هل السياحةُ في الأرض والخروج منها وتركُ الأهل والأوطان، طريقٌ مشروعٌ في الإسلام أم مرفوضٌ؟
الجـواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فليس في ترك الأهل والأمصار والبلدان والهِيام في الأرض من الدِّين الإسلامي، ولا هو طريقُ عبادةٍ مشروعةٍ في شيءٍ، بل هو أحد مظاهر التصوُّفِ، الذي لم يُؤْثَرْ مسلكه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ولا عن صحابته الكرام، ولا من تبعهم بإحسان، اللهمَّ إلاَّ إذا كان الخروج لطلب العلم النافع لقوله تعالى: ﴿فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة: 122]، أو الخروج للدعوة إلى الله على بصيرة بحَسَب حجم الإمكانيات والقدرة، من غير تقييدٍ بأيامٍ كأربعين يومًا، لقوله تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108]، إذ طلب العلم فريضةٌ والعلم لا يتأتَّى إلاَّ بالتعلُّم، ولا يحصل بالإلهام، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إِنَّمَا العِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ وَالحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ تَحَرَّ الخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ»(١- أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط»: (3/11، والبيهقي في «شعب الإيمان»: (7/39، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه. وأخرجه ابن الجوزي في «العلل المتناهية»: (1/85)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. والحديث حسّنه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (1/670).).
وعليه، فالخروج من غير اعتبارٍ بطلب العلم أو الدعوة إلى الله بالحُجَّة والبرهان مرفوضةٌ لا يُسنِدها دليلٌ شرعيٌّ، فضلاً عن أنَّ السياحةَ والخروجَ يُشغل عن طلب العلم، ويُفتر الهِمَّة فيه، ولا يخفى أنَّ العمل بدون علمٍ ضلالٌ.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
الجـواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فليس في ترك الأهل والأمصار والبلدان والهِيام في الأرض من الدِّين الإسلامي، ولا هو طريقُ عبادةٍ مشروعةٍ في شيءٍ، بل هو أحد مظاهر التصوُّفِ، الذي لم يُؤْثَرْ مسلكه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ولا عن صحابته الكرام، ولا من تبعهم بإحسان، اللهمَّ إلاَّ إذا كان الخروج لطلب العلم النافع لقوله تعالى: ﴿فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة: 122]، أو الخروج للدعوة إلى الله على بصيرة بحَسَب حجم الإمكانيات والقدرة، من غير تقييدٍ بأيامٍ كأربعين يومًا، لقوله تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108]، إذ طلب العلم فريضةٌ والعلم لا يتأتَّى إلاَّ بالتعلُّم، ولا يحصل بالإلهام، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إِنَّمَا العِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ وَالحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ تَحَرَّ الخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ»(١- أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط»: (3/11، والبيهقي في «شعب الإيمان»: (7/39، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه. وأخرجه ابن الجوزي في «العلل المتناهية»: (1/85)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. والحديث حسّنه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (1/670).).
وعليه، فالخروج من غير اعتبارٍ بطلب العلم أو الدعوة إلى الله بالحُجَّة والبرهان مرفوضةٌ لا يُسنِدها دليلٌ شرعيٌّ، فضلاً عن أنَّ السياحةَ والخروجَ يُشغل عن طلب العلم، ويُفتر الهِمَّة فيه، ولا يخفى أنَّ العمل بدون علمٍ ضلالٌ.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
الجزائر في: 03 المحرم 1430ﻫ
الموافق ﻟ: 31 ديسمبر 2008م
١- أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط»: (3/11، والبيهقي في «شعب الإيمان»: (7/39، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه. وأخرجه ابن الجوزي في «العلل المتناهية»: (1/85)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. والحديث حسّنه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (1/670).الموافق ﻟ: 31 ديسمبر 2008م