الرد على اتهام سلمان العودة للإمام الألباني بالإرجاء
بقلم » الشيخ سليم بن عيد الهلالي
سئل شيخنا أبو أسامة سليم بن عيد الهلالي حفظه الله عن فتوى سلمان العودة التي ينسب فيها شيخنا الإمام الألباني رحمه الله إلى الإرجاء
حيث قال : " أصل الإرجاء، هو: إخراج العمل عن مسمى الإيمان وهو درجات متفاوتة، وقد نُسب الشيخ الألباني –رحمه الله– إلى شيء من ذلك، وهو إمام مجتهد -غفر الله له-. "
فأجاب شيخنا بما ياتي :
أولا : يظهر من كلام هذا القائل جهله بالإرجاء والمرجئة فإن إخراج العمل عن مسمى الإيمان هو مذهب مرجئة الفقهاء ؛ وشيخنا الألباني يرى أن العمل من الإيمان ويوافق عقيدة أهل السنة والجماعة في قولهم ان الإيمان يزيد وينقص ومن قال بهذا فقد برئ من الإرجاء أوله وآخره ؛ ظاهره وباطنه كما ثبت عن الإمام أحمد
ثانيا : أن شيخنا الإمام الألباني من أوائل العلماء السلفيين في هذا العصر الذين نشروا وحققوا كتب الإمام السلفية التي تدحض فرية المرجئة ككتاب " الايمان" لابن تيمية و الايمان لأبي عبيد وغيرهما
ثالثا : ان شيخنا الإمام الألباني رد على شيخ الإسلام ابن تيمية في قوله : أن الخلاف بين مرجئة الفقهاء وأهل السنة في مسألة الايمان خلاف صوري ؛ حيث أثبت رحمه الله ان الخلاف حقيقي ورده من وجوه كثيرة بسطها في كتابه " العقيدة الطحاوية شرح وتعليق "
رابعا : ان شيخنا رحمه الله تبرأ من هذه الفرية في حياته ؛ في كثير من كتبه
"كالقول الأحمد في الذب عن مسند احمد "
" الدرر المتلألئة " حيث رد أباطيل سفر الحوالي في كتابه "ظاهرة الإرجاء"
خامسا : أن كبار علمائنا السلفيين شهدوا لشيخنا بصحة العقيدة السلفية وسلامة المنهج
قال شيخنا فقيه الزمان ابن عثيمين رحمه الله :
" مَنْ رمى الشيخَ الألباني بالإرجاء: فقد أخطأ؛ إمّا أنّه لا يَعرفُ الألبانيَّ، وإمّا أنّه لا يَعرفُ الإرجاءَ.
الألبانيُّ رجلٌ مِنْ أهلِ السُّنَّة - رحمه الله-، مُدافعٌ عنها، إمامٌ في الحديث، لا نعلم له أحداً يباريه في عصرنا، لكنّ بعض الناس - نسأل اللهَ العافية - يكون في قلبه حقدٌ، إذا رأى قبولَ الشخص ذهب يلمزه بشيءٍ؛ كفعل المنافقين الذين يلمزون المطّوِّعين من المؤمنين في الصّدقات، والذين لا يجدون إلا جُهدهم؛ يلمزون المتصدِّق المكثر من الصَّدقة، والمُتصدّق الفقير.
الرَّجلُ - رحمه الله- نعرفُه من كتبه، وأعرفُه بمجالسته - أحياناً-: سلفيُّ العقيدةِ، سليمُ المنهج؛ لكنَّ بعض النّاس يُريد أن يكفّر عباد الله بما لم يُكفِّرهُم الله به، ثم يدّعي أنّ من خالفه في هذا التّكفير فهو مرجئٌ - كذباً وزوراً وبهتاناً -، لذلك لا تسمعوا لهذا القول من أيّ إنسان صَدَر ".
منقول من شريط (( تبرئة كبار العلماء للألباني من تهمة الإرجاء ))
وقال شيخنا إمام أهل السنة ابن باز رحمه الله :
"الشيخ ناصر الدين الألباني من إخواننا المعروفين
المحدثين من أهل السنة والجماعة .
نسئل الله لنا وله التوفيق والإعانة على كل خير , والواجب على كل مسلم أن يتقي الله ويراقب الله في
العلماء ,وألا يتكلم إلا عن بصير . "
سادسا : ونحيل من بقي في قلبه مثقال ذرة من شك في هذا الأمر إلى كتاب أخينا وصديقنا الشيخ
علي الحلبي " التعريف والتنبئة "
ونسأل الله الهداية للجميع وننصح هذا الرجل وأمثاله ممن استهانوا الإفتراء على علماء الدعوة السلفية ان يتقوا الله قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال
إلى الديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم
السؤال:
لقد تطاول بعض المشتغلين بالعلم على أهل العلم ، وتجاسروا بالذات على الشيخ العلامة ـ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله تعالى ، ووصفوه هو و تلامذته بالإرجاء لمخالفة لهم في حكم تارك الصلاة ، و لتصريحه بأنّ الأعمال الصالحة كلّها شرط كمالٍ عند أهل السنة .
فهل يجوز شرعا أن يوصف المخالف في هاتين المسألتين من كلا الجانبين بالإرجاء ؟
أفيدونا زادكم الله من فضله و سدّد خُطاكم .
كلام نفيس للإمام الألباني يخص العمل رداً على من اتهمه بالإرجاء!
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه.
و بعد،
فيقول الإمام محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-:
" و إذا كان من المُسَلًّم به عند أهل العلم أنّ لكلّ عقيدة أو رأي يتبناه أحدٌ في هذه الحياة أثراً في سلوكه إنْ خيراً فخيرٌ، و إنْ شراً فشرٌ، فإنّ من المُسَلَّم به أيضاً، أنّ الأثر يدلّ على المؤثـِّر، و أنّ أحدهما مرتبط بالآخر، خيراً أو شراً كما ذكرنا، و على هذا فلسنا نشكُّ أن لهذا القول [يقصد: أن الميّت ينتفع بجميع العبادات من غيره] أثراً سيئاً في من يحمله أو يتبناه، من ذلك مثلاً أنّ صاحبه ((يتـّكلُ في تحصيل الثواب و الدرجات العاليات على غيره))، لعلمه أن الناس يُهدون الحسنات مئات المرّات في اليوم الواحد إلى جميع المسلمين الأحياء منهم و الأموات، و هو واحد منهم، ((فلماذا لا يستغني حينئذ بعمل غيره عن سعيه و كسبه!))
ألست ترى مثلاً أنّ بعض المشايخ الذين يعيشون على كسب بعض تلامذتهم، لا يسعون بأنفسهم ليحصلوا على قوت يومهم بعرق جبينهم و كدّ يمينهم! و ما السبب في ذلك إلاّ أنهم استغنوا عن ذلك بكسب غيرهم! ((فاعتمدوا عليه و تركوا العمل، هذا أمرٌ مشاهدٌ في الماديات، معقولٌ في المعنويّات)) كما هو الشأن في هذه المسألة. و ليتَ أنّ ذلك وقف عندها، و لم يتعدّها إلى ما هو أخطر منها، فهناك قولٌ بجواز الحجّ عن الغير و لو كان غير معذور كأكثر الأغنياء التاركين للواجبات ((فهذا القول يحملهم على التساهل في الحجّ و التقاعس عنه))، لأنه يتعلل به و يقول في باطنه: يحُجّون عني بعد موتي! بل إنّ ثمّة ما هو أضرّ من ذلك، و هو القولُ بوجوب إسقاط الصلاة عن الميّت التارك لها! ((فإنه من العوامل الكبيرة على ترك بعض المسلمين للصلاة، لأنه يتعلل أيضاً بأنّ الناس يُسقطونها عنه بعد وفاته!)) إلى غير ذلك من الأقوال التي لا يخْفى سوء أثرها على المجتمع، ((فمِنَ الواجب على العالم الذي يُريد الإصلاح أن ينْبُذ هذه الأقوال لمخالفتها نصوص الشريعة و مقاصدها الحسنة.))
و قابل أثر هذه الأقوال بأثر قول الواقفين عند النصوص لا يخرجون عنها بتأويلٍ أو قياس تجد الفرق كالشمس، فإنّ من لم يأخذ بمثل الأقوال المشار إليها ((لا يُعقل أن يتـّكل على غيره في العمل و الثواب))، ((لأنه يرى أنه لا يُنجّيه إلا عمله، ولا ثواب له إلاّ ما سعى إليه هو بنفسه))، بل المفروض فيه أن يسعى ما أمكنه إلى أنْ يُخلف مِنْ بعده أثراً حسناً يأتيه أجره، و هو وحيدٌ في قبره، بدل تلك الحسنات الموهومة، ((و هذا من الأسباب الكثيرة في تقدّم السلف و تأخُّرنا، و نصر الله إياهم، و خِذلانه إيانا))، نسألُ الله تعالى أن يهدينا كما هداهم، و ينصرنا كما نصرهم."
ا.هـ. من كتاب "أحكام الجنائز و بدعها" [ص 222-223 من الطبعة الأولى الجديدة - مكتبة المعارف].
أقول (إسماعيل):
فهل يقول عاقل بعد هذا الكلام النفيس من إمام الدنيا -رحمه الله- و إصراره على وجوب العمل، بأنه يقول بقول المرجئة و يخرج العمل من مسمّى الإيمان؟؟؟!!!
بل تباً لتلك العقول الخبيثة التي ألصقت به هذه التهمة التي هو بريء منها براءة الذئب من دم يوسف! و لينظروا في قوله -رحمه الله-: (((لأنه يرى أنه لا يُنجّيه إلا عمله، ولا ثواب له إلاّ ما سعى إليه هو بنفسه)))!!! فهل تقول المرجئة بهذا القول؟! و هل يقول من يخرج العمل من مسمى الإيمان بهذا القول؟؟!!
و بالمناسبة، أحببت أن أعلّق على كلمة الشيخ في الفقرة السابقة:
"ألست ترى مثلاً أنّ بعض المشايخ الذين يعيشون على كسب بعض تلامذتهم، لا يسعون بأنفسهم ليحصلوا على قوت يومهم بعرق جبينهم و كدّ يمينهم! و ما السبب في ذلك إلاّ أنهم استغنوا عن ذلك بكسب غيرهم! فاعتمدوا عليه و تركوا العمل…"
فأقول: هذا حال بعض من اتهم الإمام الألباني -رحمه الله- بهذه التهمة الباطلة كمثل إحسان عايش -عليه من الله ما يستحق- الذي يتكل على من يدعمه من الكويت و السعودية بالمال ليصرف على نفسه و عياله و تعمير البيوت ذات الطوابق الثلاثة بدلاً من أن يسعى بنفسه ليحصل قوت يومه بعرق جبينه و كدّ يمينه!!! فوقع في الإرجاء الماديّ الذي تحدّث الشيخ عنه!!!
و الله المستعان…
و لا حول و لا قوة إلا بالله.
كتبه الأخ: أبو عمر إسماعيل العمري
بقلم » الشيخ سليم بن عيد الهلالي
سئل شيخنا أبو أسامة سليم بن عيد الهلالي حفظه الله عن فتوى سلمان العودة التي ينسب فيها شيخنا الإمام الألباني رحمه الله إلى الإرجاء
حيث قال : " أصل الإرجاء، هو: إخراج العمل عن مسمى الإيمان وهو درجات متفاوتة، وقد نُسب الشيخ الألباني –رحمه الله– إلى شيء من ذلك، وهو إمام مجتهد -غفر الله له-. "
فأجاب شيخنا بما ياتي :
أولا : يظهر من كلام هذا القائل جهله بالإرجاء والمرجئة فإن إخراج العمل عن مسمى الإيمان هو مذهب مرجئة الفقهاء ؛ وشيخنا الألباني يرى أن العمل من الإيمان ويوافق عقيدة أهل السنة والجماعة في قولهم ان الإيمان يزيد وينقص ومن قال بهذا فقد برئ من الإرجاء أوله وآخره ؛ ظاهره وباطنه كما ثبت عن الإمام أحمد
ثانيا : أن شيخنا الإمام الألباني من أوائل العلماء السلفيين في هذا العصر الذين نشروا وحققوا كتب الإمام السلفية التي تدحض فرية المرجئة ككتاب " الايمان" لابن تيمية و الايمان لأبي عبيد وغيرهما
ثالثا : ان شيخنا الإمام الألباني رد على شيخ الإسلام ابن تيمية في قوله : أن الخلاف بين مرجئة الفقهاء وأهل السنة في مسألة الايمان خلاف صوري ؛ حيث أثبت رحمه الله ان الخلاف حقيقي ورده من وجوه كثيرة بسطها في كتابه " العقيدة الطحاوية شرح وتعليق "
رابعا : ان شيخنا رحمه الله تبرأ من هذه الفرية في حياته ؛ في كثير من كتبه
"كالقول الأحمد في الذب عن مسند احمد "
" الدرر المتلألئة " حيث رد أباطيل سفر الحوالي في كتابه "ظاهرة الإرجاء"
خامسا : أن كبار علمائنا السلفيين شهدوا لشيخنا بصحة العقيدة السلفية وسلامة المنهج
قال شيخنا فقيه الزمان ابن عثيمين رحمه الله :
" مَنْ رمى الشيخَ الألباني بالإرجاء: فقد أخطأ؛ إمّا أنّه لا يَعرفُ الألبانيَّ، وإمّا أنّه لا يَعرفُ الإرجاءَ.
الألبانيُّ رجلٌ مِنْ أهلِ السُّنَّة - رحمه الله-، مُدافعٌ عنها، إمامٌ في الحديث، لا نعلم له أحداً يباريه في عصرنا، لكنّ بعض الناس - نسأل اللهَ العافية - يكون في قلبه حقدٌ، إذا رأى قبولَ الشخص ذهب يلمزه بشيءٍ؛ كفعل المنافقين الذين يلمزون المطّوِّعين من المؤمنين في الصّدقات، والذين لا يجدون إلا جُهدهم؛ يلمزون المتصدِّق المكثر من الصَّدقة، والمُتصدّق الفقير.
الرَّجلُ - رحمه الله- نعرفُه من كتبه، وأعرفُه بمجالسته - أحياناً-: سلفيُّ العقيدةِ، سليمُ المنهج؛ لكنَّ بعض النّاس يُريد أن يكفّر عباد الله بما لم يُكفِّرهُم الله به، ثم يدّعي أنّ من خالفه في هذا التّكفير فهو مرجئٌ - كذباً وزوراً وبهتاناً -، لذلك لا تسمعوا لهذا القول من أيّ إنسان صَدَر ".
منقول من شريط (( تبرئة كبار العلماء للألباني من تهمة الإرجاء ))
وقال شيخنا إمام أهل السنة ابن باز رحمه الله :
"الشيخ ناصر الدين الألباني من إخواننا المعروفين
المحدثين من أهل السنة والجماعة .
نسئل الله لنا وله التوفيق والإعانة على كل خير , والواجب على كل مسلم أن يتقي الله ويراقب الله في
العلماء ,وألا يتكلم إلا عن بصير . "
سادسا : ونحيل من بقي في قلبه مثقال ذرة من شك في هذا الأمر إلى كتاب أخينا وصديقنا الشيخ
علي الحلبي " التعريف والتنبئة "
ونسأل الله الهداية للجميع وننصح هذا الرجل وأمثاله ممن استهانوا الإفتراء على علماء الدعوة السلفية ان يتقوا الله قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال
إلى الديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم
الرد على من اتهم العلامة الألباني بالإرجاء للشيخ فركوس حفظه الله
السؤال:
لقد تطاول بعض المشتغلين بالعلم على أهل العلم ، وتجاسروا بالذات على الشيخ العلامة ـ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله تعالى ، ووصفوه هو و تلامذته بالإرجاء لمخالفة لهم في حكم تارك الصلاة ، و لتصريحه بأنّ الأعمال الصالحة كلّها شرط كمالٍ عند أهل السنة .
فهل يجوز شرعا أن يوصف المخالف في هاتين المسألتين من كلا الجانبين بالإرجاء ؟
أفيدونا زادكم الله من فضله و سدّد خُطاكم .
الجواب :
إنّ الشيخ العلامة محمد ناصر الدّين الألباني أحد أئمّة الدعوة السلفية في عصرنا الحاضر و هو محدّث العصر و حافظ العصر و من أشدِّ الذابين عن السنة النبوية المطهّرة و عن أهلها ، وقد كان له الفضل في بيان أصول المنهج السلفي السوّي و دعا إلى الانتساب إليه إيمانا و اعتقادا ، فِقه و فهما و عبادةً و سلوكا وتربيةً وتزكية ، فكان فعلا محيي السنّة و قامِع للبدعة و مجدّد هذا العصر و هو من الأوائل الداعّين إلى نبذ التقليد و التزام الدليل ، و لا شك أنه لا يسعنا هذا أن نجلس في تِعداد فضائله الكثيرة التي لا نستوفي حقّها .
أمّا وصفه بالإرجاء ، فلا ينبغي أن يوصفَ في مثل هذه المسائل كمسألة حكم تارك الصلاة التي أختلف فيها السلف من أهل السنة و الجماعة و لا علاقة لها بمسائل الإرجاء لا من بعيد و لا من قريب ، ذلك بأنّ السلف و علماء السلف الذين ذهبوا إلى القول بأنّ تارك الصلاة تكاسلا و عمدا أنّه مؤمن عاصي فكفرهُ كفرُ عمل لا ينقله عن الملّة ، هؤلاء أمثال الإمام مالك و الشافعي و . . . و الزهري و . . بن زيد وأبي حنيفة و أصحاب الرأي بل هو المشهور عن جمهور المتأخرّين ، بل أنّ الحنابلة أو جمهور الحنابلة يذهبون إلى هذا القول و هو اختيار أبي محمد المقدسي رحمه الله في المغني ، حيث أنّ الحنابلة خرّجوا عن الإمام أحمد فيه قولا بقتل الإمام له حدا ، يقتل الإمام التاركة الصلاة كسلا و عمدا أنّه يقتله عمدا و هذا لا يتم بناءه إلا على القول بعدم التكفير .
فإذا كان هؤلاء يصفون الشيخ محمد ناصر الدّين الألباني ـ رحمه الله ـ بالإرجاء من أجل هذه المسألة فإنه يلزم من يدّعي أنّه قول المرجئة أن يُطلق هذا الوصف على هؤلاء جميعا .
و أكيد أن الخلاف في هذه المسألة معروف بين كثير من أهل العلم ولم يرِد منهم تبديع أحدٌ به و لا إطلاق وصفة إرجاء عليهم ، بل لا يجوز أصلا وصف أحد من أهل السنة و خاصةً إذا كانوا من أهل العلم الربّانيين بأنّهم مرجئة بسبب عدم تكفيرهم لتارك الصلاة ، ذلك لأنّ أهل السنة يُدخلون الأعمال ضمن الإيمان بخلاف المرجئة ، و الخلاف بين أهل السنة في هذه المسألة لا يترتّب عليه فساد اعتقاد لأنّ أهل السنّة يتّفِقون على أنّ مُرتكب الكبيرة لا يخرجُ من الإيمان بل هو في مشيئة الله إن شاء عذّبه و إن شاء غفر له و القائلون بتكفير تارك الصلاة ضمّوا إلى هذا الأصل أدلّة أخرى ، فترجيح العلم لأحد الرأيين المتنازعين في هذه المسألة ينبغي أن يُرَاعى فيه منهجية البحث و أدب الخلاف و أن يبقى في حدود إتباع منهج السلف الغير المؤثر على الأخوّة الإيمانيّة كما كان عليه الأمرُ السنّي سابقا و لا يكدّر صفاء مسيرة الدعوة السلفية و يُفسد مراميها و غاياتِها المَرجُوّة .
أمّا المسألة الثانية التي تفضّلتم بها و هي المتعلقة بشرطيّة الأعمال ، من المسائل التي وصِف فيها ظلماً و عدوانا الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ بالإرجاء في شرطيّة الأعمال هل هي شرط صحّة أو شرط كمال ، فإنه لا يُساورُنا شك أنّ الإيمان عند أهل السنّة و الجماعة يتمثّل في تصديق بالقلب و الإقرار أو النطق باللسان و عمل بالجوارح و الأركان .
و أهل السنة يختلفون مع المرجئة سواء جهمية مرجئة و هم الذين يعتقدون أنّ الإيمان هو المعرفة أو الكرّامية و هو القائلون أن الإيمان قول باللسان دون القلب أو مرجئة الفقهاء وهو الذين يقصدون الإيمان على اعتقاد القلب و قول اللسان ، وهذه الأصناف الثلاثة من المرجئة أخرجوا العمل عن مُسمّى الإيمان ، و أكيد أنّ هذا المذهب أو هذه الفرقة الضالّة ليست على نهج السنّة و أهلها في إدخال الأعمال في دائرة الإيمان .
و من هنا يظهرُ جليًّا أنّ الشيخ الحافظ محمد ناصر الدين الألباني و إن جعل العمل شرط كمالٍ على الوجوب في الإيمان إلا أنّه لم يُخرج العمل عن مُسمّى الإيمان بل متى ترك العمل فإنّ إيمانه ناقص و يَأثم و يستحق العقاب و العذاب ، إلا أنه لا يُخلّد في النار بل الإيمان عنده يزيد و ينقص .
ولا ريب أنّ هذا مُخالفٌ تماما لقول المرجئة من ناحية أنّهم يعتقدون أنّ من نطق بالشهادتين فهو مؤمنٌ مستكمل الإيمان و يرون أنّ تارك العمل كالعامل و مقترف السيّئات و الموبقات فجميعهم إيمانهم واحد على أصلهم بمعنى أنّ الإيمان على أصلِهم أنّه لا يزيد و لا ينقص .
ولا يخفى أنّ هذا المذهب لا يقول به الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ ولا غيره من أهل السنّة أبدا ، ذلك لأنّ من قال أنّ الإيمان يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصيّة أنّه اعتقاد و قول و عمل فقد برئ من الإرجاء كلّه أولّه و أخره كما نُقل ذلك عن الإمام أحمد بن حنبل و البربهاري و غيره من أهل السنة .
ثمّ إنّ الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ لم ينفرِد بهذا القول أي بأنّ الأعمال كماليّة دون سائر أهل السنّة أجمعين و إنّما في مقالة أبي عبيد القاسم بن السلام في كتابه الإيمان و كذلك ما ورد عن الحافظ بن رجب في فتج الباري ما فيه إشارة إلى هذا القول ، بل هو مقتضى مذهب كل من لم يُفسّر تارك الصلاة ، فمقتضى الكلام القائلين بعدم تكفير تارك الصلاة يلزم منهم ما يلزم قول الشيخ الألباني في ما ذهب إليه و على رأسهم الأئمة الكبار من أهل السنة و الجماعة .
و عليه فإنه يلزم إطلاق هذا الوصف عليهم جميعاً و هذا باطِلٌ بلا ريب ، لذلك الواجب توقير العلماء لكونهم ورثة الأنبياء مع اقتران توقيرهم بالمحبّة الصادقة لأهل العلم و العدل و التقوى و الإخلاص و تحسين الظنِّ به و إنزالهم المنازل الجديرة بهم مع عدم الاعتقاد العصمة فيهم فإنّ ذلك إحدى علامات أهل السنة و هي حبّهم لأئمة السنة و علماءها و أنصارها و أولياءها ، أمّا علامة أهل البدع فالوقيعة في أهل الأثر ، و عليه فإنّه إذا كان الاختلاف على الأنبياء سببا في هلاك من قبلنا ، فالاختلاف على ورثة الأنبياء بالباطل لا يجوز لأنه يؤدي إلى الهلاك على نحو ما أخبر به النبيّ ـ صلى الله عليه و سلم ـ حيث قال : ( إنّما هَلَكَ الذين من قبلكم كثرة مسائلهم و اختلافهم على أنبيائهم ) .
أسأل الله سبحانه و تعالى أن يُعزّ أولياءه و يذلّ أعداءه و يهدينا للحق فهو حسبنا و نعم الوكيل وبكلّ جميل كفيل و عليه الاتكال في الحال والمآل والحمد لله ربّ العالمين .
إنّ الشيخ العلامة محمد ناصر الدّين الألباني أحد أئمّة الدعوة السلفية في عصرنا الحاضر و هو محدّث العصر و حافظ العصر و من أشدِّ الذابين عن السنة النبوية المطهّرة و عن أهلها ، وقد كان له الفضل في بيان أصول المنهج السلفي السوّي و دعا إلى الانتساب إليه إيمانا و اعتقادا ، فِقه و فهما و عبادةً و سلوكا وتربيةً وتزكية ، فكان فعلا محيي السنّة و قامِع للبدعة و مجدّد هذا العصر و هو من الأوائل الداعّين إلى نبذ التقليد و التزام الدليل ، و لا شك أنه لا يسعنا هذا أن نجلس في تِعداد فضائله الكثيرة التي لا نستوفي حقّها .
أمّا وصفه بالإرجاء ، فلا ينبغي أن يوصفَ في مثل هذه المسائل كمسألة حكم تارك الصلاة التي أختلف فيها السلف من أهل السنة و الجماعة و لا علاقة لها بمسائل الإرجاء لا من بعيد و لا من قريب ، ذلك بأنّ السلف و علماء السلف الذين ذهبوا إلى القول بأنّ تارك الصلاة تكاسلا و عمدا أنّه مؤمن عاصي فكفرهُ كفرُ عمل لا ينقله عن الملّة ، هؤلاء أمثال الإمام مالك و الشافعي و . . . و الزهري و . . بن زيد وأبي حنيفة و أصحاب الرأي بل هو المشهور عن جمهور المتأخرّين ، بل أنّ الحنابلة أو جمهور الحنابلة يذهبون إلى هذا القول و هو اختيار أبي محمد المقدسي رحمه الله في المغني ، حيث أنّ الحنابلة خرّجوا عن الإمام أحمد فيه قولا بقتل الإمام له حدا ، يقتل الإمام التاركة الصلاة كسلا و عمدا أنّه يقتله عمدا و هذا لا يتم بناءه إلا على القول بعدم التكفير .
فإذا كان هؤلاء يصفون الشيخ محمد ناصر الدّين الألباني ـ رحمه الله ـ بالإرجاء من أجل هذه المسألة فإنه يلزم من يدّعي أنّه قول المرجئة أن يُطلق هذا الوصف على هؤلاء جميعا .
و أكيد أن الخلاف في هذه المسألة معروف بين كثير من أهل العلم ولم يرِد منهم تبديع أحدٌ به و لا إطلاق وصفة إرجاء عليهم ، بل لا يجوز أصلا وصف أحد من أهل السنة و خاصةً إذا كانوا من أهل العلم الربّانيين بأنّهم مرجئة بسبب عدم تكفيرهم لتارك الصلاة ، ذلك لأنّ أهل السنة يُدخلون الأعمال ضمن الإيمان بخلاف المرجئة ، و الخلاف بين أهل السنة في هذه المسألة لا يترتّب عليه فساد اعتقاد لأنّ أهل السنّة يتّفِقون على أنّ مُرتكب الكبيرة لا يخرجُ من الإيمان بل هو في مشيئة الله إن شاء عذّبه و إن شاء غفر له و القائلون بتكفير تارك الصلاة ضمّوا إلى هذا الأصل أدلّة أخرى ، فترجيح العلم لأحد الرأيين المتنازعين في هذه المسألة ينبغي أن يُرَاعى فيه منهجية البحث و أدب الخلاف و أن يبقى في حدود إتباع منهج السلف الغير المؤثر على الأخوّة الإيمانيّة كما كان عليه الأمرُ السنّي سابقا و لا يكدّر صفاء مسيرة الدعوة السلفية و يُفسد مراميها و غاياتِها المَرجُوّة .
أمّا المسألة الثانية التي تفضّلتم بها و هي المتعلقة بشرطيّة الأعمال ، من المسائل التي وصِف فيها ظلماً و عدوانا الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ بالإرجاء في شرطيّة الأعمال هل هي شرط صحّة أو شرط كمال ، فإنه لا يُساورُنا شك أنّ الإيمان عند أهل السنّة و الجماعة يتمثّل في تصديق بالقلب و الإقرار أو النطق باللسان و عمل بالجوارح و الأركان .
و أهل السنة يختلفون مع المرجئة سواء جهمية مرجئة و هم الذين يعتقدون أنّ الإيمان هو المعرفة أو الكرّامية و هو القائلون أن الإيمان قول باللسان دون القلب أو مرجئة الفقهاء وهو الذين يقصدون الإيمان على اعتقاد القلب و قول اللسان ، وهذه الأصناف الثلاثة من المرجئة أخرجوا العمل عن مُسمّى الإيمان ، و أكيد أنّ هذا المذهب أو هذه الفرقة الضالّة ليست على نهج السنّة و أهلها في إدخال الأعمال في دائرة الإيمان .
و من هنا يظهرُ جليًّا أنّ الشيخ الحافظ محمد ناصر الدين الألباني و إن جعل العمل شرط كمالٍ على الوجوب في الإيمان إلا أنّه لم يُخرج العمل عن مُسمّى الإيمان بل متى ترك العمل فإنّ إيمانه ناقص و يَأثم و يستحق العقاب و العذاب ، إلا أنه لا يُخلّد في النار بل الإيمان عنده يزيد و ينقص .
ولا ريب أنّ هذا مُخالفٌ تماما لقول المرجئة من ناحية أنّهم يعتقدون أنّ من نطق بالشهادتين فهو مؤمنٌ مستكمل الإيمان و يرون أنّ تارك العمل كالعامل و مقترف السيّئات و الموبقات فجميعهم إيمانهم واحد على أصلهم بمعنى أنّ الإيمان على أصلِهم أنّه لا يزيد و لا ينقص .
ولا يخفى أنّ هذا المذهب لا يقول به الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ ولا غيره من أهل السنّة أبدا ، ذلك لأنّ من قال أنّ الإيمان يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصيّة أنّه اعتقاد و قول و عمل فقد برئ من الإرجاء كلّه أولّه و أخره كما نُقل ذلك عن الإمام أحمد بن حنبل و البربهاري و غيره من أهل السنة .
ثمّ إنّ الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ لم ينفرِد بهذا القول أي بأنّ الأعمال كماليّة دون سائر أهل السنّة أجمعين و إنّما في مقالة أبي عبيد القاسم بن السلام في كتابه الإيمان و كذلك ما ورد عن الحافظ بن رجب في فتج الباري ما فيه إشارة إلى هذا القول ، بل هو مقتضى مذهب كل من لم يُفسّر تارك الصلاة ، فمقتضى الكلام القائلين بعدم تكفير تارك الصلاة يلزم منهم ما يلزم قول الشيخ الألباني في ما ذهب إليه و على رأسهم الأئمة الكبار من أهل السنة و الجماعة .
و عليه فإنه يلزم إطلاق هذا الوصف عليهم جميعاً و هذا باطِلٌ بلا ريب ، لذلك الواجب توقير العلماء لكونهم ورثة الأنبياء مع اقتران توقيرهم بالمحبّة الصادقة لأهل العلم و العدل و التقوى و الإخلاص و تحسين الظنِّ به و إنزالهم المنازل الجديرة بهم مع عدم الاعتقاد العصمة فيهم فإنّ ذلك إحدى علامات أهل السنة و هي حبّهم لأئمة السنة و علماءها و أنصارها و أولياءها ، أمّا علامة أهل البدع فالوقيعة في أهل الأثر ، و عليه فإنّه إذا كان الاختلاف على الأنبياء سببا في هلاك من قبلنا ، فالاختلاف على ورثة الأنبياء بالباطل لا يجوز لأنه يؤدي إلى الهلاك على نحو ما أخبر به النبيّ ـ صلى الله عليه و سلم ـ حيث قال : ( إنّما هَلَكَ الذين من قبلكم كثرة مسائلهم و اختلافهم على أنبيائهم ) .
أسأل الله سبحانه و تعالى أن يُعزّ أولياءه و يذلّ أعداءه و يهدينا للحق فهو حسبنا و نعم الوكيل وبكلّ جميل كفيل و عليه الاتكال في الحال والمآل والحمد لله ربّ العالمين .
mountada.darcoran.net/index.php?act=Print&client=wordr&f=15&t=19046
كلام نفيس للإمام الألباني يخص العمل رداً على من اتهمه بالإرجاء!
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه.
و بعد،
فيقول الإمام محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-:
" و إذا كان من المُسَلًّم به عند أهل العلم أنّ لكلّ عقيدة أو رأي يتبناه أحدٌ في هذه الحياة أثراً في سلوكه إنْ خيراً فخيرٌ، و إنْ شراً فشرٌ، فإنّ من المُسَلَّم به أيضاً، أنّ الأثر يدلّ على المؤثـِّر، و أنّ أحدهما مرتبط بالآخر، خيراً أو شراً كما ذكرنا، و على هذا فلسنا نشكُّ أن لهذا القول [يقصد: أن الميّت ينتفع بجميع العبادات من غيره] أثراً سيئاً في من يحمله أو يتبناه، من ذلك مثلاً أنّ صاحبه ((يتـّكلُ في تحصيل الثواب و الدرجات العاليات على غيره))، لعلمه أن الناس يُهدون الحسنات مئات المرّات في اليوم الواحد إلى جميع المسلمين الأحياء منهم و الأموات، و هو واحد منهم، ((فلماذا لا يستغني حينئذ بعمل غيره عن سعيه و كسبه!))
ألست ترى مثلاً أنّ بعض المشايخ الذين يعيشون على كسب بعض تلامذتهم، لا يسعون بأنفسهم ليحصلوا على قوت يومهم بعرق جبينهم و كدّ يمينهم! و ما السبب في ذلك إلاّ أنهم استغنوا عن ذلك بكسب غيرهم! ((فاعتمدوا عليه و تركوا العمل، هذا أمرٌ مشاهدٌ في الماديات، معقولٌ في المعنويّات)) كما هو الشأن في هذه المسألة. و ليتَ أنّ ذلك وقف عندها، و لم يتعدّها إلى ما هو أخطر منها، فهناك قولٌ بجواز الحجّ عن الغير و لو كان غير معذور كأكثر الأغنياء التاركين للواجبات ((فهذا القول يحملهم على التساهل في الحجّ و التقاعس عنه))، لأنه يتعلل به و يقول في باطنه: يحُجّون عني بعد موتي! بل إنّ ثمّة ما هو أضرّ من ذلك، و هو القولُ بوجوب إسقاط الصلاة عن الميّت التارك لها! ((فإنه من العوامل الكبيرة على ترك بعض المسلمين للصلاة، لأنه يتعلل أيضاً بأنّ الناس يُسقطونها عنه بعد وفاته!)) إلى غير ذلك من الأقوال التي لا يخْفى سوء أثرها على المجتمع، ((فمِنَ الواجب على العالم الذي يُريد الإصلاح أن ينْبُذ هذه الأقوال لمخالفتها نصوص الشريعة و مقاصدها الحسنة.))
و قابل أثر هذه الأقوال بأثر قول الواقفين عند النصوص لا يخرجون عنها بتأويلٍ أو قياس تجد الفرق كالشمس، فإنّ من لم يأخذ بمثل الأقوال المشار إليها ((لا يُعقل أن يتـّكل على غيره في العمل و الثواب))، ((لأنه يرى أنه لا يُنجّيه إلا عمله، ولا ثواب له إلاّ ما سعى إليه هو بنفسه))، بل المفروض فيه أن يسعى ما أمكنه إلى أنْ يُخلف مِنْ بعده أثراً حسناً يأتيه أجره، و هو وحيدٌ في قبره، بدل تلك الحسنات الموهومة، ((و هذا من الأسباب الكثيرة في تقدّم السلف و تأخُّرنا، و نصر الله إياهم، و خِذلانه إيانا))، نسألُ الله تعالى أن يهدينا كما هداهم، و ينصرنا كما نصرهم."
ا.هـ. من كتاب "أحكام الجنائز و بدعها" [ص 222-223 من الطبعة الأولى الجديدة - مكتبة المعارف].
أقول (إسماعيل):
فهل يقول عاقل بعد هذا الكلام النفيس من إمام الدنيا -رحمه الله- و إصراره على وجوب العمل، بأنه يقول بقول المرجئة و يخرج العمل من مسمّى الإيمان؟؟؟!!!
بل تباً لتلك العقول الخبيثة التي ألصقت به هذه التهمة التي هو بريء منها براءة الذئب من دم يوسف! و لينظروا في قوله -رحمه الله-: (((لأنه يرى أنه لا يُنجّيه إلا عمله، ولا ثواب له إلاّ ما سعى إليه هو بنفسه)))!!! فهل تقول المرجئة بهذا القول؟! و هل يقول من يخرج العمل من مسمى الإيمان بهذا القول؟؟!!
و بالمناسبة، أحببت أن أعلّق على كلمة الشيخ في الفقرة السابقة:
"ألست ترى مثلاً أنّ بعض المشايخ الذين يعيشون على كسب بعض تلامذتهم، لا يسعون بأنفسهم ليحصلوا على قوت يومهم بعرق جبينهم و كدّ يمينهم! و ما السبب في ذلك إلاّ أنهم استغنوا عن ذلك بكسب غيرهم! فاعتمدوا عليه و تركوا العمل…"
فأقول: هذا حال بعض من اتهم الإمام الألباني -رحمه الله- بهذه التهمة الباطلة كمثل إحسان عايش -عليه من الله ما يستحق- الذي يتكل على من يدعمه من الكويت و السعودية بالمال ليصرف على نفسه و عياله و تعمير البيوت ذات الطوابق الثلاثة بدلاً من أن يسعى بنفسه ليحصل قوت يومه بعرق جبينه و كدّ يمينه!!! فوقع في الإرجاء الماديّ الذي تحدّث الشيخ عنه!!!
و الله المستعان…
و لا حول و لا قوة إلا بالله.
كتبه الأخ: أبو عمر إسماعيل العمري
تعليق