السلام عليكم ورحمة الله...هذه المشاركة جزء من مشاركة كانت لي قبل فترة في أحد المنتديات وكانت تكميلا لرد أحد الإخوة على القرضاوي والآن مع الفائدة:
ذكر الأخ الفاضل من الملاحظات على الكاتب جعله التوسل بالذوات أو الجاه..الخ من الشرك الأصغر –كما فهمت من كلامه - وأن هذا من الأخطاء.
أقول صدق الأخ جزاه الله خيرا على هذا التنبيه وقد نقل الإجماع على أن التوسل بالذوات بدعة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما نقله العلامة ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان فقال:
قال شيخنا قدس الله روحه : وهذه الأمور المتبدعة عند القبور مراتب أبعدها عن الشرع : أن يسأل الميت حاجته ويستغيث به فيها كما يفعله كثير من الناس قال : وهؤلاء من جنس عباد الأصنام ولهذا قد يتمثل لهم الشيطان في صورة الميت أو الغائب كما يتمثل لعباد الأصنام وهذا يحصل للكفار من المشركين وأهل الكتاب يدعو أحدهم منيعظمه فيتمثل له الشيطان أحيانا وقد يخاطبهم ببعض الأمور الغائبة وكذلك السجود للقبر والتمسح به وتقبيله المرتبة الثانية : أن يسأل الله عز وجل به وهذا يفعله كثير من المتأخرين وهو بدعة باتفاق المسلمين"ا.هــ
قلت : وكذا أفاد أنه بدعة السهسواني كما نقله الشيخ ناصر العدني كما في شرحه على الدر النضيد للشوكاني رحمهالله.
ولكن مع هذا ينبغي التنبيه على أمر وهو أن هناك من أهل العلم من ذهب إلىأن هذا التوسل من قسم الشرك الأكبر ومن هذا ما قاله المقريزي في تجريد التوحيدالمفيد ص44 حيث قال:
وقوم يزورونهم يدعون بهم, وهؤلاء هم المشركون, وجهلة العوام والطغام من غلاتهم"ا.هـ[1]
وفي شرح العلام محمد أمان الجامي رحمه الله على هذاالكتاب قال ما ملخصه "هذا التعبير من الشيخ المقريزي تعبير جريء وهو صواب"ا.هـ وقالأيضا "وإنما كان هذا لأنهم يعتقدون أن لهم تأثيرا ودخلا في فعل الله فيجعلونه يفعل ما لا يريد أن يفعل فهم إذا قدموا هؤلاء لا يردهم –قلت: أي الله- هذا هو الجاري عند كثير منالناس"ا.هـ ملخصا.
قلت: ونبه على هذا أيضا بعض المعلقين على كتاب السهسواني حيث قالوا: إن هذ التوسل البدعي صار عند كثير من المتأخرين شركا أكبر لأنهم يعتقدون عندتوسلهم بالذات الفلانية أنها قادرة على التأثير في إرادة الله عز وجل وهذا عينهاعتقاد المشركين الأوائل ا.هــ بتصرف[2]
قلت وهذا نفس كلام الشيخ محمد أمان الجامي -رحمه الله- وبهذا تتضح هذه المسألة وبيان أن من أطلق من العلماء على هذا التوسل أنه من الشرك الأكبر فلما سبق بيانه من الإعتقادات التي انتشرت عند الفاعلين لهذا التوسل البدعي فينبغي عند تنزيل الحكم النظر هل توفرت فيه هذه الإعتقادات التي انتشرت عند المتأخرين؟ ؛فيطلق عليه الشرك والكفير حينئذ وإن كان حاله فقط التوسل المجرد فهو بدعة كما قال أبوطين والشيخ سليمان بن سحمان وعليه الإجماع كما قال شيخ الإسلام -رحم الله الجميع- بهذا يظهر عدم التعارض بين من أطلق أنه من قسم الشرك الأكبر وبين من نقل الإجماع على أنه بدعة والله أعلم[3].(انظر شرح الشيخ الجامي على التجريد فما نقلته هنا إنما هو ملخص ما ذكر).
[1] ص44 وقد علق الشيخ ياسين العدني كذلك على هذه الفقرة.
[2] بواسطة شرح ناصر العدني على الدر النضيد.
[3] وإن كان البدعة بالمعنى العام قد يدخل تحتها الشرك الأكبر.
ذكر الأخ الفاضل من الملاحظات على الكاتب جعله التوسل بالذوات أو الجاه..الخ من الشرك الأصغر –كما فهمت من كلامه - وأن هذا من الأخطاء.
أقول صدق الأخ جزاه الله خيرا على هذا التنبيه وقد نقل الإجماع على أن التوسل بالذوات بدعة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما نقله العلامة ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان فقال:
قال شيخنا قدس الله روحه : وهذه الأمور المتبدعة عند القبور مراتب أبعدها عن الشرع : أن يسأل الميت حاجته ويستغيث به فيها كما يفعله كثير من الناس قال : وهؤلاء من جنس عباد الأصنام ولهذا قد يتمثل لهم الشيطان في صورة الميت أو الغائب كما يتمثل لعباد الأصنام وهذا يحصل للكفار من المشركين وأهل الكتاب يدعو أحدهم منيعظمه فيتمثل له الشيطان أحيانا وقد يخاطبهم ببعض الأمور الغائبة وكذلك السجود للقبر والتمسح به وتقبيله المرتبة الثانية : أن يسأل الله عز وجل به وهذا يفعله كثير من المتأخرين وهو بدعة باتفاق المسلمين"ا.هــ
قلت : وكذا أفاد أنه بدعة السهسواني كما نقله الشيخ ناصر العدني كما في شرحه على الدر النضيد للشوكاني رحمهالله.
ولكن مع هذا ينبغي التنبيه على أمر وهو أن هناك من أهل العلم من ذهب إلىأن هذا التوسل من قسم الشرك الأكبر ومن هذا ما قاله المقريزي في تجريد التوحيدالمفيد ص44 حيث قال:
وقوم يزورونهم يدعون بهم, وهؤلاء هم المشركون, وجهلة العوام والطغام من غلاتهم"ا.هـ[1]
وفي شرح العلام محمد أمان الجامي رحمه الله على هذاالكتاب قال ما ملخصه "هذا التعبير من الشيخ المقريزي تعبير جريء وهو صواب"ا.هـ وقالأيضا "وإنما كان هذا لأنهم يعتقدون أن لهم تأثيرا ودخلا في فعل الله فيجعلونه يفعل ما لا يريد أن يفعل فهم إذا قدموا هؤلاء لا يردهم –قلت: أي الله- هذا هو الجاري عند كثير منالناس"ا.هـ ملخصا.
قلت: ونبه على هذا أيضا بعض المعلقين على كتاب السهسواني حيث قالوا: إن هذ التوسل البدعي صار عند كثير من المتأخرين شركا أكبر لأنهم يعتقدون عندتوسلهم بالذات الفلانية أنها قادرة على التأثير في إرادة الله عز وجل وهذا عينهاعتقاد المشركين الأوائل ا.هــ بتصرف[2]
قلت وهذا نفس كلام الشيخ محمد أمان الجامي -رحمه الله- وبهذا تتضح هذه المسألة وبيان أن من أطلق من العلماء على هذا التوسل أنه من الشرك الأكبر فلما سبق بيانه من الإعتقادات التي انتشرت عند الفاعلين لهذا التوسل البدعي فينبغي عند تنزيل الحكم النظر هل توفرت فيه هذه الإعتقادات التي انتشرت عند المتأخرين؟ ؛فيطلق عليه الشرك والكفير حينئذ وإن كان حاله فقط التوسل المجرد فهو بدعة كما قال أبوطين والشيخ سليمان بن سحمان وعليه الإجماع كما قال شيخ الإسلام -رحم الله الجميع- بهذا يظهر عدم التعارض بين من أطلق أنه من قسم الشرك الأكبر وبين من نقل الإجماع على أنه بدعة والله أعلم[3].(انظر شرح الشيخ الجامي على التجريد فما نقلته هنا إنما هو ملخص ما ذكر).
[1] ص44 وقد علق الشيخ ياسين العدني كذلك على هذه الفقرة.
[2] بواسطة شرح ناصر العدني على الدر النضيد.
[3] وإن كان البدعة بالمعنى العام قد يدخل تحتها الشرك الأكبر.