هذا التأويل حديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت :{{ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر الاثنين من الشهر والخميس }} رواه أبو داود وهذا لفظه ، واحمد والنسائي وفى روايتهما : ( وخميسين ) والله اعلم .
وَبَعْدُ :
فيا باغي الخير اقبل ، واغتنم هذه الأيام المباركة في تحصيل الأجر والثواب ، فلعلك تحصّل السعادة في الدارين بعمل تعمله في هذه الأيام المباركة ، فلا تدرى متى الرحيل يا من أيقنت بالرحيل ، فكثر الزاد واستعد ليوم المعاد يوم يحشر الناس الى ربهم حفاة عراة غرلا ً ويلجمهم العرق إلجاما كل بحسب عمله ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، اللهم اختم لنا بالإسلام والسنة .
أبو الأثر الاثرى
كان الله له ومعه حيثما
كان على الحق عونا ونصيرا ؛
**********************************
( 1) شرح رياض الصالحين ، لابن عثيمين ، طبعة ابن الجوزى
(2)شرح رياض الصالحين، المجلد الخامس ، المرجع نفسه .
(3)الشرح الممتع، المجلد السادس، لابن عثيمين ، دار ابن الجوزى .
(4) شرح النووي على مسلم ، مكتبة الرشد بعناية عبد السلام بن محمد بن عمر علوش .
تذكير الأحباب
بما ورد في العشر من ذي الحجة من
الأجر والثواب
المقدمة
واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد :
فهذه كلمات نافعات ــ بإذن رب الأرض والسموات ــ كتبتها تذكيرا وذكرى لنفسي واخوانى واخواتى أيام العمل الصالح فيها خير من غيرها من سائر الأيام كما اخبر بذلك نبي الإسلام محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم السلام إلا رجل خرج مجاهدا في سبيل الله بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء
الحديث الأول
صحيح أبو داود وصحيح الترمذي وابن ماجه .
قال الشيخ بن عثيمين- رحمه الله تعالى ( 1)–مما يُسنُّ صيامه أيام العشر ، عشر ذي الحجة الأول ؛ فان النبي صلى الله عليه وسلم قال : {{ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام }} ، يعنى أيام العشر ، وقوله : {{العمل الصالح }}يشمل الصلاة ، والصدقة ، والصيام ، والذكر ، والتكبير ، وقراءة القرآن ، وبر الوالدين ، وصلة الأرحام ، والإحسان إلى الخلق ، وحسن الجوار ، وغير ذلك من الأعمال الصالحة .
ما من أيام في السنة يكون العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر. قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ ؛ قال : {{ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء}}.
ففي هذا دليل على فضيلة العمل الصالح في أيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، من صيام وغيره، وفيه دليل أيضا على إن الجهاد من أفضل الأعمال ولهذا قال الصحابة: ولا الجهاد في سبيل الله ؟؛.
وفيه دليل على فضيلة الحال النادرة ، أن يخرج الإنسان مجاهدا في سبيل الله بنفسه وماله ، وماله يعنى : سلاحه ومركوبه ، ثم يقتل ويؤخذ سلاحه ومركوبه ،ويأخذه العدو ، فهذا فقد نفسه وماله في سبيل الله وإذا وقع هذا العمل في أيام العشر تضاعف فضله .
الحديث الثاني
صيام يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة
قال الشيخ بن عثيمين (1) ومن الأيام التي يُسنُّ صيامها : يوم عرفة ،و اليوم العاشر من شهر المحرم لحديث أبى قتادة رضي الله عنه ، إن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة ، قال : {{يكفَّر السنة الماضية والباقية }} الماضية يعنى : التي انتهت ، لان يوم عرفة في أخر شهر من العام ، والباقية : فهو يكفّر سنتين. وسئل عن صوم يوم عاشوراء ، قال :{{ يكفر السنة الماضية فهو اقلُّ أجرا من صوم يوم عرفة }} .
الحديث الثالث
صحيح أبو داود وصحيح النسائى
الحديث الرابع
رواه مسلم
قال الشيخ بن عثيمين –رحمه الله تعالى (1) –وتسع ذي الحجة تبدأ من أول أيام ذي الحجة ، وتنتهي باليوم التاسع وهو يوم عرفة، والحجة بكسر الحاء أفصح من فتحها وعكسها القعدة.
ودليل استحبابها قول النبي صلى الله عليه وسلم: {{ما من أيام العمل الصالح فيهنَّ أحب إلى الله من هذه الأيام العشر }} والصوم من العمل الصالح.
وقد ورد حديثان متعارضان في هذه الأيام ، احدهما إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يصوم هذه الأيام التسعة ، والثاني انه كان يصومها ، وقد قال الإمام احمد –رحمه الله – في التعارض بين هذين الحديثين : إن المثبت مقدم على النافي ، ورجح بعض العلماء النفي ، لان حديثه اصح من حديث الإثبات ، لكن الإمام احمد جعلهما ثابتين كليهما ، وقال : إن المثبت مقدم على النافي ، ونحن نقول : إذا تعارضا تساقطا بدون تقديم احدهما على الآخر فعندنا الحديث الصحيح العام {{ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر }} .
فالعمل الصالح في أيام عشر ذي الحجة ومن ذلك الصوم أحب إلى الله من العمل الصالح في العشر الأواخر من رمضان ، ومع ذلك فالأيام العشر من ذي الحجة ، الناس في غفلة عنها ، تمرُّ والناس على عاداتهم لا تجد زيادة في قراءة القرآن ، ولا العبادات الأخرى ، بل حتى التكبير بعضهم يشحُّ به .
قال النووي –رحمه الله (1) – قال العلماء : هذا الحديث {{ يقصد حديث عائشة }} .
مما يوهم كراهة صوم العشر ، والمراد بالعشر هنا الأيام التسعة من أول ذي الحجة ، قالوا : وهذا مما يتأول ، فليس في صوم هذه التسعة كراهة ، بل هي مستحبة استحبابا شديدا ، لا سيما التاسع منها وهو يوم عرفة ، وقد سبقت الأحاديث في فضله ، وثبت في صحيح البخاري ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{{ ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل منه في هذه ، يعنى العشر الأوائل من ذي الحجة}} ، فيتأول قولها لم يصم العشر انه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما ، أو إنها لم تره صائما فيه ، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر ، ويدل على هذا التأويل حديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت :{{ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر الاثنين من الشهر والخميس }} رواه أبو داود وهذا لفظه ، واحمد والنسائي وفى روايتهما : ( وخميسين ) والله اعلم .
وَبَعْدُ :
فيا باغي الخير اقبل ، واغتنم هذه الأيام المباركة في تحصيل الأجر والثواب ، فلعلك تحصّل السعادة في الدارين بعمل تعمله في هذه الأيام المباركة ، فلا تدرى متى الرحيل يا من أيقنت بالرحيل ، فكثر الزاد واستعد ليوم المعاد يوم يحشر الناس الى ربهم حفاة عراة غرلا ً ويلجمهم العرق إلجاما كل بحسب عمله ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، اللهم اختم لنا بالإسلام والسنة .
أبو الأثر الاثرى
كان الله له ومعه حيثما
كان على الحق عونا ونصيرا ؛
**********************************
( 1) شرح رياض الصالحين ، لابن عثيمين ، طبعة ابن الجوزى
(2)شرح رياض الصالحين، المجلد الخامس ، المرجع نفسه .
(3)الشرح الممتع، المجلد السادس، لابن عثيمين ، دار ابن الجوزى .
(4) شرح النووي على مسلم ، مكتبة الرشد بعناية عبد السلام بن محمد بن عمر علوش .