إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

( الوصايا المهمة لعامة الأمة ) للشيخ صالح السحيمي - حفظه الله - مفرغ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ( الوصايا المهمة لعامة الأمة ) للشيخ صالح السحيمي - حفظه الله - مفرغ

    شـريــط


    ( وصايا مهمة لعامة الأمة )


    للشيخ صالح بن سعد السحيمي



    - حفظه الله تبارك وتعالى -




    (( كلام المقدم ))


    نرحب بكم جميعا في هذا الملتقى العاشر الذي نتواصل به جميعا ، وهدفه كله ابتغاء وجه الله - تبارك وتعالى - في نشر العلم النافع ، وأن يكون ذلك من أسباب العمل الصالح .
    ونشر السنة يحتاج إلى تواصٍ ، وتعاون ، وتتظافر جهود ، والحمد الله نحن فرحون بهذا التناصر والتواصي ، وهذا الحضور الذي نسأل الله – عز وجل – أن يثمر انتفاعا في المنهج ، وفي العمل ، وفي لزوم السنة ، ونسأل الله – عز وجل – أن يبارك في كل جهد ، ولا يحقر أحدٌ جهدا في نصر ، ولو بكلمة يسيرة ، ولو بحضور ، ولو بالدلالة على الخير ، والإرشاد إلى أئمة الهدى ، وعلماء أهل السنة والجماعة .
    أيها الإخوة : لا شك أننا في هذا اللقاء نجثني فوائد كثيرة ، وأنا من أولهم .
    وكلنا طلبة علم ، والعلم درجات ، والناس فيه رتب ، وفوق كل ذي علم عليم .
    وإذا حضر مشايخنا ، وحضر أئمتنا انتفعنا جميعا من هذا .
    ومن أعظم ما يكون من الانتفاع – سوى ما هو معلوم من العلم النافع – هو شحذ الهمم ، وهذا النشاط الذي نجده في أنفسنا ، وأجده في نفسي خاصة ، أجده في كل لقاء ألتقي به مع عالم ، أو إمام مبرز ، أو شيخ له باعه في طلب العلم ، وفي نشره ، وفي نصرة السنة ، خصوصا في المقامات التي قام فيها أهل البدع ، ورفعوا عقيرتهم في التثبيط على الولاة ، وتأييد الشر ، فكانت لهم مقامات هي بمنزلة الجهاد ، بل هي جهاد ، كانت من أسباب صيانة البلاد والعباد عن الشرور والفتن ، وكلنا حقيقة نرفل بنعمة الأمن والأمان والصحة والعافية بعد أن ذهبت ديارنا بسبب الاحتلال البعثي العراقي ، وعرفتهم جميعا مواقف أهل الأهواء ، ومواقف المتعالمين ، ومواقف أصحاب المناهج التكفيرية ، ومواقف القطبيين ، ولا بد كل جماعة أساسها : إما متعالمون ، وإما أنصاف متعالمين ، وإما أقوام غارقون في التنظير ، فإن للتنظير شهوة أعظم من شهوة ( أظنها قال النفس ) ؛ لذلك قال وهب بن منبه – رحمه الله تعالى – أن للعلم طغيانا كطغيان المال .
    وفقه الواقع ثبت بالدليل القاطع ، وبالتجربة العملية أن المبرزين فيهم هم أئمتنا ، وعلماؤنا ، وأن أئمة التنظير الذين كانوا ينظرون في بريدة ، وفي جدة ، لم يقدموا للأمة حلا واقعيا أبدا ؛ ولذلك الأمة تمر بمتغيرات إقليمية خطيرة وحساسة تشبه الأجواء التي عشناها في تلك الأيام من بعض الوجوه ؛ لذلك نحتاج أن نذكركم ، ومثلكم – إن شاء الله – نرجو ونحسن فيه الظن - : أنه لن يكرر الخطأ أبدا ، ولن يغتر بأولئك القوم الذين نعتناهم بالنعوت المعروفة ، وإنما سيكيلون الأمر إلى عالمه كما الله - تبارك وتعالى - : ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) سورة النساء آية رقم (83) .
    أيها الإخوة في الله : في بلادنا هذه ، في هذه الأيام خصوصا نرى حضورا نشيطا لبعض أولئك القوم الذين نعتناهم بما ذكرناه ، وحضورهم في مثل هذه المتغيرات الإقليمية لاشك أنه لا يبعث على الطمأنينية ؛ لمن جربهم ، وعرف سيرتهم ، وسبر مناهجهم ؛ لذلك يجب علينا في مثل هذه الأيام أن نكثف نشاطنا ديانة ، وطاعة لله – تبارك وتعالى - ، وقطعا للطريق حتى لا يكرر هؤلاء فتنتهم التي فعلوها من قبل .
    وإذا نجم ناجم البدع ، أو أهلها وجد البدار إلى حد أئمة أهل السنة ، وإبرازهم إلى الناس ، وتقديمهم إلى الناس ، حتى نصون الناس ، وتصون الديار والبلاد والعباد عن الشرور والفتن ؛ ولذلك أيها الإخوة في الله هذا المخيم أقيم من أجل هذا الغرض ، وسيقام – إن شاء الله – مخيم مثل هذا – إن شاء الله – وهو من باب التكامل في الجهود ، والتناصر والتعاضد ، وليس من باب ( كلمة أظنها التضاهي ) بل المشايخ هم المشايخ ، ومعهم آخرون من أهل من ديار مختلفة : من المملكة العربية السعودية ، ومن مصر الشيخ حسن البنا شقيق الشيخ محمد البنا السلفي المعروف بجدة ، وليس حسن البنا الذي مات ، وننشر مذهب فرقته المعلومة ، كذلك إخوة من اليمن ، إخوة من الصومال الشيخ عثمان المعلمي ، مشايخ على السنة المحضة .
    الشيخ عبد المالك الرمضاني ، وشيخنا الفاضل الكريم الشيخ صالح السحيمي ؛ وإن شاء الله نحاول – أيضا – في فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ ، وهناك – أيضا – ( أظنه قال أشياء ) أخرى وكبرى مفآجات – إن شاء الله – ، نسأل الله – عز وجل – أن ييسر الأمور .
    وسيكون هذا الملتقى – إن شاء الله – في منطقة القرين ، في البراح الذي قبل سنترال القرين الذي أقمنا فيها ندوة الذب عن الإمامين ابن باز وابن عثيمين .

    وسيكون تاريخ هذا الملتقى من (21) / (3) من هذا الشهر ، إلى (23) / (3) يعني : أربعاء وخميس وجمعة بعد المغرب مباشرة ، نصلي في مخيم مثل هذا ، في نفس المخيم ، نرجو من الإخوة الصلاة في نفس المخيم مباشرة ، أن يبكروا قبل صلاة المغرب ؛ لينتفعوا بالمشايخ .
    وبعد الصلاة .....وأيضا نصرة ، وأيضا يحصل بهذا اللقاء من الفوائد الكثيرة ما هو معلوم .
    شيخنا وضيفنا - لا شك - أنكم تعرفونه جميعا ، وهو – حقيقة - ممن ناصر الدعوة السلفية في الكويت ، وأكثرهم حضورا إلى الكويت ، وحصل بسبب محاضراته التي ألقاها خير كثير ، وما زال التواصل مستمرا مع شيخنا ، ومع سائر إخواننا ، وعلمائنا ، ومشايخنا .
    فهذا اللقاء – لاشك – أنه – إن شاء الله – لقاء يحصل به سرور لأهل السنة في كل مكان ، فقلوب أهل تتآلف ، ولو باعدت الأوطان ؛ لأن كلمة التوحيد تجمعهم على الحق – بإذن الله تبارك وتعالى - .
    شيخنا المحاضر هو فضيلة الشيخ العلامة الدكتور صالح بن سعد السحيمي الحربي ، وهو عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية ، ورئيس قسم العقيدة بالجامعة الإسلامية ، والمدرس بالمسجد النبوي ، وموجه الدعاة بمنطقة المدينة النبوية حاليا ؛ فنسأل الله – عز وجل - أن يسدده في محاضرته ، وأن ينفعنا جميعا بها ، وليتفضل فضيلة الشيخ .


    والآن الشيخ صالح السحيمي – حفظه الله :

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، وعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .
    من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .
    وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه ، وعلى آله وأصحابه ، وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين .
    أما بعد :
    فأقول : بادئ ذي بدء : أسأل الله لي ولكم الإخلاص والصواب في القول والعمل .
    ثم إنني أشكر إخوتي على حسن ظنهم بأخيكم الصغير ، وإن كنت أعرف أنني لن أوفيَ مثل هذا الموقف حقه ، وبخاصة أن أخي الفاضل فضسلة الشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ – وفقه الله – قد طرق كثيرا – إن لم يكن أكثر الوصايا التي أردت أن أتحدث عنها ، بما لا مزيد عليه ؛ فجزاه الله عني وعنكم وعن المسلمين خير ما يجزئ به عباده الصالحين ؛ لأن العنوان ( وصايا مهمة لعامة الأمة ) وقد تضمنت أسباب العزة والتمكين العظيمة التي عرض لها الشيخ – وفقه الله – ولا نقول : تعرص ؛ فإن كلمة تعرض خطأ لغوي يقع فيها بعض المحاضرين ، وإنما نقول : المسائل التي تكلم ، أو عرض لها ، أو تحدث عنها – جزاه الله خيرا - .
    ولذلك لن أطيل فيها ، وقد تجدون تكرارا فاعذروني ؛ ولذلك سوف أختصر .
    أسأل الله لي ولكم العلم النافع ، والعمل الصالح .

    هذه الوصايا سوف أعرضها في نقاط مختصرة :

    (10:14) الوصية الأولى والمهمة : وهي وصية الله لأنبيائه ، ورسله ، والأولين ، والآخرين : تقوى الله – عز وجل - .
    ( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ) سورة النساء آية (131) .
    وقال تبارك وتعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) سورة آل عمران آية (102) .
    وقال تبارك وتعالى – مخابطا من يريد التزود بالعلم والعمل الصالح - : ( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ) سورة البقرة آية (282) .
    تقوى الله – يا إخوتاه ! – تنحصر في ضابط مختصر وهو : امتثال أوامر الله – سبحانه وتعالى - واجتناب نواهيه .
    العمل بكتاب الله – تعالى – على نور من الله ، وعلى هدى السلف الصالح ، والعمل بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على نور من الله ، وعلى هدي السلف الصالح .
    هذه حقيقة التقوى .
    بأن يطبق المسلم تعاليم الإسلام : قولا ، وعملا ، واعتقادا ؛ فإذا فعل ذلك استكمل التقوى ، وتنقص التقوى بحسب ما ينقص من أعمال ، مع أن بعض النقص - قد – يبطلها بالكلية ، والبعض ينقصها .
    هذه هي الوصية الأولى .
    أوصيكم ونفسي بتقوى الله : في العسر واليسر ، والمنشط والمكره ، وحتى على أثرة عليك – يا عبد الله ! – كما أوصى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أصحابه ، والأنصار خاصة .

    (12:34) الوصية الثانية : العلم : التزود بالعلم النافع الذي هو أساس العمل الصالح ، وكثير ما يتحدث عن العلم ، وهو نوعان :
    كفائي ، وعيني .
    فالعلم العيني : هو أن يتعلم المرء المسلم القدر الذي تصح به عبادته ؛ حتى يعبد الله على بصيرة كما قال الله – تبارك وتعالى – مخاطبا رسوله – صلى الله عليه وسلم - : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) سورة يوسف آية (10 .
    فيعرف التوحيد من الشرك ، والحلال من الحرام ، والهدى من الضلال ، والسنة من البدعة .
    إذا حصل هذا القدر ؛ فإنه يكفيه لنفسه .
    والقسم الثاني الكفائي : وهو العلم الذي يحتاج إليه المسلمون ، من توجيه ، وإرشاد ، واجتهاد ، وقضاء ، وفتيا ، وتعليم وتعلم ، وتعليل وبيان للحق ، وتحذير من الفتن .
    وكونه يوجد القاضي ، والمفتي ، والمعلم ، والموجه ، بل والعلوم الكونية : كوجود الطبيب ، والمهندس ، وما يحتاج إليه المسلمون ، هذا النوع من العلم يعتبر فرضا كفائيا إن قام به من يكفي سقط الإثم عن الجميع ، وإن تركوه جميعا = أثموا جميعا .
    هذا هو العلم الذي يقصده أهل العلم عندما يتحدثون .
    والذي يطلب العلم ينال فوائدَ كثيرةً ؛ لستُ في صدد حصرها ، غير أنني سأقتصر على ذكر أمرين :
    الفائدة الأولى : أن من يتعلم أمور دينه = يعبد الله على بصيرة ؛ لا يضع قدمه إلا حيث يجب أن توضع ، لا يفعل عبادة بهواه ، ولا بمحض اجتهاده ، ولا يتعصب ، ولا يتبع الهوى ، ولا ينفرد بالرأي ، وإنما يعبد الله على بصيرة ، على دليل ، على حجة ، على برهان ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) سورة يوسف آية (10 .
    فهذا أمر من الله – تبارك وتعالى – لرسوله وأتباعه المؤمنين إلى يوم القيامة .
    هذه الفائدة الأولى : أن من يتعلم ، ومن يتفقه في دين الله = يعبد الله على بصيرة ، لا تزعزه الأهواءُ ، ولا تخلخله الآراءُ المختلفة ، ولا يجري خلف كلّ ناعق ، ولا يطبل خلف كل مُـزمَّـر ؛ وإنما يثبت على قدم راسخة ؛ لأنه تعلم العلم الشرعي .
    الفائدة الثانية – أو الثمرة الثانية من العلم - : أنه يكون مشعل هداية لغيره ؛ فيفيد ويستفيد ؛ ينفع الله به الأمة ، يهديهم إلى سواء السبيل ، يكون مفتاحا للخير ، مغلاقا للشر ، يكون قدوة صالحة للمؤمنين ؛ يقتدون به في أقواله ، وأفعاله – إذا سلك هذا الطريق - ؛ وقد بين الله - تبارك وتعالى – ذلك في كتابه حيث قال : ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) سورة التوبة آية (122) .
    وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في هذا المعنى : من دعا إلى هدى كان من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا .
    وقال - صلى الله عليه وسلم - من حديث عبد الله البجلي : من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة .
    والمقصود : من أحْى سنة من سنن المصطفى – صلى الله عليه وسلم - .
    هاتان الفائدتان أساس عظيم في طلب العلم الشرعي ، أو ثمرتان عظيمتان لطلب العلم الشرعي ، وهناك فوائد جمة لا أستطيع حصرها منها :
    1 – أنه مسلك أهل الجنة ؛ إنه طريق يؤدي إلى الجنة .
    2 – وأن الله يرفع درجاته .
    3 – وأنه أشد الناس خشية لله .
    4 – وأن فضله على غيره كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب .
    5 – وأنه وراث نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - .
    6- وأنه لاتنطلي عليه الشبه التي تنطلي على غيره ؛ يبددها ويبدد ظلامها بنور العلم الشرعي .
    7 – وأنه يلهج - دائما - بذكر الله . وغير ذلك من الفوائد الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى .

    (18:55) الوصية الثالثة : الاعتصام بالكتاب والسنة ، وهذا لابد أن يبنى على العلم الذي سبق بيانه .
    وهو ما بينه أخي - وفقه الله – فلا داعي للإطالة فيه .
    ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) سورة آل عمران آية (103) .
    فالمعتصَم والملاذ هو كتاب الله – عز وجل – وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم .
    قال ابن عباس – رضي الله عنهما - : حبل الله هو الإسلام .
    وقال : حبل الله هو القرآن .
    والقرآن إذا ذكر شمل السنة ؛ لأن كليهما وحي من الله – سبحانه وتعالى - .
    فالاعتصام بحبل الله المتين سبب لاجتماع الكلمة ، ووحدة الصف ؛ لسنا ممن يقول : وحدة الصف ولو اختلف الرأي . وإنما نقول : وحدة الصف على توحيد الله = هو الذي يجمع الأمة ؛ وهذه وصية ستأتي بعد قليل .
    إذن الاعتصام بحبل الله – جل وعلا – والتمسك بالكتاب والسنة اللذين لن يفترقا حتى يردا على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الحوض .
    قال رسول الهدى – صلى الله عليه وسلم – في خطبة الحاجة - كثيرا ماكان يكرر : إن أصدق الحديث كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد – صلى الله عليه وسلم – ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة .
    قال الله - تبارك وتعالى - : ( وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) سورة الحشر آية (7) .
    وقال تبارك وتعالى : ( وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) سورة الأنفال آية (24) .
    وقال - جل وعلا - ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) سورة النساء آية (59) .
    وقد تكلم أخي – وفقه الله - على هذه القضية بما لا مزيد عليه .

    (21:29) الوصية الرابعة : الاقتداء بالصحابة – كما ذكر أخي – وفقه الله - الذين قال الله – تبارك وتعالى - في الاقتداء بهم ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ ) سورة التوبة آية (100) .
    وقال تبارك وتعالى – بعد أن ذكر صفات المهاجرين ، وصفات الأنصار في سورة الحشر – قال بعد ذلك – ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) سورة الحشر آية (10) .
    وقد سمعتم الأحاديث التي أوردها أخي فضيلة الشيخ الدكتور فلاح – وفقه الله – فلا داعي لتكرارها .


    (22:30) الوصية الخامسة : السير على هدي السلف الصالح ، وعلى رأسهم الصحابة - كما بُـيّـن في الوصية الرابعة - الذين بهم قام القرآن – هذه عبارة شيخ الإسلام ابن تيمية كما ذكر في الحموية – وبه قاموا ، وبهم نطق القرآن ، وبه نطقوا .
    أولئك الرعيل الأول الذين قال فيهم عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه - : من كان مستنا – أو من كان متأسيا في الرواية الأخرى – فليتأس بأصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فإنهم أعمق هذه الأمة علما ، وأقلها تكلفا ، وأصدقها قيلا ، وأحسنها خلقا ، أو كما قال رضي الله عنه وأرضاه إلى أن قال : فاستمسكوا بهديهم فإنهم على الصراط المستقيم .
    وقال عمر بن عبد العزيز – رحمه الله - : سن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وولاة الأمر من بعده ، الأخذ بها تصديق لكتاب الله ، واستكمال لطاعة الله ، وقوة على دين الله ، ليس لأحد تغيرها ، ولا تبديلها ، ولا النظر في شيء خالفها ؛ من اهتدى بها فهو مهتد ، ومن استنصر بها فهو منصور ، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين = ولاه الله ما تولى ، وأصلاه جهنم ، وساءت مصيرا .

    (24:30) الوصية السادسة : الرجوع إلى العلماء الربانيين الذين ينفون عن كتاب الله – جل وعلا – تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين يقضون بالحق وبه يعدلون .
    ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) سورة النساء آية (83) .
    مما آلمني مرة ونحن في مدينة من مدننا في المملكة أنني لما دعوت إلى لزوم العلماء والأخذ عنهم وثني الركب عندهم قام اثنان متأثران بجماعة موجودة في الساحة : جماعة صوفية تتلبس بلباس الدعوة وهي تدعوة إلى التصوف في حقيقة الأمر ، وكان هذان الشابان متأثرين بتلك الجماعة فخرجا معي : وكان إلى يميني فضيلة شيخنا الشيخ صالح البليهي - رحمه الله تعالى - وعن يساري فضيلة شيخنا الشيخ محمد المرشد - رحمه الله تعالى - .
    أنا ذكرتُ بالمناسبة مشايخنا :
    سماحة الشيخ ابن باز ، سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، وفضيلة الشيخ العثيمين ، الشيخ الألباني ، وغيرهم ، ذكرت عددا من المشايخ آنذاك ، وكان هذا قبل خمسة عشر سنة قديم الكلام هذا ، عفوا سبعة عشرة سنة !
    فقال هذان الشابان : أنت تقول : إن العلم لا يوجد إلا عند هؤلاء ؟!
    يا أخي ! اخرج في سبيل الله ومع هذه الجماعة ، والعلم يأتيك فويضات !!

    لا إله إلا الله !!
    التفت قلتُ : يا ابني ! وكان صغيرا (15) أو (14) – يا ابني كلمة ( فويضات ) من أين جاءتك ؛ في قلب نجد في قلب بلد التوحيد ؟!!
    من أين جاءتك كلمة الفويضات ؟ جاءتك من الأحزاب ، وغيرهم من الأصحاب ، لا حول ولا قوة إلا بالله .
    ناصحتُه ثم مضيت في سبيلي .
    إذن الأمر السادس هو الرجوع إلى العلماء ، ولاسيما ونحن نشهد هذه الأيام – كما أشار أخي – وفقه الله – فضيلة الشيخ حسين - نشهد حملة شرسة على علماء الأمة من قبل منظري الفضائيات المشبوهة ، ومواقع الإنرنت .
    ويصفون العلماء بأوصاف فاقوا فيها المعتزلة !! والله ما قال المعتزلة ربع قولهم .
    وقد يحسب بعضهم على أنه من أهل المنهج ! زعما منه وإلا فهو بعيد عنه أعني منهج الحق منهج أهل السنة والجماعة.
    لكنه يوالي عباد القبور ، ويوالي القائلين بوحدة الوجود ، ويوالي منكري صفات الرب - سبحانه وتعالى - ، ويوالي من يضع الأحاديث على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ويوالي من يحرف القرآن عن ظاهره يواليه على إخوانه ؛ فأين دعواه سلوك المنهج السلفي ؟!

    والدعاوى إن لم تقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء

    فانتبه لهذه الوصية يا عبدَ الله ! لزوم العلماء الربانيين الذين ينفون عن كتاب الله – عز وجل - : تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ؛ وهم موجودون – ولله الحمد – وأتباعهم – ولله الحمد – موجودون ؛ لكن نقول : شذت فئة من شبابنا ، وطبلت خلف المطبلين ؛ فنسأل الله أن ينقذهم من هذا الوحل .

    (28:37) الوصية السابعة : التواضع ؛ إذ أن من تواضع لله رفعه ، كثير من المتعالمين إنما أوصلهم إلى ما وصلوا إليه من الغرور إنما هو التعالم ، والتكبر ، والغرور ، والانخداع بما حصل من علم يسير .
    يقول بعض السلف : لا يزال الرجل عالما ما طلب العلم فإذا ظن أنه عَـلِم فقد جهل .
    ومما استفدته من شيخنا الشيخ حماد – رحمه الله تعالى – وهو من مشايخ الدعوة السلفية المباركة على نهج أئمتنا الأفاضل – قديما وحديثا - ؛ قال : إن العلم ثلاثة أنواع :
    علم يورث الكبر .
    علم يورث الخشية .
    علم يورث التواضع .
    ثم فصل – رحمه الله – وبين أن بعض من حصّل علما قليلا ؛ ثم أخذ يتباهى به على الناس ، ويتقعر ، ويتفاصح ، ويختار الكلام الغريب ، ويأتي بغرائب الأمور ، ويخالف في فتاواه ، ويتسرع في الفتوى ، وما إلى ذلك = هذا هو العلم الذي يورث الكبر ، قد يكون عنده شيء من العلم ، لكنه أضاعه بهذا الكبر ، إذا شعر بنفسه أن هذا العلم يجعله يتعاظم على الناس ، ويتكبر ؛ فليتق الله ، وليتبنه إلى أنه وصل إلى مرحلة خطيرة .
    هذا العلم يورث الكبر ، وكثير من أرباب الفضائيات الذين يغتروا بعض الناس = من هذا القبيل ، من هذا القبيل .
    وعلم يورث الخشية : العلم الذي يورث الخشية هو العلم الذي يعمل به صاحبه كلما حصّل علما ، عمل به ، ودعا إليه ، بعد التثبت منه ، والتحقق ، وبعد أن يتتلمذ على العلماء الربانيين ، ويثني الركب عندهم ؛ فهذا العلم يورثه الخشية ، قال الله – تبارك وتعالى - ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) سورة فاطر آية (2 .
    وعلم يروث التواضع : إذا خشي الله ، النتيجة ما هي ؟
    تواضع لعباد الله ، إذا خشي الله تواضع لعباد الله ؛ وهذا مصداق قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( من تواضع لله رفعه ) .
    إذن نحن في الوصية السابعة ماهي ؟
    التواضع ؛ فتواضعوا لله يا طلبةَ العلم ، ويا مسلمون ؛ فإن ذلك يجعل المسلم : صافيَ القلب ، صافيَ النية ، صافيَ المشرب ، يعني يتحرى الحق ، دائما يشعر بأنه مقصر في جنب الله ، يشعر دائما بأنه ما حصل شيئا بالنسبة لغيره من العلماء الربانيين ؛ فيتواضع ، ويستكين لله – عز وجل - ويبلغ على قدر ما أعطاه الله – تبارك وتعالى - ولا يتجاوز حده الذي حدَّ الله له .

    (32:2 الوصية الثامنة : التواصي والتعاون على البر والتقوى ؛ فإن كثرة البعد قد يؤدي إلى بعد القلوب لا سيما في الوقت الذي يزرع فيه بعض المَوْتُورين العداوة والبغضاء بين أهل السنة والجماعة خاصة . إما بالوشايات إما بالإشاعات إما بالأكاذيب إمما بتشويه السمعة ، إما ...
    فالتواصل ؛ تواصل الإخوة وطلبة العلم فيما بينهم ، التعاون على البر والتقوى ، الاجتهاد فيما يرضي الله – سبحانه وتعالى - تذكر أخاك ، أرسل له رسالة ، كلمه ، واصله ، اتصل به إذا طال بينكما العهد ، جدد العهد به ، تفقد أحواله ، سل عنه ؛ فهذا مهم جدا ، مهم وفي غاية الأهمية ، قد يكون البعد يجعله يصدق كلاما يرد إليه : إما من الحساد ، أو من سوء الفهم ، أو من فهم .... والله يا إخوتاه ! أمس الأدنى البارحة ؛ أخبرني أخي المرافق لي الشيخ محمد المحاضر في جامعة طيبة أن طالب علم درسته وأحبه نسب إليّ ما لم أقل ؛ ويقول : أنا سمعته يقول : كذا وكذا !
    لا أدري لعله فهم كلمة فبترها ، أو سمع كلمة فبرتها ....
    فالتواصل والتعاون على البر والتقوى ، والاجتهاد في الاتصال بالمشايخ ، وطلبة العلم فيما بينهم = أمر مهم ، والله – تبارك وتعالى – يقول : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) سورة المائدة آية (2) .
    فلابد من التواصل والتزاور ، وتعلمون أجر من يزور أخاه في الله ، وأن الملائكة تدعو له ؛ وتقول : ولك بمثل .
    يعني القضايا – ما شاء الله - فضل عظيم لمن وفقه الله – تبارك وتعالى – فالتواصي والتعاون على البر والتقوى = أمر مطلوب بين طلبة العلم خاصة ، وبين المسلمين عامة .

    (34:44) الوصية التاسعة : التثبت والتحري وما أدراك ما التثبت والتحري !!
    نحن في عصر الإشاعات الكثيرة قد يكون مصدر بعضها إنترنت ، قد يكون المصدر جريدة وصحيفة ، قد يكون المصدر شريطا وزعه فلان وعلان ، قد يكون المصدر شخصا مغرضا يريد أن يوقع العداوة بين الناس ، قد يكون المصدر وسيلة من وسائل الإعلام ، قد يكون المصدر ظنا ؛ إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث ، والله – تبارك وتعالى – يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) سورة الحجرات آية (12) ، قد يكون المصدر تقصيرا عندي أنا ما استطعت أن أُفـهِـم أخي ما أريد !!
    يعني فلا يتسرع المسلم في تصديق الإشاعات التي تثار ، وقد كثر القيل والقال في هذه المسألة .
    الله – عز وجل – يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) سورة الحجرات آية (6) .
    وقال – مخاطبا الصحابة - : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) سورة النساء آية (94) .
    البعض من الإشاعات قد تكون إلزامات ، قد تكون إلزامات ! فلان قال : كذا وكذا ، إذًا هو يقصد كذا وكذا .
    فلان كتب كذا كذا ، إذن هو يقصد كذا كذا !!
    قد تكون الإشاعة ناتجة عن بتر كلامك ، بُـتـِرَ الكلام واقتصر على كلام ، كقاعدة من يَـقِـفُـون على ( فويل للمصلين ) ولم يقرأ ما بعدها .
    قد يكون السبب ناتجا عن مرض في القلوب ، يحتاج إلى علاج ، والقلوب تصدأ كما يصدأ الحديد .
    والرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول : ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صَـلَحت صَـلَح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ) .
    ألا وإني أوصيكم ونفسي بالعناية بهذه القلوب ، وعلاجها بهدي كتاب الله – عز وجل – وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – وقراءة سيرة السلف الصالح من أمثال كتب مشايخنا : كتب ابن القيم ، وابن تيمة ، وابن عبد الوهاب ، والسعدي ، وغيرهم من المشايخ الذين كتبوا في هذا الباب .
    فإذن الأمر هذا يحتاج إلى وقفة .
    حتى البعض إذا ناصحه أخوه وبـيّـن له مسألة نفر منه !
    قد تكون النصيحة بينه وبينه ! يقول له : يا فلان ! أنت أخي ، المؤمن مرآة أخيه ، فأنا – والله - أخي نصحني في مسألة ، وقال لي : ترى كذا وكذا ، إن كانت النصيحة واردة ، فالحمد لله ، فهذا .. إن كان لي ملحوظة عليها أقول : يا أخي ترى وجهة نظري كيت وكيت ، يسددني وأسدده ، والمؤمنون يكمل بعضهم بعضا ( المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بدمتهعم أدناهم ) .
    أما أن أرتب على شيء وقع في نفسي ، أو في قلبي ، أو وشي إليّ ، أو نقل إليّ ، أو أشيع عندي ، ثم أبدأ أحمل على أخي ، وأزيد الطن بلة ، ثم تتنامى ؛ حتى تصبح كبيرة ، وهي عبارة عن فقاعات ، ولكن تنمو – والعياذ بالله - الشر ينمُّ بسرعة .
    أنا – معليش – أذكر لكم شيئا أشبه ما يكون بالنكتة ، ولسنا في وقت النكت ، ولكن يعني ....
    يقال : إن أحدهم أراد أن يختبر أمَّه فقال لها : أتدرين يا أماه اليوم ، أنا والله – لا مؤاخذة – يعني أتيت ببيضة !!
    يا ابن الحلال كيف ... ؟
    المهم أنني .. فادعي لي الله ما أدري الذي حصل لي .
    راحت وأخبرت جارتها ، والعجوز التي بعدها قالت : بيضتان ، والتي بعدها .. إلى أن أصبحت (100) بيضة !!
    طبعا هو ليس له الحق في امتحان أمه ، لا نقر على مثل هذا ، لكن هذه من الحكايات التي تؤكد – مع أنه عندنا ما يغنينا عنها ، لكن أنا أذكرها على أنها طرفة مثلا - يتنبه إلى خطورة الإشاعات .
    فالجريان وراء الإشاعات يعتبر جريان وراء السراب ، وقد رتب البعض على تلك الإشاعات : الهجر ، والتبديع ، والولاء والبراء !! مصائب عظيمة خطيرة جدا ، وقد تكون لا شيء ، قد تكون وهما ، ومرضا في القلوب ، أو مرضا في النفوس ، فانتبه ياعبدَ الله ! أوصيك ونفسي بالوقوف طويلا عند هذه الأمور .
    البعض منهم يأتيه مثلا – قد يكون خطيبا ، يفعله حتى بعض الخطباء عندنا – شاب طائش ! بقصاصة جريدة ، والله نشر في الجريدة الشيء الفلاني ، والخبر الفلاني ، يصعد على المنبر ويخطب على ضوء ما نشر في هذه الصحيفة !!
    فيعني القضية تتطلب وقفة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) سورة الحجرات آية (12) .
    انتبه ياعبدالله ! لا تلزم أخاك .
    ثم هناك شيء آخر : يا أخي لا تعاتب في كل شيء ،( كلمة غير واضحة ولعلها فهب ) أني أخطأت أنا ، وحصلت مني هفوة !

    إذا كنت في كل الأمور معاتبا // أخاك فلن تلقى الذي لا تعابه
    لماذا لا تكظم ؟!
    لماذا لا تكون من الذين قال الله فيهم ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ) سورة آل عمران آية (134) .
    سبحان الله ! يا أخي حاول أن تتصف بهذه الصفة ، فلان قال فيك الذي قال ، التقي به بوجه طلق ، وانْسَ كل ما قيل ، وعانقه ، وصافحه ؛ حتى تتحاث الذنوب بهذه المصاحفة ، وانسَ هذه الإشاعة التي قيلت ، لاسيما أنتم طلبة العلم ، والسلفيين خاصة ، والمسلمين عامة ، ينبغي أن يتنبهوا لهذه القضايا .
    هل تعلم أنكما إذا تصافحتما تحاث خطايكما ؟ كما أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم - .
    كم من هذا المعنى ؛ الحديث انتبه له ، اجعله نصب عينيك .
    أم أن نفسك قالت لك : هذا الذي لا خير فيه ، تكبر علينا ، وفي قلبه كبر و ... قد يكون ما عنده لا تكبر ، ولا شيء ، يمكن هذا وهم في نفسك ، قد يكون وهما في نفسك .
    فانتبه ! أكسر الحاجز أنت ! ابدأه بالسلام ، ابتدئ السنة ، وبخاصة أن البعض قد اتخذ طريقة في للهجر تختلف عن ضوابط السلف ؛ فيهجر بدون سبب واضح ، يا أخي ! مسائل الهجر ، وقواعد الهجر حددها العلماء ، قد يقع أخوك في مسألة ، ولا ينبغي لك أن تهجره ؛ لئلا يقع في ما هو أعظم ، لا تسْـلمه للأعداء ، انتبه ! تتركه لمن ؟ فتتلقفه الجماعات الأخرى ، هناك ألف جماعة تتحرى ، وأنت مباشرة تعنفه ، وتعابته ، وتصول ، وتجول عليه ، وتكيل له المكايل من الظنون وما إلى ذلك ؛ حتى تنفره ؟!!

    انتبهوا ! لا يفهمني أحد خطأ ، لا يفهمني أحد خطأً !!


    أنا لا أقصد العمل بالموزانات التي يدعو إليها دعاة البدع ؛ يقول : إذا أردت أن ترد على أهل البدع ؛ فأذكر حسناتهم أولا ، لا والله ! هذا مرفوض ، هذا مبدأ فاسد ، ولا أقصد القاعدة الفاسدة التي تقول : ( نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ) لا سيما أنهم طبقوا تحتها حتى أصول الدين – وللأسف ! - .
    وإنما القضية ما هي ؟
    القضية أنني .....
    افرض أن أخي أخطأ ، وصدرت منه كلمة ؛ لماذا لا أذهب إليه ، لماذا لا أبين له ، لماذا لا أرسل إليه من يدعوه إلى الخير ، ويبين له حتى لا نسلمه أعداء منهج أهل السنة والجماعة .
    أنا وقفت عند هذه المسألة – يا إخواني - لأنها - كما يقول الصحفيون - : حديث الساعة ، أو حديث شؤون الساعة .
    فنحن لابد أن نعالج هذه المسألة .
    أيضا هذه قد تجر إلى التسرع في مسألة الجرح والتعديل ، يا إخواني ! هذه لها ضوابط ، يعرفها أهل العلم ، أنا لن أعيدها – الآن – هنا – لكن يرجع فيها إلى العلماء الربانيين ، إلى أهل العلم الكبار .
    فلان وقع في كذا ؛ هو مبتدع ، فلان مشى مع فلان قال : هذا مبتدع ! اتركه عنك .
    فلان ذهب إلى المكان فلاني – على ما قالوا في اللغة العامية - ( اقصروك منو ، لا خليه يروح بس ، ما دام أنو راح مع المبتدع هو مبتدع ) !!
    والله إني وجدت شخصا محسوبا على طلب العلم – زيد من الناس – قال عن أحد إخوانه كلمة ، نقَـل أن فلانا يقول في فلان : كيت وكيت ؛ فلما انتشرت القالة حققنا في الأمر ؛ فأحضر الرجل فقيل له : لماذا تنقل عن أخيك كذا وكذا ؟
    قال : أنا سألته عن مسألة وعرفت – انتبهوا إخواني ! - أنه عندما أجاب أنه يعني فلانا !!
    أشهد أن لا إله إلا الله !
    كيف عرفت ؟
    ظلمتني يا أخي !
    كيف استنتجتَ من أنني أعني فلانا ؟
    ووالله ! ما خطر في قلبي ذلك الرجل الذي أشرت إليه !
    هذه كثير !! مسائل تحتاج إلى وقفة – يا إخوان ! – تحتاج إلى تركيز .
    الآن يتصل بنا وبغيرنا من إخواننا من طلبة العلم ، ومن مشايخنا ؛ يتصل شخص بسماحة المفتي – وفقه الله - أو بمشايخنا الآخرين الشيخ صالح الفوازن ، الشيخ الغديان ، الشيخ صالح اللحيدان ، وغيرهم من مشايخنا ، الشيخ عبد المحسن العباد ، وغيرهم من مشايخنا ، الذكر ليس على سبيل الحصر – بارك الله فيكم – .
    يأتي ويطرح مسألة يقول : يا شيخ ! ما رأيك في كذا ؟
    فيجيب الشيخ جوابا مسدَّدا كاملا موفقا ، بعد قليل يأتي هذا المسكين الذي سأل ؛ فيضيف إلى جواب الشيخ الحكيم الذي هو فصل في المسألة التي سأل عنها ؛ فيجعل عنوانا ( رد الشيخ فلان على فلان من الناس ) !!
    وهو يكذب !
    أولا : أن الشيخ لم يقصد فلانا من الناس ؛ فافترى على الشيخ .
    ثانيا : لا تنطبق المسألة على هذا الذي يزعم أنه يرد عليه .
    ثالثا : فيها كذب وتزوير وسفه وتلبيس .
    رابعا : فيها إشاعة للباطل .
    خامسا : فيها إفساد للقلوب .
    طيب ! الجاهل إذا رأى رد الشيخ فلان – من مشايخنا الكبار الذين نعتز بهم وبالتتلمذ عليهم – رد الشيخ فلان على فلان ؛ ماذا يتصور العامي الذي يقرأ هذا العنوان في مواقع الإنترنت ؟
    خلاص المشايخ اختلفوا !!
    يا سبحان الله !
    ظلم الشيخ ، وظلم المجني عليه – الذي يزعم أنه مردود عليه - ، وظلم نفسه ، وظلم الأمة ؛ بهذا الطرح الفاسد .
    فانتبه يا عبد الله !
    الآن ملآنة الساحة من هذا الموضوع ! ملآنة من هذه الخزعبلات !
    إخواني ! اسمحوا لي أن أطلت في هذه المسألة ؛ لأمر نحن نعاني منه الآن .
    عشرات الأشرطة – الآن – ملئة : رد الشيخ فلان على فلان ، رد الشيخ فلان على فلان ، وكلها – لو حققت – لوجدت أنها من هذا القبيل .
    فانتبه يا عبد الله ! واتق اللهَ ! تذكر الوقوف بين يدي الله ، وعند الله تجتمع الخصوم .
    إذا وقف أمامك الشيخ المستفى ، والشيخ المظلوم ، والأمة التي ظلمتها بهذا الطرح بين يدي الله ، يوم نقف بين يدي الله غرلا بهما ، ليس أمامك إلا ما قدمت ؛ ما جوابك ؛ إذا كان هؤلاء كلهم خصوما لك ؟
    ماذا تقول ؟
    ما هي حجتك ؟
    الدواوين ثلاثة :
    ظلم لا يغفره الله وهو الشرك .
    وظلم تحت مشيئة الله ، وهو ظلم العبد فيما بينه وبين ربه .
    وظلم لا يترك الله منه شيئا ، وهو ظلم العباد فيما بينهم .

    أتدرون من المفلس ؟ يقول النبي – صلى الله عليه وسلم - .
    قالوا : يارسول الله ! المفلس عندنا من لا درهم له ولا متاع .
    قال : لا ! المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصوم وأعمال ، ثم يأتي وقد ظلم هذا ، وشتم هذا ، وسب هذا ، وضرب هذا ؛ فيؤخذ لهذا من حسانته ، ولذاك من حسناته ؛ فإذا فنيت حسناته أخذت من سيئاتهم فطرح عليه ؛ فطرح في النار .
    تذكر يا صاحب الإشاعة ! هذا الموقف .
    تذكر أنه ستخاصمك أمة ، ليس فردا ؛ فيما طرحت ، وفيما نشرت عبر الإنترنت أو عبر بعض الفضائيات .
    ثم من المشكل أنهم إلى الآن يتسمون بأسماء مزورة ، وأسماء مزيفة ، وأسماء كبار ، وفلان الكذا ، وفلان الكذا ، وفلان الكذا .
    مما يزهدني في أرض أندلس // أسماء معتضد فيها ومعتمد
    أسماء مملكة في غير موضعها // كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
    فاتق الله يا عبدَ الله !
    لعلي – قد أكون أثقلت عليكم بالإطالة في هذه المسألة ؛ هذه مسألة خطيرة ، وفي غاية الخطورة .
    ننتقل إلى بقية الوصايا باختصار .



    (51:32) الوصية العاشرة : الأخلاق الطيبة : أخلاق رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، تقول عائشة – رضي الله عنها – كان خلقه القرآن ؛ فتخلقوا بأخلاق القرآن إخواني .
    ( وخالق الناس بخلق حسن )
    ( ألا أنبئكم بأقربكم مني منزلا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ) .
    ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
    مع إخوانك ، مع أهلك ، مع طلبة العلم ، مع المسلمين عامة ، مع غير المسلمين ، مع غير المسلمين .

    (52:22) الوصية الحادية عشرة : التوسط والاعتدال في كل شيء ؛ وهذه أمور قد تحدث عنها فضيلة الشيخ – وفقه الله تعالى - ، لكني أود أن أشير إلى أمر : نحن الآن نعيش بين تيارين :
    تيار الشهوات .
    تيار الشبهات .
    تيار الشهوات : له قنوات تغذيه ، وله جهات تدعمه ، يتمثل في المناداة بحقوق الإنسان ، وحقوق المرأة ، وما ينشر هنا وهناك من أفلام ، وخزعبلات ، وتمثيليات ، ومسرحيات ، وبلاء ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) سورة التوبة آية (32) .
    لكن الشهوات – في نظري – أنها أهون شأنا من الشبهات ؛ لأن الشهوات ينفع فيها الترغيب والترهيب ، لا شك أنها خطيرة ، المعاصي بريد الكفر ، لا نهون من شأنها ، لكن أريد أن تقارنوا بين حديثين عن النبي - صلى الله عليه وسلم – فيما يتعلق بالشهوات والشبهات ، أذكرهما في نهاية الكلمة .
    أما الشبهات فخطورتها أعظم ؛ لأن دعاتها يدعون باسم الدين ، وباسم الإسلام !
    يقـتِّـلون المسلمين ويرون أن هذا جهاد في سبيل الله ، وهو إفساد ، يستحلون دماءَ المسلمين ، وأموالَهم ، والمستأمنين ، والذميين ، والمعاهَدين ويعتبرون هذا جهادا في سبيل الله !
    قد أعطاهم منظروهم من القاعدة في الداخل ، أو المفتين في الخارج ، ممن يعيش بعضهم في بلاد الكفر ، أو في الكهوف أعطوهم مفاتيح الجنة ؛ ليس بينك وبين الجنة إلا أن تقتل رجل الأمن ، ليس بينك وبين الجنة إلا أن تنسف المنشأة الفلانية ، ليس بينك وبين الجنة إلا أن تنسف السوق الفلاني ، ليس بينك وبين الجنة إلا أن تفجر الجسر الفلاني ؛ مثل ما يعطي البابواتُ النصارى صكوكَ الغفران !!

    والله إني سمعتم أحدهم – الذين فجروا في المحيا – سمعت المسكينين اللذَين فجر نفسيهما في ذلك المكان يغنيان – يطلبان الجنة ، ولكن اللحن الذي يلحنانه – كما نشر في الشريط – هو لحن لامرأة فاجرة من المغنيات !!
    يطلبون الجنة ، إلى أن وصلوا إلى أن كبّروا وفعلوا ما فعلوا ! وقتلوا المسلمين الصائمين في ليلة من ليالي رمضان . فلا حول ولا قوة إلا بالله .
    فإذن القضية خطيرة جدا – الشبهات خطيرة :
    فتحريف النصوص .
    لَـيُّ أعناق النصوص .
    الكذب على العلماء ؛ وبالمناسبة : إن أهل الشبهات في هذا العصر – وبخاصة الخوراج - ضموا إلى منهج الخوارج القدامى (( تقية الرافضة )) فكثيرا ما يتلونون ، بل بدأوا يفتونهم بجواز حلق لحاهم ، ولبس الملابس النسائية ، ولبس الملابس الضيقة ، وما إلى ذلك ؛ لأن عندهم الغاية تبرر الوسيلة .
    وأنا وقفت على شريط لأحد المنظرين من الداخل نُـشِـر قبل نحو ست عشرة سنة ؛ قال فيه : إنَّـا قد نضطر في الدعوة إلى الله إلى تطبيق نظرية ( ميكافيلي ! )
    ما هي نظرية ( ميكافيلي ) ؟
    ( الغاية تبرر الوسيلة )
    ما دمت تريد الدعوة إلى الله افعل ما شئت : اقتل ، فجّر ، خرب ، افعل ما شئت ، البس ما شئت ، تجمع الصلوات كلها بعد نصف الليل تصلِّي الصلوات الخمس مع بعضها ؛ نسأل الله العافية والسلامة .
    هذا مما كان يفتي بعضهم بعضا فيه !
    فهذه الشبهات ؛ شبهات خطيرة ، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – في تفسير قول الله – سبحانه وتعالى – : ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ) سورة آل عمران آية (7) ، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في حديث عائشة : فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه ؛ فأولئك الذين سمى الله فاحذرهم .
    ابن القيم – رحمه الله - وارجعوا إلى كتاب ( الفاوائد ) اقرأوا هذه الفائدة ؛ ذكر أن مداخل الشيطان ثلاثة :
    الشهوات .
    والشبهات .
    والغضب .
    ثم ذكر أن أخطرها الشبهات ؛ لأن أصحابها يحسبونها دينا يقربوهم إلى الله ؛ وفي هذا المعنى يقول الإمام مالك – رحمه الله تعالى - : من ابتدع في الدين بدعة يرى أنها حسنة فقد زعم أن محمدا – صلى الله عليه وسلم – قد خان الرسالة ؛ لأن الله – تبارك وتعالى – يقول : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) سورة المائدة آية (3) ؛ فما لم يكن يومئذ دينا ، لا يكون اليوم دينا .
    ونحن أمة وسط ؛ ( إن هذا الدين يسير ، ولن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه فاستعينوا بالغدوة والروحة ، وشيء من الدلجة ) سبحان الله .
    يعني استعينوا بالعبادة وهذا أمر سنتطرق إليه بعد قليل .
    فانتبهوا ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ) سورة البقرة آية (143) .
    ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ) سورة الفاتحة آية (6و7) .
    )
    وقد وضح ذلك وفصله في سورة النساء ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ) سورة النساء آية (69) .
    جعلني الله وإياكم منهم .
    فالإسلام دين وسط : لا وكس ولا شطط .
    أعود إلى ما وعدتكم به من ذكر الحديثين في خطورة الشبهات أكثر من الشهوات .
    الرجل الذي كان يلقب ( حمارا ) واسمه عبد الله ، وكثيرا ما كان يجلد ، فجئ به إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فلعنه أحدُ الحاضرين ؛ فقال – بعد أن جلده - : لا تلعنوه ؛ فإنه يحب الله ورسوله .
    اسمحوا لي أن أقول لكم : تكلمت في مكان ؛ فقال أحد المنظرين لتلك الجماعات : أنت بهذا تهون من شأن !!
    يا أخي ! هذا كلام رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ؛ والله المعاصي خطير ، المعاصي بريد الكفر ، والنبي – صلى الله عليه وسلم – يقول : إن العبد إذا أذنب ذنبا نكت في قلبه نكتة سوداء ؛ فإذا تاب واستغفر صقل قلبه ، فإن زاد = زادت حتى تعلو قلبه ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) سورة المطففين آية (14) .
    المعاصي خطيرة ، لكن مع خطورتها ، فإن الذي يفعلها وهو معترف بذنبه ، وغير مقتنع بما يفعل ، ويسأل الله أن يعصمه = أقل خطرا من أصحاب الأهواء ، من أصحاب البدع ؛ لذلك فإن أصحاب البدع لا يرجعون - إلا من رحم الله – يقول النبي – صلى الله عليه وسلم - : إن الله احتجر التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته .
    وتعرفون قصة الثلاثة الذين عزموا على بعض الأمور ؛ فالنبي – صلى الله عليه وسلم - قال : أما أنا فإني أصوم وأفطر ، وأقوم وأصلي وأنام ، وأتزوج ، ومن رغب عن سنتي فليس مني ) .
    والحديث الذي تقدم لنا ( فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ) .
    يقول في هذا المعنى سفينان الثوري – رحمه الله – إن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ؛ لأن المعصية يتاب منها ، والبدعة لا يتاب منها ) .
    وقد عقد شيخ الإسلام في الفتاوي في الجزء الحادي عشر مقارنة في هذا السبيل ، في هذا الباب ؛ فارجعوا إليه .

    (1:01:34) الوصية الثانية عشرة : العناية بالعبادة يا إخوان ! العناية بالعبادة ، ضعف أمر العبادة ، واشتغل الناس بالقيل والقال ، حتى فيما لا ينفع ، وفي السهر ، و.... و ... و... العبادة عظيمة يا إخوان !
    ( احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، تعرف إلى الله في الرخاء ؛ يعرفك في الشدة ) .
    ولعلكم تعرفون قصة أصحاب الصخرة – أصحاب الغار ، القصة طويلة ؛ عندما سدت الصخرة باب الغار :
    توسل الأول : ببره لوالديه .
    وتوسل الثاني : بعفته ، وبعده عن الحرام .
    وتوسل الثالث : بوفائه بعهده ، و( كلمة غير واضحة ) ؛ فأنجاهم الله – تبارك وتعالى - .
    عند الصباح يحمد القوم السرى .

    والذي يعبد الله كما ينبغي في رعيان شبابه ، وفي قوته ؛ فإن الله يكتب له مثل ذلك بعد أن يعجر ؛ إذا سافر العبد ، أو مرض . كما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي – صلى الله عليه وسلم - : إذا مرض العبدُ ، أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا ، أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
    فالعبادةَ العبادةَ !
    اجعل لنفسك قسطا من الليل يا عبدَ الله ! اجعل لنفسك قسطا من الليل ، ولو قليلا ، ولو نصف ساعة ، تصلي فيها ما تيسر من التهجد ، تقرأ فيها ما تيسر من القرآن ، تعرض لنفحات الله – سبحانه وتعالى – هذا يعالج كثيرا من الأمراض التي تقدم ذكرها .
    عندما ينزل ربُّـنا – سبحانه وتعالى – إلى السماء الدنيا ، فينادي عباده :
    من يسألني فأعطيه ؟
    من يدعوني فأستجيب له ؟
    من يستغفرني فأغفر له ؟

    (1:03:40) الوصية الثالثة عشرة : ملازمة الذكر يا عبدَ الله ! الزم الذكر ؛ تجد عواقبه حميدة ، تجد نفسك تسير في طاعة الله ، مطمئن القلب ، مرتاحَ البال ، مطمئنا في نفسك ، وعليك أن تحفظ من الأذكار الثابتة في كتاب الله – عز وجل – وفي سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعلى رأس ذلك : تلاوة القرآن الكريم .

    (1:04:14) الوصية الرابعة عشرة : يا أخي الكريم : مصاحبة الأخيار ، والبعد عن الأشرار ؛ فإن مصاحبة الأشرار تعدي يقول الله – تبارك وتعالى - : ( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) سورة الأنعام آية (6 .
    ويقول النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( مثل الجليس الصالح والجليس والسوء كحامل المسك ، ونافخ الكير ؛ فحامل المسك : فإما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه ، وإما تجد منه ريحا طيبا ، ونافخ الكير : إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة ) .
    فاللهَ الله َ يا عبد الله ! في مصاحبة الأخيار .

    فرح أنس – رضي الله عنه – يوما بقصة الرجل الذي جاء إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : يارسول الله ! أخبرني عن الساعة ؟
    قال : ماذا أعدت لها ؟
    قال : حب الله ورسوله .
    قال : المرء مع من أحب .
    يقول أنس : فوالله ما فرحنا بشيء مثل فرحنا يومئذ ؛ حيث إنني أحب الله ورسوله ، وأحب أبا بكر وعمر ، أو كما قال – رضي الله عنه - .
    فاخبتر نفسك في المحبة ؛ من تحب ؟
    تحب أهل السنة ؟
    تحب أهل التقوى ؟
    تحب أهل التوحيد ؟
    تحب أهل الطاعة ؟
    تحب أهل الاستقامة الذين يعملون بهدي الكتاب والسنة ؟
    أم أن في قلبك شيئا عليهم ؟
    اختبر نفسك يا عبدَ الله ! اختبر قلبك ، كل منا يختبر قلبه .
    والله المرء مع من أحب ؛ هذا كلام عظيم يا شيخ !
    ولذلك ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : رجلان تحابا في الله ، اجتمعا عليه وافترقا عليه .
    وذكر من حلاوة الإيمان : وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله .
    فانظر من تحب يا عبدَ الله !
    إنني لأعجب لقوم يحبون أهل الأهواء ، ويتعاطفون معهم ، يحبون عباد القبور ، ويفضلونهم على إخوانهم ؛ لأنه ينظِّـر لهم في الجماعة الفلانية أو العلانية .
    تقول له : يا شيخ ! هذا عنده كذا وكذا .
    يقول لك : لا ! هذا ... ما دام هو يدعو إلى إقامة الدولة الإسلامية ، وأنتم جبناء ! ما تعرفون إقامة الدولة الإسلامية !!
    بأي كتاب يريد أن يقيم الدولة الإسلامية ؟! ، بأي كتاب ؟!

    المؤسس لهم نفسه يقول : أقيموا دولة الإسلام في نفوسكم تقم لكم في بلادكم ، فلو أنهم طبقوا الكلام الذي قاله مؤسسهم ، وهو من أصحاب الطرق الصوفية – وللأسف ! – لكن مع هذا كله نجد بعض أهل التوحيد ، الذين ترعرعوا في بلاد التوحيد ، ودرسوا التوحيد ، وتشربوه ، ونشأوا عليه منذ أن كانوا في المحاضن والروضات ؛ إذا بهم يتنكرون للتوحيد ، ويتنكرون لمن يدعو إلى التوحيد ، ويوالون هذه الأقوام ، أحدهم – يوما من الأيام – يشيد بشخص يدعو إلى الشرك ، شخص له أشرطة توزع – الآن – له أشرطة ، اسمحو لي أن أصرح باسمه ؛ وهو الجفري !! سمعته بأذنَيَّ هاتين يدعو إلى الشرك المعلن في أشرطة كثيرة ، ومع هذا ضحك على بعض إخواننا في بعض الأماكن ؛ فتسبب في بلبلة في تلك البلاد ، وغير بعض ثوابتهم ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) سورة الرعد آية (11) .

    هذا من دعاة الشرك – الآن - يدعو علنا إلى الشرك ، فانتبهوا يا إخوان ! انتبهوا !

    المشكلة أن حبك الشيء يعمي ويصم ؛ البعض يقرأ – مثلا – دعوتهم للشرك ؛ يقول لي - والله - : أنا سمعت أشرطته من أولها إلى آخرها كلها تدعو إلى التآلف ، والمحبة ، والإخوة ، .. و ... و...
    كما سمعتم القاعدة التي ذكرها شيخنا وأخونا الشيخ حسين آل الشيخ – وفقه الله تعالى – القضية ليست قضية محبة بالعواطف ، القضية قضية دين ، دين ! فاعرفوا عمن تأخذون دينكم ؛ اعرفوا عمن تأخذون العلم الشرعي ، اعرفوا من تستفتون .
    والله يا إخوان ! أنا أقترح أن توزع بالذات الجواب على مسألة - المحاضرة كلها – ولكن مسألة الفتوى أقترح أن تطبع بالملايين ، وتوزع في أرجاء العالم الإسلامي كافة – إن شاء الله تعالى - .
    فانتبهوا يا إخوان ! الفتوى خطيرة جدا ؛ الصحابة يتدافعون الفتوى ، كل منهم يحيل للآخر ، وهم علماءُ ، ونحن نتسابق إليها .
    إياكم وبعض المفتين الذين يظهرون في الفضائيات ! يكفي أنهم أباحوا الربا ، وأباحوا الغناء ، وأباحوا الاختلاط ، وأباحوا توريث المسلم من غير المسلم ، والعكس ، وأباحوا وحدة الأديان ، وأباحوا ، وأباحوا ، وأباحوا .. ماذا تعد ؟!!
    مع هذا يعدون – في نظر بعض الناس - من العلماء الكبار ! - والعياذ بالله - .
    انتبه يا عبدَ الله ! واعرف عمن تأخذ دينك .
    هذه انطلقنا إليها من الوصية الأخيرة : مصاحبة الأخيار .
    انتبه !
    ويترتب عليها – أيضا – سؤال الأخيار ، سؤال أهل العلم ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) سورة النحل (43) وسورة الأنبياء آية (7) .
    والله يا إخواننا علماؤنا أشرعوا بيوتهم للفتوى ، هذا شيخنا سماحة المفتي – الآن – يوم الخميس كله لطلبة العلم بأكمله ، فضلا عن استقباله في دار الإفتاء ، وفي نور على الدرب ، وفي ، وفي ...
    لا نسمع كلام الناعقين الذين يقولون : إنهم لا ينزلون إلى الأمة في الساحة ، لا ينزلون إلى الشباب في الساحة !!
    هذا ظلم ، ظلم ، ظلم ، انتبه يا عبدَ الله ! ظلم .
    نحن لا ندعي الكمال لأحد ؛ العصمة للرسل – عليهم الصلاة والسلام - لكن والله ! علماؤنا بذلوا كل ما يستطيعون ؛ فاجتهدوا في ملازمتهم ، والأخذ عنهم .

    لعلي أختم بوصية أخيرة وهي :

    (1:11:19) الوصية الخامسة عشرة : الحق واحد أو متعدد ؟
    واحد أنى وجده المسلم اتبعه ، فالقاعدة التي تقول : إن الحق يتعدد قاعدة فاسد ، أو يقول : كل مجتهد مصيب ، هذه قاعدة فاسدة .
    المجتهد فعلا – كما ذكر أخي ما نحتاج أن نعيد المسألة - إن اجتهد فأصاب فله أجران ، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر ، مع كونه مؤهلا ، إذا كان مؤهلا ، أما المتطفلون على الاجتهاد ، وأدعياء الاجتهاد ، والرويبضة هؤلاء يجب أن نحذر ، وأن نكون على بينة من أمرنا ، وأن نعرف الحق ؛ الحق عليه نور ، الحق أبلج ، والباطل لجلج ، الحق الذي يستند إلى الدليل الشرعي ، والله عليه نور من الله ( لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) سورة آية (37) .
    إخوتي وأحبتي في الله ! الوصايا تتزاحم – والله !- في ذهني ؛ ولكني أشعر أنني قد أطلت عليكم ، لا سيما عند الوصية التاسعة ؛ فتحملوني في هذا .
    وأصيكم ونفسي في الختام بتقوى الله – جل وعلا - والجد والاجتهاد في طلب العلم النافع ، والعمل الصالح .
    أسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى ، وصفاته العلى أن يرزقني وإياكم الاستقامة على طاعته ، والعمل بما يرضيه ، وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع ، والعمل الصالح .
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .




    (( الأسئلة ))

    كلام من المقدم فيه : شكره للمشايخ وللمرافقين لهم وما شابه ذلك .

    ثم قال : يقول فضيلة الشيخ : أرجو تعليقكم على قول الإمام أحمد : أحب أهل السنة على ما كان منهم ؟
    الجواب : الكمال لله والعصمة لرسل الله عليهم الصلاة والسلام ، فالمسلم صاحب السنة يُـحَـب على ما كان منه ، يعني وإن وجد منه تقصير ، ومن ( أظنها قال : النصائح ) التي ربما تسمعونها - إن شاء الله - في المخيم الآخر - إن يسر الله لي مجيئا - مسألة الولاء والبراء سأبين مسألة تتعلق بهذا السؤال ، وهي أن المسلم قد يوالى من جانب ويكره من جانب آخر ، أو قد توجد فيه صفة تستحق الولاء ، والتأييد والنصرة ، بينما توجد فيه صفة أخرى ، قد يعني تؤخذ عليه ، ويكره فيه هذا الجانب ، فالولاء من جانب ... فيحب بقدر ما - كما قال أهل العلم -ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلام جميل في هذه المسائل - : يحب على قدر ما فيه من خير ، ويكره على قدر ما فيه من شر .
    بخلاف الذين يفسرون الولاء بغير ( كلام غير واضح ) في هذه الأزمنة ، وهذا سيأتي بينانه - إن شاء الله تبارك وتعالى - .

    فالذي يلتزم السنة - ولو كان عنده شيء من التقصير - تحبه على قدر ما عنده من سنة ، ولا تخذله ، ولا تُـسْـلِـمْـهُ للأعداء ؛ لأنه صدر منه كيت وكيت ، وإنما ناصحه وتعاهده ، واتصل به وبين له الحق ، وبين له تقصيره ، ولا تُـسْـلِـمْـهُ إلى غيرك . هذا المقصود .

    هذا سؤال من الإنترنت يقول : فضيلة الشيخ ! نريد منكم وصية للسلفيين المقيمين في بلاد الكفر ، ومع هذه ( كلمتان غير واضحتين ) وجزاكم الله خيرا ؟

    الجواب : هذا السؤال ذكرني بشيء ، بعض الإخوة في الأقليات الإسلامية الموجودة في بلاد الكفار – أنا أقول : البعض ، لا أقول : الكل ، دّبَّ بينهم الخلاف والتصارع على الأشخاص .
    فكثيرا ما يتصل بنا من تلك الدول ولا هم لهم إلا التصارع على رموز معينة وعلى أشخاص معينين ، وقد يكون ثمة شيء من سوء التفاهم بين بعض المشايخ ، وكلاهما فيه خير ؛ فتنعكس سلبا بسبب ( الإنترنت ) وللأسف ! وما يحويه من : إثارات وأباطيل وإشاعات ، وتضخيم ، وما إلى ذلك ؛ فتضخم الأمور ، وتنعكس سلبا حتى على المسليمن في البلاد غير المسلمة .
    أوصيهم ونفسي بتقوى الله أولا ، ثم الجد والاجتهاد في العلم الشرعي الذي – كما قلت في أول المحاضرة - : يوصلك إلى أمرين عظيمين :
    1 - أن تعبد الله على بصيرة .
    2 – وأن تكون مشعل هداية .
    فبالعلم تفرق بين الأمور : بين الحلال والحرام ، بين التوحيد والشرك .. إلى آخره .
    ثم أوصيك ثالثا : إذا أشكل عليك أمر ، أو وجدت من يتصارعون على أمر ؛ فعليك أن ترجع للعلماء الكبار ؛ فالذي تجده يؤيده العلماء الربانيون ؛ فاعلم أنه هو الذي معه الحق – إن شاء الله - ، والذي يخالف منهجهم ورأيهم ؛ فهو الذي غير هدى .
    فبهذا المقياس – بإذن الله – تستطيع أن تصل إلى الخير ، واجتهد ، وخذ أشرطة العلماء الكبار ، وكتبهم ، وادرسها ، واكتب لهم كتابة فيما أشكل من المسائل العظام ، هناك كتاب يا إخواني ينبغي لطلبة العلم أن يقتنوه في الداخل والخارج كتاب ( الفتاوى المهمة في المسائل المدلهمة ) ينبغي أن يقتنى هذا الكتاب ، ففيه بيان مسلك علمائنا – حفظهم الله – في قضايا الأمة .
    وكما أشار فضيلة الشيخ : بأن قضية فقه الواقع ، والله ! الذي يعلمه علماؤنا ، وليس علماء القصاصات والأشرطة والمجلات .
    الوصية السادسة عشرة : لعلي تذكرت وصية فاتتني يا إخوان ! الكتب والأشرطة التي في الساحة أكثرها - بل جلها - على غير منهج أهل السنة والجماعة .
    إما أن يدعو إلى الخروج والتهييج ، أو إلى بعض الرذائل ، تجده إما يدعو إلى رذيلة ، أو يدعو إلى شبهة تفوق في خطورتها هذه الرذيلة .
    ليس كل ما في الساحة سليم : من الأشرطة ، والكتب التي توزيع هنا وهناك ، في بعض الأماكن ، وتباع في مكتباتنا ، وتنشر .
    الكثير منها يحتوى على تأسيس – أو على تقعيد - لمنهح فاسد ، فسد به كثير – أو البعض - من شباب الأمة .
    فانتبهوا لهذا الخطر ، هو يدخل في مسألة التثبت التي أشرت إليها في إحدى الوصايا .
    وفقني الله وإياكم لكل خير ، وأستميحكم عذرا ، لعل لأخي الشيخ محمد بن رمزان الهاجري – وفقه الله - الذي نسأل الله – تبارك وتعالى – أن يوفقني وإياه : له جهود مباركة في الداخل والخارج ، في زيارة طلاب العلم ، وتبصير إخوانه في كل مكان ، فقد رافقته في داخل المملكة وخارجها ، وأعرف أنه لا يريد أن أبوح بهذا الكلام ، ولكن الحق يذكر لأهله ، ومن باب أن تدعوا له بالتسديد ؛ لأنه موفق في دعوته على منهج مشايخنا وعلمائنا الأفاضل .
    وفق الله الجميع لما فيه رضاه .
    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
    انتهت المحاضرة

    ثم فيه ثناء من أحدهم على محاضرة الشيخ .

    تنبيه :
    قمت بوضع اسم السورة ورقم الآية التي ذكرها الشيخ .
    قد يذكر الشيخ لفظة ( الوصية ) وقد لا يذكرها ؛ لذا وضعت لفظة ( الوصية ) أمام كل وصية ذكرها الشيخ .

    فرغه وطبعه ونسقه أبو عبد الخالق أشرف السلفي .






    مـــن هـنـا حمل الشريط على ملف وورد




    أشرف السلفي






    .
يعمل...
X