بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخلاف بين العلماء أسبابه وموقفنا منه لفضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين _رحمه الله_
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ، ونعود بالله من شرور أنفسنا وسييئات اعمالنا ، من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد ان لا أله الا الله وحده لا شريك له ، واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ،
(يأيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن ال وانتم مسلمون )ال عمران(يايها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذى تسائلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا )النساء
( يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) الاحزاب
أما بعد
فانه قد يثير هذا الموضوع التساؤل لدى الكثيرين وقد يسأل البعض لماذا هذا الموضوع وهذا العنوان الذى قد يكون غيره من المسائل الدين اهم منه؟ ولكن هذا العنوان وخاصة فى وقتنا الحاضر يشغل بال الكثير من الناس ، ولا أقول من العامه بل حتى من طلبة العلم ، وذلك أنها كثرت فى وسائل الاعلام نشر الاحكام وبثها بين الانام واصبح الخلاف بين قول فلان وفلان مصدر تشويش بل تشكيكعند الكثير من الناس ، لا سيما من العامه الذين لا يعرفون مصادر الخلاف ، ولهذا رايت _ وبالله استعين _ان اتحدث فى هذا الامر الذى فى نظرى شان كبير بين المسلمين
ان من نعمة الله تبارك وتعالى على هذه الامه ان الخلاف بينها لم يكن فى أصول دينها ومصادره الاصليه وانما الخلاف فى أشياء لا تمس وحدة المسلمين الحقيقيه وهو أمر لابد ان يكون وقد أجملت العناصر التى اريد أن اتحدث عنها بما يلى :
اولا من المعلوم عند جميع المسلمين مما فهموه من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى بعث محمد صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ، وهذا يتضمن ان يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بين هذا الدين بيانا شافيا كافيا ، ولا يحتاج بعده الى بيان ، لان الهدى بمعناه ينافى الضلاله بكل معانيها ودين الحق بمعناه ينافى كل دين باطل لا يرتضيه الله عز وجل ، ورسول الله بُعث بالهدى ودين الحق وكان الناس فى عهده صلوات الله وسلامه عليه يرجعون عند التنازع اليه فيحكم بينهم ويُبين لهم الحق سواء فيما يختلفون فيه من كلام الله او فيما يختلفون من احكام الله التى لم ينزل حكمها ، ثم بعد ذلك ينزل القران مبَينا لها ، وما اكثر ما نقرا فى القران قوله( يسالونك عن كذا)فيجيب الله تعالى نبيه بالجواب الشافى ويامره ان يبلغه الى الناس قال تعالى ( يسألونك ماذا أُحِل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله """)المائده
(ويسالونك ماذا ينفقون قل العفو"""" )البقره
(يسألونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول"""")الانفال
ولكن بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم اختلفت الامه فى احكام الشريعه التى لا تقضى على اصول الشريعه واصول مصادرهاولكنه اختلاف سنبين ان شاء الله بعض اسبابه ، ونحن جميعا نعلم علم اليقين انه لا يوجد واح من دوى العلم الموثوق بعلمهم وامانتهم ودينهم يخالف ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عن عمد وقصد لا من اتصفوا بالعلم والديانه فلا بد ان يكون رائدهم الحق ومن رائده الحق فان الله سييسره له ، واستمعوا الى قوله تعالى ( ولقد يسرنا القران لذكر فهل من مذكر )القمر
(فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى )الليل
ولكن مثل هؤلاء الائمه يمكن ان يحدث منهم الخطأ فى احكام الله تبارك وتعالى ، لا فى الا صول التى اشرنا اليها من قبل وهذا الخطأ امر لابد ان يكون ، لان الانسان كما وصفه الله تعالى بقوله( وخلق الانسان ضعيفا)النساء
الانسان ضعيف فى علمه وادراكه ، وهو ضعيف فى احاطته وشموله ولذلك لابد أن يقع الخطأ من أهل العلم فى الاسباب الاتيه مع انها فى الحقيقه أسباب كثيره وبحر لا ساحل له والانسان البصير باقوال اهل العلم يعرف اسباب الخلاف المنتشره الذى اخطأ فى حكمه
السبب الاولان يكون الدليل لم يبلغ هذا المخالف الذى أخطا فى حكمه :
وهذا السبب ليس خاصاً فيما بعد الصحابه بل يكون فى الصحابه ومن بعدهم :ونضرب مثالين وقعا للصحابه من هذا النوع
مثال _فاننا علمنا بما ثبت فى صحيح البخارى وغيره حينما سافر امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه الى الشام وفى اثناءالطريق ذُكر له ان فيها وباء وهو الطاعون وقف وجعل يستشير الصحابه رضى الله عنهم فاستشار المهاجرين والانصار واختلفوا فى ذلك على امرين وكان الارجح القول بالرجوع وفى اثناءهذه المداوله والمشاوره جاء عبد الرحمان بن عوف وكان غائبا فى حاجة له فقال : ان عندى من ذلك علما سمعت رسول الله يقول : ((اذا سمعتم به فى ارض فلاتقدموا عليه وان وقع وانتم فيها فلا تخرجوا منها فرارا منه)) أخرجه البخارىكتاب الطب
فكان هذا الحكم خافيا على كبار الصحابه من المهاجرين والانصار حتى جاء عبد الرحمان بن عوف فأخبرهم بهذا الحديث
مثال اخركان على بن ابى طالب رضى الله عنه وعبد الله بن عباس رضى الله عنهما يريان ان الحامل اذا مات عنها زوجها تعتد باطول الاجلين من اربعة اشهر وعشر """ او وضع الحمل فاذا وضعت الحمل قبل اربعة اشهر وعشر لم تنقضى العدة عندهما وبقيت حتى تنقضى اربعة اشهر وعشر واذا انقضت اربعة اشهر وعشر من قبل ان تضع الحمل بقيت فى عدتها حتى تضع الحمل لان الله تعالى يقول ((وأُولات الاحمال اجلهن ان يضعن حملهن )الطلاق
ويقول (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشر)البقره
وبين الايتين عموم وخصوص وجهى ، وطريق الجمع ما بينهما عموم وخصوص وجهى ، ان يؤخذ باصورة التى تجمعهما ولا طريق الى ذلك الا ما سلكه على وبن عباس رضى الله عنهما ،ولكن السنه فوق ذلك فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديث سبيعه الاسلميه( انها نفست بعد موت زوجها بليال فاذن لها الرسول ان تتزوج )أخرجه البخارى كتاب الطلاق
ومعنى ذلك اننا ناخذ باية سورة الطلاق التى تسمى سورة النساء الصغرى وهى عموم قوله تعالى ( واولات الاحمال أجلهن ان يضعن حملهن )الطلاق
وانا نعلم علم اليقين ان هذا الحديث لو بلغ عليا وبن عباس لاخذا به قطعا ولم يذهبا الى رايهما
السبب الثانى يتبع ان شاء الله
أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخلاف بين العلماء أسبابه وموقفنا منه لفضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين _رحمه الله_
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ، ونعود بالله من شرور أنفسنا وسييئات اعمالنا ، من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد ان لا أله الا الله وحده لا شريك له ، واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ،
(يأيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن ال وانتم مسلمون )ال عمران(يايها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذى تسائلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا )النساء
( يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) الاحزاب
أما بعد
فانه قد يثير هذا الموضوع التساؤل لدى الكثيرين وقد يسأل البعض لماذا هذا الموضوع وهذا العنوان الذى قد يكون غيره من المسائل الدين اهم منه؟ ولكن هذا العنوان وخاصة فى وقتنا الحاضر يشغل بال الكثير من الناس ، ولا أقول من العامه بل حتى من طلبة العلم ، وذلك أنها كثرت فى وسائل الاعلام نشر الاحكام وبثها بين الانام واصبح الخلاف بين قول فلان وفلان مصدر تشويش بل تشكيكعند الكثير من الناس ، لا سيما من العامه الذين لا يعرفون مصادر الخلاف ، ولهذا رايت _ وبالله استعين _ان اتحدث فى هذا الامر الذى فى نظرى شان كبير بين المسلمين
ان من نعمة الله تبارك وتعالى على هذه الامه ان الخلاف بينها لم يكن فى أصول دينها ومصادره الاصليه وانما الخلاف فى أشياء لا تمس وحدة المسلمين الحقيقيه وهو أمر لابد ان يكون وقد أجملت العناصر التى اريد أن اتحدث عنها بما يلى :
اولا من المعلوم عند جميع المسلمين مما فهموه من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى بعث محمد صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ، وهذا يتضمن ان يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بين هذا الدين بيانا شافيا كافيا ، ولا يحتاج بعده الى بيان ، لان الهدى بمعناه ينافى الضلاله بكل معانيها ودين الحق بمعناه ينافى كل دين باطل لا يرتضيه الله عز وجل ، ورسول الله بُعث بالهدى ودين الحق وكان الناس فى عهده صلوات الله وسلامه عليه يرجعون عند التنازع اليه فيحكم بينهم ويُبين لهم الحق سواء فيما يختلفون فيه من كلام الله او فيما يختلفون من احكام الله التى لم ينزل حكمها ، ثم بعد ذلك ينزل القران مبَينا لها ، وما اكثر ما نقرا فى القران قوله( يسالونك عن كذا)فيجيب الله تعالى نبيه بالجواب الشافى ويامره ان يبلغه الى الناس قال تعالى ( يسألونك ماذا أُحِل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله """)المائده
(ويسالونك ماذا ينفقون قل العفو"""" )البقره
(يسألونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول"""")الانفال
ولكن بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم اختلفت الامه فى احكام الشريعه التى لا تقضى على اصول الشريعه واصول مصادرهاولكنه اختلاف سنبين ان شاء الله بعض اسبابه ، ونحن جميعا نعلم علم اليقين انه لا يوجد واح من دوى العلم الموثوق بعلمهم وامانتهم ودينهم يخالف ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عن عمد وقصد لا من اتصفوا بالعلم والديانه فلا بد ان يكون رائدهم الحق ومن رائده الحق فان الله سييسره له ، واستمعوا الى قوله تعالى ( ولقد يسرنا القران لذكر فهل من مذكر )القمر
(فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى )الليل
ولكن مثل هؤلاء الائمه يمكن ان يحدث منهم الخطأ فى احكام الله تبارك وتعالى ، لا فى الا صول التى اشرنا اليها من قبل وهذا الخطأ امر لابد ان يكون ، لان الانسان كما وصفه الله تعالى بقوله( وخلق الانسان ضعيفا)النساء
الانسان ضعيف فى علمه وادراكه ، وهو ضعيف فى احاطته وشموله ولذلك لابد أن يقع الخطأ من أهل العلم فى الاسباب الاتيه مع انها فى الحقيقه أسباب كثيره وبحر لا ساحل له والانسان البصير باقوال اهل العلم يعرف اسباب الخلاف المنتشره الذى اخطأ فى حكمه
السبب الاولان يكون الدليل لم يبلغ هذا المخالف الذى أخطا فى حكمه :
وهذا السبب ليس خاصاً فيما بعد الصحابه بل يكون فى الصحابه ومن بعدهم :ونضرب مثالين وقعا للصحابه من هذا النوع
مثال _فاننا علمنا بما ثبت فى صحيح البخارى وغيره حينما سافر امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه الى الشام وفى اثناءالطريق ذُكر له ان فيها وباء وهو الطاعون وقف وجعل يستشير الصحابه رضى الله عنهم فاستشار المهاجرين والانصار واختلفوا فى ذلك على امرين وكان الارجح القول بالرجوع وفى اثناءهذه المداوله والمشاوره جاء عبد الرحمان بن عوف وكان غائبا فى حاجة له فقال : ان عندى من ذلك علما سمعت رسول الله يقول : ((اذا سمعتم به فى ارض فلاتقدموا عليه وان وقع وانتم فيها فلا تخرجوا منها فرارا منه)) أخرجه البخارىكتاب الطب
فكان هذا الحكم خافيا على كبار الصحابه من المهاجرين والانصار حتى جاء عبد الرحمان بن عوف فأخبرهم بهذا الحديث
مثال اخركان على بن ابى طالب رضى الله عنه وعبد الله بن عباس رضى الله عنهما يريان ان الحامل اذا مات عنها زوجها تعتد باطول الاجلين من اربعة اشهر وعشر """ او وضع الحمل فاذا وضعت الحمل قبل اربعة اشهر وعشر لم تنقضى العدة عندهما وبقيت حتى تنقضى اربعة اشهر وعشر واذا انقضت اربعة اشهر وعشر من قبل ان تضع الحمل بقيت فى عدتها حتى تضع الحمل لان الله تعالى يقول ((وأُولات الاحمال اجلهن ان يضعن حملهن )الطلاق
ويقول (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشر)البقره
وبين الايتين عموم وخصوص وجهى ، وطريق الجمع ما بينهما عموم وخصوص وجهى ، ان يؤخذ باصورة التى تجمعهما ولا طريق الى ذلك الا ما سلكه على وبن عباس رضى الله عنهما ،ولكن السنه فوق ذلك فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديث سبيعه الاسلميه( انها نفست بعد موت زوجها بليال فاذن لها الرسول ان تتزوج )أخرجه البخارى كتاب الطلاق
ومعنى ذلك اننا ناخذ باية سورة الطلاق التى تسمى سورة النساء الصغرى وهى عموم قوله تعالى ( واولات الاحمال أجلهن ان يضعن حملهن )الطلاق
وانا نعلم علم اليقين ان هذا الحديث لو بلغ عليا وبن عباس لاخذا به قطعا ولم يذهبا الى رايهما
السبب الثانى يتبع ان شاء الله
أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه
تعليق